وأخيرا ، فان على المخبر ( الصحفي ) أن يتخذ قراره حول الشكل ، بكلمة أخرى ، أن يحدد الصيغة التي سوف يستخدمها في نقل معلوماته ، وأي تركيب وأسلوب سوف يستخدم ، وحجم المعلومات التي سوف ينقلها . الخ
ان عمليتي الاختيار وتحديد الشكل ضروريتان طالما اننا دائما الى تحقيق هدف معين من الاعلام ، وطالما انه من المستحيل ان نخبر كل شخص عن كل شيء نعرفه . ويمكن تشبيه هذه الحالة بالشكل الشائع للاعلام وهو النقاش والحديث. ففي الحديث ايضا نسعى الى تحقيق اهداف محددة ، وذلك بالرغم من اننا قد لا ننتبه الى ذلك تماما. فنحن اما اننا نريد من الشخص الآخر ان يعطينا شيئا ما ، او ان يذهب الى مكان ما معنا ، أو أن يقف الى جانبنا بصدد قضية معينة ، أو اننا نريد منه أن يغير رأيه أو أن يبدي اعجابه بجرأتنا ، أو أننا فقط نريد أن نجعله مرحا ... الخ . اذن كل اعلام هو اعلام هادف . فالمرء يقوم باختيار موضوعات حديثه مع شخص ما ، كما يحدد التفاصيل التي يعتقد انها ستكون مفيدة له أو للشخص الآخر ، أو للأثنين معا .
كذلك ، اذا ما راقب المرء نفسه عامدا ، فانه لابد اختيار التفاصيل وتحديد شكل الاعلام يتوقفان على شخصية الانسان الآخر . فالشؤون الخاصة مثلا يتحدث فيها المرء مع صديق حميم ، ومع شخص محترم لا بد من الحديث بطريقة محترمة . الخ . وهذا ما يوضح أن الاختيار وتحديد شكل المعرفة التي يجب أن تتحول الى اعلام يتوقفان على العلاقات القائمة بين المخبر والمستقبل ...
يمكن تعريف الاعلام على النحو التالي :
الاعلام الاجتماعي هو نقل الافكار ( المعرفة ) الى الأفراد الآخرين بهدف التأثير عليهم بشكل محدد ، وتتم هذه العملية عبر اللغة أو أية وسيلة أخرى .
وصلنا الى نتيجة مفادها أن الانسان يسعى الى تحقيق غاية معينة خلال الاعلام. والاعلام الصحفي قطعا لا يمكن استبعاده من هذه النتيجة . ولكن من الذي يحدد الغاية أو الهدف ؟ ومن الذي يحدد شروط الهدف ؟ ثمة جذور عميقة للهدف ضاربة في الموقع الاجتماعي للفرد . قد يرغب المصرفي في توسيع استثماراته المالية ، والمزارع في زيادة عدد قطيعه ، والتاجر في شراء بضاعة أرخص ليدافع عن مصالحه ضد المنافسة القوية ، اما الفلاحون الصغار فقد يريدون ضم أراضيهم الى بعضها لكي يستفيدون من الزراعة على النطاق الواسع . . . الخ . ان الموقع الطبقي هو العامل الأقوى في تحديد أهداف الفرد . كما أن أهداف الفرد تشكل نفسها بشكل محدد أكثر فأكثر كلما ازداد وعي الفرد بموقعه الموضوعي في المجتمع .
ليتذكر الصحفي بعض حوادث الفشل في بداية حياته الصحفية قد يكون هذا الصحفي قد رغب أن يعرض على رئيس التحرير قصة يراها مناسبة وأساسية ، ولكن رئيس التحرير قال له أنه لا ينشرها . أو أن هذا الصحفي قد أراد أن يحدث تغييرا جذريا في بنية التحرير ، وأن محاولته هذه قد رفضت . ان مثل حالات الفشل هذه ، لا بد أن تكون قد دفعت هذا الصحفي لأن يكون أكثر وعيا بموقعه الموضوعي، و أن تكون قد ساعدته على أن أكثر . كأن يكون قد الأشياء بشكل أعمق ، أو أن يغير أساليبه ... الخ .
ايضا ، لنتذكر ظهور الصحافة . عندما أصبح البورجوازيون الأوائل واعين لحقيقة أن ليس باستطاعتهم تطوير قوى انتاجهم بسبب النظام الاقطاعي ، وعندما وعوا حقيقة أنهم طبقة ، وأن طبقتهم هي الطبقة الأقوى اقتصاديا من بين الطبقات المضطهدة ( بفتح الهاء ) ، فقد حددت أهدافهم نفسها بشكل أوضح فأوضح ، الى أن قادوا الطبقات المضطهدة للقضاء على النظام الاقطاعي. لقد عبروا عن أهدافهم بشكل أكثر تحديدا في صحافتهم ، وذلك كلما أصبحوا أكثر معرفة ووعيا بوضعهم الفعلي وبمسؤوليتهم في المجتمع .
يوضح هذا المثال في ذات الوقت : أن هدف الاعلام الاجتماعي لا يتحدد في المقام الاول بفعل الغايات الموضوعية ، ولكن بفعل الشروط ( الظروف ) التي توجد بشكل موضوعي ( أي بشكل خارج عن ارادة الفرد) في المجتمع . ان السلوك الموضوعي للمخبر هو أن عليه أن يعني هذه الشروط الموضوعية الموجودة .
قلنا أنه بالاضافة الى المعرفة ، فان الهدف ايضا يحدد محتويات الاعلام ومضمونه وخاصة ما يتعلق باختيار الموضوعات وتحديد تفاصيلها وشكل تقديمها . لنعد الى مخططنا السابق ونسأل : أين الهدف في هذا المخطط ؟
لقد قررنا أن الأساس الذي تقوم عليه أهداف الناس هو وضعهم وموقعهم في المجتمع، كما أن هذه الأهداف تعتمد وتتوقف أيضا على العلاقات القائمة ما بين هؤلاء الناس . عندما رسمنا خطا في مخططنا السابق قلنا أن « المخبر » و « المستقبل » ، وبتعبير بالغ الدقة، ينتميان الى المجتمع ، الى الواقع الموضوعي ، وأن كلا منهما يرتبط بالمجتمع من خلال
ممارسته ، أو بكلمات أخرى ، من خلال موقعه في المجتمع ، وعلاقاته بالمجتمع . ومن ناحية أخرى ، لقد قام ( المخبر ) بتلقي معارف كثيرة وخزنها في ذهنه ( معرفة مخزنة ) . ويشكل لديه موقعه الاجتماعي وعلاقاته ومعارفه المكدسة آراء ووجهات نظر محددة . ان منظومة الآراء الموجودة في ذهن المرء هي التي نسميها ه الموقف من العالم . ( يتوقف تحديد موقف المرء من العالم في المقام الأول على الدرجة التي يعني فيها هذا المرء لموقعه الحقيقي في المجتمع . ).
الحاجة الاعلامية :
لدى كل انسان حاجة الى المعرفة . ولكنه لا يستطيع أن يحصل على كافة المعارف التي يحتاجها من خلال الدراسة المباشرة للواقع الموضوعي. اذا ما فعلنا ذلك ، كان علينا أن نوجد مرة ثانية كافة المعارف التي كانت الأجيال السابقة قد توصلت اليها وأوجدتها . وسوف يكون هذا مستحيلا بالنسبة للفرد . ولكن ، ولحسن الحظ ، ورثنا مخزنا من المعرفة عن أجدادنا ، الذين نقلوا الينا معارفهم ومهاراتهم ، وأوصلوا الينا شفهيا أو الكتب كافة المعارف التي توصلوا اليها . وأصبح يتوقف علينا وحدنا ما اذا كنا سنبني طبقة جديدة في بناء المعرفة ، طبقة تضم معارف أعلى ، وترتفع فوق المخزن الذي ورثناه .
كم يبلغ عدد المهارات التي اكتسبها الجنس البشري خلال الخمسين سنة الأخيرة ؟ من بناء الطائرات الى بناء السفن الفضائية ، ومن معرفة بنية الذرة ، الى الاستفادة العملية من الطاقة الذرية من الحياة في مجتمعات رأسمالية واستعمارية الى بناء مجتمعات اشتراكية ، من الراديو الى التلفزيون . .. الخ
ان الجنس البشري هو الوحيد الذي يملك وتيرة التطور السريع هذه، ومرد ذلك العمل والتفكير والاعلام . ولا يمكن العثور على مثل هذا التطور السريع في الكواكب الأخرى أو لدى الحيوانات.
كما قلنا سابقا ، ان الحاجة ( الطلب على ) الى المعرفة ، هي ايضا الحاجة الى الاعلام ، وذلك لأنه من خلال الاعلام يمكن أن نحصل على معرفة مركزة ومتطورة ، وأن الاعلام يستطيع ان ينشر المعرفة ويوصلها الى أناس كثيرين في ذات الوقت ، ان استاذا جامعيا واحدا على سبيل المثال ، قد يستطيع تدريس مئات الطلاب دفعة واحدة ، ولكن صحفيا واحدا يستطيع أن يخبر ملايين القراء أو المستمعين في ذات الوقت ولكن ، وبعد كل شيء ، لماذا يسعى الانسان الى اكتساب المعرفة والحصول عليها ؟ ولماذا يمتلك الحاجة ( الطلب ) الى الاعلام ؟ وما هي اهدافه من هذه الحاجة ؟ يقول البعض ، أن ذلك يعود الى حب الاستطلاع الانساني ، ويشير آخرون الى فرح الانسان من جراء حصوله على المعرفة، كما يتحدث آخرون عن القوى المقدسة التي تأمرنا بأن نبحث عن المعرفة والاعلام .
ولكن القوة الدافعة للحصول على المعرفة والاعلام هي مرة أخرى الممارسة . كي يحافظ الإنسان على نفسه حيا، عليه أن ينتج ، وكي ينتج يجب أن يعرف الطبيعة. وبالتالي فهو يحتاج الى معرفة خصائص وقوانين الطبيعة ان هذه الحاجة العملية هي التي تدفعه لدراسة بيئته والتعرف عليها . ولكي يحسن ن الناس معيشتهم ، توصلوا إلى تقسيم أفضل للعمل . ان كل جماعة من الناس تعمل في أية حرفة أو اختصاص بحاجة الى معارف ومعلومات عن المجال الذي تعمل فيه . وبما أن كل مهنة مرتبطة .
ان عمليتي الاختيار وتحديد الشكل ضروريتان طالما اننا دائما الى تحقيق هدف معين من الاعلام ، وطالما انه من المستحيل ان نخبر كل شخص عن كل شيء نعرفه . ويمكن تشبيه هذه الحالة بالشكل الشائع للاعلام وهو النقاش والحديث. ففي الحديث ايضا نسعى الى تحقيق اهداف محددة ، وذلك بالرغم من اننا قد لا ننتبه الى ذلك تماما. فنحن اما اننا نريد من الشخص الآخر ان يعطينا شيئا ما ، او ان يذهب الى مكان ما معنا ، أو أن يقف الى جانبنا بصدد قضية معينة ، أو اننا نريد منه أن يغير رأيه أو أن يبدي اعجابه بجرأتنا ، أو أننا فقط نريد أن نجعله مرحا ... الخ . اذن كل اعلام هو اعلام هادف . فالمرء يقوم باختيار موضوعات حديثه مع شخص ما ، كما يحدد التفاصيل التي يعتقد انها ستكون مفيدة له أو للشخص الآخر ، أو للأثنين معا .
كذلك ، اذا ما راقب المرء نفسه عامدا ، فانه لابد اختيار التفاصيل وتحديد شكل الاعلام يتوقفان على شخصية الانسان الآخر . فالشؤون الخاصة مثلا يتحدث فيها المرء مع صديق حميم ، ومع شخص محترم لا بد من الحديث بطريقة محترمة . الخ . وهذا ما يوضح أن الاختيار وتحديد شكل المعرفة التي يجب أن تتحول الى اعلام يتوقفان على العلاقات القائمة بين المخبر والمستقبل ...
يمكن تعريف الاعلام على النحو التالي :
الاعلام الاجتماعي هو نقل الافكار ( المعرفة ) الى الأفراد الآخرين بهدف التأثير عليهم بشكل محدد ، وتتم هذه العملية عبر اللغة أو أية وسيلة أخرى .
وصلنا الى نتيجة مفادها أن الانسان يسعى الى تحقيق غاية معينة خلال الاعلام. والاعلام الصحفي قطعا لا يمكن استبعاده من هذه النتيجة . ولكن من الذي يحدد الغاية أو الهدف ؟ ومن الذي يحدد شروط الهدف ؟ ثمة جذور عميقة للهدف ضاربة في الموقع الاجتماعي للفرد . قد يرغب المصرفي في توسيع استثماراته المالية ، والمزارع في زيادة عدد قطيعه ، والتاجر في شراء بضاعة أرخص ليدافع عن مصالحه ضد المنافسة القوية ، اما الفلاحون الصغار فقد يريدون ضم أراضيهم الى بعضها لكي يستفيدون من الزراعة على النطاق الواسع . . . الخ . ان الموقع الطبقي هو العامل الأقوى في تحديد أهداف الفرد . كما أن أهداف الفرد تشكل نفسها بشكل محدد أكثر فأكثر كلما ازداد وعي الفرد بموقعه الموضوعي في المجتمع .
ليتذكر الصحفي بعض حوادث الفشل في بداية حياته الصحفية قد يكون هذا الصحفي قد رغب أن يعرض على رئيس التحرير قصة يراها مناسبة وأساسية ، ولكن رئيس التحرير قال له أنه لا ينشرها . أو أن هذا الصحفي قد أراد أن يحدث تغييرا جذريا في بنية التحرير ، وأن محاولته هذه قد رفضت . ان مثل حالات الفشل هذه ، لا بد أن تكون قد دفعت هذا الصحفي لأن يكون أكثر وعيا بموقعه الموضوعي، و أن تكون قد ساعدته على أن أكثر . كأن يكون قد الأشياء بشكل أعمق ، أو أن يغير أساليبه ... الخ .
ايضا ، لنتذكر ظهور الصحافة . عندما أصبح البورجوازيون الأوائل واعين لحقيقة أن ليس باستطاعتهم تطوير قوى انتاجهم بسبب النظام الاقطاعي ، وعندما وعوا حقيقة أنهم طبقة ، وأن طبقتهم هي الطبقة الأقوى اقتصاديا من بين الطبقات المضطهدة ( بفتح الهاء ) ، فقد حددت أهدافهم نفسها بشكل أوضح فأوضح ، الى أن قادوا الطبقات المضطهدة للقضاء على النظام الاقطاعي. لقد عبروا عن أهدافهم بشكل أكثر تحديدا في صحافتهم ، وذلك كلما أصبحوا أكثر معرفة ووعيا بوضعهم الفعلي وبمسؤوليتهم في المجتمع .
يوضح هذا المثال في ذات الوقت : أن هدف الاعلام الاجتماعي لا يتحدد في المقام الاول بفعل الغايات الموضوعية ، ولكن بفعل الشروط ( الظروف ) التي توجد بشكل موضوعي ( أي بشكل خارج عن ارادة الفرد) في المجتمع . ان السلوك الموضوعي للمخبر هو أن عليه أن يعني هذه الشروط الموضوعية الموجودة .
قلنا أنه بالاضافة الى المعرفة ، فان الهدف ايضا يحدد محتويات الاعلام ومضمونه وخاصة ما يتعلق باختيار الموضوعات وتحديد تفاصيلها وشكل تقديمها . لنعد الى مخططنا السابق ونسأل : أين الهدف في هذا المخطط ؟
لقد قررنا أن الأساس الذي تقوم عليه أهداف الناس هو وضعهم وموقعهم في المجتمع، كما أن هذه الأهداف تعتمد وتتوقف أيضا على العلاقات القائمة ما بين هؤلاء الناس . عندما رسمنا خطا في مخططنا السابق قلنا أن « المخبر » و « المستقبل » ، وبتعبير بالغ الدقة، ينتميان الى المجتمع ، الى الواقع الموضوعي ، وأن كلا منهما يرتبط بالمجتمع من خلال
ممارسته ، أو بكلمات أخرى ، من خلال موقعه في المجتمع ، وعلاقاته بالمجتمع . ومن ناحية أخرى ، لقد قام ( المخبر ) بتلقي معارف كثيرة وخزنها في ذهنه ( معرفة مخزنة ) . ويشكل لديه موقعه الاجتماعي وعلاقاته ومعارفه المكدسة آراء ووجهات نظر محددة . ان منظومة الآراء الموجودة في ذهن المرء هي التي نسميها ه الموقف من العالم . ( يتوقف تحديد موقف المرء من العالم في المقام الأول على الدرجة التي يعني فيها هذا المرء لموقعه الحقيقي في المجتمع . ).
الحاجة الاعلامية :
لدى كل انسان حاجة الى المعرفة . ولكنه لا يستطيع أن يحصل على كافة المعارف التي يحتاجها من خلال الدراسة المباشرة للواقع الموضوعي. اذا ما فعلنا ذلك ، كان علينا أن نوجد مرة ثانية كافة المعارف التي كانت الأجيال السابقة قد توصلت اليها وأوجدتها . وسوف يكون هذا مستحيلا بالنسبة للفرد . ولكن ، ولحسن الحظ ، ورثنا مخزنا من المعرفة عن أجدادنا ، الذين نقلوا الينا معارفهم ومهاراتهم ، وأوصلوا الينا شفهيا أو الكتب كافة المعارف التي توصلوا اليها . وأصبح يتوقف علينا وحدنا ما اذا كنا سنبني طبقة جديدة في بناء المعرفة ، طبقة تضم معارف أعلى ، وترتفع فوق المخزن الذي ورثناه .
كم يبلغ عدد المهارات التي اكتسبها الجنس البشري خلال الخمسين سنة الأخيرة ؟ من بناء الطائرات الى بناء السفن الفضائية ، ومن معرفة بنية الذرة ، الى الاستفادة العملية من الطاقة الذرية من الحياة في مجتمعات رأسمالية واستعمارية الى بناء مجتمعات اشتراكية ، من الراديو الى التلفزيون . .. الخ
ان الجنس البشري هو الوحيد الذي يملك وتيرة التطور السريع هذه، ومرد ذلك العمل والتفكير والاعلام . ولا يمكن العثور على مثل هذا التطور السريع في الكواكب الأخرى أو لدى الحيوانات.
كما قلنا سابقا ، ان الحاجة ( الطلب على ) الى المعرفة ، هي ايضا الحاجة الى الاعلام ، وذلك لأنه من خلال الاعلام يمكن أن نحصل على معرفة مركزة ومتطورة ، وأن الاعلام يستطيع ان ينشر المعرفة ويوصلها الى أناس كثيرين في ذات الوقت ، ان استاذا جامعيا واحدا على سبيل المثال ، قد يستطيع تدريس مئات الطلاب دفعة واحدة ، ولكن صحفيا واحدا يستطيع أن يخبر ملايين القراء أو المستمعين في ذات الوقت ولكن ، وبعد كل شيء ، لماذا يسعى الانسان الى اكتساب المعرفة والحصول عليها ؟ ولماذا يمتلك الحاجة ( الطلب ) الى الاعلام ؟ وما هي اهدافه من هذه الحاجة ؟ يقول البعض ، أن ذلك يعود الى حب الاستطلاع الانساني ، ويشير آخرون الى فرح الانسان من جراء حصوله على المعرفة، كما يتحدث آخرون عن القوى المقدسة التي تأمرنا بأن نبحث عن المعرفة والاعلام .
ولكن القوة الدافعة للحصول على المعرفة والاعلام هي مرة أخرى الممارسة . كي يحافظ الإنسان على نفسه حيا، عليه أن ينتج ، وكي ينتج يجب أن يعرف الطبيعة. وبالتالي فهو يحتاج الى معرفة خصائص وقوانين الطبيعة ان هذه الحاجة العملية هي التي تدفعه لدراسة بيئته والتعرف عليها . ولكي يحسن ن الناس معيشتهم ، توصلوا إلى تقسيم أفضل للعمل . ان كل جماعة من الناس تعمل في أية حرفة أو اختصاص بحاجة الى معارف ومعلومات عن المجال الذي تعمل فيه . وبما أن كل مهنة مرتبطة .
تعليق