عناصر ومراحل تطور عملية الاعلام الاجتماعي ٦_a .. كتاب دراسات نظرية في علم الصحافة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عناصر ومراحل تطور عملية الاعلام الاجتماعي ٦_a .. كتاب دراسات نظرية في علم الصحافة

    وأخيرا ، فان على المخبر ( الصحفي ) أن يتخذ قراره حول الشكل ، بكلمة أخرى ، أن يحدد الصيغة التي سوف يستخدمها في نقل معلوماته ، وأي تركيب وأسلوب سوف يستخدم ، وحجم المعلومات التي سوف ينقلها . الخ

    ان عمليتي الاختيار وتحديد الشكل ضروريتان طالما اننا دائما الى تحقيق هدف معين من الاعلام ، وطالما انه من المستحيل ان نخبر كل شخص عن كل شيء نعرفه . ويمكن تشبيه هذه الحالة بالشكل الشائع للاعلام وهو النقاش والحديث. ففي الحديث ايضا نسعى الى تحقيق اهداف محددة ، وذلك بالرغم من اننا قد لا ننتبه الى ذلك تماما. فنحن اما اننا نريد من الشخص الآخر ان يعطينا شيئا ما ، او ان يذهب الى مكان ما معنا ، أو أن يقف الى جانبنا بصدد قضية معينة ، أو اننا نريد منه أن يغير رأيه أو أن يبدي اعجابه بجرأتنا ، أو أننا فقط نريد أن نجعله مرحا ... الخ . اذن كل اعلام هو اعلام هادف . فالمرء يقوم باختيار موضوعات حديثه مع شخص ما ، كما يحدد التفاصيل التي يعتقد انها ستكون مفيدة له أو للشخص الآخر ، أو للأثنين معا .

    كذلك ، اذا ما راقب المرء نفسه عامدا ، فانه لابد اختيار التفاصيل وتحديد شكل الاعلام يتوقفان على شخصية الانسان الآخر . فالشؤون الخاصة مثلا يتحدث فيها المرء مع صديق حميم ، ومع شخص محترم لا بد من الحديث بطريقة محترمة . الخ . وهذا ما يوضح أن الاختيار وتحديد شكل المعرفة التي يجب أن تتحول الى اعلام يتوقفان على العلاقات القائمة بين المخبر والمستقبل ...

    يمكن تعريف الاعلام على النحو التالي :

    الاعلام الاجتماعي هو نقل الافكار ( المعرفة ) الى الأفراد الآخرين بهدف التأثير عليهم بشكل محدد ، وتتم هذه العملية عبر اللغة أو أية وسيلة أخرى .

    وصلنا الى نتيجة مفادها أن الانسان يسعى الى تحقيق غاية معينة خلال الاعلام. والاعلام الصحفي قطعا لا يمكن استبعاده من هذه النتيجة . ولكن من الذي يحدد الغاية أو الهدف ؟ ومن الذي يحدد شروط الهدف ؟ ثمة جذور عميقة للهدف ضاربة في الموقع الاجتماعي للفرد . قد يرغب المصرفي في توسيع استثماراته المالية ، والمزارع في زيادة عدد قطيعه ، والتاجر في شراء بضاعة أرخص ليدافع عن مصالحه ضد المنافسة القوية ، اما الفلاحون الصغار فقد يريدون ضم أراضيهم الى بعضها لكي يستفيدون من الزراعة على النطاق الواسع . . . الخ . ان الموقع الطبقي هو العامل الأقوى في تحديد أهداف الفرد . كما أن أهداف الفرد تشكل نفسها بشكل محدد أكثر فأكثر كلما ازداد وعي الفرد بموقعه الموضوعي في المجتمع .

    ليتذكر الصحفي بعض حوادث الفشل في بداية حياته الصحفية قد يكون هذا الصحفي قد رغب أن يعرض على رئيس التحرير قصة يراها مناسبة وأساسية ، ولكن رئيس التحرير قال له أنه لا ينشرها . أو أن هذا الصحفي قد أراد أن يحدث تغييرا جذريا في بنية التحرير ، وأن محاولته هذه قد رفضت . ان مثل حالات الفشل هذه ، لا بد أن تكون قد دفعت هذا الصحفي لأن يكون أكثر وعيا بموقعه الموضوعي، و أن تكون قد ساعدته على أن أكثر . كأن يكون قد الأشياء بشكل أعمق ، أو أن يغير أساليبه ... الخ .

    ايضا ، لنتذكر ظهور الصحافة . عندما أصبح البورجوازيون الأوائل واعين لحقيقة أن ليس باستطاعتهم تطوير قوى انتاجهم بسبب النظام الاقطاعي ، وعندما وعوا حقيقة أنهم طبقة ، وأن طبقتهم هي الطبقة الأقوى اقتصاديا من بين الطبقات المضطهدة ( بفتح الهاء ) ، فقد حددت أهدافهم نفسها بشكل أوضح فأوضح ، الى أن قادوا الطبقات المضطهدة للقضاء على النظام الاقطاعي. لقد عبروا عن أهدافهم بشكل أكثر تحديدا في صحافتهم ، وذلك كلما أصبحوا أكثر معرفة ووعيا بوضعهم الفعلي وبمسؤوليتهم في المجتمع .

    يوضح هذا المثال في ذات الوقت : أن هدف الاعلام الاجتماعي لا يتحدد في المقام الاول بفعل الغايات الموضوعية ، ولكن بفعل الشروط ( الظروف ) التي توجد بشكل موضوعي ( أي بشكل خارج عن ارادة الفرد) في المجتمع . ان السلوك الموضوعي للمخبر هو أن عليه أن يعني هذه الشروط الموضوعية الموجودة .

    قلنا أنه بالاضافة الى المعرفة ، فان الهدف ايضا يحدد محتويات الاعلام ومضمونه وخاصة ما يتعلق باختيار الموضوعات وتحديد تفاصيلها وشكل تقديمها . لنعد الى مخططنا السابق ونسأل : أين الهدف في هذا المخطط ؟

    لقد قررنا أن الأساس الذي تقوم عليه أهداف الناس هو وضعهم وموقعهم في المجتمع، كما أن هذه الأهداف تعتمد وتتوقف أيضا على العلاقات القائمة ما بين هؤلاء الناس . عندما رسمنا خطا في مخططنا السابق قلنا أن « المخبر » و « المستقبل » ، وبتعبير بالغ الدقة، ينتميان الى المجتمع ، الى الواقع الموضوعي ، وأن كلا منهما يرتبط بالمجتمع من خلال

    ممارسته ، أو بكلمات أخرى ، من خلال موقعه في المجتمع ، وعلاقاته بالمجتمع . ومن ناحية أخرى ، لقد قام ( المخبر ) بتلقي معارف كثيرة وخزنها في ذهنه ( معرفة مخزنة ) . ويشكل لديه موقعه الاجتماعي وعلاقاته ومعارفه المكدسة آراء ووجهات نظر محددة . ان منظومة الآراء الموجودة في ذهن المرء هي التي نسميها ه الموقف من العالم . ( يتوقف تحديد موقف المرء من العالم في المقام الأول على الدرجة التي يعني فيها هذا المرء لموقعه الحقيقي في المجتمع . ).

    الحاجة الاعلامية :

    لدى كل انسان حاجة الى المعرفة . ولكنه لا يستطيع أن يحصل على كافة المعارف التي يحتاجها من خلال الدراسة المباشرة للواقع الموضوعي. اذا ما فعلنا ذلك ، كان علينا أن نوجد مرة ثانية كافة المعارف التي كانت الأجيال السابقة قد توصلت اليها وأوجدتها . وسوف يكون هذا مستحيلا بالنسبة للفرد . ولكن ، ولحسن الحظ ، ورثنا مخزنا من المعرفة عن أجدادنا ، الذين نقلوا الينا معارفهم ومهاراتهم ، وأوصلوا الينا شفهيا أو الكتب كافة المعارف التي توصلوا اليها . وأصبح يتوقف علينا وحدنا ما اذا كنا سنبني طبقة جديدة في بناء المعرفة ، طبقة تضم معارف أعلى ، وترتفع فوق المخزن الذي ورثناه .

    كم يبلغ عدد المهارات التي اكتسبها الجنس البشري خلال الخمسين سنة الأخيرة ؟ من بناء الطائرات الى بناء السفن الفضائية ، ومن معرفة بنية الذرة ، الى الاستفادة العملية من الطاقة الذرية من الحياة في مجتمعات رأسمالية واستعمارية الى بناء مجتمعات اشتراكية ، من الراديو الى التلفزيون . .. الخ

    ان الجنس البشري هو الوحيد الذي يملك وتيرة التطور السريع هذه، ومرد ذلك العمل والتفكير والاعلام . ولا يمكن العثور على مثل هذا التطور السريع في الكواكب الأخرى أو لدى الحيوانات.

    كما قلنا سابقا ، ان الحاجة ( الطلب على ) الى المعرفة ، هي ايضا الحاجة الى الاعلام ، وذلك لأنه من خلال الاعلام يمكن أن نحصل على معرفة مركزة ومتطورة ، وأن الاعلام يستطيع ان ينشر المعرفة ويوصلها الى أناس كثيرين في ذات الوقت ، ان استاذا جامعيا واحدا على سبيل المثال ، قد يستطيع تدريس مئات الطلاب دفعة واحدة ، ولكن صحفيا واحدا يستطيع أن يخبر ملايين القراء أو المستمعين في ذات الوقت ولكن ، وبعد كل شيء ، لماذا يسعى الانسان الى اكتساب المعرفة والحصول عليها ؟ ولماذا يمتلك الحاجة ( الطلب ) الى الاعلام ؟ وما هي اهدافه من هذه الحاجة ؟ يقول البعض ، أن ذلك يعود الى حب الاستطلاع الانساني ، ويشير آخرون الى فرح الانسان من جراء حصوله على المعرفة، كما يتحدث آخرون عن القوى المقدسة التي تأمرنا بأن نبحث عن المعرفة والاعلام .

    ولكن القوة الدافعة للحصول على المعرفة والاعلام هي مرة أخرى الممارسة . كي يحافظ الإنسان على نفسه حيا، عليه أن ينتج ، وكي ينتج يجب أن يعرف الطبيعة. وبالتالي فهو يحتاج الى معرفة خصائص وقوانين الطبيعة ان هذه الحاجة العملية هي التي تدفعه لدراسة بيئته والتعرف عليها . ولكي يحسن ن الناس معيشتهم ، توصلوا إلى تقسيم أفضل للعمل . ان كل جماعة من الناس تعمل في أية حرفة أو اختصاص بحاجة الى معارف ومعلومات عن المجال الذي تعمل فيه . وبما أن كل مهنة مرتبطة .


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-23-2023 02.38_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	74.5 كيلوبايت 
الهوية:	137878 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-23-2023 02.38 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	78.0 كيلوبايت 
الهوية:	137879 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-23-2023 02.38 (2)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	74.4 كيلوبايت 
الهوية:	137880 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-23-2023 02.39_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	77.2 كيلوبايت 
الهوية:	137881 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-23-2023 02.39 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	77.1 كيلوبايت 
الهوية:	137882

  • #2

    Finally, the informant (journalist) has to make his decision about the form, in other words, to determine the format that he will use in transmitting his information, which structure and method he will use, and the amount of information that he will transmit. etc

    The processes of choice and determination of form are necessary as long as we always achieve a certain goal of information, and as long as it is impossible to tell everyone about everything we know. This situation can be likened to the common form of media, which is discussion and discourse. In the hadith also we seek to achieve specific goals, although we may not pay attention to it completely. We either want the other person to give us something, or to go somewhere with us, or to stand by us on a certain issue, or we want him to change his mind or to admire our boldness, or we just want to make him fun...etc. So every media is a purposeful media. A person chooses the topics of his conversation with someone, and also determines the details that he thinks will be useful to him or the other person, or both.

    Likewise, if a person watches himself deliberately, then the selection of details and the determination of the form of information must depend on the personality of the other person. In private matters, for example, in which one speaks with a close friend, and with a respected person, it is necessary to talk in a respectful manner. etc. This explains that the choice and determination of the form of knowledge that must be transformed into information depends on the existing relations between the informant and the recipient...

    Media can be defined as follows:

    Social media is the transfer of ideas (knowledge) to other individuals with the aim of influencing them in a specific way, and this process takes place through language or any other means.

    We came to the conclusion that a person seeks to achieve a specific goal through the media. And the press media certainly cannot be excluded from this result. But who defines the purpose or goal? And who defines the terms of the goal? There are deep roots of purpose in the social position of the individual. The banker may wish to enlarge his financial investments, the farmer to increase the number of his herd, the trader to buy cheaper goods to defend his interests against strong competition, and the small peasants may want to unite their lands in order to benefit from agriculture on a large scale. . . etc. Class position is the strongest factor in determining individual goals. The goals of the individual form themselves more and more specifically as the individual becomes more aware of his objective position in society.

    For the journalist to remember some of the failures at the beginning of his journalistic life. This journalist may have wanted to show the editor-in-chief a story he deems appropriate and essential, but the editor-in-chief told him that he would not publish it. Or that this journalist wanted to bring about a radical change in the editorial structure, and that his attempt was rejected. Such failures must have prompted this journalist to be more aware of his objective position, and have helped him to be more aware. For example, to lead things deeper, or to change his methods...etc.

    Also, let's remember the advent of journalism. When the early bourgeoisie became aware of the fact that they could not develop their productive forces because of the feudal system, and when they became aware of the fact that they are a class, and that their class is the economically strongest class among the oppressed classes (by opening the distraction), their goals defined themselves more and more clearly, until they led the oppressed classes to eliminate the feudal system. They expressed their aims more specifically in their journalism, the more knowledgeable and aware they became of their actual situation and their responsibility in society.

    This example shows at the same time: that the goal of social media is not primarily determined by objective goals, but by conditions (conditions) that exist objectively (i.e. beyond the control of the individual) in society. The objective behavior of the informant is that he has to mean these existing objective conditions.

    We said that in addition to knowledge, the goal also determines the contents and content of the media, especially with regard to selecting topics, defining their details, and the form of their presentation. Let us go back to our previous plan and ask: Where is the goal in this plan?

    We have decided that the basis on which people's goals are based is their status and position in society, and that these goals also depend and depend on the existing relationships between these people. When we drew a line in our previous scheme, we said that the “informer” and “the future” belong, in very precise terms, to society, to objective reality, and that each of them is related to society through

    Its practice, or in other words, through its position in society, and its relations with society. On the other hand, he (the informant) has received a lot of knowledge and stored it in his mind (memorized knowledge). For him, his social position, his relationships, and his accumulated knowledge form specific opinions and points of view. The system of opinions in one's mind is what we call the attitude towards the world. (Determining one's attitude to the world depends primarily on the degree to which it means one's true position in society.)

    Media need:

    Every human being has a need for knowledge. But he cannot obtain all the knowledge he needs through the direct study of objective reality. If we do that, we have to create again all the knowledge that previous generations had accessed and created. This would be impossible for an individual. But, fortunately, we inherited a storehouse of knowledge from our ancestors, who passed on their knowledge and skills to us, and communicated to us orally or in books all the knowledge they reached. And it became dependent on us alone whether we will build a new layer in the construction of knowledge, a layer that includes higher knowledge, and rises above the storehouse that we inherited.

    How many skills has the human race acquired in the last fifty years? From building airplanes to building spaceships, and from knowing the structure of the atom, to making practical use of atomic energy from life in capitalist and colonial societies to building socialist societies, from radio to television. ..etc

    The human race is the only one who has this rapid pace of development, and this is due to work, thinking and information. Such rapid development cannot be found on other planets or in animals.

    As we said earlier, the need (demand for) knowledge is also the need for the media, because through the media we can get focused and developed knowledge, and that the media can spread knowledge and communicate it to many people at the same time, that one university professor, for example, may be able to teach hundreds of students at once, but one journalist can tell millions of readers or listeners at the same time, but, after all, why does a person seek to acquire knowledge and obtain it? Why does he have the need (demand) for the media? And what are the goals of this need? Some say that this is due to human curiosity, others refer to man's joy as a result of acquiring knowledge, and others talk about the sacred powers that order us to search for knowledge and information.

    But the driving force for acquiring knowledge and information is again practice. In order for man to keep himself alive, he must produce, and in order to produce, he must know nature. Therefore, he needs to know the characteristics and laws of nature. It is this practical need that drives him to study and identify his environment. In order to improve their lives, people have come up with a better division of labour. Every group of people working in any profession or specialization needs knowledge and information about the field in which it works. Since every profession is linked.

    تعليق

    يعمل...
    X