صفين Saffin موضع معروف بالشام قرب الرقة على شاطىء الفرات من الجانب الغربي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صفين Saffin موضع معروف بالشام قرب الرقة على شاطىء الفرات من الجانب الغربي

    صفين

    صفين موضع معروف بالشام قرب الرقة على شاطىء الفرات من الجانب الغربي بين الرقة وبالس، وقد أصبح علماً لموقعة شهيرة دارت بين فئتين من المؤمنين. فئة أمير المؤمنين علي بن أبي طالبt، وفئة المطالبين بقتلة عثمان بن عفانt بزعامة معاوية بن أبي سفيان.
    كانت معركة فريدة في بواعثها، وفي طريقة أدائها، وفيما خلفته من آثار، ومن أعجب الوقائع بين المسلمين، تناولها الكثير من الكتاب، وبمشارب مختلفة، وقد ارتبطت بالأحداث التي حصلت في آخر خلافة عثمان بن عفانt عندما اتسعت الدولة الإسلامية، وتبع هذا التوسع تغيرات في وسط الدولة الإسلامية لم تكن الدولة مستعدة لمواجهتها، بل نتج عنها عامل ثانٍ وهو حدوث متغيرات في تركيبة المجتمع الإسلامي، ونشوء رخاء، وبسطة في العيش لدى جميع شرائح المجتمع، الأمر الذي أدى إلى ظهور انحرافات في وسط الجيل الجديد، وأصبح المجتمع مهيئاً للهزات معرّضاً للاضطرابات التي أدت إلى مقتل الخليفة عثمان بن عفان وبسبب هذا الحدث تتالت الحلقات، الأمر الذي جعل الخلافة في ظل الخليفة علي بن أبي طالبtمضطربة، مضافاً إلى ذلك سياسته بالتعامل مع الولاة السابقين الذين عزلهم جميعاً، فاستغل ذلك معاوية بن أبي سفيان وطالب بالثأر لعثمان بن عفان، واتخذ من قضية الثأر ستاراً للوقوف في وجه الخليفة علي والامتناع عن بيعته، وسانده في هذا الموقف عمرو بن العاص، وقد حاول الخليفة دون جدوى دعوتهما إلى الطاعة والجماعة، فلما أخفق استكمل الخليفة علي بن أبي طالب عدته، وأمر مناديه أن ينادي بالخروج، والتقى الجيشان في صفين، وبعث علي إلى معاوية يدعوه مرة أخرى إلى اتحاد الكلمة والدخول في جماعة المسلمين، وطالت المراسلة بينهما واتفقا على الموادعة إلى آخر شهر محرم من عام 37هـ/657م وفي أول صفر من عام 37هـ عبأ علي جيشه وخرج للقاء أهل الشام، فاقتتلوا واستمر القتال بينهم بضعة أيام قتل فيها خلق كثير من الجانبين، ولاح النصر في نهاية القتال لعلي وصحبه، فأشار عمرو بن العاص على الناس أن ينادوا: كتاب الله بيننا وبينكم، من لثغور الشام بعد أهل الشام، ومن لثغور العراق بعد أهل العراق، ومن لجهاد الترك والروم والكفار، فلما رأى أهل العراق ذلك أجبروا الخليفة علي بن أبي طالب على إيقاف القتال، واتفق الطرفان على التحكيم، ونتج من ذلك انقسام أتباع علي إلى شيع وأحزاب في أمر التحكيم والقبول به أو رفضه ولام بعضهم بعضاً ولاموا علياً لقبوله به مع أنه لم يوقف القتال إلا مضطراً وتحت ضغط رجاله، بعد ذلك أمر علي رجاله بالمسير نحو الكوفة سار معاوية بجيشه إلى الشام، وفي الكوفة حصل ما لم يكن بالحسبان إذ خرج اثنا عشر ألف رجل من جيش علي، وعسكروا في حروراء، وكان شعارهم «لاحكم إلا لله» فخرج إليهم علي وأقنعهم بالعودة فاقتنعوا ودخلوا الكوفة وانضموا إليه، ثم مالبثوا أن نقضوا عهدهم، وعادوا للعصيان بحجة أن علياً وعدهم أن يسير بهم دون إبطاء لمحاربة أهل الشام، فلما لم يفعل وأرسل أبا موسى الأشعري لحضور جلسة التحكيم عدوا أنفسهم في حل من طاعته، وخرجوا عليه من جديد.
    ومهما يكن من أمر فقد اجتمع الحكمان أبو موسى الأشعري وعمرو بن العاص، وبعد نقاش طويل اتفقا على خلع علي ومعاوية، وجعل الأمر شورى بين المسلمين يختار المسلمون لأنفسهم من أرادوا، والمقصود بالشورى بين المسلمين هنا لاشورى عامة تضم الجماعة الإسلامية بكاملها بل شورى خاصة تتمثل فيها رؤوس الجماعة الإسلامية وتقدم أبو موسى الأشعري لكبر سنه وأعلن للناس خلع علي ومعاوية، وقام عمرو ابن العاص بعده فثبت معاوية وليّ عثمان والمطالب بدمه، وأحق الناس بمقامه.
    وهكذا وقع أبو موسى الأشعري في شراك الخديعة التي نصبها له عمرو ابن العاص لأن معاوية لم يكن خليفة بعد ليخلع أويثبت، وكان الخلع أو الإثبات لايصيب في الواقع إلا علياً وحده لأنه هو الخليفة المنتخب، لذلك وجد علي نفسه مضطراً لرفض حكم الحكمين.
    أضعف الخلاف بين علي ومعاوية مركز علي ولاسيما بعد معركة صفين وتحكيم الحكمين وخروج الخوارج، فما إن انتهى من معركة النهروان ضد الخوارج سنة 38هـ حتى خالفه قوم كثير، وانتقضت عليه أطرافه، أما معاوية فقد ازداد مركزه قوة إذ يذكر أبو مخنف عن رجل من أهل الشام، أن أهل الشام انصرفوا من صفين وكانوا ينتظرون مايأتي به الحكمان. بايع أهل الشام معاوية بالخلافة واختلف الناس بالعراق على علي، وعندما قرر الخليفة علي للخروج إلى الشام لحرب معاوية، لم يتح له أن ينفذ ما عزم عليه إذ وقع ضحية طعنة غادرة من عبد الرحمن بن ملجم الخارجي40هـ، وانقلب ميزان القوى لصالح خصمه معاوية بن أبي سفيان، الذي تولى الخلافة سنة 41هـ بعد نزول الحسن بن علي عنها.
    شكران خربطلي

يعمل...
X