ليون فويشتڤانغر Lion Feuchtwanger أحد أعلام الرواية التاريخية في القرن العشرين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ليون فويشتڤانغر Lion Feuchtwanger أحد أعلام الرواية التاريخية في القرن العشرين

    فويشْتْڤانْغَر (ليون -)
    (1884-1958)
    ليون فويشتڤانغر Lion Feuchtwanger أحد أعلام الرواية التاريخية في القرن العشرين، فقد ترجمت أعماله إلى ما يزيد على ثلاثين لغة، وبلغ عدد نسخ طبعاتها المختلفة الملايين، وهو إلى جانب ذلك كاتب وناقد مسرحي، ومترجم رفيع المستوى عن السنسكريتية واليونانية إلى الألمانية. وقد حصل في عام 1953 على الجائزة الوطنية للأدب والفن من المرتبة الأولى في جمهورية ألمانيا الديمقراطية «لنضاله في إبداعه الأدبي من أجل تحقيق العدالة الإنسانية والديمقراطية، ولكون أدبه جزءاً جوهرياً من الأدب الألماني المعاصر». كما مُنح عام 1957 جائزة مدينة مونيخ München للأدب. يتحدر فويشتڤانغر من أسرة يهودية ألمانية، وكان والده صناعياً معروفاُ في مونيخ حيث ولد، أما وفاته فقد كانت في المهجر الأمريكي، في لوس أنجِلس Los Angeles. درس في جامعتي مونيخ وبرلين الأدب والفلسفة والأنثروبولوجيا واللغة السنسكريتية، وحصل على الدكتوراه عام 1907 بأطروحة عن الشاعر الألماني هاينريش هاينِه[ر] H.Heine. أسس عام 1908 المجلة الثقافية الأسبوعية «دير شبيغل» (المرآة) Der Spiegel، ثم صار الناقد المسرحي للمجلة الأسبوعية «دي شاوبونِه» (منصة العرض) Die Schaubühne. كان عام 1914 في تونس عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، فاعتقله الفرنسيون، إلا أنه تمكن من الهروب إلى ألمانيا حيث سيق إلى الجيش، ليسرح بعد خمسة أشهر بسبب قِصر نظره. شارك في ثورة 1919 في برلين إلى جانب قادتها. وكان عام 1915 قد نشر في «منصة العرض» قصيدة ثورية لافتة مناهضة للحرب الرأسمالية، عدَّها النقاد لاحقاً جوهر روايته المسرحية الوثائقية «توماس ڤِنْت» Thomas Wendt عام (1919) التي كانت للمسرحي الصاعد حينذاك برتولد بريشت B.Brecht أحد مصادر نظريته في المسرح الملحمي Episches Theater إلى جانب اطلاع بريشت على المسرح السنسكريتي القديم من قرب، من خلال ترجمات فويشتڤانغر عدداً من أبرز مسرحياته مع شروحات تتعلق بالبنية الدرامية السنسكريتية وبأسلوب الأداء التمثيلي والديكور والغناء والموسيقى والأقنعة الملونة والإلقاء والمزج بين الشعر والنثر بمختلف مستوياتهما اللغوية. وبعد أن انتقل إلى الاستقرار في برلين عام 1927، لبّى عام 1932-1933 دعوة لإلقاء محاضرات عدّة في الولايات المتحدة، وفي أثناء ذلك تولّى النازيّون الحكم، فوضعوا اسمه على اللائحة السوداء، وجردوه من جنسيته ولقبه العلمي، وأحرقوا كتبه مع كتب كثير من الكتاب الديمقراطيين المعادين للنظام النازي. عاد فويشتڤانغر عام 1933 من الولايات المتحدة إلى فرنسا حيث أقام في البلدة الجنوبية Sanary/Var سناري/ڤار حتى عام 1940. زار عام 1937 الاتحاد السوڤييتي، وقابل ستالين، وأسهم في تأسيس المجلة الثقافية المعادية للفاشية «داس ڤورت» (الكلمة) Das Wort وتحريرها مع بريشت وعدد من الأدباء الألمان المهاجرين. وعندما عاد إلى فرنسا اعتقله النازيون، لكنه تمكّن للمرة الثانية من الفرار من الأسر، وهرب عن طريق البرتغال إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث تبنى الاسم المستعار «وِتْشيك» Wetcheek المترجم إلى الإنكليزية عن الأصل الألماني. وقد عبر عن هذه التجربة المريرة في كتابه «الشيطان في فرنسا» Der Teufel in Frankreich عام (1942).
    لفت فويشتڤانغر أنظار الوسط الأدبي إليه برواية «الإله الصلصالي»Der Tönerne Gott عام (1911) التي تحكي قصة رجل من الوسط الفني في مونيخ، يمتلك جميع مواهب العالم، ومع ذلك فإنه بلا شخصية. أما شهرة فويشتڤانغر عالمياً فقد بناها على روايتين تاريخيتين، عاد في أولاهما إلى المرحلة الانتقالية من عهد الفرسان إلى بزوغ شمس البرجوازية، فاستخدم في رواية «الدوقة البشعة» Die hässlische Herzogin عام (1923) شخصية مرغريتِه ماولْتاش Margarete Maultasch وريثة عرش منطقة التيرول Tirol التي تُصدم نفسياً في حبها بسبب بشاعتها الخلقية، فتتحول إلى شريكة متآمرٍ قاتلٍ، وتتخلى عن بلدها عام 1363 لمصلحة النمسا، وتصاب بشرهٍ للطعام لا حدود له. وفي عام 1925 صدرت الرواية الثانية «زوس اليهودي» Jud Süss التي تروي قصة يهودي متسلق، لا ضمير له ولا شخصية في أواخر القرن الثامن عشر؛ إذ يصير أمين سر دوق ولاية ڤورتِمبِرغ Württemberg، بل الحاكم الفعلي من وراء الستار، فيؤمِّن لسيده الطماع والشبِق، ولنفسه أيضاً، الأموال والنساء باضطهاد الشعب ونهبه، إلى أن يعي عدم جدوى طموحه التسلطي، عندما يصل سُعار الدوق إلى ابنة اليهودي نفسه، مما يدفعها إلى الانتحار، فينتقم اليهودي بكشف محاولة انقلاب يشرع بها الدوق على الملك، مما يؤدي إلى قتل الدوق عام 1783، ومن ثم إلى شنق اليهودي التائب على ما اقترفه من جرائم. وقد اقتبست هذه الرواية للسينما في إنكلترا عام 1933 وإلى المسرح في ألمانيا عام 1939، وقد وصلت طبعات الرواية المتعاقبة إلى 2.5 مليون نسخة. لم يكن اهتمام فويشتڤانغر بالتاريخ شغفاً به لذاته، إنما لإسقاطه على ظواهر وأحداث موازية في الحاضر بهدف إضاءتها وكشفها وتحليل أسبابها.
    عاد الكاتب في ثلاثية «قاعة الانتظار»Der Wartesaal ما بين (1930-1939) إلى التاريخ المعاصر، محلّلاً منذ بداية الحرب العالمية الأولى الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي سمحت للنازيين بالوصول إلى السلطة والتحكم بقدَر الشعب الألماني والشعوب الأوربية، بل شعوب العالم. أما في ثلاثية «يوسِفوس»Josephus ما بين (1932-1936) فإنه يناقش دور المؤرخ في تسجيل الوقائع وتأويلها، القديمة منها والمعاصرة، وموقع المؤرخ من السلطة القائمة، لاسيما إذا كان الحاكم طاغية، مثلما كان القيصر دوميتيان Domitian في زمن المؤرخ يوسفوس. ولاشك في أن القارئ يدرك الإسقاط المتسرب بين سطور الرواية على أحداث الرايخ الثالث، لا في هذه الثلاثية وحسب، بل أيضاً في رواية «نيرون المزيف» Der falsche Nero عام (1936). إن رواية «أسلحة من أجل أمريكا»Waffen für Amerika ما بين (1947-1948) التي صدرت أيضاً بعنوان «ثعالب في الكرم» Füchse im Weinberg تصور ما يجري في مجتمع البلاط الفرنسي عشية ثورة 1789، وأبطالها هما بنجامين فرانكلين B.Franklin مبعوث أمريكا إلى فرنسا، والكاتب المسرحي الشهير بومارشيه Beaumarchais في دور تاجر الأسلحة. وتُعد رواية «غويا أو درب المعرفة المفروش بالشر» Goya oder der arge Weg der Erkenntnis عام (1951) من أبرز أعماله التي أعادته إلى مسرح الشهرة العالمية، يعرض فيها الكاتب مآسي حياة ابن الفلاح غويا الذي صار رسّام البلاط في عصر محاكم التفتيش والمؤامرات السياسية والظلم الفادح الذي يرزح الشعب تحت نيره. وفي روايته الإسبانية الثانية «يهودية طليطلة» Die Jüdin von Toledo عام (1955) يستخدم الكاتب قصة الحب المأساوية بين الملك ألفونسو الثامن Alfonso VIII وابنة وزيره اليهودي ابن عزرا غطاءً لاستعراض وتحليل أجواء التحضير المسعورة للحروب الصليبية ولعقد مقارنة ذكية بين «الإسلام الإسباني» الراقي في تحضره، وبين أخلاق فرسان الصليب الهمجية، كاشفاً الأسباب الاقتصادية الحقيقية وراء الحملات الصليبية.
    كتب فويشتڤانغر إحدى عشرة مسرحية، لم يكن راضياً إلا عن ثلاث منها؛ لكنه أسهم مع بريشت في إعداد مسرحيات عدة حققت نجاحاً ملحوظاً، مثل «حياة إدوار الثاني ملك إنكلترا» Leben Eduards des Zweiten von England عام (1924) عن المسرحي الإنكليزي مارلو Marlowe و«رؤى سيمون ماشار» Die Gesichte der Simone Machard عن موضوع جان دارك Jeanne d’Arc الذي كان فويشتڤانغر قد عالجه في روايته «سيمونه»Simone عام (1944).
    م ن ح
يعمل...
X