أبو صخر الهذلي
أبو صخر عبد الله بن سَلْم السهْمي الهذلي، نسبةً إلى بني هذيل؛ وهو من بني مُرمِّض، ولم تضف المصادر شيئاً آخر في نسبه، وفي اسم أبيه اختلاف. ولايوجد ما يحدد زمن ولادته أو وفاته، إلا أن الزركلي أشار إلى أن وفاته نحو سنة 80هـ، بينما أورد نوري القيسي من أخباره ما يشير إلى أن حياته تمتد إلى سنة 126هـ. ويُذكر أن له ولداً وحيداً اسمه داود؛ مات في حياته، فجزع عليه جزعاً شديداً ورثاه بقصيدة منها:
لقد هاجني طيفٌ لداود بعدما
دَنَتْ فاستقلّتْ تالياتُ الكواكب
وما في ذهول النفس عن غير سَلْوة
رواحٌ من السقم الذي هو غالبي
وقيل: كان يهوى امرأة من قضاعة اسمها ليلى بنت سعد وتكنى أم حَكيم، وكان بينهما تواصل، إلا أنها تزوجت رجلاً غيره وارتحلت معه إلى قومه، فأثارت الشوق والحنين في نفس أبي صخر، فقال في ذلك شعراً منه:
تعلّقتُها خَوْداً لذيذاً حديثها
ليالي لا تُحمَى ولا هي تُحجَب
فكان لها ودّي ومحضُ علاقتي
وليداً إلى أنْ رأسيَ اليوم أشيب
وهو شاعر إسلامي من شعراء الدولة الأموية، كان شديد التعصب لبني مروان، وقد عُرف ذلك عنه، وهذا ما حمل عبد الله بن الزبير الذي سيطر على المدينة المنورة خارجاً على بني أمية أن يمنع عنه العطاء؛ في قصة مشهورة، فردّ عليه أبو صخر رداً قبيحاً، فأمر بسجنه، وبقي فيه نحو العام.
وله مدائح كثيرة في عبد الملك بن مروان وفي أخيه عبد العزيز بن مروان، وكانوا يغدقون عليه العطاءات والمِنَح. كما أكثر من مدح عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أَسِيد والي مكة، فقال له الممدوح مرة: «ارْثِني يا أبا صخر وأنا حيّ حتى أسمع كيف تقول وأين مراثيك لي بعدي من مديحك إياي في حياتي»، فرثاه في أبيات، وهي من الحالات النادرة في الرثاء، منها:
لتبكِكَ يا عبد العزيز قلائص
أضرّ بها نَضُّ الهواجر والزجر
وعلى الرغم من جودة شعره وانتشاره وكثرة الاستشهاد به، ومكانة الشاعر ومواقفه، إلا أن أخباره وأحوال نشأته وحياته نادرة في المصادر لا تفي بحاجة الباحث.
أما شعره فقد جمع ضمن ديوان الهذليين، وحظي بشرح أبي سعيد السكري، وله قصائد طويلة على النهج التقليدي المعروف للقصيدة العربية، تناول أبرز موضوعات الشعر من مدح وغزل ورثاء، ويمكن عدّه من الشعراء المتعففين في غزلهم، وعلى الرغم من ظهور الألفاظ الغريبة في شعره، وهي سمة عامة في أشعار الهذليين، إلا أن ألفاظه ترِقُّ في غزله وتعذُب.
وقد اهتم اللغويون والمصنفون بشعره، وأكثروا من الاستشهاد به في كتبهم توثيقاً لما يذكرونه، مما يدل على مكانة هذا الشاعر وأهمية شعره.
وقد جمع شعره ونشره نوري حمودي القيسي ضمن كتابه «شعراء أمويون».
علي أبو زيد
أبو صخر عبد الله بن سَلْم السهْمي الهذلي، نسبةً إلى بني هذيل؛ وهو من بني مُرمِّض، ولم تضف المصادر شيئاً آخر في نسبه، وفي اسم أبيه اختلاف. ولايوجد ما يحدد زمن ولادته أو وفاته، إلا أن الزركلي أشار إلى أن وفاته نحو سنة 80هـ، بينما أورد نوري القيسي من أخباره ما يشير إلى أن حياته تمتد إلى سنة 126هـ. ويُذكر أن له ولداً وحيداً اسمه داود؛ مات في حياته، فجزع عليه جزعاً شديداً ورثاه بقصيدة منها:
لقد هاجني طيفٌ لداود بعدما
دَنَتْ فاستقلّتْ تالياتُ الكواكب
وما في ذهول النفس عن غير سَلْوة
رواحٌ من السقم الذي هو غالبي
وقيل: كان يهوى امرأة من قضاعة اسمها ليلى بنت سعد وتكنى أم حَكيم، وكان بينهما تواصل، إلا أنها تزوجت رجلاً غيره وارتحلت معه إلى قومه، فأثارت الشوق والحنين في نفس أبي صخر، فقال في ذلك شعراً منه:
تعلّقتُها خَوْداً لذيذاً حديثها
ليالي لا تُحمَى ولا هي تُحجَب
فكان لها ودّي ومحضُ علاقتي
وليداً إلى أنْ رأسيَ اليوم أشيب
وهو شاعر إسلامي من شعراء الدولة الأموية، كان شديد التعصب لبني مروان، وقد عُرف ذلك عنه، وهذا ما حمل عبد الله بن الزبير الذي سيطر على المدينة المنورة خارجاً على بني أمية أن يمنع عنه العطاء؛ في قصة مشهورة، فردّ عليه أبو صخر رداً قبيحاً، فأمر بسجنه، وبقي فيه نحو العام.
وله مدائح كثيرة في عبد الملك بن مروان وفي أخيه عبد العزيز بن مروان، وكانوا يغدقون عليه العطاءات والمِنَح. كما أكثر من مدح عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أَسِيد والي مكة، فقال له الممدوح مرة: «ارْثِني يا أبا صخر وأنا حيّ حتى أسمع كيف تقول وأين مراثيك لي بعدي من مديحك إياي في حياتي»، فرثاه في أبيات، وهي من الحالات النادرة في الرثاء، منها:
لتبكِكَ يا عبد العزيز قلائص
أضرّ بها نَضُّ الهواجر والزجر
وعلى الرغم من جودة شعره وانتشاره وكثرة الاستشهاد به، ومكانة الشاعر ومواقفه، إلا أن أخباره وأحوال نشأته وحياته نادرة في المصادر لا تفي بحاجة الباحث.
أما شعره فقد جمع ضمن ديوان الهذليين، وحظي بشرح أبي سعيد السكري، وله قصائد طويلة على النهج التقليدي المعروف للقصيدة العربية، تناول أبرز موضوعات الشعر من مدح وغزل ورثاء، ويمكن عدّه من الشعراء المتعففين في غزلهم، وعلى الرغم من ظهور الألفاظ الغريبة في شعره، وهي سمة عامة في أشعار الهذليين، إلا أن ألفاظه ترِقُّ في غزله وتعذُب.
وقد اهتم اللغويون والمصنفون بشعره، وأكثروا من الاستشهاد به في كتبهم توثيقاً لما يذكرونه، مما يدل على مكانة هذا الشاعر وأهمية شعره.
وقد جمع شعره ونشره نوري حمودي القيسي ضمن كتابه «شعراء أمويون».
علي أبو زيد