الغزل بالغليان : لم يعرف العرب الغزل بالغلمان ، ولم يرد في أشعارهم شيء منه . ويمكن أن نرد ذلك إلى بداية العصر العباسي ، حيث كان مجان البصرة . وأكثرهم فارسي الأصل ، قد أشاعوا هذا النوع من الغزل الشاذ . وأبو نواس بدأ حياته في هذه البيئة ، فتشرب منها ، وانعكس ذلك على شعره ، فأخذ ينظم هذا النوع من الغزل حتى شهر عنه ، وعرف به ، واعتبر أول من نظم في هذا الفن ، وفتح الباب لغيره ممن تلاه من الشعراء . وكان ينظم هذا الغزل في مجالس الشراب ، على الشكر ، مع ندمائه ، تعابثاً ومجوناً ، إنه يشرب : بكف أغـن مـخـتـضـب بناناً مذال الصدغ ، مضفور القرون
يخاطبنا بها كسر الجفون لنا مـنـه بـعـيـنـيـه عـدات كـأن الشمس مقبلة علينا نمشى في قـلائـد يـاسـمـيـن
ولكن هذا الغزل لم يكن يلقى القبول لدى كثير من معاصريه ولا تمن تلاهم . وكان منهم من يتحرج من رواية هذا الشعر لما يحتويه من فسق وفجور وشذوذ . وإذا كان بعضهم اعتبره فناً أدبياً ، بغض النظر عن مضمونه ، فإن آخرين اعتبروا ذلك جناية على الأدب العربي ، ووصمة في تاريخ العرب . ويمكننا ـ عندما نروي مثل هذا الشعر ـ أن نسقط ما فيه من فحش وشذوذ ، ونكتفي بالأوصاف التي تتوافق مع أوصاف المرأة : يـا مـن في عـيـنـه عقرب فكـل مـن مـربها تضرب ومـن لـه شـمـس عـلى خـده طـالـعـة بالشـعـد مـا تـغـرب وصف الغلاميات : وهناك امتداد لفن التغزل بالغليان ، وهو التغزل بالغلاميات . وهن جوار ماجنات خليعات ، يتخذن مظاهر الفتيان ، ويتزيين بأزيائهم . فيرفعن شعورهن ويعقدنها على رؤوسهن ، ليكن أقرب إلى الفتيان . ويتميزن بالظرف واللطف ، مع تماجن ودلال . ويغلب عليهن الذكاء وسرعة البديهة .
۳۵
يخاطبنا بها كسر الجفون لنا مـنـه بـعـيـنـيـه عـدات كـأن الشمس مقبلة علينا نمشى في قـلائـد يـاسـمـيـن
ولكن هذا الغزل لم يكن يلقى القبول لدى كثير من معاصريه ولا تمن تلاهم . وكان منهم من يتحرج من رواية هذا الشعر لما يحتويه من فسق وفجور وشذوذ . وإذا كان بعضهم اعتبره فناً أدبياً ، بغض النظر عن مضمونه ، فإن آخرين اعتبروا ذلك جناية على الأدب العربي ، ووصمة في تاريخ العرب . ويمكننا ـ عندما نروي مثل هذا الشعر ـ أن نسقط ما فيه من فحش وشذوذ ، ونكتفي بالأوصاف التي تتوافق مع أوصاف المرأة : يـا مـن في عـيـنـه عقرب فكـل مـن مـربها تضرب ومـن لـه شـمـس عـلى خـده طـالـعـة بالشـعـد مـا تـغـرب وصف الغلاميات : وهناك امتداد لفن التغزل بالغليان ، وهو التغزل بالغلاميات . وهن جوار ماجنات خليعات ، يتخذن مظاهر الفتيان ، ويتزيين بأزيائهم . فيرفعن شعورهن ويعقدنها على رؤوسهن ، ليكن أقرب إلى الفتيان . ويتميزن بالظرف واللطف ، مع تماجن ودلال . ويغلب عليهن الذكاء وسرعة البديهة .
۳۵
تعليق