يوهان فاوستJohann Faustشخصيةألمانيةتعود إلى القرن 16حيكت حولها حكايات وخرافات وأساطير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يوهان فاوستJohann Faustشخصيةألمانيةتعود إلى القرن 16حيكت حولها حكايات وخرافات وأساطير

    فاوست (يوهان -)
    (1480-1536 أو 1539)

    تعود شخصية يوهان فاوست Johann Faust الألمانية إلى القرن السادس عشر، وقد حيكت حولها حكايات وخرافات وأساطير جعلتها موضع اهتمام مختلف الأوساط الشعبية والعلمية والكنسية والثقافية والفنية، لا في ألمانيا فحسب، بل في جميع أنحاء العالم حتى العصر الحاضر. ولا يوازيها من حيث الأهمية الفكرية الفنية سوى شخصية دون جوان[ر] Don Juan. إلا أن لشخصية فاوست أصلاً واقعياً، إذ ولد عام 1480 في بلدة كنيتْلينْغن Knittlingen في مقاطعة فورتمِبرغ Würtemberg، وتوفي في شتاوفن Staufen في منطقة برايسغاو Breisgau بين 1536 و1539، وقد عُرف منذ عام 1506 ساحراً ومنجماً. عمل مدير مدرسة في بلدة كرويتسْناخ Kreuznach عام 1507، وهناك وثائق تدلّ على عيشه وممارسته السحر والتنجيم في إيرفورت Erfurt عام 1513، وفي إنغولشتات Ingolstadt عام 1528، وفي نورنْبرغ Nürnberg عام 1532، حيث كان يُطرد كل مرة بعد إقامة قصيرة.
    عنوان الكتاب كما صدر بالحروف القديمة
    ونتيجة الربط بين الأخبار والأقاويل والشائعات حول فاوست وممارساته وادعاءاته الهرطوقية آنئذٍ وبين قصصٍ قديمة متصلة بسيمون ماغوس Simon Magus وتيوفيلوس Theophilus وغيرهما، ممن عقدوا صفقات مع الشيطان؛ ظهرت «حكاية الدكتور يوهان فاوست» (1587) المنسوبة إلى صاحب المطبعة ي. شبيس J.Spiess، والتي عُرفت وانتشرت بعنوان «الكتاب الشعبي عن الدكتور فاوست» Das Volksbuch. وقد كان هدف الكتاب التحذير من الاستغراق اللامجدي في التفكير والتأمل في مسلّمات الدين والخلق، لأنها تؤدي إلى التجديف والتشكيك.
    اللقاء الأول بين مفيستو (الشيطان) والعالم فاوست التواق إلى المعرفة
    وبسبب طرافة الكتاب وجدَّتِه في الموضوع والأسلوب؛ تُرجم في أثناء السنوات التالية إلى معظم اللغات الأوربية، ولاقى أصداء إيجابية ومحرّضة على تناول المادة من وجهات نظر مختلفة. وفي عام 1599 ظهرت طبعة مزيدة ومنقحة بقلم غ.ر.ڤيدمن G.R.Widmann. أما أوّل من عالج النص أدبياً فقد كان ي.ن.بفيتْسر J.N.Pfizer عام 1674، الذي أضاف إلى المادة قصة حب فاوست لصبية من عامة الشعب، كوَّنت الأساس لمعالجة غوته[ر] اللاحقة. وفي عام 1725 قدم ماينِنْدن Meynenden ملخصاً عن «الكتاب الشعبي» راجت طبعته في الأسواق الألمانية والمجاورة، وساعد على انتشار الأسطورة. وفي إنكلترا اطلَّع كريستوفر مارلو[ر] على ترجمة شبيس ومَسْرَحَها عام 1589 منطلقاً من أفكار عصر النهضة ومن نهم الفرد إلى المعرفة والتشكيك بالمسلَّمات. وقد قامت الفرق المسرحية الإنكليزية الجوالة بنقل هذا العرض المسرحي إلى أوربا، وبشكل مسرح العرائس أيضاً الذي لاقى قبولاً وانتشاراً واسعين، فبدأت تظهر في العصور اللاحقة معالجات لموضوع فاوست ذات اتجاهات فكرية متنوعة، وفي مختلف الأجناس الأدبية والفنية. ففي معالجة الألماني لسينغ عام 1759 يُنقَذ فاوست من براثن الشيطان مفيستو Mephisto بسبب طموحه إلى المعرفة. وفي مرحلة حركة «العاصفة والاندفاع» في ألمانيا انجذب الأدباء إلى شيطانية الموضوع اللاعقلاني، فكتب مالر موللر Maler Müller عام 1778 رواية «حياة فاوست وأعماله ورحلته إلى الجحيم» Faust’s Leben, Taten und Höllenfahrt. ويمكن القول إن أول مشروع لغوته حول فاوست ينتمي إلى هذه الحركة، وهو مسرحية «فاوست الأولى» Urfaust، في حين أن «مأساة فاوست» Die Faust Tragödie بجزأيها تنتمي إلى المرحلة الكلاسيكية. ونتيجة تحليل غوته لشخصية فاوست في مأساته أُطلق على القرن التاسع عشر تسمية «العصر الفاوستي» بمعنى الاندفاع غير المحدود نحو المعرفة العلمية بغية تحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي، بمفهوم البرجوازية الرأسمالية الصاعدة. ونتيجة لعمق تأثير معالجة غوته في الثقافة الأوربية حاول كثيرون من بعده تناول الموضوع وإثارته من زوايا مختلفة، مثل شاميسو Chamisso وغرابَّه Grabbe وليناو Lenau وهاينِه Heine وفالِري Valéry وتوماس مَن Th.Mann. وقد رافق هذه الموجة الأدبية أنشطة وأعمال لافتة على صعيد فن الرسم والموسيقا والباليه والسينما، أغنت الموضوع من منظور فني وعمَّقت تأثيره وانتشاره عالمياً.
    وعلى صعيد الأدب العربي استلهم المسرحي المغربي عبد الكريم برشيد أسطورة فاوست في إحدى مسرحياته المبكرة بعنوان «فاوست»، وكذلك المسرحي السوري سعد الله ونوس في مسرحيته «ملحمة السراب» والروائي السوري هاني الراهب في روايته «بلد واحد هو العالم» (1985).
    نبيل الحفار
يعمل...
X