الأدب الصربي Serbian Literature، تعود بداياته إلى الكتابات الكنسية السلافية،

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأدب الصربي Serbian Literature، تعود بداياته إلى الكتابات الكنسية السلافية،

    الأدب الصربي

    تعود بدايات الأدب الصربي Serbian Literature إلى الكتابات الكنسية السلافية، ولاسيما في ظل الكنيسة الأرثوذكسية الصربية في القرن الثاني عشر. ويبرز من هذه الأعمال خاصة سير حياة الحكام، من مثل ستيفان نيمانيا Stephan Nemanjaوالقديس سافا St.Sava، إلى جانب أشعار حكائية اقتداءً بالنموذج البيزنطي، إلا أن وجود العثمانيين في صربيا منذ عام 1459 أدى إلى توقف هذا التراث. وآخر نموذج عن هذه السير وضعه بطريرك من القرن السابع عشر بعنوان «حياة القيصر أوروش» Life of the Zar Urus هبط إلى مستوى الأساطير الشعبية، التي كان أبرز أبطالها لاحقاً ماركو كراليفيتش Marko Kraljevic . وفي منطقة دالماتياDalmatia في القرن الخامس عشر بدأ أدب اللغة الشعبية الكرواتية يزدهر متأثراً بأعمال النهضة الإيطالية؛ فإلى جانب الأشعار الغنائية والملحمية التي نظمها هكتوروفيتش(1487ـ1572) Hektorovic ودرْجيتش Drzicوماروليتش (1450ـ1524) Marulic وغوندوليتش Gundulic وصلت الملهاة في راغوسا Ragusa إلى مستوى لافت، في حين بقيت الأعمال الأدبية في الداخل الكرواتي أشد ارتباطاً بالشعر الشعبي وأكثر ميلاً إلى الطابع التعليمي التربوي. كان أبرز رواد حركة التنوير الصربية دوسيتج أوبرادوفيتش (1742ـ1811) Dositej Obradovic الذي استخدم لأول مرة اللغة الشعبية الصربية في سيرته الذاتية. إلا أن الإبداع الأدبي لم يظهر إلاّ في القرن التاسع عشر متأثراً بالحركة الإبداعية (الرومنسية) الألمانية، بعد أن حققت أعمال فوك كراديتش (1787ـ1864)Vuk Karadzic الرائدة لغةَ كتابةٍ مقبولة من الصرب والكروات على حد سواء، فولّدت وعياً سلافياً جنوبياً على الصعيد السياسي، تخطّى التجزئة التي كانت مهيمنة. ومن ثمّ فإن المؤسسين الحقيقيين للأدب الصربي الجديد هم ماجورانيتش Mazuranicوبريرادوفيتش Preradovic من كرواتيا، ونييغوش Nijgos من الجبل الأسودMontenegro وراديتشفيتش Radicevic من صربيا، في النصف الأول من القرن التاسع عشر. أما في نصفه الثاني فقد برز في صربيا كل من لازاريفيتش Lazarevic في القصص الفولكلورية، وسريماك Sremac في قصص الظُرف الواقعية، إلى جانب شِنوا Senoaالكرواتي في الرواية التاريخية.
    نحو نهاية القرن التاسع عشر، وتحت تأثير الحداثة Modernism في الشعر التي انطلقت من أعمال الفرنسيين بودليرBaudelaire وفِرلين Verlaine، استقل الشعر الصربي عن أصوله الشعبية، متأثراً في الوقت نفسه بتيارات أوربية أخرى مثل المستقبلية Futurism والتعبيريةExpressionism. وقد امتدت هذه المؤثرات المختلفة إلى ميدان الأجناس النثرية السردية التي شهدت أيضاً تطوراً ملحوظاً. ومع بقاء موضوعات القصص والروايات الجديدة مستقاة من حياة الشعب تعمق التحليل النفسي والاجتماعي، كما اتسعت آفاق الأشكال الفنية لتعالج من ثم القضايا الناتجة من الحرب العالمية الأولى، فبرزت أسماء نازور V.Nazor وكرليجا M.Krlezaوأندريتش Andricعلى صعيد القصة والرواية، إلى جانب نوشيتش B.Nusic في الكوميديا الاجتماعية الساخرة. أعقبت الحرب العالمية الثانية في المنطقة الصربية تحولات اجتماعية انعكست في الأدب بصورة جلية؛ فإلى جانب الكتّاب ذوي الميول اليسارية المتأصلة من مثل دافيشو O.Davicoوميندروفيتش C.Minderovic وملادِنوفيتشT.Mladenovis ظهر كتّاب شاركوا في الحرب وأرادوا المشاركة في البناء الاشتراكي الجديد لوطنهم، مثل مارينكوفيتشC.Marinkovis وشيكيدين P.Sekedinوديسنيكا V.Desnica. وكان الموضوع الرئيسي الذي شغل معظم روايات وقصص ما بعد الحرب هو حرب التحرير الوطنية من الاحتلال النازي والانحياز إلى أسلوب الحياة الجديدة. وفي إثر القطيعة مع «مكتب المعلومات الشيوعي» Cominform اتخذت الحركة الأدبية موقفاً ناقداً من الواقعية الاشتراكية والدوغمائية في شؤون الفنون والتعبير الجمالي، كما ظهر تأثير واضح للكتاب الغربيين. ومنذ خمسينيات القرن العشرين برزت معالم شعر حيادي سياسياً، يؤكد أهمية العواطف ويُعنى بالشأن الثقافي، كما لدى بوبا Popa وبافلوفيتش Pavlovicورارون Rarun وكاشتِلان Kastelan، امتد تأثيره إلى الجيل التالي في صربيا وكرواتيا في مرحلة الستينيات والسبعينيات. إلا أن الجنس الأدبي المهيمن والأوسع انتشاراً وتأثيراً كان الرواية التي عُنيت بالحياة اليومية في المدينة الجديدة. ومن أبرز الأسماء على هذا الصعيد ميلانكوفM.Milankov وأوغرينوف P.Ugrinov ويارا ريبنيكار Jara Ribnikar الذين طوروا الشكل الروائي وعمقوا أسلوب التناول الاجتماعي والنفسي للشخصيات في بيئاتها المتباينة، فصارت أكثر مصداقية.
    وبعد عقد الستينيات هيمنت موجة من التجريبية على صعيدي الشعر والنثر، إلا أنها تراجعت مع بدايات السبعينيات، ليعود النثر خاصة إلى صلاته المتينة بالواقع الاجتماعي، ولا سيما في أعمال تيشما Tismaوميهايلوفيتش D.Mihajlovic. أما على صعيد الدراما في المرحلة نفسها فقد حمل الجيل الثاني بعد الحرب العالمية الثانية أسماء أوبرينوفيتش A.Obrenovic وليبوفيتــش Dj. Lebovic وبوجيتش M.Bozic.
    نبيل الحفار
يعمل...
X