نيكولاس كوبرنيكوس و الكون ما قبل الكوبرنيكي – نيكولاس كوبرنيكوس يُعتبر مؤسس علم الفلك الحديث و هو صاحب الثورة العلمية الكوبرنيقية بعدما نشر كتابه “في طواف الأجرام السماوية” عام 1543م (و في نفس اليوم الذي نُشر فيه الكتاب توفي كوبرنيقوس مع أنه عمل علي كتابه لعقود) الذي أشار فيه أن الأرض ليست مركز الكون بل الشمس هي مركز الكون و الأرض تدور حولها.
الكتاب تم منعه من قِبَل الكنيسة و لم يتم رفع المنع حتي عام 1835م…نحن الآن نعلم أن كوكب الأرض مثل النقطة في آخر هذه الجملة بالنسبة للشاشة التي تجلس أمامها, و تطورت الكوزمولوجيا و أصبحنا نعلم مدي تفاهة شمسنا هذه! يوجد بلايين من النجوم كالشمس في مجرتنا و يوجد البلايين من المجرات في هذا الكون. لكن ماذا كانت رؤية الشعوب للكون قبل هذا؟
فلنعود 2500 سنة إلي الوراء، إلي -مثلا- 600 ق.م. حينئذٍ كان الكون للانسان هي قطعة الأرض السطحية التي يقف عليها + السماء.
أولًا، معضلة الأرض: ظن الانسان القديم بأن الارض سطحية، فها هي أمام أعيننا سطحية، مستحيل أن تكون دائرية، فكيف لأهل الجنوب أن يقفوا بالمقلوب؟!
و لكن..إن كانت سطحية، فأين نهاية الأرض؟ كلما مشينا إلي حافة وجدنا الماء يمتد الي ما لا نهاية. إذن، انها الماء، الماء تحيط بأرضنا! لحظة واحدة، لماذا لا تقع المياه من حواف الأرض؟
ثانيًا، معضلة السماء: ليتخطي الإنسان معضلة سطحية الأرض المحاطة بالمياه التي لا تقع من الجوانب تخيل السماء قُبة صلبة تغطي الأرض من جميع النواحي. فليكن إذن، السماء قبة صلبة لا تسمح للمياه بالتدفق من الأطراف، نعم صلبة، يوجد بالطبع أعمدة لا نراها، تلك الأعمدة ترفع تلك القبة الصلبة. تلك القبة جميلة جدا، انظروا إلي تلك النجوم، تبدو قريبة، يبدو أنها معلقة زينة لنا.
مع الزمن عرف الإنسان ست أجرام سماوية: الشمس، القمر، عطارد، الزهرة، المريخ و زحل. كلٌ يسبح في سماء + السماء التي يتعلق منها النجوم. إنها سبع سماوات.