الصحراء
الصحراء ظاهرة مناخية، وهي مساحة من الأرض تتصف بشدة جفافها وبحرارتها العالية الدائمة والفصلية، مع تفاوت كبير في درجات الحرارة عدا الصحاري القطبية. أمطارها قليلة وتتميز بأنها عاصفة مؤقتة فجائية، الترب غير متطورة بسبب الظروف الطبيعية القاسية التي لاتساعد على نمو العالم العضوي، فالنباتات مبعثرة وقزمة وشوكية. ولندرة الغطاء النباتي يقل العالم الحيواني الذي يعكس آثار الوسط الجغرافي القاسية من خلال أجسامه ووظائفه الفيزيولوجية وطبيعة نظامه الحياتي. كما تكون الصحراء غالباً غير مأهولة بالسكان إلا ما ندر.
تتصف الصحاري بخصائص وصفات متشابهة منها:
ـ شدة الإشعاع الشمسي وقلة الرطوبة النسبية.
ـ ارتفاع درجات الحرارة خاصة في فصل الصيف مع ارتفاع في المدى الحراري اليومي والسنوي مما أعطاها صفة القارية.
ـ وقوعها تحت تأثير مراكز الضغط العالية.
ـ قلة الهطل وعدم انتظامها وتفوق التبخر عليها.
أسباب تكوّن الصحاري
ـ عدم وصول التيارات الهوائية البحرية الرطبة إلى المناطق الصحراوية.
ـ وجود ظروف طبيعية خاصة لاتسمح للرطوبة الجوية بالتكاثف، أو أنها تتكاثف بصورة محدودة (كالتضاريس).
ـ سيطرة مراكز الضغط العالي الدائم.
تصنف الصحاري تبعاً لخصائصها إلى ثلاث مجموعات:
أولاً ـ الصحاري المناخية الحارة:
وهي الصحاري التي تسهم في تكوّنها العوامل المناخية، والتي بدورها تسبب وجود نطاق من مراكز الضغوط العالية تحيط بنصفي الكرة الأرضية عند خطي عرض 30ْ شمال وجنوب خط الاستواء، تعرف باسم عروض الخيل، يتوسط مدار السرطان الصحاري الحارة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وتمتد من شواطئ المحيط الأطلسي في إفريقيا الغربية إلى صحاري الهند وباكستان شاملة الصحراء العربية في شمالي إفريقيا وصحراء النقب والجزيرة العربية ثم صحراء ثار الهندية.
أما صحاري النصف الجنوبي من الكرة الأرضية فهي تتركز حول مدار الجدي وهي أقل مساحة من النصف الشمالي، أهمها الصحاري الأسترالية وصحراء كالهاري في إفريقيا الجنوبية، تتميز هذه الصحاري بأنها من أكثر الصحاري فقراً بالهطل وأشدها قسوة على العالم العضوي.
ثانياً ـ الصحاري التضريسية:
تتركز هذه الصحاري في أماكن معزولة في أواسط القارات، بعيدة عن تأثيرات المحيطات، وتؤدي الدور الأساسي في تكوّنها المرتفعات الجبلية التي تحيط بها من عدة جهات.
ومن هذه الصحاري، صحاري آسيا الوسطى والمركزية، إذ تمنع الحواجز الجبلية المتمثلة في جبال بامير Pamirs وتيان شانTian Shan توغل الرياح الأطلسية الرطبة نحو الصحاري. ولجبال الهيمالايا دور مماثل تؤديه لهذه الصحاري، إذ إنها تقف حاجزاً أمام الرياح الموسمية الرطبة القادمة من المحيط الهندي والمحيط الهادئ، كما تؤدي سلاسل جبال سيرانيفادا على سواحل المحيط الهادئ في جنوب غربي الولايات المتحدة الدور نفسه، حيث تقف أمام التيارات الهوائية البحرية الغربية الشتوية وتعرقل وصولها إلى الداخل مكوّنة صحاري الولايات المتحدة والمكسيك، مثل صحراء الحوض العظيم وصحراء موجافيMojave وسونوراSonora في ولاية كاليفورنيا.
ثالثاً ـ الصحارى الساحلية:
يتركز هذا النوع من الصحاري على محاذاة سواحل المحيط الأطلسي والهادئ، وتتصف بالجفاف الشديد بسبب وجود تيارات مائية باردة محاذية للسواحل، تندفع من الجنوب نحو الشمال باتجاه العروض الدنيا الأكثر حرارة، وتنطلق في الاتجاه نفسه التيارات الهوائية المتأثرة بمراكز الضغط العالي الواقعة في الأجزاء الجنوبية من المحيط الهادئ والأطلسي.
أهم هذه الصحارى صحراء ناميبياNamibie الواقعة على سواحل إفريقيا الجنوبية الأطلسية التي يجري بمحاذاتها تيار بنغويلا البارد،الذي يتسبب في تبرد الكتل الهوائية قرب سطح البحر وفي وجود طبقة انقلاب حرارية قريبة من سطح الأرض، لذلك فإن رطوبة الهواء كبيرة والحرارة منخفضة نسبياً إلا أن الهطل نادر الحدوث، كما يُصادف هذا النوع من الصحراء على السواحل الغربية لأمريكا الجنوبية في جمهوريتي البيرو وتشيلي، حيث تمتد مئات الكيلومترات، يجاور هذه الصحراء على الساحل تيار هامبولت البارد المتجه نحو الشمال، حيث يتركز بالقرب من الساحل مركز ضغط عالٍ جنوب المحيط الهادئ.
كما تساعد التيارات الباردة قرب الساحل الغربي للصحراء الكبرى وغرب كاليفورنيا على إيجاد هذا النوع من الصحاري الساحلية.
الحياة البشرية والنباتية والحيوانية في الصحاري
الكائنات الحية في أي بقعة من العالم تعكس واقع ظروف الوسط الطبيعي الذي تعيش فيه، أي إنها تستجيب لمختلف الظروف الطبيعية بوسائل متنوعة تسمح باستمرار حياتها. وهي تعيش في أكثر الأوساط الطبيعية صعوبة مثل الحرارة العالية والجفاف، والملوحة المفرطة.
أ ـ الحياة البشرية:
إن الظروف الطبيعية القاسية من حرارة مرتفعة وندرة المياه، أدت إلى عزوف البشر عن سكنى الصحراء، أما في البوادي فإن البدو ينتقلون بحثاً عن الكلأ ويربون الأغنام، وأحياناً الإبل والماعز.
وللتزايد السكاني المطّرد في العالم، وإمكانات الإنسان الحالية في استغلال موارد الطبيعة أينما وجدت، والصراع بين الإنسان ومحيطه الجغرافي الذي يعيش فيه، فقد توسعت الزراعة وتربية الحيوان في المناطق الأكثر جفافاً، حتى في الصحراوية منها، وأقيمت المشروعات الصناعية، مما انعكس بدوره على ظاهرة التوازن البيئي سلبياً، فعمليات التصحر النشطة انعكست بشدة على الإنتاجية البيولوجية النباتية والحيوانية الأمر الذي حدّ من الفعاليات الإنتاجية الإنسانية.
والتصحر بدوره يؤدي إلى تزايد شدة الجفاف في المناطق المعرضة له، وإلى تملح الترب والمياه الجوفية، وتقهقر النباتات الرعوية الجيدة واجتثاثها، يساعد على ذلك الرعي الجائر والحمولات الرعوية الكبيرة.
إن تطور عدد السكان في المناطق الجافة من العالم، أدى إلى توسع المراكز العمرانية وظهور مراكز جديدة، كما هي الحال مثلاً في دول الخليج العربي، إذ ظهرت مدن ومراكز بشرية جديدة في أماكن استخراج النفط أو تصديره، مما غيّر المظهر الحضاري التقليدي لهذه المراكز تغيراً جذرياً. وهذا ما يغير مفهوم الصحراء التقليدي السابق من أرض مجدبة لا بشر فيها إلى أرض معطاءة متحضرة يعتمد عليها في سد حاجات الناس وتطوير اقتصاد البلد.
ب ـ الحياة النباتية في الصحراء:
تؤثر شروط الصحراء من قاعدة رملية متحركة أو مثبتة في النباتات، وتفرض عليها نمطاً معيناً،يظهر ذلك في أشكال الجذور والبذور ومقاومة الجفاف الطويل، وتنتشر النباتات الجافة Xerophytes في الأقاليم السهبية وشبه الصحراوية والصحراوية، كما توجد النباتات الخالية من الأوراق مثل ألينتون Haloxylon Sp، والنباتات المغطاة بالأوبار ذات اللون الرمادي والفضي مثل نبات المريمية أو الناعمة Salvia Sp. وتتميز نباتات الصحراء عادة بوجود طلاء شمعي على سطح الأوراق والسوق، وتغير الأوراق اتجاهها مع حركة الشمس بحيث لا تقع عليها أشعة الشمس عمودية، كما تتميز بوجود نسج خازنة للمياه، خلاياها غنية بالمواد الغروية التي تزيد من شدة تماسك المواد المؤلفة للخلية، بنية المسام متعمقة ومغطاة بمواد شمعية تقلل من شدة النتح، جذور النباتات شاقولية للحصول على أكبر كمية من الماء، يمكن للنباتات أن تأخذ شكلاً عشبياً كالسافانا والسهوب، أو حولياً أو معمَّراً، وقد تكون على شكل شجيرات.
ج ـ الحياة الحيوانية في الصحراء:
يؤثر الجفاف وندرة المياه والرطوبة عامة في الحياة الحيوانية، كما هي الحال في النباتات، لذا يُشاهد بأن لدى حيوانات الصحارى مظاهر في بنية أجسامها ووظائفها الفيزيولوجية وطبيعة نظامها الحياتي، تتأقلم مع الظروف البيئية القاسية، فالجمل يعدّ أكثر الحيوانات تأقلماً مع قسوة الحرارة وندرة المياه، كما يُرى عند كثير من الحيوانات الصحراوية وجود طبقة شحمية تحت الجلد كالقنفذ ذي الأذنين الكبيرتين والجرذ الصحراوي الأصفر، أو أنها تتجمع في الذيل كالجربوع ثخين الذيل وبعض الجرذان الإفريقيّة، كما يمكن أن يوجد حيوان اللاما في صحاري أمريكا الجنوبية، وقد توجد بعض الحيوانات الظلفية التي تستطيع تحمل نقص الماء والرطوبة، أو يمكن لبعض أنواع الغزلان أن تعيش على الماء الذي يحتويه النبات.
أما الحيوانات ذات الدماء الباردة، فإنها تتأقلم مع نقص الرطوبة والحرارة العالية كالزواحف بأنواعها: عظايا، أفاعي، سحالي رملية.
لقد حظيت بعض الصحاري في العالم باهتمام كبير، فقد تم تأمين المياه لمساحات واسعة من صحاري روسيا وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية، ووضعت برامج طموحة لرفع الإنتاجية الحيوية للمراعي بنسبة 30ـ40% عمّا هي عليه، ولكن المشكلة الأساسية تتمثل في التفاوت الكبير في كمية الأمطار من سنة لأخرى.
فاتنة الشعال
الصحراء ظاهرة مناخية، وهي مساحة من الأرض تتصف بشدة جفافها وبحرارتها العالية الدائمة والفصلية، مع تفاوت كبير في درجات الحرارة عدا الصحاري القطبية. أمطارها قليلة وتتميز بأنها عاصفة مؤقتة فجائية، الترب غير متطورة بسبب الظروف الطبيعية القاسية التي لاتساعد على نمو العالم العضوي، فالنباتات مبعثرة وقزمة وشوكية. ولندرة الغطاء النباتي يقل العالم الحيواني الذي يعكس آثار الوسط الجغرافي القاسية من خلال أجسامه ووظائفه الفيزيولوجية وطبيعة نظامه الحياتي. كما تكون الصحراء غالباً غير مأهولة بالسكان إلا ما ندر.
|
صحراء رملية في الإمارات العربية المتحدة |
ـ شدة الإشعاع الشمسي وقلة الرطوبة النسبية.
ـ ارتفاع درجات الحرارة خاصة في فصل الصيف مع ارتفاع في المدى الحراري اليومي والسنوي مما أعطاها صفة القارية.
ـ وقوعها تحت تأثير مراكز الضغط العالية.
ـ قلة الهطل وعدم انتظامها وتفوق التبخر عليها.
أسباب تكوّن الصحاري
ـ عدم وصول التيارات الهوائية البحرية الرطبة إلى المناطق الصحراوية.
ـ وجود ظروف طبيعية خاصة لاتسمح للرطوبة الجوية بالتكاثف، أو أنها تتكاثف بصورة محدودة (كالتضاريس).
ـ سيطرة مراكز الضغط العالي الدائم.
تصنف الصحاري تبعاً لخصائصها إلى ثلاث مجموعات:
أولاً ـ الصحاري المناخية الحارة:
وهي الصحاري التي تسهم في تكوّنها العوامل المناخية، والتي بدورها تسبب وجود نطاق من مراكز الضغوط العالية تحيط بنصفي الكرة الأرضية عند خطي عرض 30ْ شمال وجنوب خط الاستواء، تعرف باسم عروض الخيل، يتوسط مدار السرطان الصحاري الحارة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وتمتد من شواطئ المحيط الأطلسي في إفريقيا الغربية إلى صحاري الهند وباكستان شاملة الصحراء العربية في شمالي إفريقيا وصحراء النقب والجزيرة العربية ثم صحراء ثار الهندية.
أما صحاري النصف الجنوبي من الكرة الأرضية فهي تتركز حول مدار الجدي وهي أقل مساحة من النصف الشمالي، أهمها الصحاري الأسترالية وصحراء كالهاري في إفريقيا الجنوبية، تتميز هذه الصحاري بأنها من أكثر الصحاري فقراً بالهطل وأشدها قسوة على العالم العضوي.
ثانياً ـ الصحاري التضريسية:
|
الصحراء الحجرية (الحماد) في المغرب |
ومن هذه الصحاري، صحاري آسيا الوسطى والمركزية، إذ تمنع الحواجز الجبلية المتمثلة في جبال بامير Pamirs وتيان شانTian Shan توغل الرياح الأطلسية الرطبة نحو الصحاري. ولجبال الهيمالايا دور مماثل تؤديه لهذه الصحاري، إذ إنها تقف حاجزاً أمام الرياح الموسمية الرطبة القادمة من المحيط الهندي والمحيط الهادئ، كما تؤدي سلاسل جبال سيرانيفادا على سواحل المحيط الهادئ في جنوب غربي الولايات المتحدة الدور نفسه، حيث تقف أمام التيارات الهوائية البحرية الغربية الشتوية وتعرقل وصولها إلى الداخل مكوّنة صحاري الولايات المتحدة والمكسيك، مثل صحراء الحوض العظيم وصحراء موجافيMojave وسونوراSonora في ولاية كاليفورنيا.
ثالثاً ـ الصحارى الساحلية:
يتركز هذا النوع من الصحاري على محاذاة سواحل المحيط الأطلسي والهادئ، وتتصف بالجفاف الشديد بسبب وجود تيارات مائية باردة محاذية للسواحل، تندفع من الجنوب نحو الشمال باتجاه العروض الدنيا الأكثر حرارة، وتنطلق في الاتجاه نفسه التيارات الهوائية المتأثرة بمراكز الضغط العالي الواقعة في الأجزاء الجنوبية من المحيط الهادئ والأطلسي.
أهم هذه الصحارى صحراء ناميبياNamibie الواقعة على سواحل إفريقيا الجنوبية الأطلسية التي يجري بمحاذاتها تيار بنغويلا البارد،الذي يتسبب في تبرد الكتل الهوائية قرب سطح البحر وفي وجود طبقة انقلاب حرارية قريبة من سطح الأرض، لذلك فإن رطوبة الهواء كبيرة والحرارة منخفضة نسبياً إلا أن الهطل نادر الحدوث، كما يُصادف هذا النوع من الصحراء على السواحل الغربية لأمريكا الجنوبية في جمهوريتي البيرو وتشيلي، حيث تمتد مئات الكيلومترات، يجاور هذه الصحراء على الساحل تيار هامبولت البارد المتجه نحو الشمال، حيث يتركز بالقرب من الساحل مركز ضغط عالٍ جنوب المحيط الهادئ.
كما تساعد التيارات الباردة قرب الساحل الغربي للصحراء الكبرى وغرب كاليفورنيا على إيجاد هذا النوع من الصحاري الساحلية.
الحياة البشرية والنباتية والحيوانية في الصحاري
الكائنات الحية في أي بقعة من العالم تعكس واقع ظروف الوسط الطبيعي الذي تعيش فيه، أي إنها تستجيب لمختلف الظروف الطبيعية بوسائل متنوعة تسمح باستمرار حياتها. وهي تعيش في أكثر الأوساط الطبيعية صعوبة مثل الحرارة العالية والجفاف، والملوحة المفرطة.
أ ـ الحياة البشرية:
إن الظروف الطبيعية القاسية من حرارة مرتفعة وندرة المياه، أدت إلى عزوف البشر عن سكنى الصحراء، أما في البوادي فإن البدو ينتقلون بحثاً عن الكلأ ويربون الأغنام، وأحياناً الإبل والماعز.
وللتزايد السكاني المطّرد في العالم، وإمكانات الإنسان الحالية في استغلال موارد الطبيعة أينما وجدت، والصراع بين الإنسان ومحيطه الجغرافي الذي يعيش فيه، فقد توسعت الزراعة وتربية الحيوان في المناطق الأكثر جفافاً، حتى في الصحراوية منها، وأقيمت المشروعات الصناعية، مما انعكس بدوره على ظاهرة التوازن البيئي سلبياً، فعمليات التصحر النشطة انعكست بشدة على الإنتاجية البيولوجية النباتية والحيوانية الأمر الذي حدّ من الفعاليات الإنتاجية الإنسانية.
والتصحر بدوره يؤدي إلى تزايد شدة الجفاف في المناطق المعرضة له، وإلى تملح الترب والمياه الجوفية، وتقهقر النباتات الرعوية الجيدة واجتثاثها، يساعد على ذلك الرعي الجائر والحمولات الرعوية الكبيرة.
إن تطور عدد السكان في المناطق الجافة من العالم، أدى إلى توسع المراكز العمرانية وظهور مراكز جديدة، كما هي الحال مثلاً في دول الخليج العربي، إذ ظهرت مدن ومراكز بشرية جديدة في أماكن استخراج النفط أو تصديره، مما غيّر المظهر الحضاري التقليدي لهذه المراكز تغيراً جذرياً. وهذا ما يغير مفهوم الصحراء التقليدي السابق من أرض مجدبة لا بشر فيها إلى أرض معطاءة متحضرة يعتمد عليها في سد حاجات الناس وتطوير اقتصاد البلد.
ب ـ الحياة النباتية في الصحراء:
تؤثر شروط الصحراء من قاعدة رملية متحركة أو مثبتة في النباتات، وتفرض عليها نمطاً معيناً،يظهر ذلك في أشكال الجذور والبذور ومقاومة الجفاف الطويل، وتنتشر النباتات الجافة Xerophytes في الأقاليم السهبية وشبه الصحراوية والصحراوية، كما توجد النباتات الخالية من الأوراق مثل ألينتون Haloxylon Sp، والنباتات المغطاة بالأوبار ذات اللون الرمادي والفضي مثل نبات المريمية أو الناعمة Salvia Sp. وتتميز نباتات الصحراء عادة بوجود طلاء شمعي على سطح الأوراق والسوق، وتغير الأوراق اتجاهها مع حركة الشمس بحيث لا تقع عليها أشعة الشمس عمودية، كما تتميز بوجود نسج خازنة للمياه، خلاياها غنية بالمواد الغروية التي تزيد من شدة تماسك المواد المؤلفة للخلية، بنية المسام متعمقة ومغطاة بمواد شمعية تقلل من شدة النتح، جذور النباتات شاقولية للحصول على أكبر كمية من الماء، يمكن للنباتات أن تأخذ شكلاً عشبياً كالسافانا والسهوب، أو حولياً أو معمَّراً، وقد تكون على شكل شجيرات.
ج ـ الحياة الحيوانية في الصحراء:
يؤثر الجفاف وندرة المياه والرطوبة عامة في الحياة الحيوانية، كما هي الحال في النباتات، لذا يُشاهد بأن لدى حيوانات الصحارى مظاهر في بنية أجسامها ووظائفها الفيزيولوجية وطبيعة نظامها الحياتي، تتأقلم مع الظروف البيئية القاسية، فالجمل يعدّ أكثر الحيوانات تأقلماً مع قسوة الحرارة وندرة المياه، كما يُرى عند كثير من الحيوانات الصحراوية وجود طبقة شحمية تحت الجلد كالقنفذ ذي الأذنين الكبيرتين والجرذ الصحراوي الأصفر، أو أنها تتجمع في الذيل كالجربوع ثخين الذيل وبعض الجرذان الإفريقيّة، كما يمكن أن يوجد حيوان اللاما في صحاري أمريكا الجنوبية، وقد توجد بعض الحيوانات الظلفية التي تستطيع تحمل نقص الماء والرطوبة، أو يمكن لبعض أنواع الغزلان أن تعيش على الماء الذي يحتويه النبات.
أما الحيوانات ذات الدماء الباردة، فإنها تتأقلم مع نقص الرطوبة والحرارة العالية كالزواحف بأنواعها: عظايا، أفاعي، سحالي رملية.
لقد حظيت بعض الصحاري في العالم باهتمام كبير، فقد تم تأمين المياه لمساحات واسعة من صحاري روسيا وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية، ووضعت برامج طموحة لرفع الإنتاجية الحيوية للمراعي بنسبة 30ـ40% عمّا هي عليه، ولكن المشكلة الأساسية تتمثل في التفاوت الكبير في كمية الأمطار من سنة لأخرى.
فاتنة الشعال