جابت أعداد لا تحصى من الحيوانات العاشبة الضخمة غابات كوكبنا المطيرة قبل ملايين السنين في العصر البليستوسيني. تعد الفيلة من الفئة القليلة الناجية من هذه الحيوانات حتى يومنا هذا، وعلى قلتها تمتلك تأثيرًا كبيرًا في نظم الغابات البيئية، إذ تبين وفق آخر الأبحاث أن الفيلة قد تمثل حلًا لمشكلة تغير المناخ تجاهله العلماء فترة طويلة. نُشرت نتائج البحث في شهر فبراير من عام 2022 في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم.
يقول مؤلف البحث فابيو بيرزاغي الباحث من جامعة وورلد ماريتايم السويدية: «ستساعد نتائج البحث في تعميق فهمنا لسبل استغلال الطبيعة وإتاحة المجال لها لمساعدتنا على التخفيف من تغير المناخ، إذ نحتاج لتحقيق غايتنا أنظمة بيئية كاملة تمتد من الحشرات وصولًا إلى الفيلة والأشجار».
كيف توصل الباحثون إلى هذه النتيجة؟
انطلق الباحثون من فرضية مفادها: تساهم الفيلة بصورة كبيرة في عملية تخزين الكربون في الغابات عبر الطريقة التي تتغذى بها على النباتات ونشر بذورها.
لاختبار هذه الفرضية، لجأ الباحثون إلى تحليل بيانات جرد الغابات وتغذية الفيلة في حديقة نوابالي ندوكي الوطنية في جمهورية الكونغو ولويكوتالي قرب حديقة سالونجا الوطنية.
تمكن الباحثون بالاستعانة بهذه البيانات من تحديد الآليات التي تتحكم بسلوك تغذية الفيلة، وتحديد تأثيرها في عملية تخزين الكربون في الغابات التي تستوطنها.
تبين مما سبق أن افتراض الباحثين صحيح، إذ تؤثر الفيلة مباشرةً في عملية تخزين الكربون نتيجة سلوكها الغذائي.
توصل العلماء من تحليل بياناتهم إلى استنتاجين رئيسيين:
الاستنتاج الأول: تفضل الفيلة مضغ أوراق الأشجار ذات الكثافة الخشبية المنخفضة بسبب احتوائها على كمية أكبر من البروتين وأدنى من الألياف.
يعلق بيرزاغي على ذلك: «فاجأني حقًّا سلوك الفيلة، فهي تنتقي بعناية أنواع النباتات التي تأكلها من بين مئات الأنواع الموجودة في الغابة، وذلك لاستساغتها طعم أوراق هذه الأشجار وسعتها الغذائية».
الاستنتاج الثاني: تفضل الفيلة تناول ثمار الأشجار التي تمتلك كثافةً خشبية أعلى لمحتواها الغني بالسكر، ما يؤدي في النهاية إلى نشر بذور هذه الأشجار.
كتب المؤلفون: «تعد فيلة الغابات ناشرات بذور رائعة، فهي تنقل كميات كبيرة من بذور أنواع عديدة من النباتات أكثر من أي نوع حيوان آخر».
بعبارة أخرى: تؤثر عادات الأكل الانتقائية للفيلة مباشرةً في نوع أوراق وثمار الأشجار التي تتناولها، يؤدي هذا السلوك البسيط إلى مساهمتها مباشرةً في انتشار الأشجار ذات الكثافة الخشبية العالية التي تخزن كميات أكبر من الكربون.
أين تكمن أهمية الفيلة؟
تساعد الفيلة على حل مشكلة تغير المناخ عبر تناولها للأشجار!
قد تبدو هذه العبارة غير منطقية، لكن النتائج التي توصل إليها الباحثون توضح العلاقة بين سلوك الفيلة -الذي قد يبدو مدمرًا للوهلة الأولى- وانعكاساته الإيجابية على تغير المناخ.
بمعنى آخر: عبر تناول الفيلة للأشجار منخفضة الكثافة الخشبية تقلل من الازدحام والاكتظاظ النباتي، وتفسح المجال لنمو الأشجار الكبيرة التي تعزل «وتخزن» كميات أكبر من الكربون. يعلق بيرزاغي على هذه الفكرة بقوله: «قد يصعب على الناس فهم الربط بين الفيلة أو الحيوانات العاشبة الأخرى مع عملية عزل الكربون، لكن الفكرة تصبح بديهيةً بمجرد شرح آليتها».
يعد غاز ثنائي أكسيد الكربون المسؤول الأول عن الاحتباس الحراري. ستساهم الفيلة في الحماية من تحرير الكربون إلى الغلاف الجوي، عبر مساهمتها في زيادة تخزين الكربون في الغابات.
تؤكد النتائج أن الفيلة من «مهندسي النظام البيئي»، إضافة إلى حيوانات القندس والمخلوقات الأخرى التي تساهم في «نحت» وتنظيم بيئتها عبر عاداتها اليومية. يهدف الباحثون إلى إدراج فكرة استخدام الفيلة إلى قائمة الحلول الطبيعية لمشكلة تغير المناخ في أفريقيا عند مناقشتها سياسيًا.
لكن بقاء الفيلة ونجاتها يواجهان خطرًا متزايدًا يمتد من خطر التطور البشري وصولًا إلى الصيد غير المشروع. لذا وجه الباحثون رسالةً واضحةً وصريحة: «يجب علينا حماية الفيلة إذا أردنا الحفاظ على تنوع الغابات البيولوجي وتجنب أزمة المناخ».
اختتم الباحثون: «إن حماية فيلة الغابات، خصوصًا في الغابات التي مُنحت امتيازات قطع الأشجار والغابات المستغَلة الأخرى، تعد استجابةً هامة جدًا مشتقة من الحياة البرية للتخفيف من آثار تغير المناخ».
الخطوة التالية:
ينتمي بيرزاغي إلى فريق من الباحثين يسمى «تنشيط دورة الكربون». يهدف إلى إدخال سياسة الحفاظ على الحيوانات إلى قائمة حلول مشكلة تغير المناخ القائمة على الطبيعة. تقترح النتائج أن الحيوانات العاشبة الضخمة الأخرى مثل الفيلة الآسيوية وحيوانات التابير، قد تساهم في نمو الأشجار الغنية بالكربون في نظم الغابات البيئية التي تستوطنها.
يختتم بيرزاغي: «إن الحيوانات جزء من الحل. ستؤدي حماية فيلة الغابات في حالتنا هذه إلى حماية الغابات الأفريقية وجميع أنواع المخلوقات التي تسكنها».
يقول مؤلف البحث فابيو بيرزاغي الباحث من جامعة وورلد ماريتايم السويدية: «ستساعد نتائج البحث في تعميق فهمنا لسبل استغلال الطبيعة وإتاحة المجال لها لمساعدتنا على التخفيف من تغير المناخ، إذ نحتاج لتحقيق غايتنا أنظمة بيئية كاملة تمتد من الحشرات وصولًا إلى الفيلة والأشجار».
كيف توصل الباحثون إلى هذه النتيجة؟
انطلق الباحثون من فرضية مفادها: تساهم الفيلة بصورة كبيرة في عملية تخزين الكربون في الغابات عبر الطريقة التي تتغذى بها على النباتات ونشر بذورها.
لاختبار هذه الفرضية، لجأ الباحثون إلى تحليل بيانات جرد الغابات وتغذية الفيلة في حديقة نوابالي ندوكي الوطنية في جمهورية الكونغو ولويكوتالي قرب حديقة سالونجا الوطنية.
تمكن الباحثون بالاستعانة بهذه البيانات من تحديد الآليات التي تتحكم بسلوك تغذية الفيلة، وتحديد تأثيرها في عملية تخزين الكربون في الغابات التي تستوطنها.
تبين مما سبق أن افتراض الباحثين صحيح، إذ تؤثر الفيلة مباشرةً في عملية تخزين الكربون نتيجة سلوكها الغذائي.
توصل العلماء من تحليل بياناتهم إلى استنتاجين رئيسيين:
الاستنتاج الأول: تفضل الفيلة مضغ أوراق الأشجار ذات الكثافة الخشبية المنخفضة بسبب احتوائها على كمية أكبر من البروتين وأدنى من الألياف.
يعلق بيرزاغي على ذلك: «فاجأني حقًّا سلوك الفيلة، فهي تنتقي بعناية أنواع النباتات التي تأكلها من بين مئات الأنواع الموجودة في الغابة، وذلك لاستساغتها طعم أوراق هذه الأشجار وسعتها الغذائية».
الاستنتاج الثاني: تفضل الفيلة تناول ثمار الأشجار التي تمتلك كثافةً خشبية أعلى لمحتواها الغني بالسكر، ما يؤدي في النهاية إلى نشر بذور هذه الأشجار.
كتب المؤلفون: «تعد فيلة الغابات ناشرات بذور رائعة، فهي تنقل كميات كبيرة من بذور أنواع عديدة من النباتات أكثر من أي نوع حيوان آخر».
بعبارة أخرى: تؤثر عادات الأكل الانتقائية للفيلة مباشرةً في نوع أوراق وثمار الأشجار التي تتناولها، يؤدي هذا السلوك البسيط إلى مساهمتها مباشرةً في انتشار الأشجار ذات الكثافة الخشبية العالية التي تخزن كميات أكبر من الكربون.
أين تكمن أهمية الفيلة؟
تساعد الفيلة على حل مشكلة تغير المناخ عبر تناولها للأشجار!
قد تبدو هذه العبارة غير منطقية، لكن النتائج التي توصل إليها الباحثون توضح العلاقة بين سلوك الفيلة -الذي قد يبدو مدمرًا للوهلة الأولى- وانعكاساته الإيجابية على تغير المناخ.
بمعنى آخر: عبر تناول الفيلة للأشجار منخفضة الكثافة الخشبية تقلل من الازدحام والاكتظاظ النباتي، وتفسح المجال لنمو الأشجار الكبيرة التي تعزل «وتخزن» كميات أكبر من الكربون. يعلق بيرزاغي على هذه الفكرة بقوله: «قد يصعب على الناس فهم الربط بين الفيلة أو الحيوانات العاشبة الأخرى مع عملية عزل الكربون، لكن الفكرة تصبح بديهيةً بمجرد شرح آليتها».
يعد غاز ثنائي أكسيد الكربون المسؤول الأول عن الاحتباس الحراري. ستساهم الفيلة في الحماية من تحرير الكربون إلى الغلاف الجوي، عبر مساهمتها في زيادة تخزين الكربون في الغابات.
تؤكد النتائج أن الفيلة من «مهندسي النظام البيئي»، إضافة إلى حيوانات القندس والمخلوقات الأخرى التي تساهم في «نحت» وتنظيم بيئتها عبر عاداتها اليومية. يهدف الباحثون إلى إدراج فكرة استخدام الفيلة إلى قائمة الحلول الطبيعية لمشكلة تغير المناخ في أفريقيا عند مناقشتها سياسيًا.
لكن بقاء الفيلة ونجاتها يواجهان خطرًا متزايدًا يمتد من خطر التطور البشري وصولًا إلى الصيد غير المشروع. لذا وجه الباحثون رسالةً واضحةً وصريحة: «يجب علينا حماية الفيلة إذا أردنا الحفاظ على تنوع الغابات البيولوجي وتجنب أزمة المناخ».
اختتم الباحثون: «إن حماية فيلة الغابات، خصوصًا في الغابات التي مُنحت امتيازات قطع الأشجار والغابات المستغَلة الأخرى، تعد استجابةً هامة جدًا مشتقة من الحياة البرية للتخفيف من آثار تغير المناخ».
الخطوة التالية:
ينتمي بيرزاغي إلى فريق من الباحثين يسمى «تنشيط دورة الكربون». يهدف إلى إدخال سياسة الحفاظ على الحيوانات إلى قائمة حلول مشكلة تغير المناخ القائمة على الطبيعة. تقترح النتائج أن الحيوانات العاشبة الضخمة الأخرى مثل الفيلة الآسيوية وحيوانات التابير، قد تساهم في نمو الأشجار الغنية بالكربون في نظم الغابات البيئية التي تستوطنها.
يختتم بيرزاغي: «إن الحيوانات جزء من الحل. ستؤدي حماية فيلة الغابات في حالتنا هذه إلى حماية الغابات الأفريقية وجميع أنواع المخلوقات التي تسكنها».