تؤدي آثار النظام الغذائي النباتي على حيواناتنا الأليفة إلى نقاشات محتدمة بين فريقين يتبنون رأيين متعارضين.
لم نحصل حتى الآن على تقييم رسمي للدليل العلمي. جُمعت النتائج من 16 دراسة أُجريت على الكلاب والقطط التي تتغذى على الأطعمة النباتية، في بحث نُشر حديثًا في مجلة (Veterinary Sciences).
إن كان شخص ما يعتقد أن الآن هو الوقت المناسب لحيوانه الأليف كي يبدأ باتباع النظام الغذائي النباتي، تنبغي قراءة واكتشاف الفوائد والمخاطر المحتملة، وكل المعلومات التي لا نعرفها بعد.
هل هو نظام غذائي أخلاقي؟
يتبنى الكثير من الأشخاص وبتزايد في السنوات الأخيرة وفي أماكن مختلفة حول العالم النظام الغذائي النباتي، تشجعهم على ذلك مخاوف أخلاقية بشأن صحة الحيوانات وسلامتها، أو بشأن الاستدامة، أو على أساس الفوائد الصحية المتوقعة.
يأمل بعض أصحاب الحيوانات الأليفة إطعام حيواناتهم بما يتوافق مع هذه الخيارات للأنظمة الغذائية. وجدت دراسة أن 35% من أصحاب الحيوانات الأليفة يودون إطعام حيواناتهم وفق نظام غذائي نباتي، لكن تمنعهم عن ذلك عوائق كثيرة، منها توفر المواد الغذائية ونقص الدعم البيطري وقلة المنتجات التجارية المتاحة لاتباع النظام الغذائي النباتي.
يُعتقد أن إطعام المنتجات النباتية للأنواع الحيوانية التي تتغذى أساسًا على اللحوم يتعارض مع «طبيعتها«، ويترتب عليه آثار صحية خطيرة.
دار جدل حول كون إطعام الحيوانات أغذيةً نباتيةً هو نوع من القسوة عليها، لكن ماذا يقول العلم في ذلك؟
العناصر الغذائية الأساسية:
تُعد الكلاب والقطط حيوانات لاحمة. الكلاب لاحمة اختياريًا، ما يعني أنها قادرة على هضم المواد النباتية والبقاء على قيد الحياة دون تناول اللحوم، لكنها لن تنمو على الوجه الأمثل.
أما القطط فهي حيوانات لاحمة حتمًا، إذ إن نظامها الغذائي يجب أن يتألف من اللحوم بنسبة 70%، وهي غير قادرة على هضم المواد النباتية.
يشير الجهاز الهضمي للكلاب والقطط بوضوح إلى نمط حياتها اللاحم، إذ إن أسنانها مصممة لطحن اللحوم واصطياد الفرائس، وأمعائها قصيرة وصغيرة السعة بالنسبة إلى حجم أجسامها، على عكس الحيوانات العاشبة التي تحتاج إلى تخمير المواد النباتية لهضمها.
من المخاوف الرئيسية المتعلقة بالنظام الغذائي النباتي للحيوانات الأليفة، أن البروتينات الناتجة من الحبوب أو الصويا -المصدر النباتي الرئيسي للبروتين- تحوي كميات أقل من الأحماض الأمينية الأساسية، ولا تحتوي على جميع الفيتامينات الأساسية. هذه المواد الأساسية ضرورية للحفاظ على سلامة القلب والكبد والنظر وسائر الوظائف الحيوية.
بحثت مجموعة من الدراسات في التركيب الغذائي للأنظمة الغذائية النباتية الخاصة بالحيوانات الأليفة، ووجدت أن بعضها لا يفي بالمتطلبات اللازمة.
النظم الغذائية النباتية، خصوصًا المُعدة منزليًا، أكثر عرضة لنقص المكونات الغذائية، حتى أن الكثير من المنتجات التجارية هي الأخرى قد لا تفي بالمتطلبات التي تدعمها الأدلة المختلفة لتغذية الحيوانات الأليفة.
لكن الدراسات التي تبحث الأنظمة الغذائية على أساس الوارد الغذائي تعتمد على التوقعات. إن أردنا حقًا معرفة تأثير النظام الغذائي النباتي على الصحة، فعلينا قياس ذلك فعليًا على الحيوانات.
نقص الأدلة:
نفذ الباحثون نوعًا من الدراسات الشائعة في الممارسات المسندة بالدليل، يُسمى المراجعة المنهجية. تزودنا هذه الدراسات بملخص لكل الأبحاث التي أُجريت حول موضوع ما، وتُقيّم بناءً على الجودة، ما يسمح لنا بتقييم درجة الثقة عند وضع اقتراح اعتمادًا على الأدلة.
بحثت ست عشرة دراسة الآثار الصحية المترتبة على النظام الغذائي النباتي عند الكلاب والقطط. ضُمّنت القطط في ست دراسات فقط، مع أنها النوع الأكثر عرضة للتضرر من نقص المغذيات.
بعض هذه الدراسات اعتمد على تقارير أصحاب الحيوانات الأليفة بشأن صحة حيواناتهم بوصفها نتيجةً قابلة للقياس، مثلًا، ملاحظتهم للصحة وللحالة الجسدية. من المحتمل أن تكون هذه الآراء غير موضوعية أو عرضة للانحياز.
اتضح وجود أثر سلبي طفيف للنظام الغذائي النباتي، ذلك في الدراسات القليلة التي اعتمدت على قياس الأثر الصحي بواسطة فحص الحيوانات أو بإجراء فحوص مخبرية. مستويات المواد الغذائية عمومًا كانت دون المستوى الطبيعي، ولم يُحدد أي خلل في عمل القلب أو العين، وكانت حالة الجسم والفراء طبيعية.
تجدر الإشارة إلى أن الدراسات غالبًا تضمنت أعدادًا قليلة من الحيوانات، وتناولت الحيوانات طعامًا قائمًا على النظام الغذائي النباتي مدة أسابيع قليلة، وقد لا تكون تلك الفترة كافية لظهور نقص التغذية. أيضًا، يُعد تصميم الدراسات من هذا النوع غالبًا ضعيف الموثوقية في الممارسات المسندة بالدليل، لعدم استخدام مجموعة ضابطة.
تصورات مالكي الحيوانات الأليفة عن الفوائد الصحية للأنظمة الغذائية النباتية كانت إيجابية بدرجة مبالغة. الفوائد المسجلة شملت انخفاض البدانة وتحسن رائحة النفس وانخفاض تهيج البشرة، العيب الوحيد كان زيادة حجم البراز، وكان ذلك مقبولًا بالنسبة إلى معظم المالكين.
تقدُم حذِر
عمومًا، لم تُحسم بعد مسألة اعتماد النظام الغذائي النباتي للحيوانات الأليفة بوصفه نظامًا آمنًا.
ما توصلنا إليه حتى الآن أن الحجج القوية سواء المساندة أو المعارضة للنظام الغذائي النباتي للحيوانات من المحتمل أن تكون مضللة وغير مدعمة بالأدلة.
على مالكي الحيوانات الأليفة الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا لحيواناتهم أخذ الحذر، وأن يهتموا بتزويد حيواناتهم بالمغذيات الكافية، وأن يلتزموا بالفحوص الدورية المنتظمة للحيوانات لدى الطبيب البيطري.
لم نحصل حتى الآن على تقييم رسمي للدليل العلمي. جُمعت النتائج من 16 دراسة أُجريت على الكلاب والقطط التي تتغذى على الأطعمة النباتية، في بحث نُشر حديثًا في مجلة (Veterinary Sciences).
إن كان شخص ما يعتقد أن الآن هو الوقت المناسب لحيوانه الأليف كي يبدأ باتباع النظام الغذائي النباتي، تنبغي قراءة واكتشاف الفوائد والمخاطر المحتملة، وكل المعلومات التي لا نعرفها بعد.
هل هو نظام غذائي أخلاقي؟
يتبنى الكثير من الأشخاص وبتزايد في السنوات الأخيرة وفي أماكن مختلفة حول العالم النظام الغذائي النباتي، تشجعهم على ذلك مخاوف أخلاقية بشأن صحة الحيوانات وسلامتها، أو بشأن الاستدامة، أو على أساس الفوائد الصحية المتوقعة.
يأمل بعض أصحاب الحيوانات الأليفة إطعام حيواناتهم بما يتوافق مع هذه الخيارات للأنظمة الغذائية. وجدت دراسة أن 35% من أصحاب الحيوانات الأليفة يودون إطعام حيواناتهم وفق نظام غذائي نباتي، لكن تمنعهم عن ذلك عوائق كثيرة، منها توفر المواد الغذائية ونقص الدعم البيطري وقلة المنتجات التجارية المتاحة لاتباع النظام الغذائي النباتي.
يُعتقد أن إطعام المنتجات النباتية للأنواع الحيوانية التي تتغذى أساسًا على اللحوم يتعارض مع «طبيعتها«، ويترتب عليه آثار صحية خطيرة.
دار جدل حول كون إطعام الحيوانات أغذيةً نباتيةً هو نوع من القسوة عليها، لكن ماذا يقول العلم في ذلك؟
العناصر الغذائية الأساسية:
تُعد الكلاب والقطط حيوانات لاحمة. الكلاب لاحمة اختياريًا، ما يعني أنها قادرة على هضم المواد النباتية والبقاء على قيد الحياة دون تناول اللحوم، لكنها لن تنمو على الوجه الأمثل.
أما القطط فهي حيوانات لاحمة حتمًا، إذ إن نظامها الغذائي يجب أن يتألف من اللحوم بنسبة 70%، وهي غير قادرة على هضم المواد النباتية.
يشير الجهاز الهضمي للكلاب والقطط بوضوح إلى نمط حياتها اللاحم، إذ إن أسنانها مصممة لطحن اللحوم واصطياد الفرائس، وأمعائها قصيرة وصغيرة السعة بالنسبة إلى حجم أجسامها، على عكس الحيوانات العاشبة التي تحتاج إلى تخمير المواد النباتية لهضمها.
من المخاوف الرئيسية المتعلقة بالنظام الغذائي النباتي للحيوانات الأليفة، أن البروتينات الناتجة من الحبوب أو الصويا -المصدر النباتي الرئيسي للبروتين- تحوي كميات أقل من الأحماض الأمينية الأساسية، ولا تحتوي على جميع الفيتامينات الأساسية. هذه المواد الأساسية ضرورية للحفاظ على سلامة القلب والكبد والنظر وسائر الوظائف الحيوية.
بحثت مجموعة من الدراسات في التركيب الغذائي للأنظمة الغذائية النباتية الخاصة بالحيوانات الأليفة، ووجدت أن بعضها لا يفي بالمتطلبات اللازمة.
النظم الغذائية النباتية، خصوصًا المُعدة منزليًا، أكثر عرضة لنقص المكونات الغذائية، حتى أن الكثير من المنتجات التجارية هي الأخرى قد لا تفي بالمتطلبات التي تدعمها الأدلة المختلفة لتغذية الحيوانات الأليفة.
لكن الدراسات التي تبحث الأنظمة الغذائية على أساس الوارد الغذائي تعتمد على التوقعات. إن أردنا حقًا معرفة تأثير النظام الغذائي النباتي على الصحة، فعلينا قياس ذلك فعليًا على الحيوانات.
نقص الأدلة:
نفذ الباحثون نوعًا من الدراسات الشائعة في الممارسات المسندة بالدليل، يُسمى المراجعة المنهجية. تزودنا هذه الدراسات بملخص لكل الأبحاث التي أُجريت حول موضوع ما، وتُقيّم بناءً على الجودة، ما يسمح لنا بتقييم درجة الثقة عند وضع اقتراح اعتمادًا على الأدلة.
بحثت ست عشرة دراسة الآثار الصحية المترتبة على النظام الغذائي النباتي عند الكلاب والقطط. ضُمّنت القطط في ست دراسات فقط، مع أنها النوع الأكثر عرضة للتضرر من نقص المغذيات.
بعض هذه الدراسات اعتمد على تقارير أصحاب الحيوانات الأليفة بشأن صحة حيواناتهم بوصفها نتيجةً قابلة للقياس، مثلًا، ملاحظتهم للصحة وللحالة الجسدية. من المحتمل أن تكون هذه الآراء غير موضوعية أو عرضة للانحياز.
اتضح وجود أثر سلبي طفيف للنظام الغذائي النباتي، ذلك في الدراسات القليلة التي اعتمدت على قياس الأثر الصحي بواسطة فحص الحيوانات أو بإجراء فحوص مخبرية. مستويات المواد الغذائية عمومًا كانت دون المستوى الطبيعي، ولم يُحدد أي خلل في عمل القلب أو العين، وكانت حالة الجسم والفراء طبيعية.
تجدر الإشارة إلى أن الدراسات غالبًا تضمنت أعدادًا قليلة من الحيوانات، وتناولت الحيوانات طعامًا قائمًا على النظام الغذائي النباتي مدة أسابيع قليلة، وقد لا تكون تلك الفترة كافية لظهور نقص التغذية. أيضًا، يُعد تصميم الدراسات من هذا النوع غالبًا ضعيف الموثوقية في الممارسات المسندة بالدليل، لعدم استخدام مجموعة ضابطة.
تصورات مالكي الحيوانات الأليفة عن الفوائد الصحية للأنظمة الغذائية النباتية كانت إيجابية بدرجة مبالغة. الفوائد المسجلة شملت انخفاض البدانة وتحسن رائحة النفس وانخفاض تهيج البشرة، العيب الوحيد كان زيادة حجم البراز، وكان ذلك مقبولًا بالنسبة إلى معظم المالكين.
تقدُم حذِر
عمومًا، لم تُحسم بعد مسألة اعتماد النظام الغذائي النباتي للحيوانات الأليفة بوصفه نظامًا آمنًا.
ما توصلنا إليه حتى الآن أن الحجج القوية سواء المساندة أو المعارضة للنظام الغذائي النباتي للحيوانات من المحتمل أن تكون مضللة وغير مدعمة بالأدلة.
على مالكي الحيوانات الأليفة الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا لحيواناتهم أخذ الحذر، وأن يهتموا بتزويد حيواناتهم بالمغذيات الكافية، وأن يلتزموا بالفحوص الدورية المنتظمة للحيوانات لدى الطبيب البيطري.