استطاع العلماء تدريب الببغاء على لعب الغولف والتباهي باستخدام أدوات ذكية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • استطاع العلماء تدريب الببغاء على لعب الغولف والتباهي باستخدام أدوات ذكية

    نجح صنف من الببغاوات يسمى بببّغاء جوفين (Goffin’s Cockatoo) في تقريب المستوى بينها وبين الغربان في معركة الطيور الأذكى، من خلال الكشف عن قدرتها الاستثنائية على استخدام الأدوات المركبة.

    استخدامنا لأكثر من أداة معًا أدى دورًا كبيرًا في التطور التكنولوجي للبشرية، ونادرًا ما لوحظت هذه المهارة عند حيوانات أخرى. ما عدا قرود الشمبانزي التي تعد مثالًا نادرًا، إذ استخدمت المطرقة والسندان لتكسير الجوز.

    قدّم ببغاء جوفين أول مثال على حيوان خارج أصناف الرئيسيات يستخدم الأدوات المركبة، وهو المعروف بقدرته المبتكرة على إنشاء أدوات جديدة وأدوات مائدة حِرفية.



    صمم الباحث الأول وعالم الأحياء أنطونيو أوسونا ماسكارو من جامعة الطب البيطري في فيينا وزملاؤه تجربةً أطلقوا عليها اسم (Golf Club Task)، وهي صندوق أحجية بأرضية مغطاة بسجاد أخضر، يتطلب إدخال كرة ثم نقرها بعصا لتدخل في حفرة وتطلق المكافأة.

    ثبت أن هذه التجربة سهلة بالنسبة لبعض أدمغة الطيور، فمن بين أحد عشر ببغاء، كان خمسة منهم قادرين على حل هذه المهمة، وكان زمن تجربتهم ينخفض كثيرًا فور استيعابهم لها.

    أوضح الباحثون في ورقتهم البحثية: «يشير الأمر إلى أن الطيور قادرة على تحديد الخطوات الضرورية وحفظها على الفور عند نجاحها أول مرة، ومع أنه نمط غير متّسقٍ مع تقدم التعلم الترابطي النموذجي، فإنه يتلاءم بشدة مع أداء ببغاء جوفين السابق في حل المشكلات».

    إضافةً إلى ذلك، استخدمت الببغاوات الثلاثة (فيغارو، وبيبين، وفيني) التي عملت على هذه المهمة ضمن معايير التجربة السابقة تقنياتٍ مختلفة عن بعضها.

    قال أوسونا ماسكارو: «أحد أشد الجوانب إدهاشًا في سير العملية هو ملاحظة كيف ابتكر كلٌّ من هذه الحيوانات أسلوبه المتفرد في كيفية إمساكه للعصا وضرب الكرة، وببراعة مذهلة أحيانًا، إذ أدار أحدها العصا في أثناء حملها بين فكيه، جزء منها بين طرف منقاره ولسانه وجزئها الآخر بمخلبه، مثل الرئيسيات».

    تشير طريقة استخدام هذه الأداة غير النمطية إلى الابتكار التلقائي والمعالجة المعرفية الأكثر شمولية، بدلًا من السلوكيات المتوارثة التي يقترحها الفريق، وهو مشابه للسلوك الذي شوهد عند الشمبانزي، الذين يستخدمون تقنيات متفردة في صيد النمل الأبيض.

    حتى أن الأطفال تحت سن الثامنة يجدون صعوبة في ابتكار حلولٍ جديدة لمثل هذه المهام، مع أن قدرتهم مثيرة للإعجاب في استخدام التكنولوجيا كالآي باد. قالت المختصة في علم النفس التطوري بجامعة برمنغهام سارة بيك: «في حين أن هذه الدراسة كانت السباقة في إظهار أن الببغاوات يستطيعون تنسيق الأدوات لحل مشكلةٍ ما، فهي تغني أيضًا عملنا المستمر مع الأطفال، وتساعدنا مقارنة مثل هذه الأنواع المختلفة أيضًا على فهم كيفية تطوير البشر وبعض الأنواع الأخرى لمهارات تكنولوجية مثيرة للإعجاب».

    تمامًا كما تتحدى رياضة الغولف قدرتنا على التصويب، توضح هذه المهمة أن الطيور تدرك كيفية التصويب أيضًا، إذ غيرت هذه الببغاوات تحركاتها لضبط وضعية العصا، مستهدفةً المنصة الصحيحة أكثر من عدد المرات التي حققت فيها هدفها عن طريق الصدفة.

    لم تعمل كل الببغاوات على صندوق الأحجية خلال التجربة الأولى، وألمحت إحدى المتابعات إلى أن الببغاوات قد تكون قادرةً على تعلم استخدام هذه الأداة من خلال الملاحظة، فبعد أن شاهدت الببغاوات نظيرًا لها أكثر تقدمًا يكمل المهمة، تمكن بعضها من الانخراط أكثر مع صندوق الأحجية، دون تقليد كامل لأساليب منافسيها.

    استنتج الباحثون ما يلي: «هذه النتيجة توازي سابقاتها التي تشير إلى أن ببغاوات جوفين تتعلم بالمحاكاة وليس بالتقليد».

    لكن، أصيب بعض الببغاوات الأخريات بالإحباط وصبوا قليلًا من غضبهم على الصندوق، ما تسبب بإتلافه.

    كتب أوسونا ماسكارو وفريقه: «قد يفسر هذا التصرف نتيجة الإحباط الناجم عن مشاهدة المهمة ويحلها فرد آخر، لكن لا نستطيع استبعاد التأثير المحبط لتراكم الجلسات غير الناجحة أيضًا».

    حتى أن فيغارو، أحد هؤلاء المشاغبين ذوي الريش، وجد حلًّا ملتويًا عن طريق رفعه للصندوق بالعصا ومن ثم إسقاطه، فتسبب الارتطام بتحرير الزناد وإطلاق الهدية. يا له من ببغاء ذكي!
يعمل...
X