لاحظت أليساندرا ماسكارو -عالمة الأحياء التطورية والمتطوعة في مشروع Loango Chimpanzee- شيئا لم يُصرح به أي عالم رئيسيات آخر في أفريقيا من قبل.
في غابات الجابون، أثناء متابعة وتصوير أنثى الشمبانزي Suzee وابنها Sia، لاحظت ماسكارو أنّ Suzee تمسك شيئًا صغيرًا بين شفتيها، ثم تقوم بوضعه على جرح في قدم ابنها Sia.
لاحظت ماسكارو في تسجيلاتها، انتزاع أنثى الشمبانزي لحشرة صغيرة داكنة مباشرةً من الجانب السفلي للورقة.
تقول ماسكارو: «بعد مناقشة هذه الملاحظات والمشاهدات مع أعضاء الفريق، أدركنا أننا لم نشهد مثل هذا السلوك، ولم يُوثّق من قبل».
بعد أسبوع من رؤية ماسكارو، شاهدت لارا ساذرن، طالبة دكتوراه في فريق البحث، ذكرًا بالغًا يسحب ورقة باتجاه فمه، ويلتقط حشرة بشفتيه، ويمسك الحشرة بإبهامه وسبابته، ثم قام الشمبانزي بتطبيق ما انتزعه من الشجيرة على جرح عمره يوم واحد في ثنية ذراعه.
على مدار الخمسة عشر شهرًا التالية، وثّق الباحثون 20 حدثًا مشابهًا على الساحل الغربي لأفريقيا. في معظم الأوقات، طبق قرود الشمبانزي في الجابون حشرات مجهولة على جروحهم، ولكن كانت هناك عدة مناسبات ساعدوا فيها بعضهم بعضًا.
تقول لارا ساذرن: «أصيب ليتلغري، وهو ذكر شمبانزي بالغ، بجرح عميق مفتوح، واظبت كارول وهي أنثى شمبانزي بالغة، على تنظيف جرحه، بواسطة حشرة التقطتها بيدها».
«أكثر ما أدهشني هو أنها سلمته إلى ليتلغراي، وطبقته على جرحه، وبعد ذلك قامت كارول واثنان آخران من الشمبانزي البالغين بلمس الجرح وتحريك الحشرة عليه. يبدو أنّ قرود الشيمبانزي الثلاثة يؤدون هذه السلوكيات فقط من أجل فائدة أعضاء مجموعتهم».
تعتبر السلوكيات الاجتماعية التي تعزز التعاطف بين مجموعة من الحيوانات موضوعًا مثيرًا للجدل في علم الأحياء التطوري، لأنها تناقض “الأنانية” التي تعتبر ضرورية للبقاء.
يعد العلاج الذاتي شائع جدًا في مملكة الحيوانات، إذ يرى العلماء هذا السلوك في الطيور والنحل والسحالي والفيلة والشمبانزي، لكن السلوكيات غير الأنانية فيما يتعلق بالطب والدواء نادرة للغاية.
لُوحظ من قبل ابتلاع الشمبانزي والبونوبو لأوراق النباتات الطبية للوقاية من الالتهابات المعوية، لكنّ التطبيق الموضعي للحشرات كدواء هو اكتشاف جديد.
يقول عالم الرئيسيات توبياس ديشنر من جامعة ماساتشوستس: «تقدم ملاحظاتنا أول دليل على أنّ الشمبانزي يلتقط الحشرات بانتظام ويضعها على الجروح المفتوحة، ونحن نتطلع الآن إلى معرفة الفوائد المحتملة لمثل هذا السلوك المفاجئ».
لم تُحدّد الحشرات التي استخدمتها قرود الشمبانزي في هذا العلاج الموضعي، ولكن بالنظر إلى السرعة التي يجب أن تتحرك بها الرئيسيات لانتزاع مفصليات الأرجل ذات اللون الداكن من محيطها، يشتبه الباحثون في أنها قد تكون مجنحة ولها خصائص مطهرة أو مضادة للالتهاب.
من المعروف استخدام البشر للحشرات بطريقة مشابهة جدًا، فللأجسام الصغيرة لبعض اللافقاريات فوائد طبية. على سبيل المثال، تشير السجلات القديمة المكتوبة، إلى استخدام البشر طريقة “العلاج باليرقات” لعلاج الجروح منذ آلاف السنين في جميع أنحاء العالم.
على الرغم من ملاحظات ومشاهدات الشمبانزي التي استمرت لعقود في أفريقيا، فإن هذه هي المرة الأولى التي نلاحظ فيها سلوكًا مشابهًا بين أقرب أقربائنا الأحياء، وهذا يشير إلى أنّ جنسنا ليس الوحيد الذي يؤدي دور الطبيب والمريض.
من المعروف أن الشمبانزي يُظهر العديد من السلوكيات التي يبدو أنها اجتماعية في الظاهر، بما في ذلك تقاسم الطعام، والتبني، والدوريات والصيد التعاوني، لكن معنى وأغراض هذه الأفعال ما يزال محل نقاش بين علماء الأحياء. فيما تُشير بعض الدراسات الأخرى إلى اهتمام الشمبانزي برفاهيته فقط.
يُعزز التطبيق الموضعي للدواء على جروح شمبانزي آخر فكرة أنّ البشر ليسوا وحدهم الذين يقومون بسلوكيات لصالح أشخاص آخرين، وقد تساعدنا دراسة الشمبانزي بعمق على فهم كيف بدأت هذه السلوكيات الاجتماعية في التطور لأول مرة وما هي فوائدها التطورية.
يقول ديشنر: «إنه لأمر مدهش أنه بعد عقود من الأبحاث التي تتناول الشمبانزي البري، ما زالوا يفاجئوننا بسلوكيات جديدة غير متوقعة. تِظهر دراستنا أنه ما يزال هناك الكثير لاستكشافه واكتشافه عن أقرب أقربائنا الأحياء، وبالتالي ما يزال يتعين علينا بذل المزيد من الجهد لحمايتهم في بيئتهم الطبيعية».
في غابات الجابون، أثناء متابعة وتصوير أنثى الشمبانزي Suzee وابنها Sia، لاحظت ماسكارو أنّ Suzee تمسك شيئًا صغيرًا بين شفتيها، ثم تقوم بوضعه على جرح في قدم ابنها Sia.
لاحظت ماسكارو في تسجيلاتها، انتزاع أنثى الشمبانزي لحشرة صغيرة داكنة مباشرةً من الجانب السفلي للورقة.
تقول ماسكارو: «بعد مناقشة هذه الملاحظات والمشاهدات مع أعضاء الفريق، أدركنا أننا لم نشهد مثل هذا السلوك، ولم يُوثّق من قبل».
بعد أسبوع من رؤية ماسكارو، شاهدت لارا ساذرن، طالبة دكتوراه في فريق البحث، ذكرًا بالغًا يسحب ورقة باتجاه فمه، ويلتقط حشرة بشفتيه، ويمسك الحشرة بإبهامه وسبابته، ثم قام الشمبانزي بتطبيق ما انتزعه من الشجيرة على جرح عمره يوم واحد في ثنية ذراعه.
على مدار الخمسة عشر شهرًا التالية، وثّق الباحثون 20 حدثًا مشابهًا على الساحل الغربي لأفريقيا. في معظم الأوقات، طبق قرود الشمبانزي في الجابون حشرات مجهولة على جروحهم، ولكن كانت هناك عدة مناسبات ساعدوا فيها بعضهم بعضًا.
تقول لارا ساذرن: «أصيب ليتلغري، وهو ذكر شمبانزي بالغ، بجرح عميق مفتوح، واظبت كارول وهي أنثى شمبانزي بالغة، على تنظيف جرحه، بواسطة حشرة التقطتها بيدها».
«أكثر ما أدهشني هو أنها سلمته إلى ليتلغراي، وطبقته على جرحه، وبعد ذلك قامت كارول واثنان آخران من الشمبانزي البالغين بلمس الجرح وتحريك الحشرة عليه. يبدو أنّ قرود الشيمبانزي الثلاثة يؤدون هذه السلوكيات فقط من أجل فائدة أعضاء مجموعتهم».
تعتبر السلوكيات الاجتماعية التي تعزز التعاطف بين مجموعة من الحيوانات موضوعًا مثيرًا للجدل في علم الأحياء التطوري، لأنها تناقض “الأنانية” التي تعتبر ضرورية للبقاء.
يعد العلاج الذاتي شائع جدًا في مملكة الحيوانات، إذ يرى العلماء هذا السلوك في الطيور والنحل والسحالي والفيلة والشمبانزي، لكن السلوكيات غير الأنانية فيما يتعلق بالطب والدواء نادرة للغاية.
لُوحظ من قبل ابتلاع الشمبانزي والبونوبو لأوراق النباتات الطبية للوقاية من الالتهابات المعوية، لكنّ التطبيق الموضعي للحشرات كدواء هو اكتشاف جديد.
يقول عالم الرئيسيات توبياس ديشنر من جامعة ماساتشوستس: «تقدم ملاحظاتنا أول دليل على أنّ الشمبانزي يلتقط الحشرات بانتظام ويضعها على الجروح المفتوحة، ونحن نتطلع الآن إلى معرفة الفوائد المحتملة لمثل هذا السلوك المفاجئ».
لم تُحدّد الحشرات التي استخدمتها قرود الشمبانزي في هذا العلاج الموضعي، ولكن بالنظر إلى السرعة التي يجب أن تتحرك بها الرئيسيات لانتزاع مفصليات الأرجل ذات اللون الداكن من محيطها، يشتبه الباحثون في أنها قد تكون مجنحة ولها خصائص مطهرة أو مضادة للالتهاب.
من المعروف استخدام البشر للحشرات بطريقة مشابهة جدًا، فللأجسام الصغيرة لبعض اللافقاريات فوائد طبية. على سبيل المثال، تشير السجلات القديمة المكتوبة، إلى استخدام البشر طريقة “العلاج باليرقات” لعلاج الجروح منذ آلاف السنين في جميع أنحاء العالم.
على الرغم من ملاحظات ومشاهدات الشمبانزي التي استمرت لعقود في أفريقيا، فإن هذه هي المرة الأولى التي نلاحظ فيها سلوكًا مشابهًا بين أقرب أقربائنا الأحياء، وهذا يشير إلى أنّ جنسنا ليس الوحيد الذي يؤدي دور الطبيب والمريض.
من المعروف أن الشمبانزي يُظهر العديد من السلوكيات التي يبدو أنها اجتماعية في الظاهر، بما في ذلك تقاسم الطعام، والتبني، والدوريات والصيد التعاوني، لكن معنى وأغراض هذه الأفعال ما يزال محل نقاش بين علماء الأحياء. فيما تُشير بعض الدراسات الأخرى إلى اهتمام الشمبانزي برفاهيته فقط.
يُعزز التطبيق الموضعي للدواء على جروح شمبانزي آخر فكرة أنّ البشر ليسوا وحدهم الذين يقومون بسلوكيات لصالح أشخاص آخرين، وقد تساعدنا دراسة الشمبانزي بعمق على فهم كيف بدأت هذه السلوكيات الاجتماعية في التطور لأول مرة وما هي فوائدها التطورية.
يقول ديشنر: «إنه لأمر مدهش أنه بعد عقود من الأبحاث التي تتناول الشمبانزي البري، ما زالوا يفاجئوننا بسلوكيات جديدة غير متوقعة. تِظهر دراستنا أنه ما يزال هناك الكثير لاستكشافه واكتشافه عن أقرب أقربائنا الأحياء، وبالتالي ما يزال يتعين علينا بذل المزيد من الجهد لحمايتهم في بيئتهم الطبيعية».