الصحة المهنية
تكتسب أهمية العمل الاقتصادية والاجتماعية عناية خاصة، أما أهمية العمل للفرد فتمنح في العادة عناية أقل، برغم أن للعمل دوراً نفسياً ومعنوياً. وله قوة فعالة في تكوين إحساس الفرد بذاته وتحقيق هويته.
تعرف منظمة الصحة العالمية الصحة بأنها حالة من المعافاة التامة بدنياً ونفسياً واجتماعياً، وعليه فإن العمل وبيئته مكونان هامان في صحة الإنسان، ويكون التأثير ذا اتجاهين أي إن بيئة العمل تؤثر في الصحة، وإنتاجية العمل تتأثر بصحة الفرد.
والصحة المهنية occupational healthنشاط عديد الأوجه يهدف إلى:
ـ حماية صحة العمال وتعزيزها بالوقاية من الأمراض المهنية وحوادث العمل ومكافحتها، كما يهدف إلى إزالة العوامل والظروف التي تؤثر سلباً في الصحة والعمل وسلامته.
ـ تعزيز المعافاة البدنية والعقلية والاجتماعية للعمال، ودعم قدراتهم وحرفيتهم في العمل.
ـ تطوير العمل وتعزيزه ضمن ظروف صحية وآمنة ومنتظمة.
ـ تمكين العمال من العيش المنتج اجتماعياً واقتصادياً، والإسهام إيجاباً في التنمية المستدامة sustainable development.
وتشارك الصحة المهنية في التنمية المستدامة بالنواحي التالية:
ـ الوقاية من الأمراض المهنية وإصابات العمل وحماية العمال من عبء العمل الذي يعني بدوره حماية الموارد والحفاظ عليها.
ـ الحث على إيجاد بيئة عمل آمنة واستعمال مرشد للطاقة واستخدام تقنيات قليلة الخطر.
ـ تحسن الصحة المهنية الإنتاج، وجودة المنتج، وإدارة العمليات وينعكس هذا كله على البيئة.
ـ يعني تفعيل مجالات الصحة المهنية تأمين حماية البيئة، وهذا الأمر فعال بالنسبة للتكلفة.
ـ تعد السياسات العمالية مهمة في الحفاظ على المجتمعات، فالبطالة وعمالة الأطفال وقوانين التشغيل ذات أثر كبير في التنمية.
ـ تعتمد العائلات في مجتمعات عديدة على الشخص المنتج في الأسرة، وعليه إن الحفاظ على صحة هذا الشخص ذو أثر كبير في الأسر والمجتمعات.
يؤلف العمل وبيئته عاملين مهمين في تعزيز الصحة، فالحكومات وإدارات العمل والعمال والمختصون بالصحة المهنية هم المعنيون في حماية الصحة وتعزيزها.
قد يكون العمل سبباً في التعرض إلى مخاطر عدة، ويمكن أن تصنف المخاطر المحتملة على الصحة كالآتي:
ـ ملوثات الهواء وتشمل الملوثات الغازية والطيارة، والجزيئية ومنها الغبار والرذاذ والألياف.
ـ الملوثات الكيمياوية وقد تأخذ شكلاً صلباً أو سائلاً أو غازياً، ويحدث التعرض لها بالاستنشاق أو الامتصاص عن طريق الجلد أو الهضم. وتعتمد درجة الخطورة على طبيعة المادة وقوة آثارها السمية وشدة التعرض ومدته.
ـ الأخطار الحيوية، وتشمل الجراثيم والفيروسات والفطور وعضويات حية أخرى، وهذه كلها قد تسبب أمراضاً حادة أو مزمنة بعد دخولها الجسم أو تماسها مع الجلد.
ـ الأخطار الفيزيائية، وتشمل المستويات العالية من الضجيج والاهتزاز والضوء والحرارة والإشعاع المؤين وغير المؤين.
ـ الأخطار الإرغونومية ergonomics، وتنتج من تصميم الآلات السيئ والاستخدام الخاطئ للآلة (وعلم الإرغونوميات هو الدراسة العلمية للشروط النفسية والفيزيولوجية والاجتماعية والاقتصادية للعمل والعلاقة بين الإنسان والآلة).
ـ العوامل النفسية، ومنها الملل والأعمال المتكررة وضغط الإنتاج والكرب stressوالأجر القليل.
ـ الحوادث، وتعزى بالدرجة الأولى إلى شروط العمل غير الآمنة والتصرفات المتهورة.
ومن الجدير بالذكر الإشارة إلى وجود تقنيات معروفة جيداً يستعملها المتخصصون في تعرف مخاطر العمل، منها جرد المواد وجرد العمليات ومسوحات الصحة المهنية وبرامج اعتيان الهواء وغيرها. تشمل عملية تقييم المخاطر الصحية في معمل معين على قياس التعرض باستخدام تقنيات خاصة وتفسير النتائج بمقارنة التعرض مع المعايير الموصى بها ومن ثم وضع التوصيات إذا ما احتاج الأمر.
ويعتقد المتخصصون أن الوسائل الأساسية في الحد من احتمال تعرض العامل للمخاطر المهنية هي:
ـ المكافحة الهندسية: وتعني الحد من تعرض العامل للعوامل الضارة، بعزله عنها منها: تركيب أنظمة التهوية والتكييف، وإزالة المواد السامة من العمليات الإنتاجية بإحلال مواد أقل سمية محلها، وضبط العملية الإنتاجية على نحو جيد.
ـ المكافحة المرتبطة بممارسات العمل، وهي تعديل طرق تنفيذ المهام المطلوبة من العامل لتصبح أكثر ضبطاً، والإشراف جيداً على العمال، وترتيب مكان العمل ومنع تناول الطعام والشراب والتدخين في أثناء العمل.
ـ المكافحة الإدارية، وهي الحد من تعرض العمال من خلال جدولة الإنتاج والمهام، واستخدام جميع السبل الكفيلة بالحد من التعرض وعلى رأسها تطبيق المكافحة الهندسية والالتزام باستخدام أدوات الحماية الشخصية في مكان العمل كاستخدام القفازات والأقنعة والخوذ والأحذية الخاصة حسب ما تقتضيه العملية الإنتاجية.
ويطلق تعبير الأمراض المهنيةoccupational diseases على ذلك الطيف من الأمراض أو الحالات التي تصيب الأشخاص من جراء تعرضهم لعوامل مرتبطة بعملهم أو لمخاطر موجودة في بيئة العمل. وتعد هذه الأمراض مهمة جداً برغم أن العديد من الأطباء الممارسين يغضون الطرف عنها، إما لجهلهم بها أو بأهميتها أو بسبب جملة من العوامل التي تعوقهم عن التفكير بها، منها تشابه الأعراض السريرية والمرضية وتطابقها بين الأمراض المهنية وغير المهنية، فالربو مثلاً قد يكون مرضاً مهنياً أو غير مهني، ومن العوامل الأخرى التي تغيب هذه الأمراض هو أن بعضها يحدث بعد تعرض مديد جداً يتجاوز العشرات من السنين أو أن شكل الأعراض السريرية فيها يرتبط بطريقة التعرض وشدته والجرعة من المادة السامة.
تطبق الوقاية من الأمراض المهنية في مستويات ثلاثة تشمل الوقاية الأولية والثانوية والثالثية. تتم الوقاية الأولية بالحد من خطر المرض وذلك بتقليل مخاطر العمل واتباع سبل الحماية الشخصية، أما الوقاية الثانوية فتعني كشف الأمراض المهنية باكراً قبل أن تصبح الأعراض السريرية جلية يلي ذلك التدخل مباشرة لتجنب العواقب الممكنة، وتعتمد الوقاية الثانوية على إجراء فحوص دورية للعمال، أما الوقاية الثالثية فتشمل الإجراءات المتخذة لتخفيف عبء المرض وعواقبه والحد من العجز لدى المريض وإعادة تأهيله.
وتقع الأمراض المهنية في أقصى الطيف من مجموعة الأمراض التي ترتبط بالمهنة والتي يطلق عليها اسم الأمراض المرتبطة بالمهنة work-related diseases، والأمراض المرتبطة بالمهنة عديدة جداً وتنجم عن التداخل بين عوامل خطر خارجية وعدد من العوامل الداخلية في الجسم لتسبب المرض الذي قد لا يتفعل بوجود واحد من تلك العوامل فقط. ومن الأمثلة على الأمراض المرتبطة بالمهنة الاستجابة السلوكية في مكان العمل وارتفاع ضغط الدم والأمراض النفسية البدنيةpsychosomatic والداء القلبي الإكليلي.
يطلق على الطبيب المتخصص بتشخيص الأمراض المهنية ومعالجتها اسم الطبيب المهني، أما اختصاصي الصحة المهنية فهو شخص مختص يمارس تقييم العوامل البيئية وضبطها في مكان العمل والتي قد تسبب الأذى والمرض وعدم الارتياح، ويقوم متخصص الصحة المهنية بدراسة علم السموم والعمليات الإنتاجية وملوثات الهواء الكيمياوية والفيزيائية وتقنيات الاعتيان البيئي والإحصاء المتعلق بها وتصميم أنظمة التهوية والآثار الصحية للمخاطر البيئية المرتبطة بالعمل. ويمكن تلخيص دور القائمين على تقديم الخدمات الصحية المهنية في تعزيز الصحة كمايأتي:
ـ حماية صحة العمال بمراقبة المخاطر في بيئة العمل وتوفير إجراءات الحماية
ـ تقديم النصح والإرشاد للعمال والإدارة حول أنشطة تعزيز الصحة والنهوض بها وكيفية تحسين المستوى الصحي للعمال.
ـ ضبط بيئة العمل وصحة العمال بتحري الأخطار باكرا،ً وتقويم فاعلية إجراءات الحماية وبرامج تعزيز الصحة.
ـ التواصل المستمر مع العمال لمد جسور الثقة وتقوية روابط الاحترام المتبادل، ومن ثمّ إحداث تغيير في أنماط سلوكهم.
ومن الجدير بالذكر أن موضوع الصحة المهنية هو من الموضوعات التي اكتسبت اهتماماً بالغاً في دول العالم الصناعي، ويعزى هذا إلى دورها المهم في تحسين سوية الإنتاج، ومايلي ذلك من تحقيق الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية، ويحتاج هذا الموضوع إلى قدر أكبر من الالتفات في الدول النامية فهناك مشكلات خاصة تتصل بهذه الدول كعمالة الأطفال والنساء والعمل في شروط سيئة والإصابات المهنية والعمل الزراعي وغيره من الموضوعات الأخرى.
هيام بشور
تكتسب أهمية العمل الاقتصادية والاجتماعية عناية خاصة، أما أهمية العمل للفرد فتمنح في العادة عناية أقل، برغم أن للعمل دوراً نفسياً ومعنوياً. وله قوة فعالة في تكوين إحساس الفرد بذاته وتحقيق هويته.
تعرف منظمة الصحة العالمية الصحة بأنها حالة من المعافاة التامة بدنياً ونفسياً واجتماعياً، وعليه فإن العمل وبيئته مكونان هامان في صحة الإنسان، ويكون التأثير ذا اتجاهين أي إن بيئة العمل تؤثر في الصحة، وإنتاجية العمل تتأثر بصحة الفرد.
والصحة المهنية occupational healthنشاط عديد الأوجه يهدف إلى:
ـ حماية صحة العمال وتعزيزها بالوقاية من الأمراض المهنية وحوادث العمل ومكافحتها، كما يهدف إلى إزالة العوامل والظروف التي تؤثر سلباً في الصحة والعمل وسلامته.
ـ تعزيز المعافاة البدنية والعقلية والاجتماعية للعمال، ودعم قدراتهم وحرفيتهم في العمل.
ـ تطوير العمل وتعزيزه ضمن ظروف صحية وآمنة ومنتظمة.
ـ تمكين العمال من العيش المنتج اجتماعياً واقتصادياً، والإسهام إيجاباً في التنمية المستدامة sustainable development.
وتشارك الصحة المهنية في التنمية المستدامة بالنواحي التالية:
ـ الوقاية من الأمراض المهنية وإصابات العمل وحماية العمال من عبء العمل الذي يعني بدوره حماية الموارد والحفاظ عليها.
ـ الحث على إيجاد بيئة عمل آمنة واستعمال مرشد للطاقة واستخدام تقنيات قليلة الخطر.
ـ تحسن الصحة المهنية الإنتاج، وجودة المنتج، وإدارة العمليات وينعكس هذا كله على البيئة.
ـ يعني تفعيل مجالات الصحة المهنية تأمين حماية البيئة، وهذا الأمر فعال بالنسبة للتكلفة.
ـ تعد السياسات العمالية مهمة في الحفاظ على المجتمعات، فالبطالة وعمالة الأطفال وقوانين التشغيل ذات أثر كبير في التنمية.
ـ تعتمد العائلات في مجتمعات عديدة على الشخص المنتج في الأسرة، وعليه إن الحفاظ على صحة هذا الشخص ذو أثر كبير في الأسر والمجتمعات.
يؤلف العمل وبيئته عاملين مهمين في تعزيز الصحة، فالحكومات وإدارات العمل والعمال والمختصون بالصحة المهنية هم المعنيون في حماية الصحة وتعزيزها.
قد يكون العمل سبباً في التعرض إلى مخاطر عدة، ويمكن أن تصنف المخاطر المحتملة على الصحة كالآتي:
ـ ملوثات الهواء وتشمل الملوثات الغازية والطيارة، والجزيئية ومنها الغبار والرذاذ والألياف.
ـ الملوثات الكيمياوية وقد تأخذ شكلاً صلباً أو سائلاً أو غازياً، ويحدث التعرض لها بالاستنشاق أو الامتصاص عن طريق الجلد أو الهضم. وتعتمد درجة الخطورة على طبيعة المادة وقوة آثارها السمية وشدة التعرض ومدته.
ـ الأخطار الحيوية، وتشمل الجراثيم والفيروسات والفطور وعضويات حية أخرى، وهذه كلها قد تسبب أمراضاً حادة أو مزمنة بعد دخولها الجسم أو تماسها مع الجلد.
ـ الأخطار الفيزيائية، وتشمل المستويات العالية من الضجيج والاهتزاز والضوء والحرارة والإشعاع المؤين وغير المؤين.
ـ الأخطار الإرغونومية ergonomics، وتنتج من تصميم الآلات السيئ والاستخدام الخاطئ للآلة (وعلم الإرغونوميات هو الدراسة العلمية للشروط النفسية والفيزيولوجية والاجتماعية والاقتصادية للعمل والعلاقة بين الإنسان والآلة).
ـ العوامل النفسية، ومنها الملل والأعمال المتكررة وضغط الإنتاج والكرب stressوالأجر القليل.
ـ الحوادث، وتعزى بالدرجة الأولى إلى شروط العمل غير الآمنة والتصرفات المتهورة.
ومن الجدير بالذكر الإشارة إلى وجود تقنيات معروفة جيداً يستعملها المتخصصون في تعرف مخاطر العمل، منها جرد المواد وجرد العمليات ومسوحات الصحة المهنية وبرامج اعتيان الهواء وغيرها. تشمل عملية تقييم المخاطر الصحية في معمل معين على قياس التعرض باستخدام تقنيات خاصة وتفسير النتائج بمقارنة التعرض مع المعايير الموصى بها ومن ثم وضع التوصيات إذا ما احتاج الأمر.
ويعتقد المتخصصون أن الوسائل الأساسية في الحد من احتمال تعرض العامل للمخاطر المهنية هي:
ـ المكافحة الهندسية: وتعني الحد من تعرض العامل للعوامل الضارة، بعزله عنها منها: تركيب أنظمة التهوية والتكييف، وإزالة المواد السامة من العمليات الإنتاجية بإحلال مواد أقل سمية محلها، وضبط العملية الإنتاجية على نحو جيد.
ـ المكافحة المرتبطة بممارسات العمل، وهي تعديل طرق تنفيذ المهام المطلوبة من العامل لتصبح أكثر ضبطاً، والإشراف جيداً على العمال، وترتيب مكان العمل ومنع تناول الطعام والشراب والتدخين في أثناء العمل.
ـ المكافحة الإدارية، وهي الحد من تعرض العمال من خلال جدولة الإنتاج والمهام، واستخدام جميع السبل الكفيلة بالحد من التعرض وعلى رأسها تطبيق المكافحة الهندسية والالتزام باستخدام أدوات الحماية الشخصية في مكان العمل كاستخدام القفازات والأقنعة والخوذ والأحذية الخاصة حسب ما تقتضيه العملية الإنتاجية.
ويطلق تعبير الأمراض المهنيةoccupational diseases على ذلك الطيف من الأمراض أو الحالات التي تصيب الأشخاص من جراء تعرضهم لعوامل مرتبطة بعملهم أو لمخاطر موجودة في بيئة العمل. وتعد هذه الأمراض مهمة جداً برغم أن العديد من الأطباء الممارسين يغضون الطرف عنها، إما لجهلهم بها أو بأهميتها أو بسبب جملة من العوامل التي تعوقهم عن التفكير بها، منها تشابه الأعراض السريرية والمرضية وتطابقها بين الأمراض المهنية وغير المهنية، فالربو مثلاً قد يكون مرضاً مهنياً أو غير مهني، ومن العوامل الأخرى التي تغيب هذه الأمراض هو أن بعضها يحدث بعد تعرض مديد جداً يتجاوز العشرات من السنين أو أن شكل الأعراض السريرية فيها يرتبط بطريقة التعرض وشدته والجرعة من المادة السامة.
تطبق الوقاية من الأمراض المهنية في مستويات ثلاثة تشمل الوقاية الأولية والثانوية والثالثية. تتم الوقاية الأولية بالحد من خطر المرض وذلك بتقليل مخاطر العمل واتباع سبل الحماية الشخصية، أما الوقاية الثانوية فتعني كشف الأمراض المهنية باكراً قبل أن تصبح الأعراض السريرية جلية يلي ذلك التدخل مباشرة لتجنب العواقب الممكنة، وتعتمد الوقاية الثانوية على إجراء فحوص دورية للعمال، أما الوقاية الثالثية فتشمل الإجراءات المتخذة لتخفيف عبء المرض وعواقبه والحد من العجز لدى المريض وإعادة تأهيله.
وتقع الأمراض المهنية في أقصى الطيف من مجموعة الأمراض التي ترتبط بالمهنة والتي يطلق عليها اسم الأمراض المرتبطة بالمهنة work-related diseases، والأمراض المرتبطة بالمهنة عديدة جداً وتنجم عن التداخل بين عوامل خطر خارجية وعدد من العوامل الداخلية في الجسم لتسبب المرض الذي قد لا يتفعل بوجود واحد من تلك العوامل فقط. ومن الأمثلة على الأمراض المرتبطة بالمهنة الاستجابة السلوكية في مكان العمل وارتفاع ضغط الدم والأمراض النفسية البدنيةpsychosomatic والداء القلبي الإكليلي.
يطلق على الطبيب المتخصص بتشخيص الأمراض المهنية ومعالجتها اسم الطبيب المهني، أما اختصاصي الصحة المهنية فهو شخص مختص يمارس تقييم العوامل البيئية وضبطها في مكان العمل والتي قد تسبب الأذى والمرض وعدم الارتياح، ويقوم متخصص الصحة المهنية بدراسة علم السموم والعمليات الإنتاجية وملوثات الهواء الكيمياوية والفيزيائية وتقنيات الاعتيان البيئي والإحصاء المتعلق بها وتصميم أنظمة التهوية والآثار الصحية للمخاطر البيئية المرتبطة بالعمل. ويمكن تلخيص دور القائمين على تقديم الخدمات الصحية المهنية في تعزيز الصحة كمايأتي:
ـ حماية صحة العمال بمراقبة المخاطر في بيئة العمل وتوفير إجراءات الحماية
ـ تقديم النصح والإرشاد للعمال والإدارة حول أنشطة تعزيز الصحة والنهوض بها وكيفية تحسين المستوى الصحي للعمال.
ـ ضبط بيئة العمل وصحة العمال بتحري الأخطار باكرا،ً وتقويم فاعلية إجراءات الحماية وبرامج تعزيز الصحة.
ـ التواصل المستمر مع العمال لمد جسور الثقة وتقوية روابط الاحترام المتبادل، ومن ثمّ إحداث تغيير في أنماط سلوكهم.
ومن الجدير بالذكر أن موضوع الصحة المهنية هو من الموضوعات التي اكتسبت اهتماماً بالغاً في دول العالم الصناعي، ويعزى هذا إلى دورها المهم في تحسين سوية الإنتاج، ومايلي ذلك من تحقيق الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية، ويحتاج هذا الموضوع إلى قدر أكبر من الالتفات في الدول النامية فهناك مشكلات خاصة تتصل بهذه الدول كعمالة الأطفال والنساء والعمل في شروط سيئة والإصابات المهنية والعمل الزراعي وغيره من الموضوعات الأخرى.
هيام بشور