اغلب عجلي
Al-Aghlab Al-'Ijli - Al-Aghlab Al-'Ijli
الأَغْلَبُ العِجْليُّ
(… ـ 19هـ/… ـ640م)
الأغلبُ بْنُ جُشمَ بن عَمْرو من بني عِجْلِ بنِ لُجَيْم، وهي إحدى قبائل بكر بن وائل. أوّلُ مَنْ رَجَّزَ الأراجيز الطِّوالَ من العربِ.
كان الأغلبُ من المُعَمَّرين؛ فقد ذكر مترجموه أنَّه عُمر زُهاء تسعين سنة، عاش شطراً منها في الجاهليّة، وأدرك الإسلامَ فأسلمَ، وحَسُن إسلامه، وشارك في معارك الفتح الإسلامي حتى طوى فيمن طوى من شهداء الإسلام في نهاوند.
وللأغلب قَصبُ السَّبْق في تطويل الأراجيز، ذلك أنَّ العربَ كانت ترتجز في الحرب والحُداء والمفاخرة، فتأتي منه بأبيات يسيرة، فجاء الأغلب فقصَّد الرجز وأطالَه، ثم انتحى النّاسُ سَمْتَه كأبي النجم العجلي ورؤبة والعجاج وغيرهم.
ومِما يروى عنه أنّ سَرْحةً كانت له، يَصعد عليها، ثمّ يرتجز، وقد ذكرها بقوله:
قد عرفتني سَرْحَتي وأطَّتِ | وقد شَمِطْتُ بعدها واشْمطَّت |
جعله ابن سلاّم في الطبقة التاسعة أوّل الرّجاز، وبهِ افتخر من اقتفى قَفْوَه، وإيّاه عَنَى العجاج بقوله:
إني أنا الأغلب أضحى قد نُشِرْ |
أرجزاً تريدُ أم قصيدا؟ | لقد سألت هيناً موجودا |
وكان إلى هذا فاحشاً بليغ الفُحشِ؛ قال الآمدي: «وله في المفاحشات ما ليس لشاعر»، وقد صدق، فقصيدته في هجاء سجاح التميمية حين تزوّجت مُسيلمة الكذّاب تمور بالإقذاع والإفحاش. وقد رواها ابن سلام في طبقاته.
وبالجملة كان الأغلبُ أرجزَ الرُّجازِ، وأرصنهم كلاماً، وأصحهم معاني، ولعل هذه الأرجوزة خير مايشهد بذلك، يقول:
الحلمُ بعدَ الجهل قد يَثُوبُ | وفي الزمانِ عَجبٌ عجيبٌ | |
وعِبرةٌ، لو ينفعُ التجريبُ | واللبُّ لا يَشقى به اللبيبُ | |
والمرء ُ مُحصًى سَعيُه مَرقوب | يَهرمُ أو تعتاقه شَعُوبُ |
نحن وَردنا وَاديَيْ جُلاجل
بجحفلٍ جَمِّ الوغى من وائل
ومنه أيضاً:
نحن إذا الدّاعي دعا ثُبُورَا
ولم يَجِدْ مُجاورٌ مُجيرا
قمنا بحدٍ لم يكنْ عثورا
ج.ت