روتردام
Rotterdam - Rotterdam
روتردام
تقع مدينة روتردام في جنوبي هولندا. وتبعد نحو 30كم عن بحر الشمال الذي تتصل به عن طريق قناة تدعى نيو وتروي New Waterwag ولا ترتفع المدينة عن سطح البحر سوى بضعة أمتار فقط.وقد بلغ عدد سكان روتردام أكثر من 590 ألفاً عام 1998.
ومدينة روتردام ميناء نهري، يقع على أحد مصبات نهر الراين المسمى ليك Lek وهو أحد فروع دلتا نهر الراين[ر] العميقة والواسعة، والتي تكونت نتيجة لهبوط مخرج النهر وغمره بمياه البحر.
هذا الموقع الجغرافي لمدينة روتردام جعل منها المركز الرئيس للتجارة البحرية الهولندية وميناء بحرياً هاماً على مستوى أوربا والعالم. و كان لميناء هذه المدينة الأثر الأكبر في نموها، فقد كانت روتردام قديماً ميناء صيد صغير، ثم بدأت المدينة في النمو السريع وخاصة بين عامي (1570ـ1625م)، حينما تخاذلت وتباطأت مدينة امستردام في الانضمام إلى كفاح المدن الأخرى والمقاطعات الهولندية ضد اسبانيا.، ومن ثم كانت السفن التجارية الهولندية تتجنب ميناء بحر زويدر (أمستردام اليوم).
وكانت روتردام في البداية بمثابة سوق لمنتجات المستعمرات، مثلها مثل ميناء أمستردام، ثم أصبحت فيما بعد مركزاً للأسطول الهولندي الكبير، ففي القرن السابع عشر ومع ازدهار التجارة مع جزر الهند الغربية، توسعت روتردام وخاصة ميناؤها على طول نهر ماس، ومع نهاية القرن السابع عشر أصبحت المدينة الثانية في هولندا بعد أمستردام، ولازالت تشغل هذه المكانة من حيث الأهمية والحجم، ولكن تراجع نمو المدينة بعد احتلال الفرنسيين لها الذي استمر من عام 1795حتى عام 1872، وذلك بسبب تراجع التجارة فيها.
وقد بدأت أهمية المدينة كأعظم ميناء عبور في غربي أوربا منذ افتتاح القناة الجديدة عام 1872م نتيجة لنمو تجارة الترانزيت في روتردام بين عامي 1866 و1872م، فقد جرى تعميق وتوسيع أحد فروع دلتا نهر الراين ليسمح بدخول المراكب والسفن الضخمة من بحر الشمال، وليستطيع منافسة حركة النقل التجاري من أمستردام إلى البحر، كما سمح بناء الجسر على نهر ماس باستغلال الضفة الغربية حيث توفرت معظم التسهيلات الملاحية والتجارية هناك بين عامي 1892 و1898م.
وترتبط مدينة روتردام تجارياً ارتباطاً مباشراً مع نهر الراين الذي يٌعد من أهم الطرق المائية الداخلية في أوربا. ومع نمو الأقاليم الصناعية الألمانية الواقعة على طول وادي نهر الراين، أصبحت روتردام المدخل والمخرج الرئيس لتلك الأقاليم، وخاصة إقليم الرور[ر] الذي يعد من أهم الأقاليم الصناعية في ألمانيا.
ومع توسع التجارة في أواخر القرن التاسع عشر أدت القناة الجديدة إلى نمو اقتصادي كبير لمدينة روتردام. وبين عامي 1906ـ1930م تم بناء ميناء فال Waal الذي يعد اليوم من أكبر موانئ شحن البضائع في العالم.
وفي عام 1957 وضع مشروع جرى تنفيذه، يعرف باسم الميناء الأوربي Europort لإنشاء مرافئ جيدة وكبيرة قرب مدخل القناة الجديدة. وهي في ذلك تتطلع إلى ازدياد ونمو حجم التجارة المستمر في إطار السوق الأوربية المشتركة، فهولندا عضو فيها، وما تزال مدينة روتردام ـ كميناء ـ تنمو وتزدهر.
رسمت مجاري الأنهار معالم المدينة، وكذلك العمارة فيها. وتقوم المدينة اليوم بوظائف مهمة تجارية وصناعية وسياحية وسكنية. ويقع القسم السكني والتجاري من المدينة على الضفة الشمالية لنهر ماس، وإلى الغرب من منطقة كولسينغل Coolsingel يقع الشارع الرئيس في المدينة، وهو منطقة تجارية ضخمة تعرف باسم ليجنبان Lijnban، وفي المدينة متحف بومانز ـ فان بوينغن الذي أُنشئ عام 1847م، إضافة إلى الكثير من الأبنية الأثرية، كما تعد المدينة مركزاً علمياً، ففي عام 1913م أقيمت في المدينة مدرسة للاقتصاد ومركز للعلوم الاجتماعية، ثم مركز للعلوم الطبية في عام 1970م، وفي عام 1973م أنشئت في روتردام جامعة إيراسموس، كما يوجد فيها حديقة حيوانات ضخمة.
ويعتمد اقتصاد روتردام اليوم على النقل في السفن وتجارة النفط والنشاط الصناعي حيث تقوم في المدينة صناعات هامة، ففيها العديد من مصافي تكرير النفط ومعامل السكر وأفران الحديد والصلب، كما يوجد في المدينة العديد من الصناعات الكيميائية (وخاصة البتروكيماويات والأسمدة) وكذلك صناعة السفن والعدد والمكنية الثقيلة ووسائط النقل الكبيرة، إضافة إلى الصناعات الإلكترونية والعديد من الصناعات الغذائية.
وتعد مدينة روتردام عقدة مواصلات بحرية وجوية وحديدية ذات أهمية عالمية، وتأتي في مقدمة الموانئ الهولندية، وتزود داخل هولندا بمنتجات البلدان الأخرى، كما أنها معبر لخطوط نقل النفط في المناطق الشمالية من أوربا، حيث يتم نقل النفط عبر أنابيب من مدينة روتردام إلى أمستردام وإلى ألمانيا، وغاز الايثلين إلى ترينزن في مقاطعة الجـزيرة الجنوبية لـ زيلاند. ويخدم المدينة مطار زيستين هو فن الذي يقع في شمال غربي المدينة.
وتتمثل الوظيفة الرئيسية للمدينة في حركة التصدير والاستيراد، فهي مستودع تجاري، حيث تأتي السفن المحيطية بالسلع لتفرغها في مراكب نهرية، تحملها إلى الداخل عبر الأنهار والقنوات، ثم تعود بالطريقة والوسيلة نفسها إلى البحر. وفي كل عام يتبادل أكثر من 200 ألف سفينة محيطية، ومثلها سفن نهرية حمولتها في تلك المدينة.
ويصدر عن طريق ميناء روتردام بالدرجة الأولى الفحم والآلات ومنتجات الألبان، في حين يتم استيراد النفط والخامات المعدنية والحبوب.
ممدوح شعبان دبس
Rotterdam - Rotterdam
روتردام
تقع مدينة روتردام في جنوبي هولندا. وتبعد نحو 30كم عن بحر الشمال الذي تتصل به عن طريق قناة تدعى نيو وتروي New Waterwag ولا ترتفع المدينة عن سطح البحر سوى بضعة أمتار فقط.وقد بلغ عدد سكان روتردام أكثر من 590 ألفاً عام 1998.
هذا الموقع الجغرافي لمدينة روتردام جعل منها المركز الرئيس للتجارة البحرية الهولندية وميناء بحرياً هاماً على مستوى أوربا والعالم. و كان لميناء هذه المدينة الأثر الأكبر في نموها، فقد كانت روتردام قديماً ميناء صيد صغير، ثم بدأت المدينة في النمو السريع وخاصة بين عامي (1570ـ1625م)، حينما تخاذلت وتباطأت مدينة امستردام في الانضمام إلى كفاح المدن الأخرى والمقاطعات الهولندية ضد اسبانيا.، ومن ثم كانت السفن التجارية الهولندية تتجنب ميناء بحر زويدر (أمستردام اليوم).
وكانت روتردام في البداية بمثابة سوق لمنتجات المستعمرات، مثلها مثل ميناء أمستردام، ثم أصبحت فيما بعد مركزاً للأسطول الهولندي الكبير، ففي القرن السابع عشر ومع ازدهار التجارة مع جزر الهند الغربية، توسعت روتردام وخاصة ميناؤها على طول نهر ماس، ومع نهاية القرن السابع عشر أصبحت المدينة الثانية في هولندا بعد أمستردام، ولازالت تشغل هذه المكانة من حيث الأهمية والحجم، ولكن تراجع نمو المدينة بعد احتلال الفرنسيين لها الذي استمر من عام 1795حتى عام 1872، وذلك بسبب تراجع التجارة فيها.
وقد بدأت أهمية المدينة كأعظم ميناء عبور في غربي أوربا منذ افتتاح القناة الجديدة عام 1872م نتيجة لنمو تجارة الترانزيت في روتردام بين عامي 1866 و1872م، فقد جرى تعميق وتوسيع أحد فروع دلتا نهر الراين ليسمح بدخول المراكب والسفن الضخمة من بحر الشمال، وليستطيع منافسة حركة النقل التجاري من أمستردام إلى البحر، كما سمح بناء الجسر على نهر ماس باستغلال الضفة الغربية حيث توفرت معظم التسهيلات الملاحية والتجارية هناك بين عامي 1892 و1898م.
وترتبط مدينة روتردام تجارياً ارتباطاً مباشراً مع نهر الراين الذي يٌعد من أهم الطرق المائية الداخلية في أوربا. ومع نمو الأقاليم الصناعية الألمانية الواقعة على طول وادي نهر الراين، أصبحت روتردام المدخل والمخرج الرئيس لتلك الأقاليم، وخاصة إقليم الرور[ر] الذي يعد من أهم الأقاليم الصناعية في ألمانيا.
ومع توسع التجارة في أواخر القرن التاسع عشر أدت القناة الجديدة إلى نمو اقتصادي كبير لمدينة روتردام. وبين عامي 1906ـ1930م تم بناء ميناء فال Waal الذي يعد اليوم من أكبر موانئ شحن البضائع في العالم.
وفي عام 1957 وضع مشروع جرى تنفيذه، يعرف باسم الميناء الأوربي Europort لإنشاء مرافئ جيدة وكبيرة قرب مدخل القناة الجديدة. وهي في ذلك تتطلع إلى ازدياد ونمو حجم التجارة المستمر في إطار السوق الأوربية المشتركة، فهولندا عضو فيها، وما تزال مدينة روتردام ـ كميناء ـ تنمو وتزدهر.
روتردام |
ويعتمد اقتصاد روتردام اليوم على النقل في السفن وتجارة النفط والنشاط الصناعي حيث تقوم في المدينة صناعات هامة، ففيها العديد من مصافي تكرير النفط ومعامل السكر وأفران الحديد والصلب، كما يوجد في المدينة العديد من الصناعات الكيميائية (وخاصة البتروكيماويات والأسمدة) وكذلك صناعة السفن والعدد والمكنية الثقيلة ووسائط النقل الكبيرة، إضافة إلى الصناعات الإلكترونية والعديد من الصناعات الغذائية.
وتعد مدينة روتردام عقدة مواصلات بحرية وجوية وحديدية ذات أهمية عالمية، وتأتي في مقدمة الموانئ الهولندية، وتزود داخل هولندا بمنتجات البلدان الأخرى، كما أنها معبر لخطوط نقل النفط في المناطق الشمالية من أوربا، حيث يتم نقل النفط عبر أنابيب من مدينة روتردام إلى أمستردام وإلى ألمانيا، وغاز الايثلين إلى ترينزن في مقاطعة الجـزيرة الجنوبية لـ زيلاند. ويخدم المدينة مطار زيستين هو فن الذي يقع في شمال غربي المدينة.
وتتمثل الوظيفة الرئيسية للمدينة في حركة التصدير والاستيراد، فهي مستودع تجاري، حيث تأتي السفن المحيطية بالسلع لتفرغها في مراكب نهرية، تحملها إلى الداخل عبر الأنهار والقنوات، ثم تعود بالطريقة والوسيلة نفسها إلى البحر. وفي كل عام يتبادل أكثر من 200 ألف سفينة محيطية، ومثلها سفن نهرية حمولتها في تلك المدينة.
ويصدر عن طريق ميناء روتردام بالدرجة الأولى الفحم والآلات ومنتجات الألبان، في حين يتم استيراد النفط والخامات المعدنية والحبوب.
ممدوح شعبان دبس