رنوار (جان)
RENOIR(JEAN-) - RENOIR(JEAN)
رنوار (جان ـ)
(1894 ـ 1979)
جان رنوار Jean Renoir مخرج سينمائي فرنسي ولد في باريس وتوفي في هوليوود، وهو ابن الرسام الشهير بيير أوغست رنوار[ر]، أحد أبرز ممثلي المدرسة الانطباعية[ر].
درس جان رنوار في كلية سان كروا في نويّي وفي عدة مدارس فرنسية أخرى، قبل أن يلتحق بجامعة إيكس أون بروفانس التي درس فيها الرياضيات والفلسفة.
كان والده يتمنى له أن يتفرغ للعمل في مجال الخزف، لكن اهتمام جان الوحيد كان السينما. كان أول نشاط سينمائي له، عام 1924، حين قام بإنتاج فيلم بعنوان «كاترين» الذي كتب له الفكرة والسيناريو، وقامت ببطولة الفيلم زوجته أندريه مادلين هوشلينغ التي كانت تعمل أنموذجاً لوالده. ويروي رنوار في مذكراته «حياتي وأفلامي»: «أصر على أنني لم أضع قدمي في السينما إلا أملاً في أن أجعل من زوجتي نجمة». غير أن الفيلم لم ينجز السوية المرجوة، وقرر رنوار وزوجته، أن يتابعا العمل، وكانت مغامرتهما التالية فيلم «فتاة الماء»، (1924)، وقامت زوجته بالبطولة، وقام هو بالإخراج إضافة إلى الإدارة الفنية وهندسة الديكور.
أنجز رنوار، عام 1926، فيلم «نانا» عن رواية «إميل زولا»، تبعه فيلم «بائعة الكبريت الصغيرة» (1928)، وقامت زوجته ببطولة هذين الفيلمين.
كان أول نجاح لرنوار، بعد ظهور السينما الناطقة، فيلم «الكلبة» (1931)، بطولة الممثل البارز ميشيل سيمون، وفي هذا الفيلم بدأت مارغريت ماتيو العمل معه في مونتاج أفلامه وارتبط معها بعلاقة عاطفية دون أن يتزوجا، وكان قد انفصل عن زوجته في العام السابق دون أن يتخليا عن العمل معاً، بينما اتخذت ماتيو فيما بعد اسم مرغريت رنوار. بدأ رنوار في هذا الفيلم اتباع طريقة التصوير مع تسجيل الصوت في الوقت نفسه مباشرة وفي الأماكن الحقيقية، خلافاً لما كان قد سار عليه السينمائيون. كما استخدم، آنئذ وبصورة لافتة، أسلوب العمل بالكاميرا المتحركة. ثم أنجز فيلماً بعنوان «ليلة المفترق» أسند فيه دور البطولة لأخيه الأكبر الممثل بيير. وفي العام نفسه، أنجز رنوار فيلماً كوميدياً ناجحاً «بودو ينقذ من الغرق». وفي عام 1935، أنجز واحداً من أشهر أفلامه «جريمة السيد لانغ»، وفي العام التالي، أنجز فيلمين جيدين هما: «نزهة في الريف»، عن قصة لـ غي دي موباسان يتجلى فيه التأثر الانطباعي بصورة جلية، وفيلم «الحضيض»، عن رواية مكسيم غوركي وبطولة الممثل الفرنسي الكبير جان غابان. أما في عام 1937، فقد أنجز أحد أهم أعماله «الوهم الكبير»، الذي قام ببطولته غابان أيضاً، إلى جانب الممثل والمخرج الفذ إيريك فون شتروهايم [ر]، ويعد هذا الفيلم واحداً من أبرز الأفلام في تاريخ السينما الفرنسية. وقد استعان كاتبه شارل سباك بذكريات جان رنوار عن أيام سجنه في أحد معسكرات الاعتقال الألمانية بين عامي 1916 و 1918. والفيلم وثيقة هامة من الوثائق المعادية للحروب العدوانية. وفي عام 1938، أنجز رنوار فيلماً عن قصة لإميل زولا أيضاً «الوحش البشري». وأنجز، عام 1939، فيلماً من أهم أعماله وهو «قواعد اللعبة» يتناول فيه بالتفصيل الأوساط البرجوازية في ذلك الحين. ومع هذا العمل، تنتهي ما اصطلح عليه بـ«المرحلة الأولى» من سيرة رنوار المهنية، لينتقل في العام نفسه إلى روما للتدريس في «المركز التجريبي للسينما»، وليكتب مع كارل كوخ، و لوتشينو فيسكونتي صيغة سينمائية إيطالية من أوبرا[ر] «لا توسكا» التي بُدئ بإنتاجها في ربيع 1940. ومع دخول إيطاليا الحرب العالمية الثانية توقف هذا العمل، وعاد رنوار إلى فرنسا، وأكمل «كوخ» الفيلم.
غادر رنوار إلى الولايات المتحدة الأمريكية لينجز هناك عدداً من الأفلام ذات المستويات المتفاوتة. لكن، مع ذلك، كان بينها بعض الأفلام المتميزة مثل «هذه الأرض لي» (1943)، و«رجل الجنوب» (1945) الذي حظي بنجاح كبير بين أفلامه الأمريكية.
ويعد فيلم «النهر» (1951) من المرحلة السينمائية الثالثة والأخيرة لرنوار، وهو ما يزال في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي جرى تصويره بالكامل في مدينة كالكوتا بالهند، وحاز الجائزة الكبرى في مهرجان البندقية للعام نفسه، والذي كان له تأثير كبير على ساتيا جيت راي، أعظم مخرجي الهند.
عاد جان رنوار، عام 1952، إلى السينما الفرنسية لينجز فيلم «العربة الذهبية» عن عمل مسرحي لـ ميريميه، قامت ببطولته الممثلة الإيطالية الشهيرة آنّا مانياني وقدمت فيه واحداً من أفضل أدوارها. ثم فيلم «فرينش كانْ كانْ» (1955)، و«إيلينا والرجال» (1956) بطولة إينغريد بيرغمان، و جان ماريه، و ميل فيرير. وقد وصف بعض النقاد هذا الفيلم الأخير أنه «رسالة حب إلى الأيام الماضية». وبعد انقطاع طويل، عاد رنوار، عام 1968، إلى الظهور، وأنجز فيلماً قصيراً «إدارة الممثل من قبل جان رنوار». أما آخر أفلامه الطويلة فكان عام 1971 بعنوان «المسرح الصغير لجان رنوار» لصالح التلفزيون الفرنسي، وقامت فيه الممثلة الفرنسية الشهيرة جان مورو بأداء أربعة «اسكتشات» كتبها رنوار بنفسه. إلا أن هذا الفيلم لم يرتقِ إلى سوية أعماله المهمة.
حصل جان رنوار، عام 1975، على أوسكار تكريمي لمجمل إنجازاته السينمائية، وكان قبل ذلك بعام قد انتهى من كتابة مذكراته «حياتي وأفلامي». وفي عام 1977، تلقى آخر تكريم له، وسام «جوقة الشرف» الفرنسي. ومع أنه ابن رسام انطباعي شهير، فإن رؤيته البصرية كانت خاصة به، دون أن يعني هذا عدم تأثره بالانطباعية التي لم تكن غائبة عن أعماله. وقد وصفه بعض النقاد أنه أحد أعظم من عرفهم تاريخ السينما في العالم. وقد قال رنوار عن نفسه: «طموحي شخصياً أن أكون كلاسيكياً حتى ولو لم أتوصل إلى ذلك».
مروان حداد
RENOIR(JEAN-) - RENOIR(JEAN)
رنوار (جان ـ)
(1894 ـ 1979)
جان رنوار Jean Renoir مخرج سينمائي فرنسي ولد في باريس وتوفي في هوليوود، وهو ابن الرسام الشهير بيير أوغست رنوار[ر]، أحد أبرز ممثلي المدرسة الانطباعية[ر].
درس جان رنوار في كلية سان كروا في نويّي وفي عدة مدارس فرنسية أخرى، قبل أن يلتحق بجامعة إيكس أون بروفانس التي درس فيها الرياضيات والفلسفة.
كان والده يتمنى له أن يتفرغ للعمل في مجال الخزف، لكن اهتمام جان الوحيد كان السينما. كان أول نشاط سينمائي له، عام 1924، حين قام بإنتاج فيلم بعنوان «كاترين» الذي كتب له الفكرة والسيناريو، وقامت ببطولة الفيلم زوجته أندريه مادلين هوشلينغ التي كانت تعمل أنموذجاً لوالده. ويروي رنوار في مذكراته «حياتي وأفلامي»: «أصر على أنني لم أضع قدمي في السينما إلا أملاً في أن أجعل من زوجتي نجمة». غير أن الفيلم لم ينجز السوية المرجوة، وقرر رنوار وزوجته، أن يتابعا العمل، وكانت مغامرتهما التالية فيلم «فتاة الماء»، (1924)، وقامت زوجته بالبطولة، وقام هو بالإخراج إضافة إلى الإدارة الفنية وهندسة الديكور.
كان أول نجاح لرنوار، بعد ظهور السينما الناطقة، فيلم «الكلبة» (1931)، بطولة الممثل البارز ميشيل سيمون، وفي هذا الفيلم بدأت مارغريت ماتيو العمل معه في مونتاج أفلامه وارتبط معها بعلاقة عاطفية دون أن يتزوجا، وكان قد انفصل عن زوجته في العام السابق دون أن يتخليا عن العمل معاً، بينما اتخذت ماتيو فيما بعد اسم مرغريت رنوار. بدأ رنوار في هذا الفيلم اتباع طريقة التصوير مع تسجيل الصوت في الوقت نفسه مباشرة وفي الأماكن الحقيقية، خلافاً لما كان قد سار عليه السينمائيون. كما استخدم، آنئذ وبصورة لافتة، أسلوب العمل بالكاميرا المتحركة. ثم أنجز فيلماً بعنوان «ليلة المفترق» أسند فيه دور البطولة لأخيه الأكبر الممثل بيير. وفي العام نفسه، أنجز رنوار فيلماً كوميدياً ناجحاً «بودو ينقذ من الغرق». وفي عام 1935، أنجز واحداً من أشهر أفلامه «جريمة السيد لانغ»، وفي العام التالي، أنجز فيلمين جيدين هما: «نزهة في الريف»، عن قصة لـ غي دي موباسان يتجلى فيه التأثر الانطباعي بصورة جلية، وفيلم «الحضيض»، عن رواية مكسيم غوركي وبطولة الممثل الفرنسي الكبير جان غابان. أما في عام 1937، فقد أنجز أحد أهم أعماله «الوهم الكبير»، الذي قام ببطولته غابان أيضاً، إلى جانب الممثل والمخرج الفذ إيريك فون شتروهايم [ر]، ويعد هذا الفيلم واحداً من أبرز الأفلام في تاريخ السينما الفرنسية. وقد استعان كاتبه شارل سباك بذكريات جان رنوار عن أيام سجنه في أحد معسكرات الاعتقال الألمانية بين عامي 1916 و 1918. والفيلم وثيقة هامة من الوثائق المعادية للحروب العدوانية. وفي عام 1938، أنجز رنوار فيلماً عن قصة لإميل زولا أيضاً «الوحش البشري». وأنجز، عام 1939، فيلماً من أهم أعماله وهو «قواعد اللعبة» يتناول فيه بالتفصيل الأوساط البرجوازية في ذلك الحين. ومع هذا العمل، تنتهي ما اصطلح عليه بـ«المرحلة الأولى» من سيرة رنوار المهنية، لينتقل في العام نفسه إلى روما للتدريس في «المركز التجريبي للسينما»، وليكتب مع كارل كوخ، و لوتشينو فيسكونتي صيغة سينمائية إيطالية من أوبرا[ر] «لا توسكا» التي بُدئ بإنتاجها في ربيع 1940. ومع دخول إيطاليا الحرب العالمية الثانية توقف هذا العمل، وعاد رنوار إلى فرنسا، وأكمل «كوخ» الفيلم.
غادر رنوار إلى الولايات المتحدة الأمريكية لينجز هناك عدداً من الأفلام ذات المستويات المتفاوتة. لكن، مع ذلك، كان بينها بعض الأفلام المتميزة مثل «هذه الأرض لي» (1943)، و«رجل الجنوب» (1945) الذي حظي بنجاح كبير بين أفلامه الأمريكية.
ويعد فيلم «النهر» (1951) من المرحلة السينمائية الثالثة والأخيرة لرنوار، وهو ما يزال في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي جرى تصويره بالكامل في مدينة كالكوتا بالهند، وحاز الجائزة الكبرى في مهرجان البندقية للعام نفسه، والذي كان له تأثير كبير على ساتيا جيت راي، أعظم مخرجي الهند.
عاد جان رنوار، عام 1952، إلى السينما الفرنسية لينجز فيلم «العربة الذهبية» عن عمل مسرحي لـ ميريميه، قامت ببطولته الممثلة الإيطالية الشهيرة آنّا مانياني وقدمت فيه واحداً من أفضل أدوارها. ثم فيلم «فرينش كانْ كانْ» (1955)، و«إيلينا والرجال» (1956) بطولة إينغريد بيرغمان، و جان ماريه، و ميل فيرير. وقد وصف بعض النقاد هذا الفيلم الأخير أنه «رسالة حب إلى الأيام الماضية». وبعد انقطاع طويل، عاد رنوار، عام 1968، إلى الظهور، وأنجز فيلماً قصيراً «إدارة الممثل من قبل جان رنوار». أما آخر أفلامه الطويلة فكان عام 1971 بعنوان «المسرح الصغير لجان رنوار» لصالح التلفزيون الفرنسي، وقامت فيه الممثلة الفرنسية الشهيرة جان مورو بأداء أربعة «اسكتشات» كتبها رنوار بنفسه. إلا أن هذا الفيلم لم يرتقِ إلى سوية أعماله المهمة.
حصل جان رنوار، عام 1975، على أوسكار تكريمي لمجمل إنجازاته السينمائية، وكان قبل ذلك بعام قد انتهى من كتابة مذكراته «حياتي وأفلامي». وفي عام 1977، تلقى آخر تكريم له، وسام «جوقة الشرف» الفرنسي. ومع أنه ابن رسام انطباعي شهير، فإن رؤيته البصرية كانت خاصة به، دون أن يعني هذا عدم تأثره بالانطباعية التي لم تكن غائبة عن أعماله. وقد وصفه بعض النقاد أنه أحد أعظم من عرفهم تاريخ السينما في العالم. وقد قال رنوار عن نفسه: «طموحي شخصياً أن أكون كلاسيكياً حتى ولو لم أتوصل إلى ذلك».
مروان حداد