◾◾قصة التاجر الطماع والمرأة الأمينة قصة أطفال تراث برتغالي.
عاش في إحدى المدن البرتغالية تاجر عرف عنه الطمع والجشع.
كما أنه كان بخيلا للغاية. فلا يحسن إلى الفقراء. ولا يهادي معارفه. همه جمع المال فقط.
وذات يوم وبينما التاجر قد عاد لبيته توا بعد أن عقد صفقة رائعة في السوق ربح فيها 400 قطعة ذهبية قد وضعها في محفظته، إذا به يتحسس جيبه الذي قد وضع به المحفظة فلم يجدها.
وهنا جن جنون التاجر وأخذ يبحث عنها في كافة الأرجاء لكنه لم يجدها إطلاقا. وهو ما جعل حزنه وغضبه يتضاعف. إذ كيف يضيع منه هذا المبلغ الكبير، وهو حريص كل الحرص على عدم ضياع أرباحه حتى لو كانت بضع قطع فضية؟!
وبعدها توجه التاجر على الفور لقاضي المدينة. حيث شكا إليه ضياع محفظته. ولرغبته في العثور على أمواله سريعا، إذا به يعلن أمام القاضي عن أنه قد وضع مكافأة نقدية قدرها أربعون قطعة ذهبية لمن يجد محفظته وبها المبلغ كاملا.
ورجا القاضي في أن يرسل الجنود التابعين للقضاء للإعلان عن الأمر في كل أرجاء المدينة والضواحي المحيطة بها ليعرف بالأمر أكبر عدد ممكن من الناس. وهو ما يسرع في عودة المحفظة دون شك.
وبالفعل أرسل القاضي الحرس ليعلنوا في كافة أرجاء المدينة عن جائزة التاجر القيمة. عسى أن يجد أحدهم المحفظة فيأتي بها إلى القاضي ويحظى بالمكافأة.
وبعد ثلاثة أيام من إعلان التاجر عن الجائزة قدمت للقاضي امرأة فقيرة ومعها محفظة بها أربعمائة قطعة ذهبية. وقالت لعلها هي محفظة التاجر التي يبحث عنها.
وعلى الفور استدعى القاضي التاجر لكي يتعرف على محفظته. وعندما وصل ورآها أكد لهم أنها محفظته. وهنا انتظر القاضي والمرأة أن يفي بوعده ويمنح الجائزة لتلك المرأة التي وجدت المحفظة. خاصة أنه قام بعد النقود داخلها عدة مرات ليتأكد من أنها كاملة. وفي كل مرة عد يجدها أربعمائة قطعة. إذن المرأة قد ردتها كاملة ولم تأخذ منها شيئا.ولكن التاجر الطماع عندما عادت إليه المحفظة بكامل نقودها إذا به يفكر في الجائزة. وقد شعر أنها مبلغ كبير جدا وأن هذه المرأة لا تستحقه. بل ورأى أنه لا ينبغي عليه دفعه، رغم أنه هو الذي وعد به. وعليه وليتخلص من وعده فقد ظهرت في عقله فكرة شيطانية قرر تنفيذها حتى لا يمنح الجائزة لتلك المرأة الفقيرة الأمينة التي وجدت محفظته.
وفورا نظر التاجر إلى محفظته ثم نظر للمرأة وقال: مهلا، لقد تذكرت الآن شيئا مهما. كانت في المحفظة أيضا أربعون قطعة نقدية أخرى بخلاف الأربعمائة التي قد ذكرتها للقاضي. وأنا الآن لا أجدها في المحفظة.
ثم تابع كلامه قائلا: لابد وأنك قد سرقتها أيتها المرأة الشريرة. إنني أطالبك فورا أمام القاضي برد المبلغ المتبقي إلي. وإلا فسوف أشكوك إلى القاضي. وعندئذ قالت المرأة: يا سيدي أنا لست بسارقة. لقد وجدتها وفي داخلها هذا المبلغ فقط. ولو كنت أنوي سرقتها ما قمت بردها من الأساس.
وهنا قال التاجر الطماع: كلا كانت موجودة. لعلك عندما سمعت بالجائزة إذن قررت أخذ المبلغ من المحفظة مقدما كونه هو نفس مبلغ الجائزة. فقالت المرأة: لا ياسيدي المحفظة كان بها فقط أربعمائة قطعة، وقررت ردها كاملة لتعطيني أنت منها الجائزة عندما تتسلمها. إذ قد لا تكون محفظتك من الأساس، فكيف لي أن آخذ من أموالك حقي ما لم أتأكد أنها لك من الأساس ودون علمك؟!
وعندما وجد القاضي التاجر الطماع يقول هذا الكلام، تأكد له أنه يريد نهب المرأة المسكينة بعدم منحها الجائزة. إذ لو كانت المحفظة بها أربعون قطعة أخرى لذكرها في البداية.
وعليه التفت القاضي للتاجر وقال له: حسنا، يتضح لي أيها التاجر أن محفظتك بها 440 قطعة ذهبية. بينما هذه المحفظة بها 400 فقط. إذن هذه ليست محفظتك. ولقد تذكرت الآن أن لي محفظة ضائعة كان بها هذا المبلغ. وبالتأكيد هذه المحفظة هي محفظتي لأنها نفس الشكل.
ثم وجه كلامه إلى المرأة فقال: هذه المحفظة لي أنا يا سيدتي وليست للتاجر. ولقد قررت منحك كل المبلغ الذي فيها مكافأة لك على أمانتك. بعدها قال للتاجر: أما بالنسبة لمحفظتك أيها التاجر فعندما يجدها أحد فسوف نستدعيك كما أننا سوف نرسل المنادين بالأوصاف الجديدة التي ذكرتها في محفظتك، ويمكنك أيضا أن تذكر عدولك عن تقديمك للمكافأة في الإعلان الجديد.وخرج التاجر من عند القاضي وهو في غاية الحسرة والندم على ما اقترفه وتسبب في ضياع أمواله. فهذه المحفظة لم تكن إلا محفظته. لكن بسبب بخله في دفع مبلغ 40 قطعة ذهبية، هو الذي وعد بها أصلا. إذا به يخسر كل أمواله التي كانت في المحفظة. وكأنه لم يجدها من الأساس.
وما هي إلا أيام وانتشرت قصة التاجر الطماع مع القاضي والمرأة في المدينة بأسرها. وأصبح أضحوكة المدينة بين عشية وضحاها. وقصته عبرة على عاقبة الطمع والجشع والبخل. مما دفعه إلى ترك المدينة بأسرها بعد أن أثرت تلك السمعة السيئة على تجارته في المدينة وتسببت في كسادها.
تابع الصفحه ليصلك
عاش في إحدى المدن البرتغالية تاجر عرف عنه الطمع والجشع.
كما أنه كان بخيلا للغاية. فلا يحسن إلى الفقراء. ولا يهادي معارفه. همه جمع المال فقط.
وذات يوم وبينما التاجر قد عاد لبيته توا بعد أن عقد صفقة رائعة في السوق ربح فيها 400 قطعة ذهبية قد وضعها في محفظته، إذا به يتحسس جيبه الذي قد وضع به المحفظة فلم يجدها.
وهنا جن جنون التاجر وأخذ يبحث عنها في كافة الأرجاء لكنه لم يجدها إطلاقا. وهو ما جعل حزنه وغضبه يتضاعف. إذ كيف يضيع منه هذا المبلغ الكبير، وهو حريص كل الحرص على عدم ضياع أرباحه حتى لو كانت بضع قطع فضية؟!
وبعدها توجه التاجر على الفور لقاضي المدينة. حيث شكا إليه ضياع محفظته. ولرغبته في العثور على أمواله سريعا، إذا به يعلن أمام القاضي عن أنه قد وضع مكافأة نقدية قدرها أربعون قطعة ذهبية لمن يجد محفظته وبها المبلغ كاملا.
ورجا القاضي في أن يرسل الجنود التابعين للقضاء للإعلان عن الأمر في كل أرجاء المدينة والضواحي المحيطة بها ليعرف بالأمر أكبر عدد ممكن من الناس. وهو ما يسرع في عودة المحفظة دون شك.
وبالفعل أرسل القاضي الحرس ليعلنوا في كافة أرجاء المدينة عن جائزة التاجر القيمة. عسى أن يجد أحدهم المحفظة فيأتي بها إلى القاضي ويحظى بالمكافأة.
وبعد ثلاثة أيام من إعلان التاجر عن الجائزة قدمت للقاضي امرأة فقيرة ومعها محفظة بها أربعمائة قطعة ذهبية. وقالت لعلها هي محفظة التاجر التي يبحث عنها.
وعلى الفور استدعى القاضي التاجر لكي يتعرف على محفظته. وعندما وصل ورآها أكد لهم أنها محفظته. وهنا انتظر القاضي والمرأة أن يفي بوعده ويمنح الجائزة لتلك المرأة التي وجدت المحفظة. خاصة أنه قام بعد النقود داخلها عدة مرات ليتأكد من أنها كاملة. وفي كل مرة عد يجدها أربعمائة قطعة. إذن المرأة قد ردتها كاملة ولم تأخذ منها شيئا.ولكن التاجر الطماع عندما عادت إليه المحفظة بكامل نقودها إذا به يفكر في الجائزة. وقد شعر أنها مبلغ كبير جدا وأن هذه المرأة لا تستحقه. بل ورأى أنه لا ينبغي عليه دفعه، رغم أنه هو الذي وعد به. وعليه وليتخلص من وعده فقد ظهرت في عقله فكرة شيطانية قرر تنفيذها حتى لا يمنح الجائزة لتلك المرأة الفقيرة الأمينة التي وجدت محفظته.
وفورا نظر التاجر إلى محفظته ثم نظر للمرأة وقال: مهلا، لقد تذكرت الآن شيئا مهما. كانت في المحفظة أيضا أربعون قطعة نقدية أخرى بخلاف الأربعمائة التي قد ذكرتها للقاضي. وأنا الآن لا أجدها في المحفظة.
ثم تابع كلامه قائلا: لابد وأنك قد سرقتها أيتها المرأة الشريرة. إنني أطالبك فورا أمام القاضي برد المبلغ المتبقي إلي. وإلا فسوف أشكوك إلى القاضي. وعندئذ قالت المرأة: يا سيدي أنا لست بسارقة. لقد وجدتها وفي داخلها هذا المبلغ فقط. ولو كنت أنوي سرقتها ما قمت بردها من الأساس.
وهنا قال التاجر الطماع: كلا كانت موجودة. لعلك عندما سمعت بالجائزة إذن قررت أخذ المبلغ من المحفظة مقدما كونه هو نفس مبلغ الجائزة. فقالت المرأة: لا ياسيدي المحفظة كان بها فقط أربعمائة قطعة، وقررت ردها كاملة لتعطيني أنت منها الجائزة عندما تتسلمها. إذ قد لا تكون محفظتك من الأساس، فكيف لي أن آخذ من أموالك حقي ما لم أتأكد أنها لك من الأساس ودون علمك؟!
وعندما وجد القاضي التاجر الطماع يقول هذا الكلام، تأكد له أنه يريد نهب المرأة المسكينة بعدم منحها الجائزة. إذ لو كانت المحفظة بها أربعون قطعة أخرى لذكرها في البداية.
وعليه التفت القاضي للتاجر وقال له: حسنا، يتضح لي أيها التاجر أن محفظتك بها 440 قطعة ذهبية. بينما هذه المحفظة بها 400 فقط. إذن هذه ليست محفظتك. ولقد تذكرت الآن أن لي محفظة ضائعة كان بها هذا المبلغ. وبالتأكيد هذه المحفظة هي محفظتي لأنها نفس الشكل.
ثم وجه كلامه إلى المرأة فقال: هذه المحفظة لي أنا يا سيدتي وليست للتاجر. ولقد قررت منحك كل المبلغ الذي فيها مكافأة لك على أمانتك. بعدها قال للتاجر: أما بالنسبة لمحفظتك أيها التاجر فعندما يجدها أحد فسوف نستدعيك كما أننا سوف نرسل المنادين بالأوصاف الجديدة التي ذكرتها في محفظتك، ويمكنك أيضا أن تذكر عدولك عن تقديمك للمكافأة في الإعلان الجديد.وخرج التاجر من عند القاضي وهو في غاية الحسرة والندم على ما اقترفه وتسبب في ضياع أمواله. فهذه المحفظة لم تكن إلا محفظته. لكن بسبب بخله في دفع مبلغ 40 قطعة ذهبية، هو الذي وعد بها أصلا. إذا به يخسر كل أمواله التي كانت في المحفظة. وكأنه لم يجدها من الأساس.
وما هي إلا أيام وانتشرت قصة التاجر الطماع مع القاضي والمرأة في المدينة بأسرها. وأصبح أضحوكة المدينة بين عشية وضحاها. وقصته عبرة على عاقبة الطمع والجشع والبخل. مما دفعه إلى ترك المدينة بأسرها بعد أن أثرت تلك السمعة السيئة على تجارته في المدينة وتسببت في كسادها.
تابع الصفحه ليصلك