قصيدة (أَتَعرِفُ أَطلالاً وَنُؤياً مُهَدَّما) حاتم الطائي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصيدة (أَتَعرِفُ أَطلالاً وَنُؤياً مُهَدَّما) حاتم الطائي


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	600px-أتعرف_أطلالا_ونؤيا_مهدما_-_حاتم_الطائي.jpg 
مشاهدات:	3 
الحجم:	26.6 كيلوبايت 
الهوية:	136891
    أَتَعرِفُ أَطلالاً وَنُؤياً مُهَدَّما

    كَخَطِّكَ في رَقٍّ كِتاباً مُنَمنَما

    أَذاعَت بِهِ الأَرواحُ بَعدَ أَنيسِها

    شُهوراً وَأَيّاماً وَحَولاً مُجَرَّما

    دَوارِجَ قَد غَيَّرنَ ظاهِرَ تُربِهِ

    وَغَيَّرَتِ الأَيّامُ ما كانَ مُعلَما

    وَغَيَّرَها طولُ التَقادُمِ وَالبِلى

    فَما أَعرِفُ الأَطلالَ إِلّا تَوَهُّما

    تَهادى عَلَيها حَليُها ذاتَ بَهجَةٍ

    وَكَشحاً كَطَيِّ السابِرِيَّةِ أَهضَما

    وَنَحراً كَفى نورَ الجَبينِ يَزينُهُ

    تَوَقُّدُ ياقوتٍ وَشَذرٌ مُنَظَّما

    كَجَمرِ الغَضا هَبَّت بِهِ بَعدَ هَجعَةٍ

    مِنَ اللَيلِ أَرواحُ الصِبا فَتَنَسَّما

    يُضيءُ لَنا البَيتُ الظَليلُ خَصاصَةً

    إِذا هِيَ لَيلاً حاوَلَت أَن تَبَسَّما

    إِذا اِنقَلَبَت فَوقَ الحَشِيَّةِ مَرَّةً

    تَرَنَّمَ وَسواسُ الحُلِيُّ تَرَنُّما

    وَعاذِلَتَينِ هَبَّتا بَعدَ هَجعَةٍ

    تَلومانِ مِتلافاً مُفيداً مُلَوَّما

    تَلومانِ لَمّا غَوَّرَ النَجمُ ضِلَّةً

    فَتىً لا يَرى الإِتلافَ في الحَمدِ مَغرَما

    فَقُلتُ وَقَد طالَ العِتابُ عَلَيهِما

    وَلَو عَذَراني أَن تَبينا وَتُصرَما

    أَلا لا تَلوماني عَلى ما تَقَدَّما

    كَفى بِصُروفِ الدَهرِ لِلمَرءِ مُحكِما

    فَإِنَّكُما لا ما مَضى تُدرِكانِهِ

    وَلَستُ عَلى ما فاتَني مُتَنَدِّما

    فَنَفسَكَ أَكرِمها فَإِنَّكَ إِن تَهُن

    عَلَيكَ فَلَن تُلفي لَكَ الدَهرَ مُكرِما

    أَهِن لِلَّذي تَهوى التِلادَ فَإِنَّهُ

    إِذا مُتَّ كانَ المالُ نَهباً مُقَسَّما

    وَلا تَشقَيَن فيهِ فَيَسعَدَ وارِثٌ

    بِهِ حينَ تَخشى أَغبَرَ اللَونِ مُظلِما

    يُقَسِّمُهُ غُنماً وَيَشري كَرامَةً

    وَقَد صِرتَ في خَطٍّ مِنَ الأَرضِ أَعظُما

    قَليلٌ بِهِ ما يَحمَدَنَّكَ وارِثٌ

    إِذا ساقَ مِمّا كُنتَ تَجمَعُ مَغنَما

    تَحَمَّل عَنِ الأَدنَينَ وَاِستَبقِ وُدَّهُم

    وَلَن تَستَطيعَ الحِلمَ حَتّى تَحَلَّما

    مَتى تَرقِ أَضغانَ العَشيرَةِ بِالأَنا

    وَكَفَّ الأَذى يُحسَم لَكَ الداءُ مَحسَما

    وَما اِبتَعَثَتني في هَوايَ لُجاجَةٌ

    إِذا لَم أَجِد فيها إِمامي مُقَدَّما

    إِذا شِئتَ ناوَيتَ اِمرَأَ السوءِ ما نَزا

    إِلَيكَ وَلاطَمتَ اللَئيمَ المُلَطَّما

    وَذو اللُبِّ وَالتَقوى حَقيقٌ إِذا رَأى

    ذَوي طَبَعِ الأَخلاقِ أَن يَتَكَرَّما

    فَجاوِر كَريماً وَاِقتَدِح مِن زِنادِهِ

    وَأَسنِد إِلَيهِ إِن تَطاوَلَ سُلَّما

    وَعَوراءَ قَد أَعرَضتُ عَنها فَلَم يَضِر

    وَذي أَوَدٍ قَوَّمتُهُ فَتَقَوَّما

    وَأَغفِرُ عَوراءَ الكَريمِ اِدِّخارَهُ

    وَأَصفَحُ مِن شَتمِ اللَئيمِ تَكَرُّما

    وَلا أَخذِلُ المَولى وَإِن كانَ خاذِلاً

    وَلا أَشتُمُ اِبنَ العَمِّ إِن كانَ مُفحَما

    وَلا زادَني عَنهُ غِنائي تَباعُداً

    وَإِن كانَ ذا نَقصٍ مِنَ المالِ مُصرِما

    وَلَيلٍ بَهيمٍ قَد تَسَربَلتُ هَولَهُ

    إِذا اللَيلُ بِالنَكسِ الضَعيفِ تَجَهَّما

    وَلَن يَكسِبَ الصُعلوكُ حَمداً وَلا غِنىً

    إِذا هُوَ لَم يَركَب مِنَ الأَمرِ مُعظَما

    يَرى الخَمصَ تَعذيباً وَإِن يَلقَ شَبعَةً

    يَبِت قَلبُهُ مِن قِلَّةِ الهَمِّ مُبهَما

    لَحى اللَهُ صُعلوكاً مُناهُ وَهَمُّهُ

    مِنَ العَيشِ أَن يَلقى لَبوساً وَمَطعَما

    يَنامُ الضُحى حَتّى إِذا لَيلُهُ اِستَوى

    تَنَبَّهَ مَثلوجَ الفُؤادِ مُوَرَّما

    مُقيماً مَعَ المُثرينَ لَيسَ بِبارِحٍ

    إِذا كانَ جَدوى مِن طَعامٍ وَمَجثِما

    وَلِلَّهِ صُعلوكٌ يُساوِرُ هَمَّهُ

    وَيَمضي عَلى الأَحداثِ وَالدَهرِ مُقدِما

    فَتى طَلِباتٍ لا يَرى الخَمصَ تَرحَةً

    وَلا شَبعَةً إِن نالَها عَدَّ مَغنَما

    إِذا ما رَأى يَوماً مَكارِمَ أَعرَضَت

    تَيَمَّمَ كُبراهُنَّ ثُمَّتَ صَمَّما

    تَرى رُمحَهُ وَنَبلَهُ وَمِجَنَّهُ

    وَذا شُطَبٍ عَضبَ الضَريبَةِ مِخذَما

    وَأَحناءَ سَرجٍ فاتِرٍ وَلِجامَهُ

    عَتادَ فَتىً هَيجاً وَطِرفاً مُسَوَّما

  • #2
    القصيدة مع الشرح:

    أتعرفُ أطلالاً ونؤياً مهدمَا ** كخطكَ في رقٍّ كتاباً منمنما

    المنمنم: المحسن.

    أذاعتْ به الأرواحُ بعدَ أنيسهِ ** شهوراً وأياماً وحولاً مجرما

    أذاعتْ به: فرقته. المجرم: التام الذي انقطع. وجرم الحبلَ: قطعه. وقد انجرم الحول. ومنه الجرام:

    الصرام.

    المجرم: التام. والأرواح: جمع ريح، رجعت الياء إلى أصلها لما سكنَ ما قبلها. قال: أطلالاً. ثم قال:

    أذاعت به. فرجع إلى الطلل.

    فأصبحنَ قد غيرنَ ظاهرَ تربه ** وبدلتِ الأنواءُ ما كان معلما

    أي ما كان معروفاً. ويروى: وأنكرت الأنواءُ؛ أي عرضته لأن ينكر، كقولك أقتلته: عرضته للقتل.

    وأبعتُ الشيءَ عرضتهُ للبيع. قال الهمداني:

    فرضيتُ آلاءَ الكميتِ فمن يبعْ فرساً فليس جوادُنا بمباع

    وغيرها طول التقادم والبلى ** فما أعرفُ الأطلالَ إلا توهمَا

    ديارُ التي قامتْ تريكَ، وقد خلت ** وأقوتْ من الزوارِ، كفا ومعصما

    المعصم: موضع السوار.
    ونحراً كفا ثورِ اللجينِ يزينه ** توقدُياقوتِ وشذراً منظمَا

    الفاثور: خوان صغير.

    كجمرِ الغضَا هبتْ له بعدَ هجعةٍ ** من الليلِ أرواحُ الصبا فتضرما

    قال أبو عبيدة: الصبا عند العرب لإلقاحِ الشجر. والشمال للروح. والجنوب للإمطار. والدبور

    للبلاءِ؛ وأهونه أن يكون غباراً عاصفاً يقذي العيونَ؛ وهي أقلهنَّ هبوباً.

    يضيءُ لها البيتُ الظليلُ خصاصُه ** إذا هي ليلاً حاولتْ أن تبسمَا

    يضيءُ لها: أي لأجلها. يعني لا خصاصَ فيه: أي لا فرَج.

    إذا انقلبتْ فوقَ الحشيةِ مرةً ** ترنمَ وسواسُ الحليِّ ترنمَا

    وعاذلتينِ هبتا بعد هجعةٍ ** تلومانِ متلافاً مفيداً ملوما

    تلومانِ لمَّا غورَ النجمُ ضلةً ** فتًى لا يرى الإنفاقَ في الحقِّ مغرما

    غور: دنا من المغيبِ. وضلةً: أي ضلالا. ورجلٌ ضلة: لا يهتمُّ بشأنه وماله. والنجمُ في تأويل

    النجوم، كما تقول: ما رفع عنهم السيف، وعزَّ الدرهم والدينار. والنجم اسم علم للثريا

    خاصة.

    فقلتُ وقد طالَ العتابُ عليهما ** وأوعَدَتانِي أن تبينَا فتصرمَا

    ألا لا تلوماني على ما تقدمَا ** كفى بصروفِ الدهرِ للمرءِ محكما

    محكماً: أي إحكاماً.

    فإنكما لا ما مضَى تدرِكانهِ ** ولستُ على ما فاتني متندمَا

    تحلمْ عن الأدنينَ واستبقِ ودهمْ ** ولن تستطيعَ الحلمَ حتى تحلمَا

    ونفسكَ أكرمها، فإنكَ إنْ تهنْ ** عليَ فلن تلقى لها الدهرَ مكرما

    أهنْ في الذي تهوى التلادَ فإنَّه ** يصيرُ إذا ما مُتَّ نهباً مقسما

    ويروى: فإنه إذا متَّ صار المالُ نهباً....

    التلاد والتليد: ما كان عندهم قديماً. وأصل التاءِ الواو، كأنه ولد عندهم. والطارف

    والطريف: مااستحدثوه.

    ولا تشقياً فيه فيسعد وارثٌ ** به حينَ تحشَى أغبَر الجوفِ مظلمَا

    يقسمه غنماً ويشرِي كرامهُ ** وقد صرتَ في خطٍّ منَ الأرضِ أعظمَا

    يشرِي: يبتاعُ. ويشرِي: يبيعُ: "ولبئس ما شروا به أنفسهم". "ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء

    مرضاة الله"؛ أي يبيع نفسه. الخطُّ: الشقُّ.

    قليلاً به ما يحمدنكَ وارثٌ ** إذا ساقَ مما كنتَ تجمعُ مغنما

    متى ترقِ أضغانَ العشيرةِ بالأنَى ** وكفِّ الأذى يحسمْ لك الداءَ محسمَا

    الأنى والأناة: الحلم.

    إذا شئتَ نازيتَ امرأَ السوءِ ما نَزَا ** إليكَ، ولاطمتَ اللئيمَ الملطَّما

    وعوراءَ قد أعرضتُ عنها فلم تضرْ ** وذي أودٍ قومتهُ فتقوما

    عوراء: كلمة قبيحة. وعورت عليه ما فعل: قبحته. ويقال: ضاره يضيره ضيراً ويضوره. حكى

    الفراء: لا ينفعني ذلك ولا يضورني. والأود: الاعوجاج.

    وأغفرُ عوراءَ الكريمِ ادخارهُ ** وأعرضُ عن شتمِ اللئيم تكرما

    وأغفر: أستر. يقولون: اصبغْ ثوبك؛ فإنه أغفرُ للوسخِ.

    ولا أخذُلُ المولَى وإنْ كانَ خاذلاً ** ولا أشتمُ ابنَ العمِّ إنْ كان مفحمَا

    وما ابتعثتني في هوايَ لجاجةٌ ** إذا لم أجدْ فيما أماميَ مقدمَا

    وليلٍ بهيم قد تسربلتُ هولهُ ** إذا الليلُ بالنكسِ الجبانِ تجهما

    ولن يكسبَ الصعلوكُ حمداً ولا غنًى ** إذا هو لمْ يركبْ من الأمرِ معظما

    ولم يشهد الخيلَ المغيرةَ بالضُّحى ** يثرنَ عجاجاً بالسنابكِ أقتما

    عليهنَّ فتيانٌ كجنةِ عبقرٍ ** يهزونَ بالأيدي وشيجاً مقوما

    لحى اللهُ صعلُوكاً مناهُ وهمه ** من العيشِ أن يلقَى لبوساً ومطعما

    ينامُ الضحى حتى إذا يومهُ استوى ** تنبهَ مثلوجَ الفؤادِ مورمَا

    مقيماً معَ المثرينَ ليس ببارِح ** إذا نالَ جدوَى من طعامٍ ومجثما

    وللهِ صعلوكٌ يساورُ همهُ ** ويمضي على الأحداث والدهرِ مقدمَا

    فتى طلباتٍ لا يرى الخمصَ ترحةً ** ولا شبعةً إنْ نالَها عدَّ مغنمَا

    إذا ما رأى يوماً مكارمَ أعرضتْ ** تيممَ كبراهنَّ ثمتْ صممَا

    يرى رمحهُ ونبلهُ ومجنهُ ** وذا شطبٍ عضْبَ الضريبةِ مخذَما

    الشطبُ: الطرائق في السيف. والضريبة: ما ضرب، فأراد به قاطعٌ للضريبة. والمخذم: الذي

    ينتسف القطعة وخذم الثوب: شققه.

    وأحناءَ سرج قاترٍ ولجامهُ ** عتادَ فتَى هيجَا وطرفاً مسومَا

    سرج قاتر: إذا كان جيدَ الأخذِ من ظهرِ الفرس، لا صغيراً ولا كبيراً.

    ويغشى إذا ما كانَ يومُ كريهة ** صدورَ العوالي فهوَ مختضبٌ دمَا

    إذا الحربُ أبدتْ ناجذيها وشمرت ** وولَّى هدانُ القومِ أقدمَ معلمَا

    فذلك إنْ يهلكْ فحسنٌ ثناؤُه ** وإنْ عاشَ لم يقعدْ ضعيفاً مذممَا

    تعليق

    يعمل...
    X