الصابون soapلغةً مادة تنظيف معربة عن «سابون» الفارسية، وهي أملاح أحماض دهنية عالية.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصابون soapلغةً مادة تنظيف معربة عن «سابون» الفارسية، وهي أملاح أحماض دهنية عالية.

    الصابون

    الصابون soapلغةً مادة تنظيف معربة عن «سابون» الفارسية، وهي أملاح أحماض دهنية عالية. وفي الصناعة والاستعمال التجاري هي أخلاط مطبوخة من أملاح قابلة للانحلال في الماء من منتجات تلك الأحماض، تفيد في إزالة الأقذار وغسلها.
    اشتق مصطلح الصابونين من الصابون، وهي مادة تستخرج من جذور نبات العصلج التي تعطي بعد سحقها ونقعها في الماء، رغوة كرغوة الصابون، ويستعمل منقوعها في غسل الأواني والملابس وتنظيفها. وقد درج البشر قديماً على خلط رماد الأخشاب والأعشاب (يحتوي الرماد على الكربونات) بالزيت أو الدهن، وسمّوا هذا المزيج «الصابون»، وكانوا يستعملونه دهناً لبعض أمراض الجلد. وقد تطورت صناعة الصابون بعد ذلك فينقع الرماد في الماء، ويضاف إليه الكلس الحي، ويترك المزيج لليوم التالي، ثم يؤخذ رائقه (والذي هو محلول ماءات الصوديوم) ويخلط بالزيت أو الشحم مع التسخين والتحريك حتى الحصول على مادة جيلاتينية القوام، استعملت قديماً علاجاً لبعض الالتهابات الجلدية، كما استعملت للتنظيف ولغسل الصوف المعدّ للغزل أو النسيج.
    عرف العرب هذا النوع من الصابون فاصطنعوه واستخدموه، وانتقل من البلاد العربية إلى أوروبا في أثناء حروب الفرنجة، وغدت مرسيليا حتى القرن /17/ أكبر سوق لتجارة الصابون، ثم زاحمتها البندقية ثم انكلترا، وكانت صناعة سرية محتكرة.
    لم تتقدم صناعة الصابون تقدماً ملموساً إّلا بعد انتشار الصودا الصناعية (ماءات الصوديوم)، وتوصل العلماء إلى معرفة خواص المواد الدسمة من الزيوت والشحوم، وعرفت هذه الصناعة قفزات كبيرة بعد الحرب العالمية الأولى.
    أما الدهون والزيوت المستخدمة في صناعة الصابون فهي مركبات من الغليسرين مع حمض دسم مثل حمض الشمع stearic acid وحمض النخل palmitic acid وحمض الزيت oleic acid. فإذا عولجت هذه المركبات مع محلول قلوي مثل ماءات الصوديوم، في عملية تدعى التصبن، يتشكل الغليسيرين وملح الصوديوم للحمض الدسم (الصابون).

    يمكن أن يصنع الصابون أيضاً بفعل الصودا الكاوية على حمض دسم من دون إنتاج الغليسيرين.

    وهذا التفاعل هو أيسر طرائق تحضير الصابون، حيث يتم تسخين الحمض الدسم حتى درجة انصهاره، ثم يضاف إليه تدريجياً مع التحريك الصودا الكاوية أو البوتاس الكاوي، ثم يصب المزيج في أوعية وقوالب لتبريده.
    أما تصنيع الصابون من الدهن والزيت فيتم بطريقتين:
    ـ الطريقة الباردة: وفيها يترك الصابون ممزوجاً بالغليسرين من غير فصل، وهي طريقة اقتصادية بالنسبة للمصانع الصغيرة.

    الشكل (1)
    مراحل صنع الصابون
    ـ الطريقة الساخنة: وفيها يفصل الغليسيرين عن الصابون، وهي المتبعة في المصانع الكبيرة للحصول على الغليسيرين المرتفع الثمن، وعلى صابون جيد النوعية، وتتم عملية التصبن في قِدْر «حلة» سعتها بين 5 ـ150طن، تملأ الدهون نصف سعتها وتسخن إلى درجة 100م بالبخار المباشر، ثم يضاف محلول الصودا الكاوية على دفعات. وبعد مرور وقت على بدء التفاعل، تضاف كميات من الصودا الكاوية أكثر تركيزاً وعلى دفعات مع استمرار غليها. تستغرق عملية التصبن مابين 12 إلى 24 ساعة ويمكن التحقق من انتهاء عملية التصبن باختبارات عدة، يفصل بعدها الصابون عن الماء والغليسيرين بإضافة ملح الطعام. ثم يترك الصابون في «الحلّة» ليبرد حتى درجة 60ْم تقريباً، ويدوم ذلك بين 2 و5 أيام. وأخيراً تضاف الإضافات المرغوب فيها مثل العطر واللون والمواد المالئة لزيادة وزن الصابون مثل كربونات الصوديوم أو سيليكات الصوديوم. يصب الصابون في قوالب أوينقل إلى جهاز عجن للحصول على بنية متجانسة، ثم يقطع إلى الحجم المطلوب، ويطبع اسم المنتج ونوع الصابون (الشكل ـ 1).
    ومن الدهون والزيوت المستخدمة في صناعة الصابون: دهن أوزيت جوز الهند، ودهن أوزيت النخيل، وشحوم الأبقار والماعز والغنم، ودهن العظام، وزيت الأسماك، ودهن الصوف، ومن الزيوت زيت الزيتون وزيوت بذر القطن والسمسم والفول السوداني وعباد الشمس.
    أما المواد القلوية المستخدمة فهي كربونات البوتاسيوم، وكربونات الصوديوم (صودا الغسيل) والصودا الكاوية، والبوتاس الكاوي.
    تضاف العطور إلى الصابون المعطر، ولا يصلح أي زيت عطري لتعطير الصابون، فهناك زيوت تتأثر بالمواد القلوية الموجودة في الصابون فتتغير رائحتها، كذلك لا يصلح مزج أي عطر بآخر لأنه قد يحدث بينهما عدم توافق في التركيب الكيماوي والرائحة. ومن هذه العطور زيوت الغار والقرنفل والجيرانيوم والياسمين والليمون واللاوند والورد والمليسة وجذور السوسن وأخشاب الصندل وغيرها، وهناك مئات من المواد العطرية الصناعية التي تستعمل بكثرة لوفرتها ولانخفاض أثمانها بالنسبة للزيوت الطبيعية.
    تستخدم في صناعة الصابون أنواع كثيرة من المواد الملونة منها مواد عضوية طبيعية مثل الكلوروفيل الأخضر وغيره، ومواد عضوية صناعية كالأصباغ الناتجة من قطران الفحم الحجري مثل الأيوسين وصباغ الأنيلين وغيرهما، ومواد معدنية مثل أخضر الكروم وكبريتات النحاس وكبريتات الحديد وغيرها، وليست كل المواد الملونة صالحة لتلوين الصابون إذ إن كثيراً منها يتغير لونه بالمادة القلوية الموجودة.
    للصابون أنواع عديدة حسب خواصه واستعماله فهناك مثلاً:
    ـ صابون الغسيل: وهوالذي يستعمل في المنزل لأغراض شتى (الغسيل والجلي والتنظيف).

    الشكل (2)
    مرحلة عجن صابون التواليت
    ـ صابون (التواليت): يستعمل للغسيل أو الاستحمام، ويجب أن يصنع من أنقى أنواع الزيوت والدهون أو الحموض الدسمة (الشكل ـ 2).
    ـ الصابون السائل: وهو محلول نقي وصاف لصابون البوتاس، يرغي بسهولة ولا يترك أثراً ضاراً في البشرة.
    ـ الصابون الطبي: يستعمل في الأغراض الطبية، وخاصة لمعالجة بعض الأمراض الجلدية، ومنها صابون الفينيك واليود والقطران والكبريت والكافور.
    ـ الصابون الشفاف: لونه شفّاف يحوي نسبة عالية من الغليسرين ويضاف إليه السكر والكحول.
    ـ صابون الحلاقة: وله أنواع عديدة، منها الصلب والمرهمي والمسحوق، يصنع من أجود المواد الأولية وأنقاها، وتتم عملية التصبن فيه بمزيج من الصود والبوتاس الكاويين ليكتسب صابون الحلاقة رغوة وفيرة وثابتة.
    ـ ذرور (بودرة) ومسحوق الصابون: يباع مسحوق الصابون للاستخدام المنزلي ذروراً أورقائق تحوي بعض المركبات التي تزيد من مفعوله التنظيفي مثل: ثلاثي فوسفات الصوديوم، إضافة إلى بعض عوامل التبييض والتفويح.
    تنتج معامل الصابون أنواعاً كثيرة من الصابون مختلفة التراكيب والشكل واللون والرائحة، كما تطورت المصانع تطوراً كبيراً من حيث تحسين وسائل الإنتاج وإدخال أجهزة جديدة لتبريد الصابون وتجميده وتجفيفه وتقطيعه وتغليفه، مما ساعد على اختصار الوقت والتكلفة والأيدي العاملة، كما تمّ التوصل إلى صنع أجهزة جديدة لصناعة الصابون بطريقة آلية.
    يواجه الصابون منافسة من الشامبوshampoo، وهو أحد أنواع المنظفات الحديثة، وحلّ محل الصابون في الاستحمام خاصة، لما له من أثر لطيف على الجسم والشعر، ولأن طبيعة محاليله معتدلة الأثر، ورغوته وفيرة، ولا تتأثر فاعليته التنظيفية بنوعية المياه المستعملة، وله تراكيب وأنواع متعددة.
    كذلك ظهرت المنظفات الصناعية التي حلّت محل الصابون في كثير من استعمالاته ومجالاته في المنزل أو المصنع لما لها من مواصفات أفضل، وهي على شكل معاجين وموائع ومساحيق منظفة.
    مع نهاية الستينيات من القرن الماضي، وبسبب زيادة الوعي والحرص على عدم تلويث مصادر المياه، فقد صار يوصى بالإقلال من استخدام المواد الكيماوية الملوثة مثل الفوسفات والحموض السلفونية في الصابون والمنظفات، وتستخدم بدلاً منها كواشف تتفكك حيوياً ويمكن تحطيمها بسهولة وهضمها بالبكتريا.
    عبد المجيد شيخ حسين
يعمل...
X