محتويات المقال
١ تعريف حول سبارتاكوس
٢ عبودية سبارتاكوس
٣ ثورة سبارتاكوس وأثرها
٤ صفقة سبارتاكوس مع القراصنة
٥ مقتل سبارتاكوس
٦ أثر سبارتاكوس ورمزيته في الفن والأدب العالمي
تعريف حول سبارتاكوس وُلد عام 109 قبل الميلاد في مدينة تراقية، وتوفي في عام 71 قبل الميلاد، وقد كان عبدا في الدولة الرومانية. ولكن ما معنى اسم سبارتاكوس؟ تُشير المصادر إلى أن معنى اسم سباركوس هو الرجل القوي، وسباركوس هو شخص تمّ أسره وبيعه كعبد لأحد الأشخاص الرومان وكان يُدعى (لنتولس بتياتس) وهذا الشخص كان يمتلك مدرسة لتدريب العبيد على المصارعة من أجل استخدامهم كمصارعين ومبارزين في حلبات خاصة بالمصارعة يتم تنظيمها من أجل الترفيه والمتعة، وهناك من يرى أن سبارتاكوس كان جنديًّا سابقًا، هرب وحُكم عليه بالسجن ثمّ بِيع كعبد.[١] بسبب وحشية تلك المدرسة والمصير الذي ينتظر هؤلاء المصارعين، حاول 200 شخص الفرار منها فلم ينجح إلا 78 شخصًا تمكّنوا من احتلال أحد سفوح بركان (فيزوف) وأخذوا يغيرون على المدن المجاورة من أجل الحصول على الطعام، ومن ثم اختاروا سبارتاكوس ليكون قائدًا عليهم، وافق سبارتاكوس على هذا الاختيار وأصدر نداء إلى كافة الرقيق في إيطاليا يدعوهم إلى الثورة على تلك الأوضاع المزرية التي يعيشونها فالتف حوله أكثر من 70 ألف شخص حتى يتمكن من قيادة ثورة لهؤلاء العبيد ضد الجيش الروماني والتي أطلق عليها ثورة العبيد الثالثة وكانت في عام 71 قبل الميلاد.[١] عبودية سبارتاكوس عرفت روما القديمة نظام الرق والعبودية بشكل كبير، فكانوا يتخذون من العبيد والرقيق خدمًا لهم في بيوتهم وقصورهم، أو في الحقول والمزارع للعمل وتربية المواشي أو في العمل بالمناجم، كذلك اعتمدوا عليهم بشكل كبير في الخدمة العسكرية خاصة أسرى الحروب، وذلك من أجل تنفيذ الأعمال الشاقة والصعبة، لذلك يعتبر العبيد من أهم العناصر المؤثرة في تاريخ الإمبراطورية الرومانية، ويرى أصحاب النظرية الاقتصادية أنّ اضطهاد وظلم العبيد كان أحد الأسباب التي أدت إلى الثورات ومن ثم إلى سقوط روما.[٢] كانت المخاطر تهدد الدولة الرومانية من شرق وغرب البحر الأبيض المتوسط[٣]، اندلعت ثورة قادها العبيد المصارعون من داخل الدولة الرومانية، وذلك بسبب سوء الأوضاع التي كانوا يعيشونها[٤]، والعمل على تدريبهم بشكل قاسٍ ووحشي لينتهي بهم المطاف إلى الموت المحقق[٥]، فما كان منهم أن ينظموا أنفسهم ويعتصموا بأحد الجبال بقيادة سبارتاكوس وأخذ ينضم إليه العديد من العبيد من التراقيين والسلت والجرمان، حيث نجحوا في القضاء على حملتين أرسلها لهم مجلس الشيوخ وهو الأمر الذي أدى إلى اتساع نطاق نشاطهم وازياد أعدادهم.[٢] تولى سبارتاكوس تعليم جميع الذين انضموا إليه على صناعة الأسلحة ودربهم على فنون وأساليب القتال، فأحرز الكثير من الانتصارات التي قذفت الرعب في قلوب الرومان، وفي ذات الوقت شجعت الكثيرين على الانضمام إليه حتى بلغ عدد الراغبين في الالتحاق بصفوف مقاتليه كبيرًا، الأمر الذي أدى إلى رفض الكثير منهم، وقد بلغ عدد رجاله 220 ألف مقاتل، سار بهم سبارتاكوس باتجاه جبال الألب، وكان يهدف إلى أن يعود كل شخص إلى منزله بعد أن يجتاز تلك الجبال، ولكن بعض الأتباع تمردوا عليه وأخذوا ينهبون المدن والقرى في شمال إيطاليا ويعيثون فسادًا فيها، فما كان من مجلس الشيوخ إلا أن يرسل لهم قوات كبيرة فالتقوا بالقوة المنشقة فأبادوهم جميعًا.[١] ثورة سبارتاكوس وأثرها كان سبارتاكوس رجلًا شجاعًا ومحاربًا عظيمًا يسعى إلى نيل الحرية والعيش بكرامة، ولم يكن يشجع رفاقه على السلب أو النهب وسرقة الغلال، ولا كان من الطامعين في الوصول إلى الحكم أو السلطة، وإنما كان يسعى إلى العيش بكرامة وحرية، لذلك فقد استحق الكثير من التقدير والاحترام والإجلال لما أبداه من عزيمة وشجاعة كبيرتين في القتال وتنظيم صفوف اتباعه، والكثير من الانتصارات العظيمة التي حققها على الجيش الروماني، ولقد خلفت ثورته العديد من الآثار أهمها: [٢] كانت السبب وراء الضعف والانقسام الذي أصاب الجيش الروماني فيما بعد. استمرت فترة من الزمن، استطاع فيها سبارتاكوس القضاء على العديد من القناصل والقضاة وقادة الجيش الروماني. تمكّن القادة المنتصرون من الجيش الروماني من التحكم بالدستور الروماني، ومن ثم التقليل من الصلاحيات الواسعة الممنوحة لمجلس الشيوخ. صفقة سبارتاكوس مع القراصنة في عام 72 قبل الميلاد تولى القنصلان لوقيوس جليتوس وجينايوس قورنليوس أمر قمع ثورة العبيد، لكن سبارتاكوس أنزل بهما هزيمة كبيرة وشق طريقه إلى الشمال، وهناك استطاع هزيمة جايوس قاسيوس في منطقة الألب، ومع أن الطريق أصبح مفتوحًا أمامه لإيطاليا إلا أنّه اختار الرجوع إلى الجنوب قاصدًا صقلية.[٢] تمكّن سبارتاكوس ورجاله من الوصول إلى منطقة رجيوم -وهي في أقصى الجنوب- وحاولوا عقد صفقة مع القراصنة حتى يقوموا بنقلهم عبر البحر إلى صقيلية، حيث يوجد آلاف العبيد الثائرين والراغبين في الانضمام إليه للتحرّر من حياة العبودية، كما يستطيع سبارتاكوس في الوقت نفسه السيطرة على صقلية والتمتع بخيراتها، ولكن القراصنة خانوا سبارتاكوس وتركوه هو وأتباعه ليلقوا مصيرهم المحتوم، أما سبارتاكوس وأتباعه فقد فشلوا في الحصول على السفن التي من المفترض أن تقلهم إلى صقلية، وعليه لم يتمكنوا من مغادرة الأراضي الإيطالية.[٢] مقتل سبارتاكوس بسبب الخسائر التي لحقت بالجيش الروماني اتّجه مجلس الشيوخ أواخر عام 72 قبل الميلاد لتعين البرايتور مارقوس كراسوس ومنحه سلطة بروقنصلية غير عادية، كما وضعوا تحت إمرته ثمانية فرق، إضافة إلى الأربع فرق التي تحت سيطرته للقضاء على ثورة سبارتاكوس، ولكنه فشل في سد الطريق أمام سبارتاكوس ورجاله، وتمكنوا هؤلاء من الوصول إلى (رجيوم) في أقصى الجنوب في إيطاليا، وبسبب خيانة القراصنة لهم لم يتمكنوا من ركوب البحر باتجاه صقلية، فحاول كراسوس محاصرتهم في تلك المنطقة ليرغمهم على الاستسلام، ولكنه فشل واستطاعوا أن يشقوا طريقهم باتجاه الشمال.[٢] حصل كراسوس في هذه الأثناء على المعونة من القائد بومبي، فاستطاعوا الاثنين هزيمة وقتل سبارتاكوس مع عدد ليس بالقليل من أتباعه، وحينها قال سبارتاكوس كلماته الأخيرة الخالدة التي تناقلتها الأجيال، في حين فرّ الكثير من العبيد إلى الشمال، ولكن بومبي لاحقهم وقضى عليهم، وبذلك نسب لنفسه الفضل في إنهاء حرب العبيد وإخماد ثورتهم العظيمة.[٢] أثر سبارتاكوس ورمزيته في الفن والأدب العالمي أصبح سبارتاكوس وما قام به هو ورفاقه رمزًا لمقاومة الظلم والاستبداد والنضال الطبقي ضد الظلم والطغيان، ليس فقط في زمن العبيد وإنما على مر الأزمان، وقد ترك ذلك أثرًا واضحًا في مجال الفن والأدب العالمي وعلى النحو الآتي:[٦] سبارتاكوس والروائي الأمريكي الشهير هوارد فاست: يعدّ هوارد فاست من أبرز الكتاب الذين صاغوا قصة سبارتاكوس في إطار رؤية جديدة للتاريخ الإنساني، إذ كانت روايته التي حملت عنوان: سبارتاكوس "ثورة العبيد" من أفضل ما سيذكره الناس في مشواره الفني والأدبي الطويل، حيث قدمه على أنه رمز لنضال البشر المقهورين من أجل نيل حريتهم والعيش بكرامة، بعد أن كان ينظر إليه على أنه عبد بائس أو خارج عن القانون. سبارتاكوس والكتّاب المحدثين: مع بداية القرن التاسع عشر تغيرت نظرة الكتاب لما قام به سباركوس، إذ إنّهم أصبحوا ينظرون إليه على أنه مناضل دفع حياته ثمنًا من أجل إنهاء الظلم والاستبداد والقهر. سبارتاكوس بطل شعبي في القصص والروايات قديمًا وحديثًا: أصبحت الأجيال تتناقل قصته وما فعله عبر التاريخ، وأصبح محطّ إعجاب الكثيرين منهم: (كارل ماركس) الفيلسوف والمؤرخ الألماني وعالم الاجتماع، فقد صوّره أنه أعظم بطل قدمه التاريخ القديم، ويرى أنّ سبارتاكوس بمثابة القائد العسكريّ العظيم. قصة سبارتاكوس من القصص الخالدة في ذاكرة التاريخ: أصبحت قصة سبارتاكوس بمثابة القصة التاريخية التي يعود إليها الكثير من الكتاب والمؤلفين في مجال الأدب والفن ليستلهموا منها الأفكار وينسجوا القصص والروايات.