رو (صه ما شيانغ)
Ru (Sima Xing-) - Ru (Sima Xing-)
رُو (صَه ما شِيَانْغ ـ)
(179 ـ 117ق.م)
صَه ما شِيَانْغ رُو Sima Xiang Ru أديب صيني، ولد في مدينة تشنغ دو Cheng du من مقاطعة شو Shu (سيتشوان حالياً)، تعلم المبارزة في سن مبكرة، وقدم خدمات للخيالة في عهد جينغ دي Jing Di. ولما لم يكن الامبراطور من محبي الأدب، تظاهر رو بالمرض فأُعفي من مهامه. ذهب إلى مملكة ليانغ Liang حيث وضع نفسه في خدمة ملكها، وكتب هناك مقامته «السيد نكرة» Zi xu، وهي من نوع فو Fu وهو النثر الشعري الوصفي. عاد بعد وفاة الملك إلى مدينته، وفي طريق عودته مر بمدينة لين تشيون Lin qiong وتعرف هناك الأرملة تشو ون جون Zhuo wen jun وهي ابنة رجل ثري، فاختطفها، واستقرا في مسقط رأسه إلى أن أعادها إلى موطنها بعد أن ساءت أحواله المادية، واضطر إلى العمل هناك في بيع الخمور من أجل تأمين لقمة عيشه، وقد صارت قصته على كل شفة ولسان. قرأ الامبراطور وو دي Wu di مقاماته فأثنى عليها وقام باستدعائه، فكتب رو مقامة «الطواف في الغابات» Shang-linfu التي نالت إعجاب الامبراطور فمنحه لقب لانغ Lang، ثم منحه لقب قائد وأرسله مبعوثاً له في مهمة توطيد العلاقات بين قومية الهان وقوميات الجنوب الغربي. وحين بلغ من العمر عتياً أُعفي من مهامه، فعكف على الكتابة، وبقي وحيداً إلى أن مرض ومات في ماو ـ لنغ Mao-Ling في مقاطعة نان وي Nan Yueh.
كتب رو تسعاً وعشرين مقامة، بقي منها ست هي: «دزه شيو»، و«الطواف في الغابات»، و«صاحب السيادة»، و«الباب العالي»، و«الحسناء»، و«حياة ثانية حزينة»، وفُقد الباقي لكن بعض عنواناتها معروف ومنها «مقامة الكمثرى»، و«مقامة جبل أشجار التونغ».
تُعدّ مقامتا «دزه شيو» و«الطواف في الغابات» نموذجاً لأعمال الكاتب، مع أنهما لم تُكتبا في مرحلة واحدة، إلا أنهما تكملان الواحدة الأخرى لدرجة أن بعض المصادر التاريخية عدّتهما مقامة واحدة. والمقامتان هما مناظرة حوارية افتراضية بين وو يو Wu you من مملكة تشي Qi و دزه شيو من مملكة تشو Chu الذي سُميت المقامة الأولى باسمه. يتفاخر كل منهما بأراضي مملكته الخصبة وغاباتها الغناء التي تستوطنها شتى أنواع الحيوانات. ويصف الكاتب فيهما حياة الملوك والنبلاء تفصيلياً وبصورة جريئة، فينتقد سياساتهم، ويفضح إسرافهم ومجونهم، ويدعو إلى الإصلاح السياسي والحد من التبذير.
استخدم الكاتب مفردات غنية وغريبة ونادرة تنم عن موهبة فذة، وإمكانية عالية في التحكم باللغة، وإنْ كان بعضها عبئاً على مضامين المقامات.
يرى رو أن الأدب هو في انسجام اللغة، والجمال في بساطة النظم، وانعكاس الكون بشموليته في الإنسان. وعُدَّت مقاماته مثالاً يُحتذى لكتّاب النثر في عهد سلالة هان الذين قلدوه والتزموا منهجه.
فؤاد حسن
Ru (Sima Xing-) - Ru (Sima Xing-)
رُو (صَه ما شِيَانْغ ـ)
(179 ـ 117ق.م)
صَه ما شِيَانْغ رُو Sima Xiang Ru أديب صيني، ولد في مدينة تشنغ دو Cheng du من مقاطعة شو Shu (سيتشوان حالياً)، تعلم المبارزة في سن مبكرة، وقدم خدمات للخيالة في عهد جينغ دي Jing Di. ولما لم يكن الامبراطور من محبي الأدب، تظاهر رو بالمرض فأُعفي من مهامه. ذهب إلى مملكة ليانغ Liang حيث وضع نفسه في خدمة ملكها، وكتب هناك مقامته «السيد نكرة» Zi xu، وهي من نوع فو Fu وهو النثر الشعري الوصفي. عاد بعد وفاة الملك إلى مدينته، وفي طريق عودته مر بمدينة لين تشيون Lin qiong وتعرف هناك الأرملة تشو ون جون Zhuo wen jun وهي ابنة رجل ثري، فاختطفها، واستقرا في مسقط رأسه إلى أن أعادها إلى موطنها بعد أن ساءت أحواله المادية، واضطر إلى العمل هناك في بيع الخمور من أجل تأمين لقمة عيشه، وقد صارت قصته على كل شفة ولسان. قرأ الامبراطور وو دي Wu di مقاماته فأثنى عليها وقام باستدعائه، فكتب رو مقامة «الطواف في الغابات» Shang-linfu التي نالت إعجاب الامبراطور فمنحه لقب لانغ Lang، ثم منحه لقب قائد وأرسله مبعوثاً له في مهمة توطيد العلاقات بين قومية الهان وقوميات الجنوب الغربي. وحين بلغ من العمر عتياً أُعفي من مهامه، فعكف على الكتابة، وبقي وحيداً إلى أن مرض ومات في ماو ـ لنغ Mao-Ling في مقاطعة نان وي Nan Yueh.
كتب رو تسعاً وعشرين مقامة، بقي منها ست هي: «دزه شيو»، و«الطواف في الغابات»، و«صاحب السيادة»، و«الباب العالي»، و«الحسناء»، و«حياة ثانية حزينة»، وفُقد الباقي لكن بعض عنواناتها معروف ومنها «مقامة الكمثرى»، و«مقامة جبل أشجار التونغ».
تُعدّ مقامتا «دزه شيو» و«الطواف في الغابات» نموذجاً لأعمال الكاتب، مع أنهما لم تُكتبا في مرحلة واحدة، إلا أنهما تكملان الواحدة الأخرى لدرجة أن بعض المصادر التاريخية عدّتهما مقامة واحدة. والمقامتان هما مناظرة حوارية افتراضية بين وو يو Wu you من مملكة تشي Qi و دزه شيو من مملكة تشو Chu الذي سُميت المقامة الأولى باسمه. يتفاخر كل منهما بأراضي مملكته الخصبة وغاباتها الغناء التي تستوطنها شتى أنواع الحيوانات. ويصف الكاتب فيهما حياة الملوك والنبلاء تفصيلياً وبصورة جريئة، فينتقد سياساتهم، ويفضح إسرافهم ومجونهم، ويدعو إلى الإصلاح السياسي والحد من التبذير.
استخدم الكاتب مفردات غنية وغريبة ونادرة تنم عن موهبة فذة، وإمكانية عالية في التحكم باللغة، وإنْ كان بعضها عبئاً على مضامين المقامات.
يرى رو أن الأدب هو في انسجام اللغة، والجمال في بساطة النظم، وانعكاس الكون بشموليته في الإنسان. وعُدَّت مقاماته مثالاً يُحتذى لكتّاب النثر في عهد سلالة هان الذين قلدوه والتزموا منهجه.
فؤاد حسن