محتويات المقال
١ المماليك
٢ دولة المماليك
٣ إنجازات المماليك
٤ انهيار دولة المماليك
المماليك يُعرَّف المماليك في اللُّغة العربيّة بأنَّهم: الرقيق، أو العبيد، وخصوصاً أولئك الذين سُبُوا دون آبائهم، وأمّهاتهم، إلّا أنَّ لفظ المماليك له مدلول خاصّ في التاريخ الإسلاميّ مُنذ بداية حُكم الخليفة العبّاسي (المأمون)، وكذلك أخوه الخليفة (المُعتصم)؛ حيث جَلَبا أعداداً كبيرة من هؤلاء العبيد من سوق النخاسة؛ من أجل الاعتماد عليهم في فِرَقهم العسكريّة، ومع مرور الزمن أصبح هؤلاء المماليك الأداة العسكريّة الرئيسيّة في مختلف البلاد الإسلاميّة؛ حيث اعتمد عليهم الأُمراء الأيوبيّون بشكل خاصّ في حروبهم، وقد زاد عددهم، وكثر في عهد الملك (الصالح نجم الدين أيّوب)، عِلماً بأنَّ مصر كانت أكثر البلاد الإسلاميّة التي استقدمت هؤلاء المماليك.[١] دولة المماليك لقد كان استقدام المماليك وهم في عمر صغير، حيث تمّ تدريبهم على القتال، وفنون الحرب، كما أنَّهم اعتنقوا الإسلام، وكانت غالبيّتهم من المناطق القريبة من حُكم المسلمين، كالشركس من القوقاز، والأتراك من وسط آسيا، وكان أكثرهم من أصول تُركيّة، وقد كان نشوء الدولة المملوكيّة بعد انهيار الدولة الأيُّوبية؛ حيث سيطر المماليك على الجيش، والعسكر، وكان لهم نفوذ كبير، وبعد أن انتصر المماليك في معركة (عين جالوت) ورثوا آخر معقل للأيُّوبيّين، وبنوا دولتهم العُظمى التي سيطرت على مكَّة، والمدينة، وكانت عاصمتهم هي (القاهرة)، وقد انقسم تاريخ الدولة المملوكيّة إلى قسمَين رئيسيَّين وِفقاً للسُّلالات التي حكمتها؛ فكانت الفترة الأولى هي فترة حُكم المماليك البحريّة (1250-1382م)، أمَّا الفترة الثانية فهي فترة حُكم المماليك البرجيّة (1382-1517م).[٢][٣] المماليك البحريّة المماليك البحريّة هم: المماليك الأتراك الذين تمّ استقدامهم بشكل كبير في عهد الملك (الصالح نجم الدين أيّوب)، والذي أسند إليهم مهامَّ، ومناصب كبيرة؛ فكانوا من حاشيته، وحرسه الخاصّ، وبعد أن اشتكى الناس من المماليك، وعبثهم، أسكنهم الملك الصالح في جزيرة في نهر النيل، وقد أُطلِق عليهم (المماليك البحريّة)؛ لأنَّ منطقة سكنهم تُحيطها المياه، ويعود أصل هؤلاء المماليك في الغالب إلى القفجاق من تركستان، وبلاد ما وراء النهر، وآسيا الصُّغرى، وقد استطاع المماليك البحريّة الوصول إلى الحُكم بعد مقتل آخر السلاطين الأيُّوبيّين عام 1257م.[٤][٣] يرى بعض المُؤرِّخين أنَّ شجرة الدرِّ تُعتبَر أولى سلاطين المماليك، إلّا أنَّ البعض يرى غير ذلك؛ إذ إنَّها حكمت الدولة في فترة انتقاليّة، فكان حُكمها مُؤقّتاً؛ ولهذا يُعتبَر عِزُّ الدين أيبك أوَّل سلاطين الدولة المملوكيّة البحريّة، وفيما يلي ذِكرٌ لأهمّ السلاطين البحريّة:[٥] المُعزّ عزّ الدين أيبك: تولَّى عزُّ الدين أيبك السُّلطة بعد أن تنازلت عنها شجرة الدرِّ، وكان بذلك أوَّل سلطان للماليك البحريّة على الرغم من أنَّه لم يكن من طائفتهم، وقد واجه أيبك مُعارضة قويّة منذ بداية حُكمه من قِبل الأُمراء الأيُّوبيّين في الشام، ومن قِبل المماليك البحريّة كذلك، وحتى يكسب أيبك رضا الأيُّوبيّين وافق على تنصيب أحد الفتية الأيُّوبيّين سُلطاناً، كما أنَّه أعلن الولاء للخليفة العبّاسي فقط، وكان قادراً على مُواجهة ثورة الأعراب، ومن الجدير بالذكر أنَّ نهاية المعزِّ أيبك كانت على يَد زوجته شجرة الدرِّ التي دبَّرت مُؤامرة لقتله عام 655 للهجرة. سيف الدين قُطُز: بعد وفاة أيبك تولَّى السُّلطة (المنصور علي بن أيبك) مُؤقّتاً، وكان قُطُز هو الوصيّ عليه، ومع سُقوط الخلافة العبّاسية اجتمع قُطُز بالأُمراء؛ لتحديد السُّلطان، حيث إنَّ المنصور صبيٌّ لا يصلح للحُكم في مثل هذه الأوضاع الحرجة، فاتّفق الأُمراء على تنصيب قُطُز سُلطاناً للدولة المملوكيّة، وقد كان قُطُز شجاعاً حازماً، واستطاع الانتصار على المغول في معركة (عين جالوت)، كما استطاع إعادة الوحدة بين الشام، ومصر. المماليك البرجيّة يُنسَب المماليك البرجيّة (الشركس) إلى العُنصر الشركسيّ الذي يُوجَد في منطقة شمال أرمينيا (جورجيا حاليّاً)، وقد استقدمهم السُّلطان (المنصور سيف الدين قلاوون)، وأكثر منهم، وأسكنهم في أبراج؛ ليُميِّزهم عن المماليك البحريّة، كما أنَّه اهتمّ بهم، وربّاهم كما يُربِّي أولاده، إلّا أنَّه كان يلزمهم بالطاعة، والنظام؛ فلم يكن مسموحاً لهم بالخروج خارج القلعة في الليل، ومع تَزايُد نُفوذ الشركس في الدولة، وحصول العديد من الأمور التي أضعفت الدولة، استطاع المماليك الشركس تأسيس دولتهم على يَد (الظاهر سيف الدين برقوق العُثمانيّ)، وقد استمرَّ حُكمهم 134 عاماً، حكم خلالها 25 سُلطاناً مملوكيّاً، وفيما يلي ذِكرٌ لأبرز هؤلاء السلاطين:[٦] السُّلطان الأشرف قايتباي: كان من أعظم سلاطين الدولة المملوكيّة، وكان عهده هو الأطول؛ حيث حَكم الدولة لمُدَّة 29 عاماً، أظهر من خلالها مدى مقدرته، وكفاءته في قيادة الدولة عسكريّاً، وسياسيّاً. قانصوه الغوري: تولَّى حُكم الدولة عُنوة بعد أن رفض الكثير من السلاطين الذين قبله الاستمرار في الحُكم، وقد كان قانصوه الغوري يبلغ من العمر 60 عاماً عند تسلُّمه الحُكم، واستطاع أن يُظهِر جدارته في تسيير أمور دولته؛ فكانت الدولة في عهده تتمتَّع بالنظام، والأمان. إنجازات المماليك تميَّز المماليك بإنجازاتهم في مختلف المجالات السياسيّة، والعِلميّة، والعسكريّة، ومن هذه الإنجازات ما يلي:[٧] المُساهمة في تحرير مدينة عكّا من المغول بعد معركة عين جالوت. الاهتمام الكبير بالقُدس؛ حيث تمّ تجديد بناء قُبّة الصخرة في عهد (الظاهر بيبرس)، كما أضافوا مَرافِق هندسيّة إسلاميّة بدلاً من المَرافِق التي بناها الصليبيّون. الاهتمام بالأماكن الدينيّة، والأماكن العامّة؛ فبنوا المساجد، والأضرحة، والمُستشفيات، وظهرت في عهدهم المُجمّعات، كمُجمّع قلاوون، إضافة إلى ترميم العديد من المزارات في مكَّة المُكرَّمة، والمدينة.[٨] انهيار دولة المماليك جاء انهيار دولة المماليك لأسباب مختلفة، ومن أهمّها:[٨] انتشار مرض الطاعون. تعرُّض المماليك للهجمات البحريّة من قِبل جنوة، والبندقيّة. نهب الإسكندرية في عام 1365م من قِبل قُبرص الصليبيّة. غزو قُبرص الصليبيّة للساحل السوريّ. إغارة تيمورلنك في عام 1400م؛ حيث كانت له عِدَّة هجمات على سوريا، كما نهب حلب، ودمشق. حملة المارشال جان بوسيكو على الموانئ السوريّة عام 1403م.
تعليق