النقابة الفرعية لاتحاد كتاب الغربية
البحر ينتظر
شعر
د. ريم حرفوش / سورية
منذ زمن ماعدت أحدثك عن البحر ..
هل مللت أنا حديثاً لايلقى عندك ٱذانا صاغية ..
أم أن البحر مذ قررت الصمت ماعاد بحراً ..
هجر موجه بعدك اللؤلؤ والمرجان وحكايا العشاق ..
والقصص الحالمة في ليل ليلكي الألوان ..
القمر الفضي ونجومه المتلألئة في قبة السماء ..
وحكاية حب تغفو على جدائل العناق ..
تتساقط الشهب والنيازك ..
من قلبي المعلق هناك بعيداًحول المدارات ..
يدور في أفلاكك يقيس كل الأحداثيات ..
يتحين التوقيت المناسب ليتحد بمجرتك في أفق الضياء ..
أنا لم أحب العلوم يوماً ..
والآن لأجلك بات لدي مرصد وأحدث التليسكوبات ..
أراقب .. أنتظر ..
ترى ياحبي العالق في الفضاء ..
كيف لأفلاكك أن تحط في قلبي الرحااااال ..؟؟
وتتوقف الأرض بعدها عن الدوران ..
فلا صباح ولامساء ..
قد ضاع الزمن بين عتاب واعتذار ..
كانت أمنياتي معك جدا بسيطة ..
أردت فقط أن أحبك وأخترع لأجلك قصصاً وحكايا ..
يملؤني الشغف لأكون امرأة في عينيك مختلفة ..
وأخطّ دواوين عن الشوق وليالي السهر ..
نسيت في زحمة انشغالاتي واهتماماتي ..
أنني أسير على مواقف الحياة بلا قدمين ..
مدمنة لانتظارات مهينة ..
على باب البيت معلّقات سبع ..
لاتغضب ثم لاتغضب ثم لاتغضب ..
ثم ابق صامتاً .. ثم تذكر أن تبقى صامتاً ..
ابتسم ..
كما المعوذات اقرؤها سراً ..
لأحافظ على مساحة آمنة ..
وسط ملامح الشقاء والدهشة البائسة ..
و دمعة استجداء خجلى ..
أتابع المسير في حقل ألغام ..
أغني بصوت عال ..
تووت تووت تووووت ..
رسالة شتائم مبطنة إلى اللاأحد ..
ورسالة حب وشوق وغزل إليك فقط ..
أنت الذي تسكن الفضاء وأنا التي أردت قصة حب ك عنترة وعبلة ..
ليس ك قيس وليلى ..
ف ليلى أكلها الذئب الذي جلس خلف المكتب ..
وساومها على ظرف و سلة معونات ..
وعندما عادت للبيت باكية ..
كان الجوع قد التهم جدتها والأطفال ..
لا أنا لست أهذي ..
توقفت عن المرض وهددته بتعليق مشانق الفيروسات ..
ف جارتنا البارحة قالوا أنها ماتت ..
وبقيت الوصفة الدوائية باهظة الثمن ..
وحدها تراقب الجنازة الحزينة ..
هل ستأتي حقاً ..
أجل سأترك الباب موارياً ..
تتسلل وتختبئ في وجداني ولاتغادر ..
لاتدعهم يأخذوني ..
أنا لست مصابة بالهلوسة ..
نحن حقاً فئران في حقل تجارب ..
هل قلت أنني أحبك ..
ربما ..
لكن في تلك الزنزانة أعتقد أنني رسمت وجهك ..
لابد أنك كنت تسكنني يوماً ما ..
هل تأتي لي ب حذاء أنثوي جميل ..
وقارورة عطر ..
لابد أنني سأتذكر أنني كنت أنثى يوماً ما ..
قبل أن يعلو صوت ذاك البائع منادياً ..
أي شئ للبيع ..
ولم يكن قد بقي إلا أنا .........
وكان الوطن جائع ..
والبحر .. ينتظر ..
فقط .. ينتظر ....
وأنا .. أهذي .........
كل التفاعلات:
رضوان محمد، ود.غسان القيم