ننتمي نحن الإنسان الحديث إلى جنس الإنسان Homo الذي ينتمي إلى المجموعة الأكبر – أشباه الإنسان Homini، تضم هذه المجموعة جميع أجدادنا السابقين الذين يشبهوننا أكثر من شبههم للشمبانزي وقردة البونوبو، وتشمل كلًا من جنس الإنسان Homo، وجنس شبيه الإنسان الجنوبي Australopithecu، وجنس الأورُّرين Orrorin، وجنس الغراكوبيثيكوس Graecopithecus، وغيرهم الكثير.
يعد الإنسان Homo أحدث أجناس أشباه الإنسان هذه ويضم تحت رايته الإنسان العاقل Homo Sapiens (نحن)، وإنسان النياندرتال Homo Neanderthalensis، والإنسان المنتصب Homo Erectus. من ثم يتبعه جنس شبيه الإنسان الجنوبي Australopithecus بالقِدم، ويسبقهم جنس الأورّرين Orrorin بالقِدم.
يعاني التاريخ ما قبل البشري صعوبة هائلة في كشف الغموض عن تفاصيله، إذ لم يترك إنسان النياندرتال أية كتابات قديمة تشرح بيُسر الفارق بين شبيه الإنسان الجنوبي Australopithecus والأورُّرين Orrorin.
مع أننا نجد الكثير من العظام القديمة بمرور الزمن ولكن هذه الاكتشافات تبقى محدودة جدًا، ومن الصعب على العلماء تحليل المستحاثات المكتشفة وتصنيفها إلى إحدى الأنواع الكثيرة من جنس الإنسان Homo، وجنس شبيه الإنسان اليوناني Graecopithecus -الذي يعد من أقدم أجناس أشباه الإنسان وعاش قبل نحو 7.2 مليون سنة-، وجميع الأجناس بينهما.
لكن لم تقتصر الآثار التي تركها أجدادنا أشباه الإنسان على العظام فقط، بل شملت في بعض الحالات آثار أقدامهم المحفوظة في الرمل.
وجد فريق من الباحثين عام 2017 سلسلة من 50 أثرًا لأقدام على شاطئ تراكيولوس على جزيرة كريت اليونانية، ظن فريق العلماء بعد تحليل الآثار ودراستها أنها قد تعود إلى كائن قريب لأشباه الإنسان عاش قبل نحو 5.7 مليون سنة.
والآن، تقترح دراسة جديدة نشرت منذ أسبوع أن آثار الأقدام تلك قد تكون أقدم بنحو 350 ألف سنة مما كنا نظن، إذ قد يصل عمرها إلى نحو 6.05 مليون سنة.
لا يظهر أي أثر لنا نحن الإنسان العاقل في السجل الأحفوري قبل 300 ألف سنة في الماضي، بينما لا يظهر لإنسان النياندرتال (النوع الشقيق لنا)، أي أثر له في السجل الأحفوري قبل 430 ألف سنة مضت، لذا نحن نتحدث في هذه الدراسة عن جد جد جد -وعلى الأغلب يجب إضافة كلمة جد بضع مرات أخرى- أجدادنا.
عاش أوسترالوبيثيكوس أفارينيسيس – Australopithecus afarensis، أحد الرئيسيات القديمة المشهور أكثر لهيكله العظمي المحفوظ باسم لوسي، قبل نحو 3.9 مليون سنة. وهذا أقرب بالوقت لآثار أقدام الكائن المكتشف في الدراسة.
لشدة قدم آثار الأقدام هذه اقترح فريق الباحثين أنها قد تكون على علاقة بغراشيوبيثيكوس فرايبيرغي – Graecopithecus freybergi، وهو من الرئيسيات المكتشفة من عينة أسنان يعود عمرها نحو 7.2 مليون سنة مضت، وفي الغالب قد يكون هذه الجد أقدم جد مباشر للإنسان، عاش قريب الفترة الزمنية بعد انفصال سلالتنا عن سلالة الشمبانزي.
تقول عالمة الحفريات مادلين بومي – Madelaine Böhme من جامعة توبنجن: «لا يمكننا أن ننفي قطعًا العلاقة بين آثار الأقدام المكتشفة وجنس ما قبل الإنسان بغراشيوبيثيكوس فرايبيرغي – raecopithecus freybergi».
امتلك جمْع أشباه الإنسان القدماء أقدامًا تتغير صفاتها كلما ابتعدنا أكثر عن أجدادنا المتأرجحين على غصون الأشجار باتجاه السير بانتصاب طوال الوقت، وهنا يسمح لنا تحليل آثار الأقدام بتحديد أين تقع هذه الآثار على مسار التطور.
كتب الفريق في تقريره: «تتضمن بنية الآثار صفات تعد حاليًا نوعية لأشباه الإنسان مثل وجود تكوّر في مقدمة القدم، وإبهام قدم متين ومستقيم يوازي في امتداده الإصبع الثاني على الجانب الوحشي للقدم مع نقصان في طول الإصبع الثاني وحتى الرابع بالتدريج، تضاف هذه الصفات إلى جانب سمات أصلية في الرئيسيات مثل غياب القوس الطولانية الإنسية للقدم، بما يعطي قدمًا أقصر بأضعاف مما عليه في الإنسان الحديث مع غياب الانتفاخ البصلي المميز للكعب».
مع هذا لا يتفق جميع العلماء على كون هذه الآثار تعود لشبيه إنسان قديم، وخاصة عندما يتعلق الأمر بآثار أقدام، إذ من الصعب الحصول على إجابة مؤكدة.
يكتب الفريق: «تتعارض التفسيرات حول هذه الآثار، إذ قدم الكثيرون تفسيرات متضادة في حولها، على سبيل المثال، اقترح ملدرام و سارمينتو Meldrum and Sarmiento أن هذه الآثار قد تكون من صنع إحدى الرئيسيات غير الشبيه بالإنسان التي تملك إبهامًا مقرّبًا مع الإشارة إلى آثار أقدام الغوريلا».
مع هذا يؤكد الباحثون على عدم نفي أي من هذه التفسيرات المقترحة احتمال نشوء آثار الأقدام من سلف مبكر للبشر مثل G. freybergi.
كان تاريخ أحفورة آثار الأقدام هذه موضع تساؤل، فأخذ الباحثون يقيسون بدقة عمر آثار حوض بلاتانوس – Platanos Basin وآثار مجموعة فرايسيس – Vrysses Group في شمال غرب جزيرة كريت.
حلل العلماء باستخدام تقنيات حفرية مغناطيسية وحفرية مجهرية على شاطئ تراكيولوس 57 عينة أرّخت آثار الأقدام إلى أقدم مما حُسب بداية بنحو 6.05 مليون سنة.
اكتُشفت آثار الأقدام هذه على جزيرة كريت وليس في إفريقيا، ومع أن كريت كانت متصلة باليونان في زمن نشوء هذه الآثار، فإن اكتشافها لا يزال يطرح تساؤلًا حول مكان تطور أشباه الإنسان الأوائل ويضيف المزيد من الحيرة إلى النظرية المعروفة باسم «من خارج إفريقيا».
إذ يشرح الباحثون في ورقتهم البحثية: «يبقى التاريخ التطوري وتوزع آثار أشباه الإنسان مسألة مليئة بالنقاش مع وجود الكثير من المنشورات التي تقترح ظهور الجد الأصل من قارة إفريقيا، توجد بعض الأدلة على تطور أشباه الإنسان الأول من قارة أوراسيا. تشمل أدلة وجود شبيه إنسان وسطي كلًا من حفريات الجسد وآثار الأقدام هناك».
لا مهرب من التعثر في شباك التعقيد والفوضى عندما يتعلق موضوع البحث بأسلاف البشر القدامى منذ ملايين السنين، وعلى ما يبدو فإننا ما نزال نكتشف تشابك وتداخل شجرة عائلتنا
يعد الإنسان Homo أحدث أجناس أشباه الإنسان هذه ويضم تحت رايته الإنسان العاقل Homo Sapiens (نحن)، وإنسان النياندرتال Homo Neanderthalensis، والإنسان المنتصب Homo Erectus. من ثم يتبعه جنس شبيه الإنسان الجنوبي Australopithecus بالقِدم، ويسبقهم جنس الأورّرين Orrorin بالقِدم.
يعاني التاريخ ما قبل البشري صعوبة هائلة في كشف الغموض عن تفاصيله، إذ لم يترك إنسان النياندرتال أية كتابات قديمة تشرح بيُسر الفارق بين شبيه الإنسان الجنوبي Australopithecus والأورُّرين Orrorin.
مع أننا نجد الكثير من العظام القديمة بمرور الزمن ولكن هذه الاكتشافات تبقى محدودة جدًا، ومن الصعب على العلماء تحليل المستحاثات المكتشفة وتصنيفها إلى إحدى الأنواع الكثيرة من جنس الإنسان Homo، وجنس شبيه الإنسان اليوناني Graecopithecus -الذي يعد من أقدم أجناس أشباه الإنسان وعاش قبل نحو 7.2 مليون سنة-، وجميع الأجناس بينهما.
لكن لم تقتصر الآثار التي تركها أجدادنا أشباه الإنسان على العظام فقط، بل شملت في بعض الحالات آثار أقدامهم المحفوظة في الرمل.
وجد فريق من الباحثين عام 2017 سلسلة من 50 أثرًا لأقدام على شاطئ تراكيولوس على جزيرة كريت اليونانية، ظن فريق العلماء بعد تحليل الآثار ودراستها أنها قد تعود إلى كائن قريب لأشباه الإنسان عاش قبل نحو 5.7 مليون سنة.
والآن، تقترح دراسة جديدة نشرت منذ أسبوع أن آثار الأقدام تلك قد تكون أقدم بنحو 350 ألف سنة مما كنا نظن، إذ قد يصل عمرها إلى نحو 6.05 مليون سنة.
لا يظهر أي أثر لنا نحن الإنسان العاقل في السجل الأحفوري قبل 300 ألف سنة في الماضي، بينما لا يظهر لإنسان النياندرتال (النوع الشقيق لنا)، أي أثر له في السجل الأحفوري قبل 430 ألف سنة مضت، لذا نحن نتحدث في هذه الدراسة عن جد جد جد -وعلى الأغلب يجب إضافة كلمة جد بضع مرات أخرى- أجدادنا.
عاش أوسترالوبيثيكوس أفارينيسيس – Australopithecus afarensis، أحد الرئيسيات القديمة المشهور أكثر لهيكله العظمي المحفوظ باسم لوسي، قبل نحو 3.9 مليون سنة. وهذا أقرب بالوقت لآثار أقدام الكائن المكتشف في الدراسة.
لشدة قدم آثار الأقدام هذه اقترح فريق الباحثين أنها قد تكون على علاقة بغراشيوبيثيكوس فرايبيرغي – Graecopithecus freybergi، وهو من الرئيسيات المكتشفة من عينة أسنان يعود عمرها نحو 7.2 مليون سنة مضت، وفي الغالب قد يكون هذه الجد أقدم جد مباشر للإنسان، عاش قريب الفترة الزمنية بعد انفصال سلالتنا عن سلالة الشمبانزي.
تقول عالمة الحفريات مادلين بومي – Madelaine Böhme من جامعة توبنجن: «لا يمكننا أن ننفي قطعًا العلاقة بين آثار الأقدام المكتشفة وجنس ما قبل الإنسان بغراشيوبيثيكوس فرايبيرغي – raecopithecus freybergi».
امتلك جمْع أشباه الإنسان القدماء أقدامًا تتغير صفاتها كلما ابتعدنا أكثر عن أجدادنا المتأرجحين على غصون الأشجار باتجاه السير بانتصاب طوال الوقت، وهنا يسمح لنا تحليل آثار الأقدام بتحديد أين تقع هذه الآثار على مسار التطور.
كتب الفريق في تقريره: «تتضمن بنية الآثار صفات تعد حاليًا نوعية لأشباه الإنسان مثل وجود تكوّر في مقدمة القدم، وإبهام قدم متين ومستقيم يوازي في امتداده الإصبع الثاني على الجانب الوحشي للقدم مع نقصان في طول الإصبع الثاني وحتى الرابع بالتدريج، تضاف هذه الصفات إلى جانب سمات أصلية في الرئيسيات مثل غياب القوس الطولانية الإنسية للقدم، بما يعطي قدمًا أقصر بأضعاف مما عليه في الإنسان الحديث مع غياب الانتفاخ البصلي المميز للكعب».
مع هذا لا يتفق جميع العلماء على كون هذه الآثار تعود لشبيه إنسان قديم، وخاصة عندما يتعلق الأمر بآثار أقدام، إذ من الصعب الحصول على إجابة مؤكدة.
يكتب الفريق: «تتعارض التفسيرات حول هذه الآثار، إذ قدم الكثيرون تفسيرات متضادة في حولها، على سبيل المثال، اقترح ملدرام و سارمينتو Meldrum and Sarmiento أن هذه الآثار قد تكون من صنع إحدى الرئيسيات غير الشبيه بالإنسان التي تملك إبهامًا مقرّبًا مع الإشارة إلى آثار أقدام الغوريلا».
مع هذا يؤكد الباحثون على عدم نفي أي من هذه التفسيرات المقترحة احتمال نشوء آثار الأقدام من سلف مبكر للبشر مثل G. freybergi.
كان تاريخ أحفورة آثار الأقدام هذه موضع تساؤل، فأخذ الباحثون يقيسون بدقة عمر آثار حوض بلاتانوس – Platanos Basin وآثار مجموعة فرايسيس – Vrysses Group في شمال غرب جزيرة كريت.
حلل العلماء باستخدام تقنيات حفرية مغناطيسية وحفرية مجهرية على شاطئ تراكيولوس 57 عينة أرّخت آثار الأقدام إلى أقدم مما حُسب بداية بنحو 6.05 مليون سنة.
اكتُشفت آثار الأقدام هذه على جزيرة كريت وليس في إفريقيا، ومع أن كريت كانت متصلة باليونان في زمن نشوء هذه الآثار، فإن اكتشافها لا يزال يطرح تساؤلًا حول مكان تطور أشباه الإنسان الأوائل ويضيف المزيد من الحيرة إلى النظرية المعروفة باسم «من خارج إفريقيا».
إذ يشرح الباحثون في ورقتهم البحثية: «يبقى التاريخ التطوري وتوزع آثار أشباه الإنسان مسألة مليئة بالنقاش مع وجود الكثير من المنشورات التي تقترح ظهور الجد الأصل من قارة إفريقيا، توجد بعض الأدلة على تطور أشباه الإنسان الأول من قارة أوراسيا. تشمل أدلة وجود شبيه إنسان وسطي كلًا من حفريات الجسد وآثار الأقدام هناك».
لا مهرب من التعثر في شباك التعقيد والفوضى عندما يتعلق موضوع البحث بأسلاف البشر القدامى منذ ملايين السنين، وعلى ما يبدو فإننا ما نزال نكتشف تشابك وتداخل شجرة عائلتنا