تتغير رسومات إنسان الغاب مع تغير الموسم والمزاج؛ إذ توفر النتائج -التي توصل إليها العلماء- أدلةً على أصل القدرة الفنية البشرية.
رسومات ملونة يقوم بها إنسان الغاب بنفسه!
رسمت مولي -إحدى قرود الأورانغوتان (إنسان الغاب) الأسيرة في اليابان- أكثر من1000 رسم على مدى 5 سنوات. فغالبًا ما ترسم خطوطًا وأشكالًا منحنية بشكل معقد، وتحب استخدام اللون الأخضر في رسوماتها الصيفية.
هي ليست رامبراندت أو بابلو بيكاسو!، ولكن مولي، إنسان الغاب، رسمت أكثر من1000 صورة خلال حياتها.
كشفت واحدة من أكبر دراسات رسومات البدائيات غير البشرية حتى هذا التاريخ عن اختلافات فردية مميزة في الأنماط والقدرة. شملت الدراسة مئات الأعمال لمولي ورفاقها من القردة في حديقة حيوانات يابانية، ووُجد أن بعض الرسومات تتغير مع تغير الموسم، وقد تدل على مزاج إنسان الغاب.
«يُظهر البحث أن إنتاجات البدائيات ليست عشوائية كليًا، وتختلف بين الأفراد أكثر مما كنا ندرك سابقًا»، وفقًا لليسون مارتينيت، عالِمة السلوك في معهد هوبرت كورين متعدد التخصصات، التي لم تشارك في الدراسة. وتُكمل؛ «إن النتائج يمكن أن تساعد العلماء على تحديد الأسس العقلية لقدرات البشر الفنية».
انطلقت الدراسة عندما شاهد سيدريك سوير -عالم البدائيات في معهد الجامعة بفرنسا- ابنته الصغيرة ترسم، إذ يقول: «كانت تخربش بنِية مقصودة، كما لو أن لها معنى». وتساءل حول إمكانية هذا للبدائيات غير البشرية أيضًا؟.
عرف سوير أن بعض حدائق الحيوانات والمحميات تُقدم أحيانًا أدوات للرسم والتلوين جزءًا من برامج الإثراء، على الرغم من عدم وجود دليل على أن البدائيات ترسم في البرية، ثم علم بخمس إناث من إنسان الغاب نوع بورن (Pongo pygmaeus) في حديقة حيوانات تاما في اليابان، حيث قدّم لهم العاملون على رعايتهم ألواح الكتابة وأقلام التلوين بانتظام. في الفترة بين عامي 2006 و2016، جمع العاملون 1433 رسمًا من إنسان الغاب، معظمها (1299) رسمتها مولي، التي عُثر عليها في البرية عام 1952. وعندما بلغت من العمر 54 عامًا، بدأت ترسم، وفُصلت عن بقية أقرانها، على الرغم من أنها كانت تستطيع رؤيتهم، وتوفيت عام 2011.
يعرف العلماء من سجلات القائمين على الرعاية، أن مولي استغرقت وقتًا للرسم، بحسب قول سوير. ينهي الآخرون رسوماتهم بسرعة، ولكن مولي تعمل على رسوماتها كل مرة مدة ساعة أو أكثر، ما يشير إلى أنها تعاملت مع النشاط بنحو مختلف عن نظرائها. بعد الانتهاء من رسوماتهم، يلقيها الآخرون على الأرض أو يمزقونها، علمًا أنه كان متاحًا لهم أن يرسموا رسومات أخرى، ولكن معظمهم لم يرسم أكثر من رسمَين في اليوم.
في الدراسة الجديدة، حلل سوير وزملاؤه إحصائيًا 790 من رسومات إنسان الغاب. وقد درسوا كمية القماش المغطى والأشكال المرسومة والألوان المستخدمة. وحللوا أيضًا 656 رسمًا لمولي مختارة عشوائيًا، لمعرفة مقدار وطريقة تغير رسمها بمرور الوقت.
اكتشف العلماء اختلافات فردية واضحة في تفضيلات الألوان للقردة، ومدى قوة ضغطهم على أقلام التلوين، ومقدار المساحة التي تغطيها الرسمة من اللوح، ما يعكس الاختلافات في الشخصية والدافع والقدرات المعرفية.
ضغطت مولي -مثلًا- برفق على قلم التلوين، لذلك كانت رسوماتها غالبًا أكثر نعومة من رسومات كيكي البالغة من العمر 10 سنوات، التي كانت زاهية بصفة خاصة.
مع تقدمها في العمر، رسمت مولي بألوان أقل، وغطت رسوماتها مساحة أقل من الورقة، وابتعدت عن مركزها. وقد تكون هذه التغييرات ناجمة عن زيادة القيود الجسدية، مثل العمى في عينها اليسرى. ولكنها استمرت برسم رسومات أكثر تعقيدًا، مسببة دهشة أكبر من أي من الرسوم الأخرى، كما لاحظ سوير.
كما تغيرت رسوماتها مع مرور الوقت والتجارب. إذ فضلت اللون الأرجواني للرسومات التي رسمتها في الربيع، مثلًا الأخضر في الصيف والشتاء، والأحمر عندما كانت تشاهد ولادة إنسان غاب آخر.
هل تساعدنا خربشات إنسان الغاب الأسير في فهم ما دفع أسلافنا الأوائل من البشر لتزيين الجدران الصخرية برسومات متقنة؟
تقول مارينا فانكاتوفا، عالمة الرئيسيات في جامعة تشارلز، التي لم تشارك في الدراسة: «هذا ما نأمله». مشيرة إلى أن الكثير من الفن ما قبل التاريخ القديم متطور (سواءً كانت تماثيل منحوتة أو رسومات الكهوف)، لذا يمكننا فقط التكهن حول نوع الفن الذي كان موجودًا من قبل.
إذا لم يكن هنالك شيء آخر، كما يقول عالم الرئيسيات الفخري فرانس دي وال من جامعة إيموري، فإن الدراسة تظهر أن الحيوانات لا ترسم لأنها مضطرة أو مجبرة؛ يبدو أنهم يفعلون ذلك، لأنهم -مثل الكثير من البشر- يستمتعون بذلك.
رسومات ملونة يقوم بها إنسان الغاب بنفسه!
رسمت مولي -إحدى قرود الأورانغوتان (إنسان الغاب) الأسيرة في اليابان- أكثر من1000 رسم على مدى 5 سنوات. فغالبًا ما ترسم خطوطًا وأشكالًا منحنية بشكل معقد، وتحب استخدام اللون الأخضر في رسوماتها الصيفية.
هي ليست رامبراندت أو بابلو بيكاسو!، ولكن مولي، إنسان الغاب، رسمت أكثر من1000 صورة خلال حياتها.
كشفت واحدة من أكبر دراسات رسومات البدائيات غير البشرية حتى هذا التاريخ عن اختلافات فردية مميزة في الأنماط والقدرة. شملت الدراسة مئات الأعمال لمولي ورفاقها من القردة في حديقة حيوانات يابانية، ووُجد أن بعض الرسومات تتغير مع تغير الموسم، وقد تدل على مزاج إنسان الغاب.
«يُظهر البحث أن إنتاجات البدائيات ليست عشوائية كليًا، وتختلف بين الأفراد أكثر مما كنا ندرك سابقًا»، وفقًا لليسون مارتينيت، عالِمة السلوك في معهد هوبرت كورين متعدد التخصصات، التي لم تشارك في الدراسة. وتُكمل؛ «إن النتائج يمكن أن تساعد العلماء على تحديد الأسس العقلية لقدرات البشر الفنية».
انطلقت الدراسة عندما شاهد سيدريك سوير -عالم البدائيات في معهد الجامعة بفرنسا- ابنته الصغيرة ترسم، إذ يقول: «كانت تخربش بنِية مقصودة، كما لو أن لها معنى». وتساءل حول إمكانية هذا للبدائيات غير البشرية أيضًا؟.
عرف سوير أن بعض حدائق الحيوانات والمحميات تُقدم أحيانًا أدوات للرسم والتلوين جزءًا من برامج الإثراء، على الرغم من عدم وجود دليل على أن البدائيات ترسم في البرية، ثم علم بخمس إناث من إنسان الغاب نوع بورن (Pongo pygmaeus) في حديقة حيوانات تاما في اليابان، حيث قدّم لهم العاملون على رعايتهم ألواح الكتابة وأقلام التلوين بانتظام. في الفترة بين عامي 2006 و2016، جمع العاملون 1433 رسمًا من إنسان الغاب، معظمها (1299) رسمتها مولي، التي عُثر عليها في البرية عام 1952. وعندما بلغت من العمر 54 عامًا، بدأت ترسم، وفُصلت عن بقية أقرانها، على الرغم من أنها كانت تستطيع رؤيتهم، وتوفيت عام 2011.
يعرف العلماء من سجلات القائمين على الرعاية، أن مولي استغرقت وقتًا للرسم، بحسب قول سوير. ينهي الآخرون رسوماتهم بسرعة، ولكن مولي تعمل على رسوماتها كل مرة مدة ساعة أو أكثر، ما يشير إلى أنها تعاملت مع النشاط بنحو مختلف عن نظرائها. بعد الانتهاء من رسوماتهم، يلقيها الآخرون على الأرض أو يمزقونها، علمًا أنه كان متاحًا لهم أن يرسموا رسومات أخرى، ولكن معظمهم لم يرسم أكثر من رسمَين في اليوم.
في الدراسة الجديدة، حلل سوير وزملاؤه إحصائيًا 790 من رسومات إنسان الغاب. وقد درسوا كمية القماش المغطى والأشكال المرسومة والألوان المستخدمة. وحللوا أيضًا 656 رسمًا لمولي مختارة عشوائيًا، لمعرفة مقدار وطريقة تغير رسمها بمرور الوقت.
اكتشف العلماء اختلافات فردية واضحة في تفضيلات الألوان للقردة، ومدى قوة ضغطهم على أقلام التلوين، ومقدار المساحة التي تغطيها الرسمة من اللوح، ما يعكس الاختلافات في الشخصية والدافع والقدرات المعرفية.
ضغطت مولي -مثلًا- برفق على قلم التلوين، لذلك كانت رسوماتها غالبًا أكثر نعومة من رسومات كيكي البالغة من العمر 10 سنوات، التي كانت زاهية بصفة خاصة.
مع تقدمها في العمر، رسمت مولي بألوان أقل، وغطت رسوماتها مساحة أقل من الورقة، وابتعدت عن مركزها. وقد تكون هذه التغييرات ناجمة عن زيادة القيود الجسدية، مثل العمى في عينها اليسرى. ولكنها استمرت برسم رسومات أكثر تعقيدًا، مسببة دهشة أكبر من أي من الرسوم الأخرى، كما لاحظ سوير.
كما تغيرت رسوماتها مع مرور الوقت والتجارب. إذ فضلت اللون الأرجواني للرسومات التي رسمتها في الربيع، مثلًا الأخضر في الصيف والشتاء، والأحمر عندما كانت تشاهد ولادة إنسان غاب آخر.
هل تساعدنا خربشات إنسان الغاب الأسير في فهم ما دفع أسلافنا الأوائل من البشر لتزيين الجدران الصخرية برسومات متقنة؟
تقول مارينا فانكاتوفا، عالمة الرئيسيات في جامعة تشارلز، التي لم تشارك في الدراسة: «هذا ما نأمله». مشيرة إلى أن الكثير من الفن ما قبل التاريخ القديم متطور (سواءً كانت تماثيل منحوتة أو رسومات الكهوف)، لذا يمكننا فقط التكهن حول نوع الفن الذي كان موجودًا من قبل.
إذا لم يكن هنالك شيء آخر، كما يقول عالم الرئيسيات الفخري فرانس دي وال من جامعة إيموري، فإن الدراسة تظهر أن الحيوانات لا ترسم لأنها مضطرة أو مجبرة؛ يبدو أنهم يفعلون ذلك، لأنهم -مثل الكثير من البشر- يستمتعون بذلك.