هل يمكن تدريب الأبقار على استخدام المرحاض ؟ وما فائدة ذلك؟ الإجابة هي نعم، لأن ذلك يساعد على معالجة مشكلة تلوث المياه وتغيرات المناخ، إذ يعد بول الأبقار غنيًا بالنيتروجين، الذي يسبب مشكلات بيئية كثيرة.
عندما تعيش الأبقار في الخارج، كما في نيوزلندا وأستراليا، فإن النيتروجين -الناتج عن بولها- يتحلل في التربة، فتنتُج مادتان تسببان مشكلات كثيرة، هما النترات وأكسيد النيتروس.
ترشح مادة النترات الناتجة عن بقع البول إلى البحيرات والأنهار والمياه الجوفية (برك مائية تحتجزها الصخور تحت سطح الأرض)، وتُلوث المياه، ما يسبب نموًا مفرطًا للأعشاب والطحالب، أما أكسيد النيتروز فهو من الغازات الدفيئة طويلة الأمد، ويعد أقوى بمقدار 300 مرة من غاز ثاني أوكسيد الكربون، ويمثل نحو 12% من انبعاثات الاحتباس الحراري في نيوزلندا، ومعظم ذلك يأتي من القطاع الزراعي.
وعندما تُربّى الأبقار في المزارع، كما في أوروبا وأمريكا، ينتج غاز آخر يلوث البيئة يسمى الأمونيا، وذلك نتيجة لامتزاج نتروجين البول مع البراز على أرض المزرعة. على أية حال، إذا استطعنا الحصول على بول الماشية ومعالجته، يمكننا تحويل النتروجين الموجود فيه لتقليل التأثير الضار في البيئة، لكن كيف يمكننا الحصول على بول الأبقار؟
لحل هذه المشكلة، عمل دوغلاس إليف -أستاذ علم النفس في جامعة أوكلاند وليندسي ماثيوز- مع مساهمين من معهد الأبحاث الفيدرالي الألماني للصحة الحيوانية ومعهد أبحاث بيولوجيا حيوانات المزرعة، ونُشِر بحثهم في صحيفة كارانت بيولوجي في سبتمبر عام 2021، وهو جزء من أطروحة زميلهم نيل ديركسن لنيل إجازة الدكتوراه.
التدريب على استخدام المرحاض دون استخدام الحفاضات
طبَّق البحث -الممول من قبل مؤسسة فوكس فاغن- مبادئ علم النفس السلوكي، لتدريب صغار الأبقار على التبول في مكان محدد، أي استخدام المرحاض.
يقول علم النفس السلوكي إن السلوك يتكرر غالبًا إذا أتبعته بمكافأة أو دعم معين (معزز)، مثل تدريب الكلب على القدوم عند مناداته، لذا إنْ أردنا تشجيع حدوث سلوك معين مثل التبوّل في مكان محدد علينا دعم هذا السلوك، وقد استُخدمت في هذا المشروع طريقة تدريب الطفل على الدخول إلى المرحاض نفسها، مستخدمين إجراءً يسمى «سلسلة الرجوع إلى الخلف».
الخطوة الأولى
تكون العجول محجوزة في منطقة المرحاض (حظيرة التبول)، وعندما يتبولون نكافئهم بطريقة تغريهم، وبذلك تصبح هذه الحظيرة المكان المثالي للتبول، وبعد ذلك توضع العجول في ممر خارج الحظيرة وتُكافأ مجددًا لدخول الحظيرة والتبوّل داخلها، وإذا بدأ التبوّل في الممر يُوقف عبر رذاذ ماء مزعج نوعًا ما. وبعد الحصول على أفضل نتيجة من التدريب كان لدينا 7 عجول من 8 مدربين لاستخدام حظيرة التبول، وقد تعلموا بالسرعة نفسها التي يتعلم بها الأطفال، إذ تلقت العجول تدريبًا مدته 15 يومًا فقط، وغالبيتهم تعلموا جميع المهارات عبر 20 إلى 25 مرة تبولوا فيها، وهذا أسرع من تعليم طفل ذي ثلاثة أو أربعة أعوام على استخدام المرحاض، وأوضح لنا هذا أمرين هامين لم نعلمهم من قبل، هما:
البحث هو إثبات لمفهوم أنه ليس من الصعب تدريب الأبقار على استخدام المرحاض ، لكن توسيع نطاق التطبيق العملي في مجال الزراعة يتضمن تحديين آخرين سيكونان محط تركيزنا في المرحلة القادمة.
نحتاج أولًا إلى طريقة لتحقيق كل من التبوّل في حظيرة التبول وإيصال المكافأة آليًا دون تدخل الإنسان، وهذه ليست إلّا مشكلة تقنية، فليس من الصعب تطوير حساس إلكتروني للبول ووضع كمية قليلة من المكافآت في الحظيرة، بعيدًا عن ذلك، نحن بحاجة إلى تحديد عدد حظائر التبول وأمكنتها المثلى، وتحقيق ذلك هو تحدٍ حقيقي خاصة في دول مثل نيوزلندا، حيث تقضي الأبقار معظم وقتها في المراعي الخارجية بدلًا من الحظائر.
سيتطلّب جزء من الأبحاث المستقبلية دراسة المسافة التي تستطيع الأبقار سيرها لتدخل حظيرة التبول، ويجب القيام بالمزيد لفهم أفضل استخدام لهذه التقنية مع الحيوانات داخل المزارع وخارجها.
ما علينا معرفته، هو أن النتروجين الناتج من بول الأبقار يساهم في تلوث الماء والتغيرات المناخية، وبتدريب الأبقار على استخدام المرحاض نقلل من هذه الآثار السلبية، وكلما زادت كمية البول الذي نستطيع التقاطها، قل عدد الأبقار الذي نحتاج إلى إنقاصه لتحقيق الأهداف البيئية، وقل اضطرارنا إلى التنازل عن توافر الحليب والزبدة والجبن واللحم من الأبقار.
عندما تعيش الأبقار في الخارج، كما في نيوزلندا وأستراليا، فإن النيتروجين -الناتج عن بولها- يتحلل في التربة، فتنتُج مادتان تسببان مشكلات كثيرة، هما النترات وأكسيد النيتروس.
ترشح مادة النترات الناتجة عن بقع البول إلى البحيرات والأنهار والمياه الجوفية (برك مائية تحتجزها الصخور تحت سطح الأرض)، وتُلوث المياه، ما يسبب نموًا مفرطًا للأعشاب والطحالب، أما أكسيد النيتروز فهو من الغازات الدفيئة طويلة الأمد، ويعد أقوى بمقدار 300 مرة من غاز ثاني أوكسيد الكربون، ويمثل نحو 12% من انبعاثات الاحتباس الحراري في نيوزلندا، ومعظم ذلك يأتي من القطاع الزراعي.
وعندما تُربّى الأبقار في المزارع، كما في أوروبا وأمريكا، ينتج غاز آخر يلوث البيئة يسمى الأمونيا، وذلك نتيجة لامتزاج نتروجين البول مع البراز على أرض المزرعة. على أية حال، إذا استطعنا الحصول على بول الماشية ومعالجته، يمكننا تحويل النتروجين الموجود فيه لتقليل التأثير الضار في البيئة، لكن كيف يمكننا الحصول على بول الأبقار؟
لحل هذه المشكلة، عمل دوغلاس إليف -أستاذ علم النفس في جامعة أوكلاند وليندسي ماثيوز- مع مساهمين من معهد الأبحاث الفيدرالي الألماني للصحة الحيوانية ومعهد أبحاث بيولوجيا حيوانات المزرعة، ونُشِر بحثهم في صحيفة كارانت بيولوجي في سبتمبر عام 2021، وهو جزء من أطروحة زميلهم نيل ديركسن لنيل إجازة الدكتوراه.
التدريب على استخدام المرحاض دون استخدام الحفاضات
طبَّق البحث -الممول من قبل مؤسسة فوكس فاغن- مبادئ علم النفس السلوكي، لتدريب صغار الأبقار على التبول في مكان محدد، أي استخدام المرحاض.
يقول علم النفس السلوكي إن السلوك يتكرر غالبًا إذا أتبعته بمكافأة أو دعم معين (معزز)، مثل تدريب الكلب على القدوم عند مناداته، لذا إنْ أردنا تشجيع حدوث سلوك معين مثل التبوّل في مكان محدد علينا دعم هذا السلوك، وقد استُخدمت في هذا المشروع طريقة تدريب الطفل على الدخول إلى المرحاض نفسها، مستخدمين إجراءً يسمى «سلسلة الرجوع إلى الخلف».
الخطوة الأولى
تكون العجول محجوزة في منطقة المرحاض (حظيرة التبول)، وعندما يتبولون نكافئهم بطريقة تغريهم، وبذلك تصبح هذه الحظيرة المكان المثالي للتبول، وبعد ذلك توضع العجول في ممر خارج الحظيرة وتُكافأ مجددًا لدخول الحظيرة والتبوّل داخلها، وإذا بدأ التبوّل في الممر يُوقف عبر رذاذ ماء مزعج نوعًا ما. وبعد الحصول على أفضل نتيجة من التدريب كان لدينا 7 عجول من 8 مدربين لاستخدام حظيرة التبول، وقد تعلموا بالسرعة نفسها التي يتعلم بها الأطفال، إذ تلقت العجول تدريبًا مدته 15 يومًا فقط، وغالبيتهم تعلموا جميع المهارات عبر 20 إلى 25 مرة تبولوا فيها، وهذا أسرع من تعليم طفل ذي ثلاثة أو أربعة أعوام على استخدام المرحاض، وأوضح لنا هذا أمرين هامين لم نعلمهم من قبل، هما:
- تستطيع الأبقار أن تتعلم كيف تتنبّه لمنعكس التبول، لأنها كانت تتوجه إلى حظيرة التبول عندما تكون جاهزة.
- تتعلم الأبقار إبقاء البول داخلها حتى تصبح في المكان الصحيح للتبول، وذلك بعد أن تتلقى مكافأة على فعله.
البحث هو إثبات لمفهوم أنه ليس من الصعب تدريب الأبقار على استخدام المرحاض ، لكن توسيع نطاق التطبيق العملي في مجال الزراعة يتضمن تحديين آخرين سيكونان محط تركيزنا في المرحلة القادمة.
نحتاج أولًا إلى طريقة لتحقيق كل من التبوّل في حظيرة التبول وإيصال المكافأة آليًا دون تدخل الإنسان، وهذه ليست إلّا مشكلة تقنية، فليس من الصعب تطوير حساس إلكتروني للبول ووضع كمية قليلة من المكافآت في الحظيرة، بعيدًا عن ذلك، نحن بحاجة إلى تحديد عدد حظائر التبول وأمكنتها المثلى، وتحقيق ذلك هو تحدٍ حقيقي خاصة في دول مثل نيوزلندا، حيث تقضي الأبقار معظم وقتها في المراعي الخارجية بدلًا من الحظائر.
سيتطلّب جزء من الأبحاث المستقبلية دراسة المسافة التي تستطيع الأبقار سيرها لتدخل حظيرة التبول، ويجب القيام بالمزيد لفهم أفضل استخدام لهذه التقنية مع الحيوانات داخل المزارع وخارجها.
ما علينا معرفته، هو أن النتروجين الناتج من بول الأبقار يساهم في تلوث الماء والتغيرات المناخية، وبتدريب الأبقار على استخدام المرحاض نقلل من هذه الآثار السلبية، وكلما زادت كمية البول الذي نستطيع التقاطها، قل عدد الأبقار الذي نحتاج إلى إنقاصه لتحقيق الأهداف البيئية، وقل اضطرارنا إلى التنازل عن توافر الحليب والزبدة والجبن واللحم من الأبقار.