يبدو أن الكلاب تدرك بصورة مدهشة لما نحاول إخبارها به. ذكرت عدة دراسات حديثة أفكارًا حول الطرق التي تستخدمها الكلاب للتواصل مع البشر.
وجاء في أبحاث كانت قد نُشرت في مجلة Scientific Reports أن للكلاب قدرة على التمييز بين التصرفات المتعمدة والتصرفات غير المقصودة من قبل أصحابها من البشر، وقالت دراسة أخرى إن الجراء التي نشأت في كنف آباءها الكلاب كانت أقدر على فهم الإيماءات البشرية من جراء الذئاب التي نشأت في كنف البشر، ولا يزال الباحثون يدرسون حالة ولادة جراء الكلاب جاهزة لتتواصل مع البشر دون تدريب مسبق.
تقول الباحثة في جامعة أريزونا إيميلي براي المختصة في دراسة الإدراك عند الكلاب:« إن مهارات التواصل الفريدة للكلاب تجعلها مهيأة لتؤدي دورها بجوار البشر»، وتضيف:« إن قدرة الكلاب على فهم الإشارات البشرية سهلت عليها تنفيذ معظم المهام التي تؤديها في خدمة البشر كالرعي والصيد والحماية».
هل باستطاعة الكلاب فهم نوايا أصحابها؟
أحيانًا يقدم الشخص مكافأة من الطعام لكلبه فتسقط من يده عن غير قصد، وأحيانًا أخرى يسحبها من أمام الكلب قصدًا لتوبيخه. وفقًا لدراسات حديثة فإن باستطاعة الكلاب التمييز بين التصرفات الخرقاء أو غير الهادفة والتصرفات المتعمدة لأصحابها.
ولتوضيح ذلك نفذ الخبراء التجربة التالية:
وضعوا جدارًا بلاستيكيًا بين كلب وأشخاص مشاركين في التجربة، بحيث لا يمتد الجدار لكامل الغرفة، ويتيح للكلب الالتفاف حوله إذا أراد، وفُتحت فتحة في منتصف الجدار تسمح ليد الشخص بالمرور من خلالها لتمرير الطعام للكلب، وقدموا الطعام على هيئة مكافأة للكلب بثلاث طرق مختلفة:
بدايةً قدّم شخص المكافأة للكلب عبر الفتحة ولكنه أسقطها على جانبه من الحاجز، وقال بعدها بصوت مسموع وبنوع من الحسرة: «أوبس!»، وفي المرة الثانية حاول شخص تمرير الطعام للكلب عبر الفتحة إلا أن الفتحة أُغلقت قبل ذلك، أما في المرة الأخيرة مرّر الشخص المكافأة للكلب من الفتحة، وثم سحبها متعمدًا ثم ضحك.
نفذ الخبراء هذه التجربة على 51 كلبًا مختلفًا، وراقبوا بدقة الوقت الذي انتظره كل كلب للالتفاف حول الحاجز واستعادة المكافأة، وأظهرت النتائج أن الكلاب انتظرت وقتًا للالتفاف حول الحاجز بعد سحب الطعام من أمامها عمدًا، وذلك أكثر بكثير منه عند إسقاطها بصورة مفاجئة أو عند إغلاق الفتحة.
وهذا ما يشير لقدرة الكلاب على التمييز بين تصرفات البشر المقصودة وتصرفاتهم غير المقصودة والتصرف تبعًا لهذه التصرفات.
هل يستطيع صغار الكلاب قراءتنا على الرغم من احتكاكهم لوقت محدود معنا؟
نشرت الباحثة براي دراسة حللت فيها سلوك 375 جروًا صغيرًا بعمر ثمانية أسابيع، كانوا قد تدربوا في منظمة رفقاء الكلاب -وهي منظمة لكلاب الخدمة في ولاية كاليفورنيا- ونشأوا بجوار كلاب أخرى من نفس الأم، فكانت فرصة تماسها واحدًا لواحد مع البشر قليلة جدًا. أخضعت برايان وفريقها هذه الجراء لسلسلة من التجارب التي تقيس قدرتها على التواصل والتفاعل مع البشر، وقاسوا المدة التي استغرقتها الجراء لتتبع أصابع الباحث لإيجاد مكافأة الطعام المخبأة، وكم من الوقت استمروا بالتواصل البصري.
وجد الفريق أن الجرو استجاب جيدًا عندما تحدث منفذ التجربة قائلًا له «بوبي انظر»، ثم نظر إلى عينيه واستطاع الجرو تتبع الإيماءة وتحديد مكان المكافأة. وقالت براي: «إذا أعدنا التجربة مع حذف الاتصال البصري والإشارة الصوتية وأعطينا إشارة تبدو مشابهة لها فمن غير المرجح أن تتبعها الكلاب».
لاحظ الباحثون أن أداء الكلاب من حيث الاستجابة بقي كما هو ولم يتطور عبر التجربة، ما يشير إلى أن هذه الاستجابة ليست مكتسبة من عملية التعلم، بل يعتقدون أن الكلاب تولد مع المهارات الاجتماعية التي تحتاجها لقراءة البشر ولفهم نواياهم.
وأضافت براي :«نعتقد أن الجراء بدأت تنفيذ المهام المطلوبة، ولديها سلفًا القدرة اللازمة على التواصل لإنجازها. ويمكن لقدرات التواصل هذه أن تتطور كلما تقدمت الكلاب بالعمر، كما هو الحال عند البشر».
استطاع فريق براي تحديد نسب كل جرو من هذه الجراء، وهو ما مكنهم من تقييم مدى ارتباط الكلاب البالغ عددها 375 ببعضها، ووفقًا لبراي فإن 40% من الفروقات في أداء الجراء عبر جيناتهم، ما يشير إلى الدور الكبير جدًا الذي تؤديه الجينات في تشكيل الإدراك الفردي عند الكلاب.
الكلاب أكثر احتمالًا لطلب مساعدة البشر من الذئاب المدجنة
أكدت دراسة حديثة على فكرة أن الكلاب مهيأة لتكون أفضل صديق للبشر، وقارنت الدراسة بين 44 جروً نشأوا بجوار كلاب أكبر في جمعية رفقاء الكلاب، ومن نفس الأم مع 37 من صغار الذئاب تلقوا رعاية بشرية متواصلة في مركز الحياة البرية في ولاية مينيسوتا الأمريكية، واختبر الباحثون مدى قدرة الكلاب والذئاب على إيجاد المكافأة المخبأة ضمن أطباق مغطاة، وذلك بتتبع نظر الشخص المجرب والمكان الذي يشير إليه بإصبعه، وتبين أن احتمالية اختيار صغار الكلاب للوعاء الصحيح الذي يحوي المكافأة كانت ضعف احتمالية اختيار صغار الذئاب له على الرغم من قضاء صغار الكلاب وقتًا أقل بكثير مع البشر مقارنة بصغار الذئاب، واختار عديد من صغار الكلاب الطبق الصحيح من المحاولة الأولى، ما يشير إلى عدم حاجتها إلى التدريب لفهم الإيماءات والنوايا البشرية.
وقالت هانا سالومونز، الباحثة في مجال الإدراك عند الحيوان في جامعة ديوك والمشاركة في تأليف هذه الدراسة : «لدى الكلاب المهارات الطبيعية الأفضل في فهم التواصل التشاركي للبشر بالمقارنة مع الذئاب، وحتى مع صغار الكلاب»، وأضافت: «باستطاعتي القول واعتمادًا على نتائج الدراسة إنه بات مؤكدًا لنا أن الطبيعة تؤدي دورًا أكبر بكثير من التربية في هذا السياق».
وجد فريق سالومونز أيضًا أن احتمالية اقتراب الكلاب من الغرباء كانت أكبر بثلاثين مرة منها عند الذئاب. ووجدوا أيضًا عبر تجربة أخرى يعلق فيها الكلب داخل حفرة أو وعاء مغلق بعد محاولته للوصول إلى الطعام، أن الكلاب بقيت تطلب المساعدة لوقت أكثر بكثير من الذئاب التي وعلى النقيض حاولت الخروج لوحدها من دون طلب المساعدة.
وجاء في أبحاث كانت قد نُشرت في مجلة Scientific Reports أن للكلاب قدرة على التمييز بين التصرفات المتعمدة والتصرفات غير المقصودة من قبل أصحابها من البشر، وقالت دراسة أخرى إن الجراء التي نشأت في كنف آباءها الكلاب كانت أقدر على فهم الإيماءات البشرية من جراء الذئاب التي نشأت في كنف البشر، ولا يزال الباحثون يدرسون حالة ولادة جراء الكلاب جاهزة لتتواصل مع البشر دون تدريب مسبق.
تقول الباحثة في جامعة أريزونا إيميلي براي المختصة في دراسة الإدراك عند الكلاب:« إن مهارات التواصل الفريدة للكلاب تجعلها مهيأة لتؤدي دورها بجوار البشر»، وتضيف:« إن قدرة الكلاب على فهم الإشارات البشرية سهلت عليها تنفيذ معظم المهام التي تؤديها في خدمة البشر كالرعي والصيد والحماية».
هل باستطاعة الكلاب فهم نوايا أصحابها؟
أحيانًا يقدم الشخص مكافأة من الطعام لكلبه فتسقط من يده عن غير قصد، وأحيانًا أخرى يسحبها من أمام الكلب قصدًا لتوبيخه. وفقًا لدراسات حديثة فإن باستطاعة الكلاب التمييز بين التصرفات الخرقاء أو غير الهادفة والتصرفات المتعمدة لأصحابها.
ولتوضيح ذلك نفذ الخبراء التجربة التالية:
وضعوا جدارًا بلاستيكيًا بين كلب وأشخاص مشاركين في التجربة، بحيث لا يمتد الجدار لكامل الغرفة، ويتيح للكلب الالتفاف حوله إذا أراد، وفُتحت فتحة في منتصف الجدار تسمح ليد الشخص بالمرور من خلالها لتمرير الطعام للكلب، وقدموا الطعام على هيئة مكافأة للكلب بثلاث طرق مختلفة:
بدايةً قدّم شخص المكافأة للكلب عبر الفتحة ولكنه أسقطها على جانبه من الحاجز، وقال بعدها بصوت مسموع وبنوع من الحسرة: «أوبس!»، وفي المرة الثانية حاول شخص تمرير الطعام للكلب عبر الفتحة إلا أن الفتحة أُغلقت قبل ذلك، أما في المرة الأخيرة مرّر الشخص المكافأة للكلب من الفتحة، وثم سحبها متعمدًا ثم ضحك.
نفذ الخبراء هذه التجربة على 51 كلبًا مختلفًا، وراقبوا بدقة الوقت الذي انتظره كل كلب للالتفاف حول الحاجز واستعادة المكافأة، وأظهرت النتائج أن الكلاب انتظرت وقتًا للالتفاف حول الحاجز بعد سحب الطعام من أمامها عمدًا، وذلك أكثر بكثير منه عند إسقاطها بصورة مفاجئة أو عند إغلاق الفتحة.
وهذا ما يشير لقدرة الكلاب على التمييز بين تصرفات البشر المقصودة وتصرفاتهم غير المقصودة والتصرف تبعًا لهذه التصرفات.
هل يستطيع صغار الكلاب قراءتنا على الرغم من احتكاكهم لوقت محدود معنا؟
نشرت الباحثة براي دراسة حللت فيها سلوك 375 جروًا صغيرًا بعمر ثمانية أسابيع، كانوا قد تدربوا في منظمة رفقاء الكلاب -وهي منظمة لكلاب الخدمة في ولاية كاليفورنيا- ونشأوا بجوار كلاب أخرى من نفس الأم، فكانت فرصة تماسها واحدًا لواحد مع البشر قليلة جدًا. أخضعت برايان وفريقها هذه الجراء لسلسلة من التجارب التي تقيس قدرتها على التواصل والتفاعل مع البشر، وقاسوا المدة التي استغرقتها الجراء لتتبع أصابع الباحث لإيجاد مكافأة الطعام المخبأة، وكم من الوقت استمروا بالتواصل البصري.
وجد الفريق أن الجرو استجاب جيدًا عندما تحدث منفذ التجربة قائلًا له «بوبي انظر»، ثم نظر إلى عينيه واستطاع الجرو تتبع الإيماءة وتحديد مكان المكافأة. وقالت براي: «إذا أعدنا التجربة مع حذف الاتصال البصري والإشارة الصوتية وأعطينا إشارة تبدو مشابهة لها فمن غير المرجح أن تتبعها الكلاب».
لاحظ الباحثون أن أداء الكلاب من حيث الاستجابة بقي كما هو ولم يتطور عبر التجربة، ما يشير إلى أن هذه الاستجابة ليست مكتسبة من عملية التعلم، بل يعتقدون أن الكلاب تولد مع المهارات الاجتماعية التي تحتاجها لقراءة البشر ولفهم نواياهم.
وأضافت براي :«نعتقد أن الجراء بدأت تنفيذ المهام المطلوبة، ولديها سلفًا القدرة اللازمة على التواصل لإنجازها. ويمكن لقدرات التواصل هذه أن تتطور كلما تقدمت الكلاب بالعمر، كما هو الحال عند البشر».
استطاع فريق براي تحديد نسب كل جرو من هذه الجراء، وهو ما مكنهم من تقييم مدى ارتباط الكلاب البالغ عددها 375 ببعضها، ووفقًا لبراي فإن 40% من الفروقات في أداء الجراء عبر جيناتهم، ما يشير إلى الدور الكبير جدًا الذي تؤديه الجينات في تشكيل الإدراك الفردي عند الكلاب.
الكلاب أكثر احتمالًا لطلب مساعدة البشر من الذئاب المدجنة
أكدت دراسة حديثة على فكرة أن الكلاب مهيأة لتكون أفضل صديق للبشر، وقارنت الدراسة بين 44 جروً نشأوا بجوار كلاب أكبر في جمعية رفقاء الكلاب، ومن نفس الأم مع 37 من صغار الذئاب تلقوا رعاية بشرية متواصلة في مركز الحياة البرية في ولاية مينيسوتا الأمريكية، واختبر الباحثون مدى قدرة الكلاب والذئاب على إيجاد المكافأة المخبأة ضمن أطباق مغطاة، وذلك بتتبع نظر الشخص المجرب والمكان الذي يشير إليه بإصبعه، وتبين أن احتمالية اختيار صغار الكلاب للوعاء الصحيح الذي يحوي المكافأة كانت ضعف احتمالية اختيار صغار الذئاب له على الرغم من قضاء صغار الكلاب وقتًا أقل بكثير مع البشر مقارنة بصغار الذئاب، واختار عديد من صغار الكلاب الطبق الصحيح من المحاولة الأولى، ما يشير إلى عدم حاجتها إلى التدريب لفهم الإيماءات والنوايا البشرية.
وقالت هانا سالومونز، الباحثة في مجال الإدراك عند الحيوان في جامعة ديوك والمشاركة في تأليف هذه الدراسة : «لدى الكلاب المهارات الطبيعية الأفضل في فهم التواصل التشاركي للبشر بالمقارنة مع الذئاب، وحتى مع صغار الكلاب»، وأضافت: «باستطاعتي القول واعتمادًا على نتائج الدراسة إنه بات مؤكدًا لنا أن الطبيعة تؤدي دورًا أكبر بكثير من التربية في هذا السياق».
وجد فريق سالومونز أيضًا أن احتمالية اقتراب الكلاب من الغرباء كانت أكبر بثلاثين مرة منها عند الذئاب. ووجدوا أيضًا عبر تجربة أخرى يعلق فيها الكلب داخل حفرة أو وعاء مغلق بعد محاولته للوصول إلى الطعام، أن الكلاب بقيت تطلب المساعدة لوقت أكثر بكثير من الذئاب التي وعلى النقيض حاولت الخروج لوحدها من دون طلب المساعدة.