قسطاكي الحمصي
» بعد خلق الأكوان خلقا بديعا
بعد خلق الأكوان خلقا بديعا
وانكشاف الرقيع يزهو رفيعا
ويروز الجبال ما بينها الأن
هار تنساب جعفرا وربيعا
وظهور الأزهار قد أحكمت تطر
يزها إصبعٌ تجيد الصنيعا
رفس اللّه أرضنا فغدت دا
ئرة في الفضاء دورا سريعا
ثم صاغ الانسان خلقا سويّا
عاقلا ناطقا بصيراً سميعا
وأراد الإله أن يري الآن
سان ما صاغه تعالى جميعا
فتدلّى وقاده شبه جبّا
رٍ عظيم يقود طفلا رضيعا
وأراه البحار تحكي مروجا
والندى في الرياض يحكي دموعا
وألوفا من الأزاهر إن حا
ولت وصفا لها فلن أستطيعا
عندها طار لبّه وغدا من
حسنها والها سليبا صريعا
وتمنّى لو ظلّ بالقرب منها
راتعا كلما أحبّ الرتوعا
وانحنى والفواد يخفق منه
وجنى وردة وسار هلوعا
ورأى اللّه بعد ذا أن يري
مخلوقهُ منظرا ينسي الربيعا
فمضى سائرا به في جبال
ترهب الطير من علاها الوقاعا
ثم قال اجتل الخلائق هل
تبصر شيئا منها فهبّ مطيعا
وجرى منه رائد الطرف لكن
حاسرا ردّ واستحبّ الرجوعا
ورأى حوله جبالا من الثلج
اكتست بالبياض لونا نصيعا
فمشى نحوها وقد نال منها
كتلةً ظنّ أخذها ممنوعا
وغدا معجبا بملمسها الغض
وزادته بالبياض ولوعا
ثم قال الرحمن قد حان أن
ننزل فالليل جاء يجري سريعا
ونجوم السماء قد ظهرت أن
وارها في الظلام تحكي شموعا
ورآها المخلوق فاهتزّ لا بل
ودّ لو يرتقي إليها طلوعا
فعدا قافزاً ومدّ بديه
نحوها آملا شجيعا جزوعا
وانثنى ممسكا بنجمين مسرو
راً بما ناله شكورا قنوعا
ومضى نازلا وقد مضّه السير
طويلا وفتّ منه الضلوعا
ثم حطّ النجمين والثلج والور
دة وامتدّ واستطلب الهجوعا
وابتغي اللّه وهو ذو الفضل أن ين
ظر مخلوقه المطيع الوديعا
بالغا منتهى السعادة كي ينس
يه فردوسه وتلك الربوعا
فرأى أن يصوغ هيئة لطف
تجمع الظرف والجمال الرفيعا
فإذا ما استفاق مخلوقه أب
صر فيها الذي جناه جميعا
فقضى باجتماع ذلك طرا
فمن الثلج صاغ جسما بديعا
ومن الكوكبين عينين قد أو
دعنا السحر والهوى والولوعا
ومن الوردة الأنيقة خدّ
قد أتمّ الخلاق فيه الصنيعا
فبدت آية بجوهر حسن
رصعتها يمينه ترصيعا
تلك حواء فتنة الكون أضحى
قلب هذا الفتى اليها نزوعا
» بعد خلق الأكوان خلقا بديعا
بعد خلق الأكوان خلقا بديعا
وانكشاف الرقيع يزهو رفيعا
ويروز الجبال ما بينها الأن
هار تنساب جعفرا وربيعا
وظهور الأزهار قد أحكمت تطر
يزها إصبعٌ تجيد الصنيعا
رفس اللّه أرضنا فغدت دا
ئرة في الفضاء دورا سريعا
ثم صاغ الانسان خلقا سويّا
عاقلا ناطقا بصيراً سميعا
وأراد الإله أن يري الآن
سان ما صاغه تعالى جميعا
فتدلّى وقاده شبه جبّا
رٍ عظيم يقود طفلا رضيعا
وأراه البحار تحكي مروجا
والندى في الرياض يحكي دموعا
وألوفا من الأزاهر إن حا
ولت وصفا لها فلن أستطيعا
عندها طار لبّه وغدا من
حسنها والها سليبا صريعا
وتمنّى لو ظلّ بالقرب منها
راتعا كلما أحبّ الرتوعا
وانحنى والفواد يخفق منه
وجنى وردة وسار هلوعا
ورأى اللّه بعد ذا أن يري
مخلوقهُ منظرا ينسي الربيعا
فمضى سائرا به في جبال
ترهب الطير من علاها الوقاعا
ثم قال اجتل الخلائق هل
تبصر شيئا منها فهبّ مطيعا
وجرى منه رائد الطرف لكن
حاسرا ردّ واستحبّ الرجوعا
ورأى حوله جبالا من الثلج
اكتست بالبياض لونا نصيعا
فمشى نحوها وقد نال منها
كتلةً ظنّ أخذها ممنوعا
وغدا معجبا بملمسها الغض
وزادته بالبياض ولوعا
ثم قال الرحمن قد حان أن
ننزل فالليل جاء يجري سريعا
ونجوم السماء قد ظهرت أن
وارها في الظلام تحكي شموعا
ورآها المخلوق فاهتزّ لا بل
ودّ لو يرتقي إليها طلوعا
فعدا قافزاً ومدّ بديه
نحوها آملا شجيعا جزوعا
وانثنى ممسكا بنجمين مسرو
راً بما ناله شكورا قنوعا
ومضى نازلا وقد مضّه السير
طويلا وفتّ منه الضلوعا
ثم حطّ النجمين والثلج والور
دة وامتدّ واستطلب الهجوعا
وابتغي اللّه وهو ذو الفضل أن ين
ظر مخلوقه المطيع الوديعا
بالغا منتهى السعادة كي ينس
يه فردوسه وتلك الربوعا
فرأى أن يصوغ هيئة لطف
تجمع الظرف والجمال الرفيعا
فإذا ما استفاق مخلوقه أب
صر فيها الذي جناه جميعا
فقضى باجتماع ذلك طرا
فمن الثلج صاغ جسما بديعا
ومن الكوكبين عينين قد أو
دعنا السحر والهوى والولوعا
ومن الوردة الأنيقة خدّ
قد أتمّ الخلاق فيه الصنيعا
فبدت آية بجوهر حسن
رصعتها يمينه ترصيعا
تلك حواء فتنة الكون أضحى
قلب هذا الفتى اليها نزوعا