قسطاكي الحمصي
» أنت من يا من على تلك الدمن
أنت من يا من على تلك الدمَن
يذرف الدمع ويستبكي الطلول
كم تناديها ولو أصغت لمن
جاءها مستنطقا كانت تقول
عد عن جهلك يا هذا الغبي
كن سواراً أو قريطا أو جرير
أو زهيرا أو إياسا أو هلال
او أبا النشناش والجمع الغفير
من ملوك الشعر أرباب المقال
كلكم يفعل أفعال صبي
تندبون الربع أو بيت الشعر
أو خيالا زار ليلا ورحل
او حصانا أو بعيرا قد نفر
تضعون الدر في عنق الجمل
وخسيس الترب فوق الذهب
منذ ألفي سنة بل ضعفها
دأبكم ترديد هذا النغم
تلك حال حسبنا في وصفها
حال قوم سلكوا في الظلم
وأضاعوا وقتهم في اللعب
ذاك أو يقرب منه ما رواه
عنكم التأريخ في فن القريض
قد جريتم كل شوط في مداه
ولكم في نظمه جاهٌ عريض
من نسيب أو مديح كذب
وعن التنقيب أعرضتم سوى
ما أتى من مثل أو قافيه
وعظيم الكون مع ما قد حوى
من أعاجيب شؤون خافيه
لم يكن فيه لكم من سبب
فكفى التشبيب والفخر اللمل
ودعاوٍ عابها أهل الحلوم
واسمحوا أن يقتدي هذا المقل
ببني الإرنج أرباب العلوم
واسمعوا ما قاله في حلب
عزّ بين الأرض والجو الوئام
لاختلاف الراي في وضع الربيع
حين رامت أمه قبل التمام
وضعه إذ جاءها الطابق السريع
فبدا في الجوّ فرط الصخب
زعم الوالد أنّ الأمّ قد
مسّها العجز على مرّ السنين
ولفقد الصبر منها والرشد
قد سعت عمدا لإسقاط الجنين
فقضى حالا بشجب المذنب
قال هذا الطلق زورٌ ولذا
أرشقُ الحبلى بثلج وبرد
فيعوق الوضع منها وإذا
ما أصرّت هلكت قبل الولد
قتل من يقتل شرع الكتب
قالت الأم إلى كم تفتري
أيها الظالم والحقّ صريح
وبدت تروي صحيح الخبر
بلسان ينطق القول الفصيح
معرب عن أصل هذا اللجب
حدثت قد كنت من عهد عهيد
طفلة اسرح حول الوالده
ظاهري كالقلب في وقد شديد
جذوةٌ من قبل ألفي جامده
كرةٌ تسبح بين الشُهب
فتصباني ذا الجوّ الكنود
وبأحكام الهوى جار علي
فهو طورا نافرٌ عني شرود
وهو طورا هائمٌ يصبو إلي
وهو أحيانا شديد الغضب
منه لي بعلٌ كثير النزق
سيءُ الخلق شديد الفرعنه
وله منيَ ذات الملق
تلدُ الغرّان في كل سنه
مرضعٌ لم تشك مضّ النصب
والصبي ما زال لي نعم الرفيق
وجمالي زائدٌ عاما فعام
وعفافي منه بالحب خليق
لو على عهد الوفا حقّا أقام
أو وعى ما سنّ شرع الأدب
وفؤادي ما له غير الأنين
كلما أومض برقٌ من بعيد
وعيوني تطلق الدمع السخين
بعضها والبعض يجري كالجليد
لدواعي حزن أو طرب
وأنا احمل منه ذي الفعال
برضى شأن كرام الأنفس
ولئن خالف في هذا الدلال
ما قضى شرع الغرام الأقدس
باحتكام الغيد عند النجب
لم أبح يوما بتبريح هواه
لا ولم أشك الضنى الا اليه
وهو ما زال مجدا في جفاه
حاسبا أن حياتي في يديه
ساء ما ظن ورب الغلب
ثم صاحت بلغ السيل الزبى
وغدت ترجف من زلزالها
وبدت نثرا على تلك الربى
تقذف النيران من أجبالها
فهي تجري مثل سيل السحب
عند هذا نهضت أترابها
والدجى تخبر عن أسرارها
سبعةٌ قد شوهدت أسرابها
من بنات الشمس مع أقمارها
وفريقٌ من ذوات الذنب
درن حول الأم لكن بانكسار
قلن يا أمّاه ما هذا المصاب
أختنا الأرض عليها الجو جار
فانصحيه وانذريه بالعقاب
واسعفيها ببلوغ الأرب
فاستوت ذات الجمال المسفر
فوق عرش النور في برج الحمل
ثم خطّت بالشعاع الأنور
للتي قد سئمت طول الحبل
أن ضعي الطفل قبيل العطب
واعلمي أن التردي بالسخط
صبغةٌ يرغب عنها في الحسان
وهي عند الكل عيب وشطط
ليس في الطاعة للبعل هوان
وهي زينٌ لذوات الحسب
ثم قالت ايها الجوّ الجهول
أنت بالهجران أيضا مسرفُ
فقويّ النوع مطواعٌ حمول
للنسا إذ هنّ طبعا أضعف
ذاك فضلا عن حقوق النسب
قم فعانق عرسك المكتبئبه
فلقد أودى بها طولُ الشجن
وتدارك مهجة ملتهبه
منك ذاقت كل أنواع المحن
واسعدنها بانفراج الكرب
فحباها بنسيمات الصبا
وأتاها نادما عمّا مضى
وتدنّى خاشعاً منتحبا
يستميح العفو منها والرضى
بمجاري دمعه المنسكب
عند هذا برز المولود في
حلل تزري بأبهي سندس
وبدع سرّه لم يختف
صبغت حتى بدت كالأطلس
بضياء الشمس أم العجب
وغدا يبسم عن نور بدا
مثل درّ فتّ فيه الذهب
مذ رآه بلبل الحيّ شدا
بأغان ما شداها مطرب
فجلا من غمّة المكتئب
والهنا عمّ جميع الكائنات
فدَعت الشمس بالعمر المديد
بمعان ولغى مختلفات
لا يفيها وصفها إلا مجيد
ينظم الشعر بلفظ عربي
» أنت من يا من على تلك الدمن
أنت من يا من على تلك الدمَن
يذرف الدمع ويستبكي الطلول
كم تناديها ولو أصغت لمن
جاءها مستنطقا كانت تقول
عد عن جهلك يا هذا الغبي
كن سواراً أو قريطا أو جرير
أو زهيرا أو إياسا أو هلال
او أبا النشناش والجمع الغفير
من ملوك الشعر أرباب المقال
كلكم يفعل أفعال صبي
تندبون الربع أو بيت الشعر
أو خيالا زار ليلا ورحل
او حصانا أو بعيرا قد نفر
تضعون الدر في عنق الجمل
وخسيس الترب فوق الذهب
منذ ألفي سنة بل ضعفها
دأبكم ترديد هذا النغم
تلك حال حسبنا في وصفها
حال قوم سلكوا في الظلم
وأضاعوا وقتهم في اللعب
ذاك أو يقرب منه ما رواه
عنكم التأريخ في فن القريض
قد جريتم كل شوط في مداه
ولكم في نظمه جاهٌ عريض
من نسيب أو مديح كذب
وعن التنقيب أعرضتم سوى
ما أتى من مثل أو قافيه
وعظيم الكون مع ما قد حوى
من أعاجيب شؤون خافيه
لم يكن فيه لكم من سبب
فكفى التشبيب والفخر اللمل
ودعاوٍ عابها أهل الحلوم
واسمحوا أن يقتدي هذا المقل
ببني الإرنج أرباب العلوم
واسمعوا ما قاله في حلب
عزّ بين الأرض والجو الوئام
لاختلاف الراي في وضع الربيع
حين رامت أمه قبل التمام
وضعه إذ جاءها الطابق السريع
فبدا في الجوّ فرط الصخب
زعم الوالد أنّ الأمّ قد
مسّها العجز على مرّ السنين
ولفقد الصبر منها والرشد
قد سعت عمدا لإسقاط الجنين
فقضى حالا بشجب المذنب
قال هذا الطلق زورٌ ولذا
أرشقُ الحبلى بثلج وبرد
فيعوق الوضع منها وإذا
ما أصرّت هلكت قبل الولد
قتل من يقتل شرع الكتب
قالت الأم إلى كم تفتري
أيها الظالم والحقّ صريح
وبدت تروي صحيح الخبر
بلسان ينطق القول الفصيح
معرب عن أصل هذا اللجب
حدثت قد كنت من عهد عهيد
طفلة اسرح حول الوالده
ظاهري كالقلب في وقد شديد
جذوةٌ من قبل ألفي جامده
كرةٌ تسبح بين الشُهب
فتصباني ذا الجوّ الكنود
وبأحكام الهوى جار علي
فهو طورا نافرٌ عني شرود
وهو طورا هائمٌ يصبو إلي
وهو أحيانا شديد الغضب
منه لي بعلٌ كثير النزق
سيءُ الخلق شديد الفرعنه
وله منيَ ذات الملق
تلدُ الغرّان في كل سنه
مرضعٌ لم تشك مضّ النصب
والصبي ما زال لي نعم الرفيق
وجمالي زائدٌ عاما فعام
وعفافي منه بالحب خليق
لو على عهد الوفا حقّا أقام
أو وعى ما سنّ شرع الأدب
وفؤادي ما له غير الأنين
كلما أومض برقٌ من بعيد
وعيوني تطلق الدمع السخين
بعضها والبعض يجري كالجليد
لدواعي حزن أو طرب
وأنا احمل منه ذي الفعال
برضى شأن كرام الأنفس
ولئن خالف في هذا الدلال
ما قضى شرع الغرام الأقدس
باحتكام الغيد عند النجب
لم أبح يوما بتبريح هواه
لا ولم أشك الضنى الا اليه
وهو ما زال مجدا في جفاه
حاسبا أن حياتي في يديه
ساء ما ظن ورب الغلب
ثم صاحت بلغ السيل الزبى
وغدت ترجف من زلزالها
وبدت نثرا على تلك الربى
تقذف النيران من أجبالها
فهي تجري مثل سيل السحب
عند هذا نهضت أترابها
والدجى تخبر عن أسرارها
سبعةٌ قد شوهدت أسرابها
من بنات الشمس مع أقمارها
وفريقٌ من ذوات الذنب
درن حول الأم لكن بانكسار
قلن يا أمّاه ما هذا المصاب
أختنا الأرض عليها الجو جار
فانصحيه وانذريه بالعقاب
واسعفيها ببلوغ الأرب
فاستوت ذات الجمال المسفر
فوق عرش النور في برج الحمل
ثم خطّت بالشعاع الأنور
للتي قد سئمت طول الحبل
أن ضعي الطفل قبيل العطب
واعلمي أن التردي بالسخط
صبغةٌ يرغب عنها في الحسان
وهي عند الكل عيب وشطط
ليس في الطاعة للبعل هوان
وهي زينٌ لذوات الحسب
ثم قالت ايها الجوّ الجهول
أنت بالهجران أيضا مسرفُ
فقويّ النوع مطواعٌ حمول
للنسا إذ هنّ طبعا أضعف
ذاك فضلا عن حقوق النسب
قم فعانق عرسك المكتبئبه
فلقد أودى بها طولُ الشجن
وتدارك مهجة ملتهبه
منك ذاقت كل أنواع المحن
واسعدنها بانفراج الكرب
فحباها بنسيمات الصبا
وأتاها نادما عمّا مضى
وتدنّى خاشعاً منتحبا
يستميح العفو منها والرضى
بمجاري دمعه المنسكب
عند هذا برز المولود في
حلل تزري بأبهي سندس
وبدع سرّه لم يختف
صبغت حتى بدت كالأطلس
بضياء الشمس أم العجب
وغدا يبسم عن نور بدا
مثل درّ فتّ فيه الذهب
مذ رآه بلبل الحيّ شدا
بأغان ما شداها مطرب
فجلا من غمّة المكتئب
والهنا عمّ جميع الكائنات
فدَعت الشمس بالعمر المديد
بمعان ولغى مختلفات
لا يفيها وصفها إلا مجيد
ينظم الشعر بلفظ عربي