قسطاكي الحمصي
» دع عنك صهباء الدساكر
دع عنك صهباء الدساكر
وإلى بيوت الدرس بادر
فلأنت في عصر تفر
د بالمعارف والمآثر
قد حاز فيه الغرب غا
يات السباق بلا مشاجر
قطر علا أهلوه اس
مى ذروة فيها المفاخر
فعلومهم بلغت إلى
حد تحار به الخواطر
بحثوا عن الأجرام في الا
فلاك وانتبثوا المغاور
وترصدوا سير النجو
م وراقبوا أعلى الدوائر
سيروا البحار وحللوا
ما في الوجود من العناصر
والكهرباء بجدهم
اضحى بها ذو اللب حائر
جاءت بما شده العقو
ل عجائبا وسبى النواظر
والكيمياء بدت بوج
ه في الحقائق لا يخامر
قد هام في أسرارها
من بعد جابر الف جابر
نظروا إلى ما دق مم
ا ليس تدركه البواصر
درسوا الجماد مع النبا
ت ومنهما عرفو المصادر
نظروا إلى الحيوان في
انواعه نظرات فاكر
حتى إذا عرفوا طبي
عته وما طوت المشاعر
عمدوا إلى تشريحه
وهناك كم شقت مرائر
نشروا الرسوم الدارسا
ت وكل مطوي ودائر
قد زعزعوا أهرام مص
ر وفتشوا تلك المقابر
فرأوا بها آثار من
قدموا من الناس الاكبار
واستخدموا لمنافع ال
تأريخ هاتيك الذخائر
وعن الحقائق زحزحوا
سترا من الأوام ساتر
قد خططوا سطح البسي
طة والبحار مع الجزائر
والبعد قاسوا والعلو
وعامرا منها وغامر
وبابرة القطب اهتدوا
في البحر والديجور كافر
وجلوا خفيات الطبي
عة فاستبانت كالظاهر
والسحر قد اضحى حدي
ث خرافة أو قول هاذر
قاسوا الفضاء وقربوا ال
أقصى وقد فشل المكابر
قد حلقوا في الجو بال
منطاد تحليق الكواسر
والبرق قد قادوه بالا
سلاك يعنو للأوامر
قد سخروه بحمل من
طوق الرسائل والدفاتر
فأطاعهم ولذلك اس
تغنوا به عن كل طائر
قد اسمعوك ندا البعي
د بالة من صنع ماهر
قد هندسوا وبنوا بنا
يات لهم شادت مفاخر
رصفوا الحجارة في البحا
ر وفوقها شادوا معابر
نقلوا البحار إلى القفا
ر وفوقها شادوا معابر
ومراكب قد راح يج
ريها البخار وليس ماخر
جابوا الفلاة على عجا
ل قد جرت جري البواخر
خرقوا الجبال لسيرها
وعلى الوهاد بنوا قناطر
واستنبطوا للطبع آ
لات تدور على محاور
فإذا تفحّصت العما
رة والتجارة فحص خابر
وإلى الحياكة والصبا
ة والدباغة بتّ ناظر
وإذا تأملت الفلز
بعيد ما صاغوه باهر
من كل آنية تقر
بحسن صنعتها النواظر
لا بد منها للمنا
فع والتجمل في الحواضر
ايقنت ان الشرح ليس
يفي ولست عليه قادر
في النسج فاقوا غيرهم
فتخال صوفهم حرائر
ولباسهم وفراشهم
هذا وثير ذاك فاخر
فإذا اتيت بلادهم
الفيت فيها العيش ناضر
جمعت شوارعهم احا
سن كل شيء كان نادر
فبيوت الحان بها
تشدو الفيان على المزاهر
وديار لهو يلتقي
فيها المباكر والمسامر
ورياض أنس ترتعي
فيها السباع مع الجآذر
وديار تمثيل بها
أدب لأرباب الخواطر
تلقى الذين سمعت في ال
تأريخ عنهم والدفاتر
وترى ضروب عوائد
وملابس عبرا لفاكر
رفعوا لصوت الحق في
أوطانهم أعلى المنابر
وأضا لهم صبح اليقي
ن وبات ليل الشك دابر
وعلى التساوي في الحقو
ق مشى الأكابر والأصاغر
ساروا على نهج العدا
لة لم يطيقوا حكم جائر
نقضوا مباني المستبد
بن العتاة ذوي الكبائر
ممن يسوم الناس خس
فا ليس تزجره الزواجر
جعلوا التقدم في الأمو
ر لكل ندب لا يخامر
وتبرأوا سقيا لهم
من كل محتال وماكر
وعلى الولا وتقدم الأ
وطان قد عقدوا الخناصر
وأتوا بكل غريبة
أعيت وحقك كل ساحر
لو شامها اليونان وال
رومان ارباب المآثر
أو أهل مصر الأقدمو
ن ذوو المعارف والمفاخر
لرأيتهم خروا إلى الا
ذقان للرجل المعاصر
وزكنت معنى القول كم
ترك الأوائل للأواخر
ما أن تحيط بما أتت
ه علومهم ابيات شاعر
ذا شأنهم اضحى وأن
ت غدوت تسحب ذيل عائر
تلهو ببعض خزعبلا
ت والتسر منك ظاهر
تخفي الاسى والله يع
لم ما اكنته الضمائر
وتقول حكم مقدر
وعليه قد أمسيت صابر
يا أيها المغرور ما
ذا القول الا قول خاسر
تعزوا إلى الاقدار حك
ما من فعالك كان جارئ
والله ليس يريد شر
را بالأنام وليس غادر
هذا الخنوع وذا الخمو
ل وكل جبن فيك خادر
حقا شهود عدل
نمت عليك بها الظواهر
إن عن حقوقك نمت فاء
لم لن يكون سواك ساهر
وإذا ظلمت فما لظل
مك غير عزم منك ناصر
بالجهل بت لدى الملا
مثلا من الأمثال سائر
فيقال زيد قد حكى
في جهله بعض البرابر
قوم لهم ينمى الصغا
ر فهم لذا قوم الأصاغر
بسوى التفرق والتحا
مل لا تطيب لهم خواطر
وتمسكوا جهلا بأع
راض وقد تركوا الجواهر
حسد واحقاد بها
يتفاخرون على المفاخر
وتباغض وتباعد
في ذاك كل بات فاكر
وبما جنت ايديهمو
ما أن لهم في الناس عاذر
دارت علينا يا لصح
بي في الورى شر الدوائر
من نام عن طلب الحقو
ق فانه وابيك خاسر
يا ليت قومي يذكرو
ن فلم يخب في الناس ذاكر
أويتهم ساروا على
منهاج اجداد هزابر
فهم الألى في العلم اض
حى صيتهم في الأفق طائر
وهم الألى بالحزم قد
بلغوا العلا والحزم ظافر
وهم الألى فتحوا المما
لك فتح غلاب مثابر
طرقت حوافر خيلهم
اقصى البوادي والحواضر
وجنودهم دكت حصو
ن الغابرين من الجبابر
وببأسهم قد دوّخوا
دول القياصر والأكاسر
وعنت لهيبتهم ملو
ك الأرض والأمم الغوابر
فمتى ارى الوطن المفد
ى عن محيا الفضل سافل
ومتى توافي بالأما
ني لي بواكير البشائر
هبوا إلى طلب المعا
لي فهي تهدي كل حائر
وتشبهوا ان لم تكو
نوا مثلهم فالفرق ظاهر
ومليكنا عبد الحمي
د لكم معين بل مظاهر
ملك اليه تنتمي
كل المحامد والمآثر
ملك لديه كل ذي
حزم وزعزم بات صاغر
لم تلق إلا حامدا
منا اياديه وشاكر
» دع عنك صهباء الدساكر
دع عنك صهباء الدساكر
وإلى بيوت الدرس بادر
فلأنت في عصر تفر
د بالمعارف والمآثر
قد حاز فيه الغرب غا
يات السباق بلا مشاجر
قطر علا أهلوه اس
مى ذروة فيها المفاخر
فعلومهم بلغت إلى
حد تحار به الخواطر
بحثوا عن الأجرام في الا
فلاك وانتبثوا المغاور
وترصدوا سير النجو
م وراقبوا أعلى الدوائر
سيروا البحار وحللوا
ما في الوجود من العناصر
والكهرباء بجدهم
اضحى بها ذو اللب حائر
جاءت بما شده العقو
ل عجائبا وسبى النواظر
والكيمياء بدت بوج
ه في الحقائق لا يخامر
قد هام في أسرارها
من بعد جابر الف جابر
نظروا إلى ما دق مم
ا ليس تدركه البواصر
درسوا الجماد مع النبا
ت ومنهما عرفو المصادر
نظروا إلى الحيوان في
انواعه نظرات فاكر
حتى إذا عرفوا طبي
عته وما طوت المشاعر
عمدوا إلى تشريحه
وهناك كم شقت مرائر
نشروا الرسوم الدارسا
ت وكل مطوي ودائر
قد زعزعوا أهرام مص
ر وفتشوا تلك المقابر
فرأوا بها آثار من
قدموا من الناس الاكبار
واستخدموا لمنافع ال
تأريخ هاتيك الذخائر
وعن الحقائق زحزحوا
سترا من الأوام ساتر
قد خططوا سطح البسي
طة والبحار مع الجزائر
والبعد قاسوا والعلو
وعامرا منها وغامر
وبابرة القطب اهتدوا
في البحر والديجور كافر
وجلوا خفيات الطبي
عة فاستبانت كالظاهر
والسحر قد اضحى حدي
ث خرافة أو قول هاذر
قاسوا الفضاء وقربوا ال
أقصى وقد فشل المكابر
قد حلقوا في الجو بال
منطاد تحليق الكواسر
والبرق قد قادوه بالا
سلاك يعنو للأوامر
قد سخروه بحمل من
طوق الرسائل والدفاتر
فأطاعهم ولذلك اس
تغنوا به عن كل طائر
قد اسمعوك ندا البعي
د بالة من صنع ماهر
قد هندسوا وبنوا بنا
يات لهم شادت مفاخر
رصفوا الحجارة في البحا
ر وفوقها شادوا معابر
نقلوا البحار إلى القفا
ر وفوقها شادوا معابر
ومراكب قد راح يج
ريها البخار وليس ماخر
جابوا الفلاة على عجا
ل قد جرت جري البواخر
خرقوا الجبال لسيرها
وعلى الوهاد بنوا قناطر
واستنبطوا للطبع آ
لات تدور على محاور
فإذا تفحّصت العما
رة والتجارة فحص خابر
وإلى الحياكة والصبا
ة والدباغة بتّ ناظر
وإذا تأملت الفلز
بعيد ما صاغوه باهر
من كل آنية تقر
بحسن صنعتها النواظر
لا بد منها للمنا
فع والتجمل في الحواضر
ايقنت ان الشرح ليس
يفي ولست عليه قادر
في النسج فاقوا غيرهم
فتخال صوفهم حرائر
ولباسهم وفراشهم
هذا وثير ذاك فاخر
فإذا اتيت بلادهم
الفيت فيها العيش ناضر
جمعت شوارعهم احا
سن كل شيء كان نادر
فبيوت الحان بها
تشدو الفيان على المزاهر
وديار لهو يلتقي
فيها المباكر والمسامر
ورياض أنس ترتعي
فيها السباع مع الجآذر
وديار تمثيل بها
أدب لأرباب الخواطر
تلقى الذين سمعت في ال
تأريخ عنهم والدفاتر
وترى ضروب عوائد
وملابس عبرا لفاكر
رفعوا لصوت الحق في
أوطانهم أعلى المنابر
وأضا لهم صبح اليقي
ن وبات ليل الشك دابر
وعلى التساوي في الحقو
ق مشى الأكابر والأصاغر
ساروا على نهج العدا
لة لم يطيقوا حكم جائر
نقضوا مباني المستبد
بن العتاة ذوي الكبائر
ممن يسوم الناس خس
فا ليس تزجره الزواجر
جعلوا التقدم في الأمو
ر لكل ندب لا يخامر
وتبرأوا سقيا لهم
من كل محتال وماكر
وعلى الولا وتقدم الأ
وطان قد عقدوا الخناصر
وأتوا بكل غريبة
أعيت وحقك كل ساحر
لو شامها اليونان وال
رومان ارباب المآثر
أو أهل مصر الأقدمو
ن ذوو المعارف والمفاخر
لرأيتهم خروا إلى الا
ذقان للرجل المعاصر
وزكنت معنى القول كم
ترك الأوائل للأواخر
ما أن تحيط بما أتت
ه علومهم ابيات شاعر
ذا شأنهم اضحى وأن
ت غدوت تسحب ذيل عائر
تلهو ببعض خزعبلا
ت والتسر منك ظاهر
تخفي الاسى والله يع
لم ما اكنته الضمائر
وتقول حكم مقدر
وعليه قد أمسيت صابر
يا أيها المغرور ما
ذا القول الا قول خاسر
تعزوا إلى الاقدار حك
ما من فعالك كان جارئ
والله ليس يريد شر
را بالأنام وليس غادر
هذا الخنوع وذا الخمو
ل وكل جبن فيك خادر
حقا شهود عدل
نمت عليك بها الظواهر
إن عن حقوقك نمت فاء
لم لن يكون سواك ساهر
وإذا ظلمت فما لظل
مك غير عزم منك ناصر
بالجهل بت لدى الملا
مثلا من الأمثال سائر
فيقال زيد قد حكى
في جهله بعض البرابر
قوم لهم ينمى الصغا
ر فهم لذا قوم الأصاغر
بسوى التفرق والتحا
مل لا تطيب لهم خواطر
وتمسكوا جهلا بأع
راض وقد تركوا الجواهر
حسد واحقاد بها
يتفاخرون على المفاخر
وتباغض وتباعد
في ذاك كل بات فاكر
وبما جنت ايديهمو
ما أن لهم في الناس عاذر
دارت علينا يا لصح
بي في الورى شر الدوائر
من نام عن طلب الحقو
ق فانه وابيك خاسر
يا ليت قومي يذكرو
ن فلم يخب في الناس ذاكر
أويتهم ساروا على
منهاج اجداد هزابر
فهم الألى في العلم اض
حى صيتهم في الأفق طائر
وهم الألى بالحزم قد
بلغوا العلا والحزم ظافر
وهم الألى فتحوا المما
لك فتح غلاب مثابر
طرقت حوافر خيلهم
اقصى البوادي والحواضر
وجنودهم دكت حصو
ن الغابرين من الجبابر
وببأسهم قد دوّخوا
دول القياصر والأكاسر
وعنت لهيبتهم ملو
ك الأرض والأمم الغوابر
فمتى ارى الوطن المفد
ى عن محيا الفضل سافل
ومتى توافي بالأما
ني لي بواكير البشائر
هبوا إلى طلب المعا
لي فهي تهدي كل حائر
وتشبهوا ان لم تكو
نوا مثلهم فالفرق ظاهر
ومليكنا عبد الحمي
د لكم معين بل مظاهر
ملك اليه تنتمي
كل المحامد والمآثر
ملك لديه كل ذي
حزم وزعزم بات صاغر
لم تلق إلا حامدا
منا اياديه وشاكر