الايمان والعبودية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الايمان والعبودية

    ◾◾قصة الإيمان و العبودية

    يقول “..أحد التجار”

    ” خرجت إلى سوق العبيد لأشتري لنفسي عبدا يخدمني ، فوجدت سيدا يبيع عبدا و ينادي عليه قائلا : من يشتري هذا العبد على عيبه ؟

    فقلت له : يا سيدي و ما العيب الذي فى هذا العبد ؟
    فقال : سل العبد يخبرك فسألته فقال : عيوبي كثيرة
    و لا أدري بأيها شهروني .
    فرجعت إلى صاحبه وقلت : يرحمك الله ألا تخبرني عن عيب ذلك الغلام ؟
    قال : إنه معتوه العقل ينتابه الصرع من حين إلى حين . فقلت للعبد : أيأتيك هذا كل يوم أم يأتيك كل أسبوع ؟

    فاسترجع و بكى

    و قال : يا سيدي إذا استولى داء المحبة على القلب سرى فى الأعضاء ، و إذا استولى على الجوارح نشر خمار المحبة على سائر البدن فيطيش العقل بذكر الحبيب ، فيحدث فى القلب استغراق و على البدن سكون فيراه الجاهل فيظنه عتها و جنونا .

    قال التاجر : فعلمت أن الغلام من أولياء الله الصالحين . فقلت لسيده : كم ثمن هذا الغلام ؟
    فقال : ثمنه مائة درهم،..
    فقلت له : ولك مني عشرون فوق المائة ..
    ثم جئت به إلى منزلي ، فكان يصوم النهار و يقوم الليل..
    و لا ينقطع لحظة واحدة عن عبادة الله و تلاوة كتاب الله .
    و ذات ليلة دخلت مخدعه فوجدته يصلي و يبكي حتى سجد فكان يناجي ربه فحفظت من مناجاته هذه الكلمات
    : ” إلهي .. أغلقت الملوك أبوابها ، و بابك مفتوح للسائلين . إلهي .. غارت النجوم ، و نامت العيون ، وأنت الحي القيوم الذى لا تأخذه سنة و لا نوم ، إلهي .. فرشت الفرش و خلا كل حبيب بحبيبه ، و أنت حبيب المجتهدين ، و أنيس المستوحشين ، إلهي .. إن طردتني عن بابك فإلى باب من ألتجئ ؟وإن قطعتني عن جنابك فبجناب من أحتمي؟

    إلهي .. إن عذبتني فإني مستحق للعذاب و النقم .
    و إن عفوت عني فأنت أهل الجود و الكرم ، يا سيدي لك أخلص العارفون ، و بفضلك نجا الصالحون ، وبرحمتك أناب المقصرون ، يا جميل العفو أذقني برد عفوك ، و حلاوة مغفرتك ، إن لم أكن أهلا لذلك فأنت أهل لذلك ..
    و أنت أهل التقوى و أهل المغفرة ” .

    فلما أصبحت قلت له :
    يا أخي كيف كان نومك الليلة ؟
    فقال : كيف ينام من يخاف النار و العرض على الواحد القهار . ثم بكى ..
    فقلت له :
    إذهب فأنت حر لوجه الله . فلم يفرح بذلك .
    و قال : يا سيدي كان لي أجران : أجر العبودية و أجر الخدمة ، فحرمتني من أحدهما أعتق الله و جهك من حر جهنم .
    فدفعت إليه نفقة فأبى أن يأخذ منها شيئا ،..
    و قال : إن من تكفل برزقي حي لا يموت .
    ثم غاب عني ...
    فكنت كلما ذكرت كلامه أخذني البكاء ، فسألت الله أن يحشرني فى زمرة عباده الصالحين المحبين لقربه ، والساعين ليلهم و نهارهم إلى طلب فضله و رضاه ..


يعمل...
X