◾◾قصةحقيقية
في عام ١٩٥٩ ولم يتجاوز عمري الحادية عشرةعاما وأنا أجلس في دار عربية يتواجد فيها عدة غرف ومطبخ ومنافع مشتركة في حي المشارقة في مدينة حلب ..
وكنت أقطن في غرفة من هذه الغرف وعند مدخل الدار درج لسطحها ومعد تحته كغرفة للسكن بعرض أقل من متر ونصف المتر تقطنها امرأة عجوز في أواخر الثمانينات من عمرها .
وبعد منتصف الليل سمعت صوت مناجاة عند مدخل الدار خرجت من غرفتى لأعرف مصدر الصوت وصاحبه وإذبه : يخرج من تحت الدرج فأدركت أن صاحبه الجارة العجوز وهي تقول : يارب قطعتني من الأب والأخ والزوج والإبن فلا تقطعني من رحمتك وعطائك وكرمك !!!
يارب مضت أيام ثلاث وانا بلاطعام ولا حتى رغيف خبز ولا كسرة منه لأقتات بها علَّ رحمتك تصلني وليس من أسأله غيرك يارب !! ولا من باب أدقه سوى بابك الكريم !! يارب استر كبرتي ولا تجعلني أمد يد ي لسواك !!
وتكررت تلك العبارات وختمتها بقولها يارب يقولون عنك بأنك من قلت : أدعوني استجب لكم ويقولون بأنك قلت : وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان !!! وها أنا أدعوك يارب !!!
أما أنا فقد انسابت الدموع من عيني ألما على حالة العجوز وأنا طفل ليس بوسعي فعل شيئ لأوقف آهات ونواح تلك العجوز حيث حالتي ليست أفضل من حالتها !!! نبشت جيوبي فوجد ت( ٧) فرنكات تكفي ليومين بصندويشتين لا أكثر..
تصارعت مشاعري مع عقلي وتشاجر جبني مع شجاعتي وتدخلت مروئتي مع إيماني وحسمت الموقف لصالح الإقدام والإيمان بالله وهاتفني صوت داخلي بقوله: أعطهم للعجوز التي مضى على جوعها ثلاثة أيام واحمل جوعا لثلاثة أيام علَّ الله لا ينساك من سخائه.. فنهضت كالجمل حاملا كل ثروتي (الفرنكات السبع) في يدي وقصدت الدرج ووضعت الفرنكات السبع تحت باب الدرج في خزائن الله وعدت لغرفتي وعند الفجر أشعلت ضوء غرفتها فشاهدت الفرنكات السبع وأخذت تحمد ربها الكريم وتشكره وكأنها تسلمت منصب زنوبيا ملكة تدمر في غابر الزمان !!!
وأنا اسمع تلك العبارات وكلي أمل بأن تُفرَجَ عليَّ أيضا !!
أصبح الصباح وهممت بالذهاب لمدرستي وغادرت الدار وصوت العجوز بالمناجاة والشكوى لله ثم حمدهاله لا يفارق مسمعي ولا ذاكرتي وبينما أنا في هذه الحالة فقد دخلت مقبرة ( جبانة) باللهجة الحلبية وصرت في منتصفها وإذبي: أشاهد قطعة نقود من فئة الخمسين ليرة سورية وتعادل ألف فرنك وتكفيني لنصف عام كامل !!
حملتها بيدي وتلفت لكافة الجهات فلم أر من أحد وناديت بأعلى صوتي: من وضع قطعة نقود على هذا الضريح ؟ من فقد قطعة نقود فلم يجبن أحد وضعتها في جيبي وشعرت بأنني صرت بدل الأمير بندر آل سعود !!! يا الله من وضعها ؟ اين هو ؟ تلكأت في المسير أملا بحضور صاحبها لكنني أضحيت على وشك التأخر عن موعد دخول المدرسة فتابعت المسير وتذكرت قول الله تعالى وما تفعلوا من خير تجدوه .
هذا ليس نسج الخيال إذ لا استطيع ذلك بل هي واقعة حصلت معي وأنا طفل فاعتبروا يا أولي الألباب والإيمان .
في عام ١٩٥٩ ولم يتجاوز عمري الحادية عشرةعاما وأنا أجلس في دار عربية يتواجد فيها عدة غرف ومطبخ ومنافع مشتركة في حي المشارقة في مدينة حلب ..
وكنت أقطن في غرفة من هذه الغرف وعند مدخل الدار درج لسطحها ومعد تحته كغرفة للسكن بعرض أقل من متر ونصف المتر تقطنها امرأة عجوز في أواخر الثمانينات من عمرها .
وبعد منتصف الليل سمعت صوت مناجاة عند مدخل الدار خرجت من غرفتى لأعرف مصدر الصوت وصاحبه وإذبه : يخرج من تحت الدرج فأدركت أن صاحبه الجارة العجوز وهي تقول : يارب قطعتني من الأب والأخ والزوج والإبن فلا تقطعني من رحمتك وعطائك وكرمك !!!
يارب مضت أيام ثلاث وانا بلاطعام ولا حتى رغيف خبز ولا كسرة منه لأقتات بها علَّ رحمتك تصلني وليس من أسأله غيرك يارب !! ولا من باب أدقه سوى بابك الكريم !! يارب استر كبرتي ولا تجعلني أمد يد ي لسواك !!
وتكررت تلك العبارات وختمتها بقولها يارب يقولون عنك بأنك من قلت : أدعوني استجب لكم ويقولون بأنك قلت : وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان !!! وها أنا أدعوك يارب !!!
أما أنا فقد انسابت الدموع من عيني ألما على حالة العجوز وأنا طفل ليس بوسعي فعل شيئ لأوقف آهات ونواح تلك العجوز حيث حالتي ليست أفضل من حالتها !!! نبشت جيوبي فوجد ت( ٧) فرنكات تكفي ليومين بصندويشتين لا أكثر..
تصارعت مشاعري مع عقلي وتشاجر جبني مع شجاعتي وتدخلت مروئتي مع إيماني وحسمت الموقف لصالح الإقدام والإيمان بالله وهاتفني صوت داخلي بقوله: أعطهم للعجوز التي مضى على جوعها ثلاثة أيام واحمل جوعا لثلاثة أيام علَّ الله لا ينساك من سخائه.. فنهضت كالجمل حاملا كل ثروتي (الفرنكات السبع) في يدي وقصدت الدرج ووضعت الفرنكات السبع تحت باب الدرج في خزائن الله وعدت لغرفتي وعند الفجر أشعلت ضوء غرفتها فشاهدت الفرنكات السبع وأخذت تحمد ربها الكريم وتشكره وكأنها تسلمت منصب زنوبيا ملكة تدمر في غابر الزمان !!!
وأنا اسمع تلك العبارات وكلي أمل بأن تُفرَجَ عليَّ أيضا !!
أصبح الصباح وهممت بالذهاب لمدرستي وغادرت الدار وصوت العجوز بالمناجاة والشكوى لله ثم حمدهاله لا يفارق مسمعي ولا ذاكرتي وبينما أنا في هذه الحالة فقد دخلت مقبرة ( جبانة) باللهجة الحلبية وصرت في منتصفها وإذبي: أشاهد قطعة نقود من فئة الخمسين ليرة سورية وتعادل ألف فرنك وتكفيني لنصف عام كامل !!
حملتها بيدي وتلفت لكافة الجهات فلم أر من أحد وناديت بأعلى صوتي: من وضع قطعة نقود على هذا الضريح ؟ من فقد قطعة نقود فلم يجبن أحد وضعتها في جيبي وشعرت بأنني صرت بدل الأمير بندر آل سعود !!! يا الله من وضعها ؟ اين هو ؟ تلكأت في المسير أملا بحضور صاحبها لكنني أضحيت على وشك التأخر عن موعد دخول المدرسة فتابعت المسير وتذكرت قول الله تعالى وما تفعلوا من خير تجدوه .
هذا ليس نسج الخيال إذ لا استطيع ذلك بل هي واقعة حصلت معي وأنا طفل فاعتبروا يا أولي الألباب والإيمان .