المسرح الجوال....السينما المتنقلة...(الرحيل المبكر)...
في بداية الستينيات...تصل سيارة الى ساحة القرية..
ينزل منها عدة اشخاص باشكال مختلفة...عرفنا من الاحاديث انهم شيء اسمه ممثلون لمسراح جوال...اول مرة نسمع بتلك العبارات..وبدأ اهالي القرية بالتجمع...كبار وصغار وبعض من الشباب المتعلمين من شباب القرية الذين يدرسون في ثانوية العلوم والآداب الخاصة في قرية بلوزة المجاورة...
صاروا ينظرون لاختيار المكان المناسب...نحن الاولاد لانعرف المقصود...وقع اختيارهم للارض الموجودة امام بيت عبد اللطيف رحمه الله...وفي الزاوية الغربية..قاموا بتغيير ملابسهم لتمثيلية الفلاح والاقطاعي...في حين حضر وتجمع اغلب اهالي القرية...يترقبون وينتظرون باندهاش...ثم بدٱ العرض والقصة عن الفلاح الذي يعمل في الارض ويأتي الاقطاعي ليشاركه تعبه...اعتقد هذا كان موضوعها..ويتخللها مشاهد مضحكة احيانا...وتسمع تعليقات الاهالي..هنا بالضحك وهنا بالتشجيع وفي مكان باندهاش وهم يتأملون براعة الاصوات والحركات والادوار...ولا اذكر متى انتهت وكم كانت مدة العرض...ولكن ما اذكره انه كان حدثا غريبا جديدا للاهالي...فمن هؤلاء القادمون من المدينة...يتحدثون ويشعرون بهمومنا...وبقيت في ذاكرتهم للسهرات...
اسابيع قليلة..تصل الى ساحة القرية(الدوارة)سيارة صالون لاندروفر...ينزل منها ثلاثة اشخاص...ولا اذكر بالضبط عن من سألوا هل عن المختار او الاستاذ في القرية او اي من وجهاء القرية...
كان معهم اجهزة بالنسبة لنا غريبة للاهالي ونحن الاولاد..
عرفنا انهم سيعرضون فيلما من وزارة الثقافة والارشاد القومي....
صاروا ينظرون الى الجدران...القريبة ويتحدثون اين يضعون الجهاز والسيارة...ولحسن الحظ انه كان الجدار الوحيد الممكن استخدامه هو جدار بيت العم ابو مازن محسن خليل رحمه الله...وكان رماديا غير مطليا بالدهان...
وانتظروا وقت الغروب...في هذه الاثناء تجمع اهالي القرية جميعهم كبيرهم وصغيرهم وحتى الرضيع في الاحضان....وينظرون الى تجربة جهز الاسقاط والعرض السينمائي لاول مرة...ونحن الاولاد نتفحص كل شيء باعيننا...
ووقت العتمت الدني..اعطى احدهم اشارة بدء العرض...وساد سكون غريب...لتبدأ المقدمة ببعض الاسماء..وصوت الصوت المرافق..والمختلط بصوت الموسيقا...وكان الفيلم عن زراعة التبغ...واعتقد انه مصور في بلد آخر..مصر..او كوبا..او امريكا اللاتينية
ولا اذكر كم استمر..نصف ساعة..اكثر..اقل...يرافق العرض صوت آلة العرض..واعتقد محرك السيارة..ولا اذكر ان كان حينها يوجد محرك صغير..واين وضعت الآلة على طاولة..ام على سطح السيارة..ام في صندوقها من الخلف...ولا اذكر شيئا من المشاهد..
سوى نسوة تقطف اوراق تبغ كبيرة...
كانت اعين الاهالي والاطفال تلمع على الضوء المتبدل للفيلم..فتارة تظهر الوجوه واضحة وتارة لا تكاد...وبسمة من هنا وضحكة وتعليق اندهاش او استغراب من الاهالي المتجمعين ووجوههم المسمرة باتجاه الجدار..هنا في ساحة القرية(الدوارة)....
وانتهى العرض وغاب كل اثر...وكأن الاهالي كانوا يحبون لو انهم يشاهدون صباح وسميرة توفيق...وعنتر وعبلة...وان تطول السهرة...
لكنها يتيمة تلك الليلة التي تزور فيها السينما قريتي تالين...
وفي وقت قريب بعد ذلك بمناسبة وطنية..قام الشباب من جيل..كامل عرب وعيسى الغزيل ومحسن الغزيل ومصطفى طرموش..وحسين خضور وبهجت علي...رحم الله من توفي منهم والله يعطي الباقين العمر والصحة...قام بعضهم بتمثيل مسرحية مع تغيير اللباس والشكل...في الدوارة...عن الاقطاعي والفلاحين...
ثم تبعه عرض مسرحي آخربعد وقت قريب بمناسبة اخرى بسيناريو مختلف عن البورجوازية..لنفس المجموعة وعلى برندة بيت العم محسن خليل رحمه الله... حيث مثل احدهم ماسح احذية ويأتي آخر لتلميع حذاءه وهو يرتدي طقما من الورق الاسمر من اكياس الاسمنت فصل لهذه الغاية ...حيث يقوم الماسح بقصقصة اسفل البنطال بمقص والآخر مشغول بسيجارته...فكان مشهدا كوميديا مضحكا ثم بائع متجول بسلة يحمل فيه ثمار البندورة فيختلف مع الشاري وصاروا يتراشقون الحبات الصغيرة ومنها باتجاه الاهالي المتفرجين وسط جو من الضحك لاينس...
والمسرح الآخر للجيل الاصغر...على برندة المدرسة الابتدائية..وكان المشاركون فيصل علي...محمد علي..عزالدين سليمان..درغام مرهج..غطفان سليمان وآخرين ..فكانت جميلة وهناك صور فوتوغراف لبعض المشاهد..
تبعها عمل ونشاط آخر للجيل الذي يليه...في اعدادية جليتي...جيل شقيقتي عفراء...وبحضور الاهالي من (جليتي وبلوزة والكردية والزريرية وتالين واللتون والشيباني وسقبلة والعريض.)..وهناك صور للحضور وللمسرح..
للانشطة والمسرح دور في تقوية النسيج الاجتماعي..والحس باهمية العمل الجماعي...فقد كانت القرية مسرحا للنشاط والتعاون من تعاون القرية لبناء منزل العريس الجديد ونقل احجاره واعمدته واخشابه من وديان القرية...تنتهي با(الخلاصة) مائدة كبيرة لاهالي القرية ولمن ساهم بالعمل...وبحفلة زمر ودبكة...وكان الاهالي ينتقلون لمساعدة من لم ينه حصاد محاصيله...
فكان الاجدى والافضل تقوية ودعم كل انتاج ومهنة يدوية ورعاية زيادتها...(احصاء..وتخطيط)والوقوف بوجه كل المتغيرات التي تجعل الريفي مستهلكا...مستهلكا فقط...دون ادنى توازن...
بل اصبحنا في مسرح كبير كل الآلام والصرخات حقيقية..والدم والنار...الا الضحك والفرح والابتسامة
معظمها غير حقيقي وتمثيلا في مسرح هذه الحياة...
لقد رحل باكرا جدا...عن قريتي...(يرجى التصويب..او التصحيح...لحذف اسم او اضافة...وشكرا)٠٠٠
وليد علي/ نانجنغ / الصين
في بداية الستينيات...تصل سيارة الى ساحة القرية..
ينزل منها عدة اشخاص باشكال مختلفة...عرفنا من الاحاديث انهم شيء اسمه ممثلون لمسراح جوال...اول مرة نسمع بتلك العبارات..وبدأ اهالي القرية بالتجمع...كبار وصغار وبعض من الشباب المتعلمين من شباب القرية الذين يدرسون في ثانوية العلوم والآداب الخاصة في قرية بلوزة المجاورة...
صاروا ينظرون لاختيار المكان المناسب...نحن الاولاد لانعرف المقصود...وقع اختيارهم للارض الموجودة امام بيت عبد اللطيف رحمه الله...وفي الزاوية الغربية..قاموا بتغيير ملابسهم لتمثيلية الفلاح والاقطاعي...في حين حضر وتجمع اغلب اهالي القرية...يترقبون وينتظرون باندهاش...ثم بدٱ العرض والقصة عن الفلاح الذي يعمل في الارض ويأتي الاقطاعي ليشاركه تعبه...اعتقد هذا كان موضوعها..ويتخللها مشاهد مضحكة احيانا...وتسمع تعليقات الاهالي..هنا بالضحك وهنا بالتشجيع وفي مكان باندهاش وهم يتأملون براعة الاصوات والحركات والادوار...ولا اذكر متى انتهت وكم كانت مدة العرض...ولكن ما اذكره انه كان حدثا غريبا جديدا للاهالي...فمن هؤلاء القادمون من المدينة...يتحدثون ويشعرون بهمومنا...وبقيت في ذاكرتهم للسهرات...
اسابيع قليلة..تصل الى ساحة القرية(الدوارة)سيارة صالون لاندروفر...ينزل منها ثلاثة اشخاص...ولا اذكر بالضبط عن من سألوا هل عن المختار او الاستاذ في القرية او اي من وجهاء القرية...
كان معهم اجهزة بالنسبة لنا غريبة للاهالي ونحن الاولاد..
عرفنا انهم سيعرضون فيلما من وزارة الثقافة والارشاد القومي....
صاروا ينظرون الى الجدران...القريبة ويتحدثون اين يضعون الجهاز والسيارة...ولحسن الحظ انه كان الجدار الوحيد الممكن استخدامه هو جدار بيت العم ابو مازن محسن خليل رحمه الله...وكان رماديا غير مطليا بالدهان...
وانتظروا وقت الغروب...في هذه الاثناء تجمع اهالي القرية جميعهم كبيرهم وصغيرهم وحتى الرضيع في الاحضان....وينظرون الى تجربة جهز الاسقاط والعرض السينمائي لاول مرة...ونحن الاولاد نتفحص كل شيء باعيننا...
ووقت العتمت الدني..اعطى احدهم اشارة بدء العرض...وساد سكون غريب...لتبدأ المقدمة ببعض الاسماء..وصوت الصوت المرافق..والمختلط بصوت الموسيقا...وكان الفيلم عن زراعة التبغ...واعتقد انه مصور في بلد آخر..مصر..او كوبا..او امريكا اللاتينية
ولا اذكر كم استمر..نصف ساعة..اكثر..اقل...يرافق العرض صوت آلة العرض..واعتقد محرك السيارة..ولا اذكر ان كان حينها يوجد محرك صغير..واين وضعت الآلة على طاولة..ام على سطح السيارة..ام في صندوقها من الخلف...ولا اذكر شيئا من المشاهد..
سوى نسوة تقطف اوراق تبغ كبيرة...
كانت اعين الاهالي والاطفال تلمع على الضوء المتبدل للفيلم..فتارة تظهر الوجوه واضحة وتارة لا تكاد...وبسمة من هنا وضحكة وتعليق اندهاش او استغراب من الاهالي المتجمعين ووجوههم المسمرة باتجاه الجدار..هنا في ساحة القرية(الدوارة)....
وانتهى العرض وغاب كل اثر...وكأن الاهالي كانوا يحبون لو انهم يشاهدون صباح وسميرة توفيق...وعنتر وعبلة...وان تطول السهرة...
لكنها يتيمة تلك الليلة التي تزور فيها السينما قريتي تالين...
وفي وقت قريب بعد ذلك بمناسبة وطنية..قام الشباب من جيل..كامل عرب وعيسى الغزيل ومحسن الغزيل ومصطفى طرموش..وحسين خضور وبهجت علي...رحم الله من توفي منهم والله يعطي الباقين العمر والصحة...قام بعضهم بتمثيل مسرحية مع تغيير اللباس والشكل...في الدوارة...عن الاقطاعي والفلاحين...
ثم تبعه عرض مسرحي آخربعد وقت قريب بمناسبة اخرى بسيناريو مختلف عن البورجوازية..لنفس المجموعة وعلى برندة بيت العم محسن خليل رحمه الله... حيث مثل احدهم ماسح احذية ويأتي آخر لتلميع حذاءه وهو يرتدي طقما من الورق الاسمر من اكياس الاسمنت فصل لهذه الغاية ...حيث يقوم الماسح بقصقصة اسفل البنطال بمقص والآخر مشغول بسيجارته...فكان مشهدا كوميديا مضحكا ثم بائع متجول بسلة يحمل فيه ثمار البندورة فيختلف مع الشاري وصاروا يتراشقون الحبات الصغيرة ومنها باتجاه الاهالي المتفرجين وسط جو من الضحك لاينس...
والمسرح الآخر للجيل الاصغر...على برندة المدرسة الابتدائية..وكان المشاركون فيصل علي...محمد علي..عزالدين سليمان..درغام مرهج..غطفان سليمان وآخرين ..فكانت جميلة وهناك صور فوتوغراف لبعض المشاهد..
تبعها عمل ونشاط آخر للجيل الذي يليه...في اعدادية جليتي...جيل شقيقتي عفراء...وبحضور الاهالي من (جليتي وبلوزة والكردية والزريرية وتالين واللتون والشيباني وسقبلة والعريض.)..وهناك صور للحضور وللمسرح..
للانشطة والمسرح دور في تقوية النسيج الاجتماعي..والحس باهمية العمل الجماعي...فقد كانت القرية مسرحا للنشاط والتعاون من تعاون القرية لبناء منزل العريس الجديد ونقل احجاره واعمدته واخشابه من وديان القرية...تنتهي با(الخلاصة) مائدة كبيرة لاهالي القرية ولمن ساهم بالعمل...وبحفلة زمر ودبكة...وكان الاهالي ينتقلون لمساعدة من لم ينه حصاد محاصيله...
فكان الاجدى والافضل تقوية ودعم كل انتاج ومهنة يدوية ورعاية زيادتها...(احصاء..وتخطيط)والوقوف بوجه كل المتغيرات التي تجعل الريفي مستهلكا...مستهلكا فقط...دون ادنى توازن...
بل اصبحنا في مسرح كبير كل الآلام والصرخات حقيقية..والدم والنار...الا الضحك والفرح والابتسامة
معظمها غير حقيقي وتمثيلا في مسرح هذه الحياة...
لقد رحل باكرا جدا...عن قريتي...(يرجى التصويب..او التصحيح...لحذف اسم او اضافة...وشكرا)٠٠٠
وليد علي/ نانجنغ / الصين