◾◾غضب أحد الملوك الظالمين على شيخ من الصالحين اعتاد أن يواجهه بكلمة الحق وأن يعلن رأيه الصريح في تصرفاته المشينة ضد الشعب..
وكان الملك إذا ما غضب على أحد من رعيته اختار له صنفًا واحدً من الطعام ليعيش عليه قبل أن يلقيه في السجن حتى يسأم الحياة ويغادرها دون أن يتناول صنف طعام آخر.
ولأن النفس البشرية لا تستطيع الصبر على طعام واحد فيذبل المسجون ويتهاوى من الضعف والسأم حتى يموت.
وحينما غضب الملك على الشيخ الصالح طلب منه أن يختار طعامًا واحدًا ليعيش عليه.
وكان الشيخ يعرف أن الله امتحن بني إسرائيل بالصبر على طعام واحد فعجزوا، ولهذا اختار أن تُقدم إليه رؤوس الضأن، فلحم رأس الضأن يحتوي على أصناف من اللحم مختلفة المذاق، وبهذا يتفادى من السأم الذي يكون من تناول طعام واحد، ودخل الشيخ السجن وعاش على رؤوس الضأن.
ومضت سنوات والملك مستمر في ظلمه والشيخ صابر في سجنه.. وفجأة!
تذكر الملك الشيخ السجين وعجِب: "كيف لا يزال هذا الشيخ على قيد الحياة مع أن الذين سبقوه إلى السجن لم يستطيعوا أن يصبروا على طعام واحد وماتوا بعد شهور، ولكنه عاش لسنوات؟!"
وتملّك الغيظ الملك وأرسل في طلب السجان الموكل بحراسة الشيخ وسأله عن حاله، فقال السجان: إنه في صحة جيدة ويقضي وقته كله في الصلاة والعبادة وتلاوة القرآن، فسأله الملك: ألم يطلب منك شيئًا أو يحدثك عن شيء؟..
ليرد السجان قائلًا: كلا فقد عاش الشيخ في السجن طوال السنوات الماضية لم أسمعه يتكلم كلمة واحدة، ولكنه بالأمس طلب مني أن أنقل فرشته من جوار العمود الذي كان يجلس بجانبه إلى جانب عمود آخر..
فزجر الملك في غيظ، وصاح في غلظة: هذا لا يمكن أبدًا.. وخذ هذه الفروة وقدمها إليه.
وحمل السجان الفروة وقصد إلى الشيخ وأخبره: هذه الفروة مرسلة إليك من الملك..
وما كان من الشيخ إلا أن يبستم بوداعة وهدوء، ويتناول مسمارًا كان بجانبه قائلًأ للسجان: إنني قبلت هدية الملك، ورجائي أن تذهب إليه وتقدم هذا المسمار.
واستجاب السجان لرجاء الشيخ، وحمل المسمار إلى الملك، وما كاد الملك يتناول المسمار من السجان حتى تخاذل في مكانه، وعلا وجهه الوجوم، وصاح في حشرجة: أفرجوا عن المظلوم!
وأقبل الذين في بطانة الملك يسألونه عن السر في هذا التغيير المفاجئ، فقال: لقد وعظني هذا الشيخ عظة بالغة، وكشف لي عن حقيقة الحياة..
فقد طلب من السجان أن ينقل له الفرشة من عمود لعمود وهو يشير بذلك إلى القول المأثور "يأتي الله بالفرج " فأرسلت إليه مع السجان فروة وأنا أعني أن أقول له: "لو كان عمرك عدد شعر هذه الفروة من سنين فلن تخرج من السجن"..
فكان رده على ذلك بأن يبعث بمسمار ليقول لي: "وهل سمرت الفلك عن المسير وأخذت عهدًا على الدهر بالجمود"؟
ومن الذي يستطيع أن يمسك الفلك عن المسير مهما يكن من القوة والجبروت؟
وكان الملك إذا ما غضب على أحد من رعيته اختار له صنفًا واحدً من الطعام ليعيش عليه قبل أن يلقيه في السجن حتى يسأم الحياة ويغادرها دون أن يتناول صنف طعام آخر.
ولأن النفس البشرية لا تستطيع الصبر على طعام واحد فيذبل المسجون ويتهاوى من الضعف والسأم حتى يموت.
وحينما غضب الملك على الشيخ الصالح طلب منه أن يختار طعامًا واحدًا ليعيش عليه.
وكان الشيخ يعرف أن الله امتحن بني إسرائيل بالصبر على طعام واحد فعجزوا، ولهذا اختار أن تُقدم إليه رؤوس الضأن، فلحم رأس الضأن يحتوي على أصناف من اللحم مختلفة المذاق، وبهذا يتفادى من السأم الذي يكون من تناول طعام واحد، ودخل الشيخ السجن وعاش على رؤوس الضأن.
ومضت سنوات والملك مستمر في ظلمه والشيخ صابر في سجنه.. وفجأة!
تذكر الملك الشيخ السجين وعجِب: "كيف لا يزال هذا الشيخ على قيد الحياة مع أن الذين سبقوه إلى السجن لم يستطيعوا أن يصبروا على طعام واحد وماتوا بعد شهور، ولكنه عاش لسنوات؟!"
وتملّك الغيظ الملك وأرسل في طلب السجان الموكل بحراسة الشيخ وسأله عن حاله، فقال السجان: إنه في صحة جيدة ويقضي وقته كله في الصلاة والعبادة وتلاوة القرآن، فسأله الملك: ألم يطلب منك شيئًا أو يحدثك عن شيء؟..
ليرد السجان قائلًا: كلا فقد عاش الشيخ في السجن طوال السنوات الماضية لم أسمعه يتكلم كلمة واحدة، ولكنه بالأمس طلب مني أن أنقل فرشته من جوار العمود الذي كان يجلس بجانبه إلى جانب عمود آخر..
فزجر الملك في غيظ، وصاح في غلظة: هذا لا يمكن أبدًا.. وخذ هذه الفروة وقدمها إليه.
وحمل السجان الفروة وقصد إلى الشيخ وأخبره: هذه الفروة مرسلة إليك من الملك..
وما كان من الشيخ إلا أن يبستم بوداعة وهدوء، ويتناول مسمارًا كان بجانبه قائلًأ للسجان: إنني قبلت هدية الملك، ورجائي أن تذهب إليه وتقدم هذا المسمار.
واستجاب السجان لرجاء الشيخ، وحمل المسمار إلى الملك، وما كاد الملك يتناول المسمار من السجان حتى تخاذل في مكانه، وعلا وجهه الوجوم، وصاح في حشرجة: أفرجوا عن المظلوم!
وأقبل الذين في بطانة الملك يسألونه عن السر في هذا التغيير المفاجئ، فقال: لقد وعظني هذا الشيخ عظة بالغة، وكشف لي عن حقيقة الحياة..
فقد طلب من السجان أن ينقل له الفرشة من عمود لعمود وهو يشير بذلك إلى القول المأثور "يأتي الله بالفرج " فأرسلت إليه مع السجان فروة وأنا أعني أن أقول له: "لو كان عمرك عدد شعر هذه الفروة من سنين فلن تخرج من السجن"..
فكان رده على ذلك بأن يبعث بمسمار ليقول لي: "وهل سمرت الفلك عن المسير وأخذت عهدًا على الدهر بالجمود"؟
ومن الذي يستطيع أن يمسك الفلك عن المسير مهما يكن من القوة والجبروت؟