إنهم يستطيعون بعيون براقة تنظيم الحديقة ، ويرنون عجباً إلى القمر والنجوم وكأنها من غرائب الكائنات . . » .
٨ _ بدأت الكتابة أول ما بدأت - كما قررنا - تصويرية حيث كانت الصورة تدل فيها على الفكرة ، ومع مرور الزمن اتجهت اللغة إلى أن تصبح أكثر تجريدية ، بينما اتخذت الصورة شكلاً عرفياً على حساب مستواها الفني ، ويبدو أن مشكلة الإستعمال الصوري ترتبط لا باللغة البدائية فحسب بل بما تفرع عنها من لغات .
والسؤال الآن هل تستخدم الصورة بكيفيات واحدة أو متمايزة اللغات . . ؟ ثم هل هناك لغات تجريديه وأخرى تشخيصية يقول « هنري بر » في تصديره لكتاب ( فندريس ) عن اللغة . . . الواقع أن هناك لغات تجريدية ولغات تشخيصية تقابل عقليات جنسية متعارضة ، النظر في هذا الصدد ملاحظات الأستاذ ( غرانيه ) M. H. Granet عن بعض خصائص اللغة والتفكير الصينيين التي نشرتها المجلة الفلسفية ، وفيها يبين أن دراسة المفردات تكشف عن طابع التصورات الصينية المسرف في التشخيص ، فالكلمات في جملتها تدل على أفكار فردية، وتعبر عن حالات منظوراً إليها من وجهة خاصة كل الخصوص . . . إن كلمات اللغة الصينية كما تلوح لنا ، وكما يشرحها الصينيون أنفسهم تقابل صوراً إدراكية مرتبطة من جهة بالأصوات التي كأنها مزودة بالقدرة على إثارة التفاصيل المميزة للصورة . ومن جهة أخرى بالكتابة الممثلة للاشارة التي تسجلها الذاكرة المحركة كأنها أمر جوهري .
٩ _ يجب أن نفرق بين العاطفة والشعور والإنفعال إحساس هاديء يميز الطبائع ، ويقابل الفكر . أما الشعور فهو فعل آني يصاحب الحدث ويتأثر به ، أي أنه حالة الوجدان أثناء تلقي الأحداث من الخارج . أما الإنفعال فليس هو المقابل التقليدي للفكر ، إنه حالة الوجدان بعد مرور مدة على تلقي الحدث، أي أنه فعل يقوم على الكمون ، ويقدر على الصدور في شكل تعبير ، وعندما كنا نستعمل هذا المصطلح لوصف الموقفين البدائي والشاعري ولغتهما فقد كنا لانشير إلى أوجه الإختلاف بينهما .
إن الإنفعال البدائي الساذج انفعال آني تلقائي يلازم طبيعة ذلك الإنسان الذي كان يعيش فيه وعليه باستمرار ، أما الإنفعال المشعري فهو نشاط مسترجع لا ينبثق فجأة وإنما يحتاج الى فترة كمون يتشكل خلالها تحت تأثير كل قوى النفس وطاقاتها
ويمكن أن نربط بين نوعي الإنفعال هذين وبين الفرق الذي أقمناه بين الإستعارة الشعرية الواعية ذات القصد ، وبين الإستعارة البدائية التي تجنح نحو الخلط والإضطراب .
١٠ _ لا تقتصر الصورة في التيارات الفلسفية الحديثة على مجرد الإشارات السالبة الواردة إلى الإنسجة المخية عبر القنوات العصبية ، أي مجرد المعلومات العاطلة أو الغفل التي يقوم الذهن بعكسها أو ترجمتها وتحويلها إلى معنى ، وإنما هي ناتج أو تشكيل نهائي لعملية معقدة شاقة يقوم بها الذهن الإنساني عن طريق ادماج الماضي بالحاضر والمستقبل وبواسطة الحذف والتعديل التركيب و الإنتخاب ، وربما كانت كلمة معرفة التي أشرنا إليها في هذا الصدد غير كافية لأنها أقرب إلى المطلق والتجريد ، والأفضل منها أن تستعمل كلمة المحيط أو العالم ، فالصورة على هذا الواسطة التي يرى بها كل المحيط ويتصرف تبعاً لها ، ويبني علاقاته على اساسها ، من هنا تعد دراستها دراسة لكل شيء انظر :. Baulding, K. E., «The image », Mitchigan, 1961.
١١ _ ويبدو أن يذهب معظم علماء النفس إلى أنه لا تفكير بلا صورة ، دور الصورة في عملية الإدراك تختلف أهميته من مدرسة نفسية إلى أخرى. ففي الوقت الذي تلعب فيه الدور الأهم في المدرسة الإرتباطية والتداعي، تكون لها أهمية أقل في علم النفس الحديث أنظر : Baldwin, J. M., «Dic. of philo. a psycho.», vol. 1, p.516.
١٢ _ أقصد هنا بالذات » غورمونت » « Gaurmont» و «هيوم» الذي تأثر به ، فقد خلق كل منهما وبطريقته تلك الضلالة التي شاعت في ميدان النقد ( على حد تعبير روبرت ) ، وهي أن الكلمات يجب أن تنبه صوراً بصرية ليس غير. وقد دفعت هذه الضلالة الكثير من الدارسين لير بطوا بين فن الرسم وفن الشعر دون أي مسوغ سوى الإنحراف وراء وجهات نظر لا يؤيدها فن الشعر ذاته . أنظر : M., « Critique of poetry, p 38,37,48. Roberts,
١٣ _ يمكن أن تربط بين تطور موقف ( ريتشاردز ) من الإستعارة بتطور موقفه من الخيال . وقد أشار كل من ( رانسوم » و « تيت » إلى أن فكر «ريتشاردز ) ونظريته عن المعرفة بدأتا تتحولان منذ أن أصدر كتابه عن خيال ( كولردج ) حيث يصل إلى الإعتقاد بأن المعرفة يمكن أن تكون عن طريق الخيال ، ويذكر ( هو توف ) في كتابه عن «ريتشاردز بأن هذا ليس تحولاً وإنما هو تطور لم ينته بكتابه السابق ، بل امتد إلى ما بعده .
١٤ _ يقول ( مري ) في مقاله عن الإستمارة ، في كتابه أقطار الذهن » مايلي . رغم خطورة ماتوحي به كلمة صورة فانها ضرورية لنا لأن الإستعارة والتشبيه تدخلان بنا دنيا التصنيف الرسمي لصور البلاغة ، أما كلمة ( صورة ) فتشمل الإثنتين ، ويمكننا أن نستخدمها لنعني بها اشتراكهما في الصفات الأساسية ، وإذا استطعنا أن أنها صورة بصرية في الغالب، وأبحنا لها أن تعني جزءاً مما تعني به كلمة الخيال التي نضفي عليها دلالة هامة شاملة . أي إذا اعتبرنا الصورة شيئاً غير قائم بذاته أو مستقلاً، ورأينا فيها أقوى آلة في يد ملكة التصور وأكثرها تفرداً فانها ستكون بلا ريب أثمن وأقوم من الكلمتين التقليدتين ( الإستعارة » و « التشبيه ) وما فيهما من ايحاء كاذب، ومن صيغة منطقية لا يمتان إلى دنيا الفن بصلة ولا يصلحان لها . . . .
١٥ _ هي المقولات أو الأنواع التي وضعها ( سكليتون ) للصورة : صورة بسيطة ، صورة تجريدية ، صورة آنية ، صورة مشعة أو منبثة ، صورة مجردة ، صورة مصاحبة ، صورة معقدة ، صورة مجردة مصاحبة ، صورة معقدة مجردة ، صورة تجريدية مصاحبة . . أنظر كتابه : معقدة -
The poetic pattern», pp. 90-91.
١٦ _ ينتهي التشبيه بالذات عند السكاكي إلى أن يكون أصلاً بنتهي لدراسة البلاغة لا مدخلاً لها ، ويعتبر أن من مهر فيه ملك زمام التدرب في فنون السحر البياني ، ومع مصطفى ناصف في كتابه الصورة الأدبية أن العرب عدت التشبيه فناً مستقلاً كالوصف والمديح والهجاء . ولكننا ندعي أنهم رفعوا من جامع الشبه بين المركبين في التشبيه والإستعارة على حساب بقية العناصر الأخرى .
۱۷ _ يقول ( ابن طباطبا ) في ( عيار الشعر ) : . . . . تأملت أشعار العرب وفتشت جميع تشبيهاتها وجدتها على ضروب مختلفة . فبعضها أحسن من بعض ، وبعضها ألطف من بعض . فأحسن التشبيهات ما إذا عكس لم ينتقص ، بل يكون كل مشبه بصاحبه مثل صاحبه ، ويكون صاحبه مشبهاً به صورة ومعنى
١٨ _ يقول « أولمان » الخصائص الأساسية للاستعارة » ا... من أن يكون المحمول والوسيلة فيها بعيدين عن بعضهما بعضاً إلى درجة ما ، ويجب أن يكون تشابههما مصحوباً بالاحساس باختلافهما ، وأن ينتميا إلى مجالين مختلفين من مجالات التفكير لأنهما إذا انتميا إلى محالين قريبين أكثر مما ينبغي اتصفت الصورة بالإزدواج ، أنظر كتابه « أسلوب الرواية الفرنسية » / ٢١٤ . وأنظر أيضاً : Nowattny, W., «< The lang. poets use », p. 23.
ويقرب من ذلك ما ذهب إليه عبد القاهر الجرجاني » في « أسرار البلاغة » إلى أنه كلما اشتد التباعد بين الشبيهين كان ذلك أمتع العقول وأطرب النفوس، ولذا كانت التشبيهات الخاصة المبتكرة التي يقع عليها الأدباء هي التي تؤثر تأثيراً أعمق لطرافتها ، وهي طرافة ترد في أغلب الأحيان إلى البعد الشديد بين جنسي المشبه والمشبه به .
۱۹ - يذهب ( بريسكون ) إلى أن عبارة « الإستعارة تشبيه مكثف التي شاعت في كتب البلاغة المدرسية لاتقل خطلاً وسخفاً عن عبارة التشبيه استعارة مفككة » التي نسبها النقاد وكلتا العبارتين غير
٨ _ بدأت الكتابة أول ما بدأت - كما قررنا - تصويرية حيث كانت الصورة تدل فيها على الفكرة ، ومع مرور الزمن اتجهت اللغة إلى أن تصبح أكثر تجريدية ، بينما اتخذت الصورة شكلاً عرفياً على حساب مستواها الفني ، ويبدو أن مشكلة الإستعمال الصوري ترتبط لا باللغة البدائية فحسب بل بما تفرع عنها من لغات .
والسؤال الآن هل تستخدم الصورة بكيفيات واحدة أو متمايزة اللغات . . ؟ ثم هل هناك لغات تجريديه وأخرى تشخيصية يقول « هنري بر » في تصديره لكتاب ( فندريس ) عن اللغة . . . الواقع أن هناك لغات تجريدية ولغات تشخيصية تقابل عقليات جنسية متعارضة ، النظر في هذا الصدد ملاحظات الأستاذ ( غرانيه ) M. H. Granet عن بعض خصائص اللغة والتفكير الصينيين التي نشرتها المجلة الفلسفية ، وفيها يبين أن دراسة المفردات تكشف عن طابع التصورات الصينية المسرف في التشخيص ، فالكلمات في جملتها تدل على أفكار فردية، وتعبر عن حالات منظوراً إليها من وجهة خاصة كل الخصوص . . . إن كلمات اللغة الصينية كما تلوح لنا ، وكما يشرحها الصينيون أنفسهم تقابل صوراً إدراكية مرتبطة من جهة بالأصوات التي كأنها مزودة بالقدرة على إثارة التفاصيل المميزة للصورة . ومن جهة أخرى بالكتابة الممثلة للاشارة التي تسجلها الذاكرة المحركة كأنها أمر جوهري .
٩ _ يجب أن نفرق بين العاطفة والشعور والإنفعال إحساس هاديء يميز الطبائع ، ويقابل الفكر . أما الشعور فهو فعل آني يصاحب الحدث ويتأثر به ، أي أنه حالة الوجدان أثناء تلقي الأحداث من الخارج . أما الإنفعال فليس هو المقابل التقليدي للفكر ، إنه حالة الوجدان بعد مرور مدة على تلقي الحدث، أي أنه فعل يقوم على الكمون ، ويقدر على الصدور في شكل تعبير ، وعندما كنا نستعمل هذا المصطلح لوصف الموقفين البدائي والشاعري ولغتهما فقد كنا لانشير إلى أوجه الإختلاف بينهما .
إن الإنفعال البدائي الساذج انفعال آني تلقائي يلازم طبيعة ذلك الإنسان الذي كان يعيش فيه وعليه باستمرار ، أما الإنفعال المشعري فهو نشاط مسترجع لا ينبثق فجأة وإنما يحتاج الى فترة كمون يتشكل خلالها تحت تأثير كل قوى النفس وطاقاتها
ويمكن أن نربط بين نوعي الإنفعال هذين وبين الفرق الذي أقمناه بين الإستعارة الشعرية الواعية ذات القصد ، وبين الإستعارة البدائية التي تجنح نحو الخلط والإضطراب .
١٠ _ لا تقتصر الصورة في التيارات الفلسفية الحديثة على مجرد الإشارات السالبة الواردة إلى الإنسجة المخية عبر القنوات العصبية ، أي مجرد المعلومات العاطلة أو الغفل التي يقوم الذهن بعكسها أو ترجمتها وتحويلها إلى معنى ، وإنما هي ناتج أو تشكيل نهائي لعملية معقدة شاقة يقوم بها الذهن الإنساني عن طريق ادماج الماضي بالحاضر والمستقبل وبواسطة الحذف والتعديل التركيب و الإنتخاب ، وربما كانت كلمة معرفة التي أشرنا إليها في هذا الصدد غير كافية لأنها أقرب إلى المطلق والتجريد ، والأفضل منها أن تستعمل كلمة المحيط أو العالم ، فالصورة على هذا الواسطة التي يرى بها كل المحيط ويتصرف تبعاً لها ، ويبني علاقاته على اساسها ، من هنا تعد دراستها دراسة لكل شيء انظر :. Baulding, K. E., «The image », Mitchigan, 1961.
١١ _ ويبدو أن يذهب معظم علماء النفس إلى أنه لا تفكير بلا صورة ، دور الصورة في عملية الإدراك تختلف أهميته من مدرسة نفسية إلى أخرى. ففي الوقت الذي تلعب فيه الدور الأهم في المدرسة الإرتباطية والتداعي، تكون لها أهمية أقل في علم النفس الحديث أنظر : Baldwin, J. M., «Dic. of philo. a psycho.», vol. 1, p.516.
١٢ _ أقصد هنا بالذات » غورمونت » « Gaurmont» و «هيوم» الذي تأثر به ، فقد خلق كل منهما وبطريقته تلك الضلالة التي شاعت في ميدان النقد ( على حد تعبير روبرت ) ، وهي أن الكلمات يجب أن تنبه صوراً بصرية ليس غير. وقد دفعت هذه الضلالة الكثير من الدارسين لير بطوا بين فن الرسم وفن الشعر دون أي مسوغ سوى الإنحراف وراء وجهات نظر لا يؤيدها فن الشعر ذاته . أنظر : M., « Critique of poetry, p 38,37,48. Roberts,
١٣ _ يمكن أن تربط بين تطور موقف ( ريتشاردز ) من الإستعارة بتطور موقفه من الخيال . وقد أشار كل من ( رانسوم » و « تيت » إلى أن فكر «ريتشاردز ) ونظريته عن المعرفة بدأتا تتحولان منذ أن أصدر كتابه عن خيال ( كولردج ) حيث يصل إلى الإعتقاد بأن المعرفة يمكن أن تكون عن طريق الخيال ، ويذكر ( هو توف ) في كتابه عن «ريتشاردز بأن هذا ليس تحولاً وإنما هو تطور لم ينته بكتابه السابق ، بل امتد إلى ما بعده .
١٤ _ يقول ( مري ) في مقاله عن الإستمارة ، في كتابه أقطار الذهن » مايلي . رغم خطورة ماتوحي به كلمة صورة فانها ضرورية لنا لأن الإستعارة والتشبيه تدخلان بنا دنيا التصنيف الرسمي لصور البلاغة ، أما كلمة ( صورة ) فتشمل الإثنتين ، ويمكننا أن نستخدمها لنعني بها اشتراكهما في الصفات الأساسية ، وإذا استطعنا أن أنها صورة بصرية في الغالب، وأبحنا لها أن تعني جزءاً مما تعني به كلمة الخيال التي نضفي عليها دلالة هامة شاملة . أي إذا اعتبرنا الصورة شيئاً غير قائم بذاته أو مستقلاً، ورأينا فيها أقوى آلة في يد ملكة التصور وأكثرها تفرداً فانها ستكون بلا ريب أثمن وأقوم من الكلمتين التقليدتين ( الإستعارة » و « التشبيه ) وما فيهما من ايحاء كاذب، ومن صيغة منطقية لا يمتان إلى دنيا الفن بصلة ولا يصلحان لها . . . .
١٥ _ هي المقولات أو الأنواع التي وضعها ( سكليتون ) للصورة : صورة بسيطة ، صورة تجريدية ، صورة آنية ، صورة مشعة أو منبثة ، صورة مجردة ، صورة مصاحبة ، صورة معقدة ، صورة مجردة مصاحبة ، صورة معقدة مجردة ، صورة تجريدية مصاحبة . . أنظر كتابه : معقدة -
The poetic pattern», pp. 90-91.
١٦ _ ينتهي التشبيه بالذات عند السكاكي إلى أن يكون أصلاً بنتهي لدراسة البلاغة لا مدخلاً لها ، ويعتبر أن من مهر فيه ملك زمام التدرب في فنون السحر البياني ، ومع مصطفى ناصف في كتابه الصورة الأدبية أن العرب عدت التشبيه فناً مستقلاً كالوصف والمديح والهجاء . ولكننا ندعي أنهم رفعوا من جامع الشبه بين المركبين في التشبيه والإستعارة على حساب بقية العناصر الأخرى .
۱۷ _ يقول ( ابن طباطبا ) في ( عيار الشعر ) : . . . . تأملت أشعار العرب وفتشت جميع تشبيهاتها وجدتها على ضروب مختلفة . فبعضها أحسن من بعض ، وبعضها ألطف من بعض . فأحسن التشبيهات ما إذا عكس لم ينتقص ، بل يكون كل مشبه بصاحبه مثل صاحبه ، ويكون صاحبه مشبهاً به صورة ومعنى
١٨ _ يقول « أولمان » الخصائص الأساسية للاستعارة » ا... من أن يكون المحمول والوسيلة فيها بعيدين عن بعضهما بعضاً إلى درجة ما ، ويجب أن يكون تشابههما مصحوباً بالاحساس باختلافهما ، وأن ينتميا إلى مجالين مختلفين من مجالات التفكير لأنهما إذا انتميا إلى محالين قريبين أكثر مما ينبغي اتصفت الصورة بالإزدواج ، أنظر كتابه « أسلوب الرواية الفرنسية » / ٢١٤ . وأنظر أيضاً : Nowattny, W., «< The lang. poets use », p. 23.
ويقرب من ذلك ما ذهب إليه عبد القاهر الجرجاني » في « أسرار البلاغة » إلى أنه كلما اشتد التباعد بين الشبيهين كان ذلك أمتع العقول وأطرب النفوس، ولذا كانت التشبيهات الخاصة المبتكرة التي يقع عليها الأدباء هي التي تؤثر تأثيراً أعمق لطرافتها ، وهي طرافة ترد في أغلب الأحيان إلى البعد الشديد بين جنسي المشبه والمشبه به .
۱۹ - يذهب ( بريسكون ) إلى أن عبارة « الإستعارة تشبيه مكثف التي شاعت في كتب البلاغة المدرسية لاتقل خطلاً وسخفاً عن عبارة التشبيه استعارة مفككة » التي نسبها النقاد وكلتا العبارتين غير
تعليق