يُعدُ مصطلح المناعة المدربة مصطلحًا مناعيًا جديدًا نسبيًا أشار إليه الباحث ميهاي نيتيا ورفاقه في الثامن عشر من أيار عام 2011 من خلال ورقة بحثية نُشِرَت في مجلة «سيل هوست آند مايكروب Cell Host & Microbe» بعنوان المناعة المدربة: ذاكرة لدفاعات المضيف الفطرية، ما أدى إلى تغيير المفهوم السائد بأن الجهاز المناعي المكتسب هو المسؤول الوحيد عن المناعة طويلة الأمد.
ما المناعة؟
يؤدي الجهاز المناعي وظائفه المتمثلة في محاربة العوامل الممرضة ووقاية الجسم منها ومحاربة الأورام وغيرها من الوظائف عبر مجموعة كبيرة ومتنوعة من الخلايا تُصنف في مجموعتين رئيسيتين: المناعة الفطرية والمناعة المكتسبة.
تتميز المناعة الفطرية باستجابة سريعة وغير نوعية ضد العوامل الممرضة والأذية النسيجية، بينما تتميز المناعة المكتسبة باستجابة بطيئة نسبيًا ونوعية مرتفعة.
تتعرف خلايا الجهاز المناعي الفطري مثل وحيدات النوى والبالعات الكبيرة على العوامل الممرضة الأجنبية من خلال مستقبلات التعرف على الأنماط وتؤدي إلى سلسلة من الظواهر الخلوية مثل البلعمة وحركية الخلايا والقضاء على العوامل الممرضة وإنتاج السيتوكينات المحرضة للحوادث الالتهابية.
يتعرف الجهاز المناعي المتكيف أو المكتسب على العوامل الممرضة ويقضي عليها عبر مجموعة متخصصة من خلايا الدم البيضاء تُدعى الخلايا اللمفاوية وتُقسم إلى نوعين رئيسيين: الخلايا البائية المسؤولة عن الاستجابة المناعية المتواسطة بالأضداد، والخلايا التائية المسؤولة عن الاستجابة المناعية المتواسطة بالخلايا.
يتفعل كل من الجهاز المناعي الفطري والمكتسب تلقائيًا بعد دخول العامل الممرض إلى الجسم. بشكل معاكس للمناعة الفطرية، تستغرق استجابة الجهاز المناعي المكتسب وقتًا طويلًا نسبيًا لكنهُ يؤمّن نوعيةً مرتفعة ووقايةً طويلة الأمد ضد العوامل الممرضة.
ظن علماء المناعة على مدى العديد من العقود المنصرمة أن الجهاز المناعي المكتسب هو المسؤول الوحيد عن تشكل الذاكرة المناعية لكن أثبتت العديد من الدراسات الحديثة أن الجهاز المناعي الفطري وعلى وجه الخصوص الخلايا وحيدة النوى والبالعات الكبيرة يمكن أيضًا أن تُطور ذاكرة مناعية!
ما المناعة المدربة؟
يشير مصطلح المناعة المدربة إلى قدرة الجهاز المناعي الفطري على تطوير مناعة مكتسبة ووقاية طويلة الأمد من الغزو المتكرر للجسم من قبل العوامل الممرضة.
تتشكل المناعة المدربة نتيجة تعديلات فوق جينية تؤثر على العديد من مسارات الانتساخ الخلوية بواسطة محفزات داخلية المنشأ أو خارجية المنشأ تُعِيد برمجة المسارات الاستقلابية في الخلايا المناعية الفطرية وتبين في السنوات الأخيرة أن المناعة المدربة تشكل وقاية ضد العوامل الممرضة تتراوح من ثلاثة أشهر إلى سنة.
تُقسم الاستجابة المناعية المدربة إلى نمطين رئيسيين: المناعة المدربة المحيطية المتواسطة بوحيدات النوى الجوالة في الدم والبالعات الكبيرة النسيجية، والمناعة المدربة المركزية المتواسطة بالخلايا الجذعية المولدة للدم في نقي العظم.
ما محفزات المناعة المدربة؟
تحفز العديد من العوامل مثل مركب بيتا غلوكان ولقاح بي سي جي المناعة المدربة، ويظن العلماء أن الوقاية غير النوعية ضد العدوى الثانية المتواسطة بلقاح بي سي جي ناتجة عن تشكل المناعة المدربة. بالإضافة إلى ذلك، تُعزى الاستجابة المناعية المتواسطة بلقاح بي سي جي ضد العديد من السرطانات مثل اللمفوما وابيضاض الدم وسرطان المثانة والميلانوما إلى تحفيز المناعة المدربة المتواسطة بوحيدات النوى والبالعات الكبيرة.
تحريض المناعة المدربة:
تتعدل العديد من المسارات الاستقلابية بعد دخول العامل الممرض إلى الجسم مثل عملية تحلل السكر وحلقة كريبس واستقلاب الحموض الدسمة، ما يؤدي إلى إنتاج العديد من المستقلبات مثل الفيومارات والأستيل كوأنزيم-أ التي تعدل فاعلية العديد من الأنزيمات المسؤولة عن إعادة البرمجة الفوق جينية مؤديةً إلى تغيير مواضع الأستلة والمثيلة على العديد من الجينات المسؤولة عن الاستجابة المناعية الفطرية.
يستهدف كل من مركب بيتا غلوكان ولقاح بي سي جي تعديلات فوق جينية متمثلة في تُغير المثيلة الثلاثية على الهستونات في الموقع H3K4 من خلال كل من سبيلي التأشير نود2 ودي أكتين-1 بالترتيب، ما يؤدي إلى تفعيل وحيدات النوى والبالعات الكبيرة وتحفيز إنتاج السيتوكينات وتغيير الحالة الاستقلابية الخلوية من الفسفرة التأكسدية إلى تحلل السكر الهوائي.
فوائد المناعة المدربة:
يُشكل تحفيز المناعة المدربة استراتيجية علاجية محتملة لإدارة العديد من الحالات الصحية المرتبطة بخلل وظيفة الجهاز المناعي مثل السرطان، وإضافةً إلى ذلك يمكن أن يُشكل تحفيز المناعة المدربة باللقاحات الحية مثل لقاح بي سي جي والحصبة ولقاح شلل الأطفال الفموي نهجًا فعالًا لعلاج المرضى الذين يعانون أمراضًا شديدة العدوى مثل كوفيد-19.
الآثار الضارة للمناعة المدربة:
على الرغم من الفوائد العديدة للمناعة المدربة في محاربة العوامل الممرضة والوقاية منها؛ يمكن أن تسبب آثارًا ضارة في ظروف مُحددة. يؤدي فرط تفعيل الجهاز المناعي الفطري لفترة طويلة الأمد ورد الفعل المناعي المتزايد استجابةً لتكرار العدوى إلى ربط المناعة المدربة بتطور العديد من الأمراض الالتهابية مثل التصلب العصيدي، وربط الباحثون العديد من الأنماط الظاهرية للمناعة المدربة مثل ازدياد إنتاج السيتوكينات والهستون ثلاثي المثيلة على الموقع H3K4 في منطقة المحضض بحالات فرط كولسترول الدم.
أشارت دراسات حديثة على نماذج فأرية إلى احتمالية ارتباط المناعة المدربة بتطور الأمراض العصبية التنكسية مثل مرض الزهايمر مشيرةً إلى أن الالتهاب الجهازي المزمن يحفز تعديلات وظيفية وفوق جينية على الخلايا الدبقية الدقيقة المشابهة للمناعة المدربة المحيطية مؤديةً إلى تراكم غير طبيعي لمركبات بيتا أميلويد وزيادة تأذي الشبكة العصبية الدماغية.
يُعتبر التفعيل القوي للجهاز المناعي أحد أهم المعايير لمحاربة الخلايا السرطانية ولكن رغم ذلك فإن الالتهاب المزمن المرتبط بالمناعة المدربة يمكن أن يتورط في تطور السرطان، إضافةً إلى أن السيتوكينات المحفزة للالتهابات مثل إنترلوكين 6 وعامل النخر الورمي المُنتجة من قبل الخلايا المناعية الفطرية المدربة تحفز العديد من السرطانات مثل سرطان الرئة والثدي وسرطان الخلايا الحرشفية الفموية.
ما المناعة؟
يؤدي الجهاز المناعي وظائفه المتمثلة في محاربة العوامل الممرضة ووقاية الجسم منها ومحاربة الأورام وغيرها من الوظائف عبر مجموعة كبيرة ومتنوعة من الخلايا تُصنف في مجموعتين رئيسيتين: المناعة الفطرية والمناعة المكتسبة.
تتميز المناعة الفطرية باستجابة سريعة وغير نوعية ضد العوامل الممرضة والأذية النسيجية، بينما تتميز المناعة المكتسبة باستجابة بطيئة نسبيًا ونوعية مرتفعة.
تتعرف خلايا الجهاز المناعي الفطري مثل وحيدات النوى والبالعات الكبيرة على العوامل الممرضة الأجنبية من خلال مستقبلات التعرف على الأنماط وتؤدي إلى سلسلة من الظواهر الخلوية مثل البلعمة وحركية الخلايا والقضاء على العوامل الممرضة وإنتاج السيتوكينات المحرضة للحوادث الالتهابية.
يتعرف الجهاز المناعي المتكيف أو المكتسب على العوامل الممرضة ويقضي عليها عبر مجموعة متخصصة من خلايا الدم البيضاء تُدعى الخلايا اللمفاوية وتُقسم إلى نوعين رئيسيين: الخلايا البائية المسؤولة عن الاستجابة المناعية المتواسطة بالأضداد، والخلايا التائية المسؤولة عن الاستجابة المناعية المتواسطة بالخلايا.
يتفعل كل من الجهاز المناعي الفطري والمكتسب تلقائيًا بعد دخول العامل الممرض إلى الجسم. بشكل معاكس للمناعة الفطرية، تستغرق استجابة الجهاز المناعي المكتسب وقتًا طويلًا نسبيًا لكنهُ يؤمّن نوعيةً مرتفعة ووقايةً طويلة الأمد ضد العوامل الممرضة.
ظن علماء المناعة على مدى العديد من العقود المنصرمة أن الجهاز المناعي المكتسب هو المسؤول الوحيد عن تشكل الذاكرة المناعية لكن أثبتت العديد من الدراسات الحديثة أن الجهاز المناعي الفطري وعلى وجه الخصوص الخلايا وحيدة النوى والبالعات الكبيرة يمكن أيضًا أن تُطور ذاكرة مناعية!
ما المناعة المدربة؟
يشير مصطلح المناعة المدربة إلى قدرة الجهاز المناعي الفطري على تطوير مناعة مكتسبة ووقاية طويلة الأمد من الغزو المتكرر للجسم من قبل العوامل الممرضة.
تتشكل المناعة المدربة نتيجة تعديلات فوق جينية تؤثر على العديد من مسارات الانتساخ الخلوية بواسطة محفزات داخلية المنشأ أو خارجية المنشأ تُعِيد برمجة المسارات الاستقلابية في الخلايا المناعية الفطرية وتبين في السنوات الأخيرة أن المناعة المدربة تشكل وقاية ضد العوامل الممرضة تتراوح من ثلاثة أشهر إلى سنة.
تُقسم الاستجابة المناعية المدربة إلى نمطين رئيسيين: المناعة المدربة المحيطية المتواسطة بوحيدات النوى الجوالة في الدم والبالعات الكبيرة النسيجية، والمناعة المدربة المركزية المتواسطة بالخلايا الجذعية المولدة للدم في نقي العظم.
ما محفزات المناعة المدربة؟
تحفز العديد من العوامل مثل مركب بيتا غلوكان ولقاح بي سي جي المناعة المدربة، ويظن العلماء أن الوقاية غير النوعية ضد العدوى الثانية المتواسطة بلقاح بي سي جي ناتجة عن تشكل المناعة المدربة. بالإضافة إلى ذلك، تُعزى الاستجابة المناعية المتواسطة بلقاح بي سي جي ضد العديد من السرطانات مثل اللمفوما وابيضاض الدم وسرطان المثانة والميلانوما إلى تحفيز المناعة المدربة المتواسطة بوحيدات النوى والبالعات الكبيرة.
تحريض المناعة المدربة:
تتعدل العديد من المسارات الاستقلابية بعد دخول العامل الممرض إلى الجسم مثل عملية تحلل السكر وحلقة كريبس واستقلاب الحموض الدسمة، ما يؤدي إلى إنتاج العديد من المستقلبات مثل الفيومارات والأستيل كوأنزيم-أ التي تعدل فاعلية العديد من الأنزيمات المسؤولة عن إعادة البرمجة الفوق جينية مؤديةً إلى تغيير مواضع الأستلة والمثيلة على العديد من الجينات المسؤولة عن الاستجابة المناعية الفطرية.
يستهدف كل من مركب بيتا غلوكان ولقاح بي سي جي تعديلات فوق جينية متمثلة في تُغير المثيلة الثلاثية على الهستونات في الموقع H3K4 من خلال كل من سبيلي التأشير نود2 ودي أكتين-1 بالترتيب، ما يؤدي إلى تفعيل وحيدات النوى والبالعات الكبيرة وتحفيز إنتاج السيتوكينات وتغيير الحالة الاستقلابية الخلوية من الفسفرة التأكسدية إلى تحلل السكر الهوائي.
فوائد المناعة المدربة:
يُشكل تحفيز المناعة المدربة استراتيجية علاجية محتملة لإدارة العديد من الحالات الصحية المرتبطة بخلل وظيفة الجهاز المناعي مثل السرطان، وإضافةً إلى ذلك يمكن أن يُشكل تحفيز المناعة المدربة باللقاحات الحية مثل لقاح بي سي جي والحصبة ولقاح شلل الأطفال الفموي نهجًا فعالًا لعلاج المرضى الذين يعانون أمراضًا شديدة العدوى مثل كوفيد-19.
الآثار الضارة للمناعة المدربة:
على الرغم من الفوائد العديدة للمناعة المدربة في محاربة العوامل الممرضة والوقاية منها؛ يمكن أن تسبب آثارًا ضارة في ظروف مُحددة. يؤدي فرط تفعيل الجهاز المناعي الفطري لفترة طويلة الأمد ورد الفعل المناعي المتزايد استجابةً لتكرار العدوى إلى ربط المناعة المدربة بتطور العديد من الأمراض الالتهابية مثل التصلب العصيدي، وربط الباحثون العديد من الأنماط الظاهرية للمناعة المدربة مثل ازدياد إنتاج السيتوكينات والهستون ثلاثي المثيلة على الموقع H3K4 في منطقة المحضض بحالات فرط كولسترول الدم.
أشارت دراسات حديثة على نماذج فأرية إلى احتمالية ارتباط المناعة المدربة بتطور الأمراض العصبية التنكسية مثل مرض الزهايمر مشيرةً إلى أن الالتهاب الجهازي المزمن يحفز تعديلات وظيفية وفوق جينية على الخلايا الدبقية الدقيقة المشابهة للمناعة المدربة المحيطية مؤديةً إلى تراكم غير طبيعي لمركبات بيتا أميلويد وزيادة تأذي الشبكة العصبية الدماغية.
يُعتبر التفعيل القوي للجهاز المناعي أحد أهم المعايير لمحاربة الخلايا السرطانية ولكن رغم ذلك فإن الالتهاب المزمن المرتبط بالمناعة المدربة يمكن أن يتورط في تطور السرطان، إضافةً إلى أن السيتوكينات المحفزة للالتهابات مثل إنترلوكين 6 وعامل النخر الورمي المُنتجة من قبل الخلايا المناعية الفطرية المدربة تحفز العديد من السرطانات مثل سرطان الرئة والثدي وسرطان الخلايا الحرشفية الفموية.