تويت
الفاسي (محمد بن أحمد بن علي -)
(775-832هـ/1373-1429م)
تقي الدين أبو الطيب محمد بن أحمد بن علي الفاسي المالكي، أصله من فاس ومولده ووفاته بمكة المكرمة، وهو مؤرخ عالم بالأصول، حافظ للحديث، كان مذهبه مالكياً وتولى منصب قاضي المالكية في مكة لفترة معينة. ذكر المقريزي مكانته العلمية فقال عنه: «إنه كان بحر علم لم يخلف بالحجاز مثله بعد»، وتجلى ذلك في المؤلفات والتصنيفات التي كتبها مثل «شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام»، و«ذيل كتاب النبلاء للذهبي»، و«إرشاد المناسك إلى أدب الناسك»، و«مختصر حياة الحيوان للدميري»، وله كتاب «العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين». وهو مؤلف من ثمانية أجزاء من رجال ونساء وقضاة وخطباء وأئمة وتراجم من وسع المسجد الحرام وبنى المدارس والربط والسقايات والآبار وغيرها، وقد ذكر في مقدمة الكتاب مكة وموقعها الجغرافي، وذكر الآيات والأحاديث في تشريفها وتفضيلها على غيرها من البلدان وإعلام ما فيها من مدارس وربط ومناسك الحج والعمرة والمسجد الحرام وزمزم والكعبة المشرفة. وأما الجزء الأول من الكتاب فقد خصصه للحديث عن القبائل العربية التي سكنت مكة المكرمة في الجاهلية كقريش وغيرها، وإقامة حلف الفضول والغزوات التي تعرضت لها مكة في العصر الجاهلي وفي الإسلام. كما بدأ بترجمة لحياة النبي محمد r وسيرته، ثم أتبعها بترجمة من اسمه محمد من أعيان مكة من محمد بن أبي بكر إلى محمد بن ثابت الحسن الناصح، وخصّص الجزء الثاني كله للتعريف بأعيان مكة من محمد بن عامر الجهني حتى محمد المعروف بالقدسي. وفي الجزء الثالث يبدأ بالتراجم لحرف الألف من أحمد بن إبراهيم العطار وينتهي بالجزء الثامن بتراجم عن نساء مكة المكرمة وخاصة نساء النبي.
سدّ نشر هذا الكتاب العظيم فراغاً في المكتبة العربية، فهو أكبر موسوعة في تاريخ مكة المكرمة التي ارتبطت أرضها الحرام بأداء ركن من أركان الإسلام، وقلّ أن تجد عالماً من علماء المسلمين إلا وصلها حاجّاً أو مجاوراً، ومن هنا تأتي قيمة كتاب «العقد الثمين» الذي حذا فيه مؤلفه الفاسي حذو من سبقه من المؤرخين العرب، كالخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» وابن يونس في «تاريخ مصر» وابن عساكر في «تاريخ دمشق».
توفي الفاسي وعمره سبع وخمسون سنة قضاها في العلم والتعلم.
محمد أحمد
(775-832هـ/1373-1429م)
تقي الدين أبو الطيب محمد بن أحمد بن علي الفاسي المالكي، أصله من فاس ومولده ووفاته بمكة المكرمة، وهو مؤرخ عالم بالأصول، حافظ للحديث، كان مذهبه مالكياً وتولى منصب قاضي المالكية في مكة لفترة معينة. ذكر المقريزي مكانته العلمية فقال عنه: «إنه كان بحر علم لم يخلف بالحجاز مثله بعد»، وتجلى ذلك في المؤلفات والتصنيفات التي كتبها مثل «شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام»، و«ذيل كتاب النبلاء للذهبي»، و«إرشاد المناسك إلى أدب الناسك»، و«مختصر حياة الحيوان للدميري»، وله كتاب «العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين». وهو مؤلف من ثمانية أجزاء من رجال ونساء وقضاة وخطباء وأئمة وتراجم من وسع المسجد الحرام وبنى المدارس والربط والسقايات والآبار وغيرها، وقد ذكر في مقدمة الكتاب مكة وموقعها الجغرافي، وذكر الآيات والأحاديث في تشريفها وتفضيلها على غيرها من البلدان وإعلام ما فيها من مدارس وربط ومناسك الحج والعمرة والمسجد الحرام وزمزم والكعبة المشرفة. وأما الجزء الأول من الكتاب فقد خصصه للحديث عن القبائل العربية التي سكنت مكة المكرمة في الجاهلية كقريش وغيرها، وإقامة حلف الفضول والغزوات التي تعرضت لها مكة في العصر الجاهلي وفي الإسلام. كما بدأ بترجمة لحياة النبي محمد r وسيرته، ثم أتبعها بترجمة من اسمه محمد من أعيان مكة من محمد بن أبي بكر إلى محمد بن ثابت الحسن الناصح، وخصّص الجزء الثاني كله للتعريف بأعيان مكة من محمد بن عامر الجهني حتى محمد المعروف بالقدسي. وفي الجزء الثالث يبدأ بالتراجم لحرف الألف من أحمد بن إبراهيم العطار وينتهي بالجزء الثامن بتراجم عن نساء مكة المكرمة وخاصة نساء النبي.
سدّ نشر هذا الكتاب العظيم فراغاً في المكتبة العربية، فهو أكبر موسوعة في تاريخ مكة المكرمة التي ارتبطت أرضها الحرام بأداء ركن من أركان الإسلام، وقلّ أن تجد عالماً من علماء المسلمين إلا وصلها حاجّاً أو مجاوراً، ومن هنا تأتي قيمة كتاب «العقد الثمين» الذي حذا فيه مؤلفه الفاسي حذو من سبقه من المؤرخين العرب، كالخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» وابن يونس في «تاريخ مصر» وابن عساكر في «تاريخ دمشق».
توفي الفاسي وعمره سبع وخمسون سنة قضاها في العلم والتعلم.
محمد أحمد