بحر المجتث
هو أحد البحور الشعرية، وسمي بهذا الاسم لأنه اجتث من البحر الخفيف، وذلك بإسقاط تفعيلته الأولى، أما الخليل بن أحمد الفراهيدي فأسماه المجتث "لأنه أجتث؛ أي قُطع من طويل دائرته"، ويرى البستاني في مقدمة الإلياذة أن بحر المجتث لا يصلح نظمه في الإنشاد والتواشيح الخفيفة، وللبحر المجتث نوع واحد وإن تعددت ألوانه.
تفعيلات بحر المجتث
يكون وزن بحر المجتث وتفعيلاته كالآتي:
مُستفعلن فاعلاتن
مستفعلن فاعلاتن
- - ب-/ -ب--
--ب- / -ب--
مفتاح بحر المجتث
مفتاح بحر المجتث الذي اصطلح عليه العروضيين هو:
إن جُثت الحركات مستفعلن فاعلاتُ
ومثاله قول الشاعر:
أنت الحبيب ولكن هذي فعال الأعادي
--ب-/ ب ب-- --ب-/-ب--
أنواع البحر المجتث
يأتي البحر المجتث على ثلاثة أنواعٍ أو صور، لكلٍّ منها تفعيلاتها على النحو الآتي:
المجتث الصحيح: وتكون عروضه على وزن فاعلاتن وضربه كذلك، كقول الشاعر:
يا ظالما لستُ أدري
أدعو لهُ أم عليهِ
يا ظالِ من / لس تُ أدري أدعو لَ هو أم ع لي هي
--ب-/-ب-- --ب-/ -ب--
مُستفعلن فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
المجتث المخبون: وهو ما كانت عروضه على وزن " فعلاتن"، وكذلك ضربه، كما في قول الشاعر:
واصلتُ فيك رجائي
لما قطعت رجائي
وا صل تُ / في كَ رَ جا ئي لم ما ق طع/ تُ ر جا ئي
--ب-/ ب ب--
--ب- / ب ب—
مستفعلن فعلاتن مستفعلن فعلاتتن
المجتث المشعث: ويأتي عروض هذا النوع على وزن "فاعلاتن"، وضربه "فالاتن" لتصبح التفعيلة مفعوله، ومن ذلك قول الشاعر:
الغيد زهرُ أنيق
تعددت رباهُ
ال غي دُ زه/ رُن أ ني قنْ ت عد د دت/ ري يا هو
--ب- /-ب--
ب-ب- /---
مستفعلن فاعلاتن
متفعلن فالاتن
خصائص البحر المجتث
من الخصائص التي امتاز بهما بحر المجتث، هي:
يعد من أكثر البحور ملائمة للغناء والإيقاع الموسيقي.
يشابه بحر الخفيف في اللفظ ويختلف بالنسبة لترتيب نظمه.
نماذج من البحر المجتث
وردت الكثير من الأشعار التي نُظمت على بحر المجتث، ومن أشهرها قصيدة لبشار بن البرد، قوله:
يا مالِكَ الناسِ في مَسيرِهِمُ
وَفي المُقامِ المُطيرِ مِن رَهَبِه
لا تَخشَ غَدري وَلا مُخالَفَتي
كُلُّ اِمرِىءٍ راجِعٌ إِلى حَسَبِه
كَشَفتَ عَن مَرتَعٍ دُجُنَّتَهُ عَوداً
وَكُنتَ الطَبيبَ مِن وَصَبِه
وَلَستَ بِالحازِمِ الجَليلِ إِذا
اِغ تَرَّ وَلا بِالمُغتَرِّ في نَسَبِه
وَرُبَّما رابَني النَذيرُ فَعَم
مَيتُ رَجاءَ الأَصَمِّ عَن رِيَبِه
عِندي مِنَ الشُبهَةِ البَيانُ
وما تَطلُبُ إِلّا البَيانَ مِن حَلَبِه
إِن كُنتَ تَنوي بِهِ الهَلاكَ فَما
تَعرِفُ رَأسَ الهَلاكِ مِن ذَنَبِه
وَإِن يُدافِع بِكَ الخُطوبَ
فَما دافَعتَ خَطباً بِمِثلِهِ مَلَبِه
سَيفُكَ لا تَنثَني مَضارِبُهُ
يَهتَزُّ مِن مائِهِ وَفي شُطَبِه
تَرنو إِلَيهِ العَروسُ عائِذَةً
فَلا يَمَلُّ الحَدّابُ مِن عَجَبِه
يَصدُقُ في دينِهِ وَمَوعِدِهِ
نَعَم وَيُعطى النَدى عَلى كَذِبِه
لِلَهِ ما راحَ في جَوانِحِهِ
مِن لُؤلُؤٍ لا يُنامُ عَن طَلَبِه
وقول أبو فراس الحمداني:
يا معشر الناس هل
لي مما لقيت مجيرُ
أصاب غرة قلبي
ذاك الغزال الغرير
فعمر ليلي طويلٌ
وعمر يومي قصيرُ