((صفحة من الحياة))
??
◾◾مرض زوجها مرضاً شديداً ، وقد زاده التقدّم في العمر شدةً ألْزمتْه الفراش ، لها خمسة أطفال كالزهور وكانت في بداية حملها بالسادس حينما داهم زوجها المرض الشديد، شعرتْ بأن مسؤولية عظيمة ستقع على عاتقها، وزاد إحساسها بالألم حينما ناولها زوجها ورقة رسمية فيها وصيّة لأبيها جدّ الأولاد يوصيه بهذه الأسرة الصغيرة ، وأخبر زوجته بأن ابنه الأكبر من زوجته الأولى سيسافر به إلى (أسمرة) بأريتريا للعلاج
-سبحان مغيّر الأحوال-
و أخبرهاأنه قدوكَلها وأولادهما إلى الله سبحانه وتعالى قائلاً( اللهم إني أكل إليك أولادي وأمهم فاحفظهم بما تحفظ به عبادك الصالحين)
فاضت عيناها بالدموع وهي تودّع زوجها الحبيب، كما فاضت عيناه بدموع غزارٍ برغم محاولته التجلّد أمامها .
قالت بعدوداعه لجارتها التي تراها كأمها: أشعر ياأم سعيد في هذه اللحظة بأنني لن أرى زوجي مرةً أخرى ، وصدق شعورها فقد كان ذلك هو موقف الوداع الأخير، حزمت حقائبها وانطلقت بأولادهامع أبيها إلى القرية ، وفي القرية بدأت حياة حافلة بمسؤوليات الأب والأم في وقت واحد، وكان همها أن تربي ابنيها وبناتها الأربع تربية صالحة قائمة على الثقة بالله والعصاميّة والصبر .
بعد ما يقرب من ثلاثين عاماً جلست جلسة عائلية مع أولادها وأحفادها وهي تقول: ( اللهم إن زوجي قد وكَلنا إليك ، وقد وكَلت نفسي وأولادي إليك ففتحت لنا أبواب التوفيق والنجاح وسخّرت لنا أبي وأمي وأخي وأخواتي فكانوا لنا عوناً بعدك وسندا ، اللهم لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه )، روح عالية من الثقة بالله وصدق اللجوء إليه ، رسمتْ لهذه الأسرة أقوم طريقٍ وأجمله ، وصدق ابنُها الأكبر حينما قال:
{إذا وَصَلْنا بربّ الكون أنفسَنا
فما الذي في حياةِ الناس نخشاهُ}
وقد قال مصوراً حياتهم في منزلهم الصغير:
( فيه أمٌّ ولها ستّةُ أطفال صغارْ
ولها في الله آمالٌ كبارْ)
??
◾◾مرض زوجها مرضاً شديداً ، وقد زاده التقدّم في العمر شدةً ألْزمتْه الفراش ، لها خمسة أطفال كالزهور وكانت في بداية حملها بالسادس حينما داهم زوجها المرض الشديد، شعرتْ بأن مسؤولية عظيمة ستقع على عاتقها، وزاد إحساسها بالألم حينما ناولها زوجها ورقة رسمية فيها وصيّة لأبيها جدّ الأولاد يوصيه بهذه الأسرة الصغيرة ، وأخبر زوجته بأن ابنه الأكبر من زوجته الأولى سيسافر به إلى (أسمرة) بأريتريا للعلاج
-سبحان مغيّر الأحوال-
و أخبرهاأنه قدوكَلها وأولادهما إلى الله سبحانه وتعالى قائلاً( اللهم إني أكل إليك أولادي وأمهم فاحفظهم بما تحفظ به عبادك الصالحين)
فاضت عيناها بالدموع وهي تودّع زوجها الحبيب، كما فاضت عيناه بدموع غزارٍ برغم محاولته التجلّد أمامها .
قالت بعدوداعه لجارتها التي تراها كأمها: أشعر ياأم سعيد في هذه اللحظة بأنني لن أرى زوجي مرةً أخرى ، وصدق شعورها فقد كان ذلك هو موقف الوداع الأخير، حزمت حقائبها وانطلقت بأولادهامع أبيها إلى القرية ، وفي القرية بدأت حياة حافلة بمسؤوليات الأب والأم في وقت واحد، وكان همها أن تربي ابنيها وبناتها الأربع تربية صالحة قائمة على الثقة بالله والعصاميّة والصبر .
بعد ما يقرب من ثلاثين عاماً جلست جلسة عائلية مع أولادها وأحفادها وهي تقول: ( اللهم إن زوجي قد وكَلنا إليك ، وقد وكَلت نفسي وأولادي إليك ففتحت لنا أبواب التوفيق والنجاح وسخّرت لنا أبي وأمي وأخي وأخواتي فكانوا لنا عوناً بعدك وسندا ، اللهم لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه )، روح عالية من الثقة بالله وصدق اللجوء إليه ، رسمتْ لهذه الأسرة أقوم طريقٍ وأجمله ، وصدق ابنُها الأكبر حينما قال:
{إذا وَصَلْنا بربّ الكون أنفسَنا
فما الذي في حياةِ الناس نخشاهُ}
وقد قال مصوراً حياتهم في منزلهم الصغير:
( فيه أمٌّ ولها ستّةُ أطفال صغارْ
ولها في الله آمالٌ كبارْ)