فرنسا
تعدُّ فرنسا France أكبر الدول الأوربية مساحة بعد روسيا، إذ تبلغ مساحتها نحو 551602كم2، بما فيها مساحة الجزر الساحلية البالغة 2300كم2، ومساحة جزيرة كورسيكا البالغة 8747كم2، وبذلك تشغل 55% من مساحة أوربا. وهي بلد شديد الاندماج، فأبعد مسافة من الشرق إلى الغرب 974كم، ومن الشمال إلى الجنوب 950كم، وأعلى قمة جبلية فرنسية هي قمة مون بلان Mont Blanc، إذ يبلغ ارتفاعها 4807م. وتستطيع سواحل فرنسا أن تتصل بالداخل بسهولة عن طريق فتحات سهلية واسعة تقع في ظهيرها، كما تتميز فرنسا بسهولة اتصالها الخارجي، حيث تطل على البحر المتوسط والمحيط الأطلسي وبحر المانش، إضافة إلى اتصالها الداخلي مع دول القارة، مما جعل فرنسا ملتقى لحضارات متنوعة انصهرت بالتدريج، فكانت الأمة الفرنسية المتجانسة .
تقع فرنسا بين دائرتي عرض 42 ْ و51 ْ شمالاً، وخطي طول 2 ْغرباً و8 ْ شرقاً، ويحدها من الشمال بحر المانش ، ومن الغرب المحيط الأطلسي، ومن الجنوب البحر المتوسط. ويبلغ طول حدودها البحرية 2693كم، ولفرنسا حدود مع معظم دول غربي أوربا، يبلغ طول حدودها مع بلجيكا 650كم، ومع لكسمبورغ 73كم من جهة الشمال الشرقي، ومع ألمانيا 450كم، وسويسرا 572كم، وإيطاليا 515كم من جهة الشرق، ومع إسبانيا من جهة الجنوب الغربي 650كم، وهي أطول الحدود البرية لفرنسا مع الدول المجاورة، وبذلك يصبح الطول الكلي للحدود البرية الفرنسية 2970كم.
هذا الموقع الممتاز جعل فرنسا دولة ذات اتصال مباشر مع القارة الأوربية من جهة، وبقية أجزاء العالم من جهة أخرى. وتتميز فرنسا التي تعدُّ من أقدم الدول الأوربية، وأكثرها فعالية، بتفوق ورجحان كفة القوى الجاذبة التي جعلتها من أكثر الدول الأوربية استقراراً.
الجغرافية الطبيعية
تتمثل أقدم أجزاء الأرض الفرنسية من الناحية الجيولوجية في الكتلة الوسطى وكتل شبه جزيرة بريتاني Bretagne في أقصى الشمال الغربي، والآردن Ardenne والفوج Vosges في مناطق الجبال في الشرق، وهي تعود في نشأتها إلى العصرين الفحمي والبرمي، حينما تسببت حركات أرضية واسعة المدى في رفع سلاسل من الجبال الالتوائية. تأثرت هذه السلاسل بفعل التعرية عبر ملايين السنين، فتحولت إلى سهول حتية. وقد تكرر طغيان البحر عليها في فترات طويلة، فترسبت فوقها تكوينات كلسية ورملية وصلصالية. وفي فترات الجفاف والتصحر اكتسحت التعرية معظم هذه الرسوبيات من فوقها، ومن ثم برزت الصخور الأقدم على شكل حافات طويلة، قليلة الارتفاع، تحيط بها سهول أكثر انخفاضاً، تغطيها صخور أحدث. وفي أثناء فترة الالتواءات تعرضت السلاسل الجبلية القديمة المتآكلة للتفلق والتكسر، وتحطمت إلى كتل عديدة، وصحب عمليات التمزق نشاط بركاني، وعمليات تعرية كشفت عن صخور ما قبل الكمبري، وصخور الزمن الأول، أو إلى إظهار صخور متداخلة كالغرانيت، كما تحوي الضهور Horsts الهرسينية صخوراً متحولة كالشيست والأردواز، إضافة إلى رسوبيات قديمة كالحجر الكلسي والصخر الرملي والرماد البركاني.
وقد كانت تأثيرات الحركات الألبية على التراكيب الهرسينية متفاوتة، وبلغ أشدها في الهضبة الوسطى التي ارتفعت حافتها الشرقية بشكل شبه قائم، بينما ينحدر الجانب الغربي للكتلة انحداراً لطيفاً إلى حوض الأكيتين Aquitaine، وتعدُّ الهضبة الوسطى Massif Central أعظم الضهور وأكبرها، إذ تشغل سدس مساحة فرنسا. وفي بريتاني في الشمال الغربي من البلاد تبرز الالتواءات الأرموريكية Armoricain من الدور الفحمي، وكانت أقل الضهور الهرسينية تأثراً بالالتواء الألبي، ولا يزيد متوسط ارتفاعها على 90 متراً.
عُرفت الأرض الفرنسية بتنوع المظهر الجغرافي، فالإقليمان الشمالي والغربي يتكونان أساساً من سهول منبسطة ومتموجة، في حين ترتفع التلال والجبال في الأقاليم الشرقية والوسطى والجنوبية.
ففي الجنوب ترتفع جبال البيرينيه Pyrenées ارتفاعاً فجائياً من السهول في الجنوب، وتحوي سلاسلها الضيقة كتلاً من الصخور الهرسينية Hercynien التي احتوتها الرسوبيات الملتوية ورفعتها معها، وتتميز هذه الجبال بأنها أكثر اتصالاً وأقل احتواء للممرات من الألب.
أما جبال الجورا Jura فهي أشبه بالتلال منها بالجبال، وهي عبارة عن قوس كبيرة تمتد من النهاية الجنوبية لوادي الراين إلى جنوب بحيرة جنيف، وتتكون من حافات التوائية منتظمة مكونة من الصخور الكلسية.
إلى الجنوب من بحيرة جنيف، تقع جبال الألب الفرنسية، حيث يقسمها وادي الدراك Drac، ووداي الإزير Isère إلى قطاعين شمالي يعرف بالألب العالية والألب الأماميةPré -Alpes ، وجنوبي يعرف بالألب المنخفضة.
إلى الجنوب من الالتواءات الألبية، تقع كتلتا مور Maures وإستريل Estérel القديمتين في البروفانس Provence، وهما بقايا كتلة قارية قديمة، كانت تشغل قسماً من البحر المتوسط، وتعدُّ جزيرة كورسيكا الجبلية جزءاً من تلك الكتلة. وعلى طول ساحل البحر المتوسط يقع سهل متطاول تكتنفه جبال الألب والهضبة الوسطى. وتعرف سهول الممر الممتد من دلتا نهر الرون Rhone في الجنوب إلى حضيض الفوج في الشمال بدهليز أو منخفض الرون - سونRhône-Saône ، وهو يمثل مدخلاً استراتيجياً مهماً من البحر المتوسط إلى شمالي فرنسا، ويرتبط هذا السهل بحوض الأكيتين عن طريق بوابة كركاسون Carcassonne بين البيرينيه والهضبة الوسطى.
المناخ
تقع فرنسا في العروض الوسطى المعتدلة، وعلى الجانب الغربي من الكتلة الأوربية القارية. تطل على سواحل المحيط الأطلسي في الشمال والغرب، وسواحل البحر المتوسط في الجنوب، مما هيأ لفرنسا مناخاً عاماً من نوع المناخ البحري المعتدل، لكن تنوع مظاهر السطح وتأثير التيارات البحرية القادمة من المحيط الأطلسي، ووقوع سواحلها الجنوبية تحت تأثير الرياح الغربية المارة على البحر المتوسط، ووقوع مناطقها الشرقية تحت تأثير المؤثرات القارية وخاصة في فصل الشتاء، حيث يزداد التأثير القاري على معظم أنحاء فرنسا الداخلية؛ كل هذا جعل الأمطار قليلة في فصل الشتاء، وتنحصر على السواحل الغربية. وفي فصل الصيف تشمل الأمطار كل الأقاليم الفرنسية، باستثناء المنطقة المطلة على البحر المتوسط والتي تتلقى أمطارها في فصل الشتاء. وعموماً فإن الرياح الغربية هي الرياح السائدة في البلاد. تتناقص كمية الأمطار من 1250مم في البيرينيه الغربية، و1000مم في بريتاني في أقصى الشمال الغربي إلى 500مم في شرق هذه المنطقة، وبالقرب من الساحل تكون السماء ملبدة بالغيوم في معظم الأوقات، في حين تنقشع الغيوم بالاتجاه نحو الشرق.
من حيث الحرارة، في المناطق الشمالية من البلاد والغربية القريبة من المحيط الأطلسي، فإن المدى الحراري السنوي لا يزيد على 10 ْم، وكمية الهطل تصل إلى 800مم سنوياً، وتبلغ الحرارة الدنيا في مدينة بريست Brest في بريتاني في كانون أول نحو 7.2 ْْم وفي شهر تموز تبلغ درجة الحرارة القصوى 17.2 ْم.
في حوض باريس الواقع إلى الشرق من منطقة بريتاني، يزداد الدفء في الصيف، ويشتد البرد في الشتاء. يبلغ متوسط درجة حرارة باريس في شهر كانون أول 5.2 ْم وفي شهر تموز 18.6 ْم، وكمية الأمطار 570مم.
في منطقة الأكيتين في الجنوب،من الإقليم البحري، يتصف المناخ بالاعتدال شتاء وبالدفء صيفاً، ويسقط المطر طوال العام، ولا يقل الهطل عن 700مم سنوياً، وتراوح حرارة مدينة بوردو بين 4 ْم في كانون أول و20 ْم في تموز. وفي المناطق الشرقية الفرنسية يسود مناخ ترتفع فيه الحرارة صيفاً (19 ْم في ستراسبورغ)، ومتوسط حرارة شهر كانون أول صفر مئوية وكمية الهطل السنوية 700مم، ويزيد الهطل السنوي في المرتفعات، ليصل إلى 1250مم، وكثير منه يتساقط على شكل ثلوج. وفي الأراضي المشرفة على البحر المتوسط يتميز المناخ بصيف حار وجاف، وشتاء معتدل وممطر، في الغرب من هذه المنطقة تبلغ درجة الحرارة في مونبلييه 5 ْم وفي مرسيليا 6 ْم، ونيس 8 ْم، أما حرارة الصيف فيبلغ متوسطها 22 ْم في مونبلييه، و22 ْم في مرسيليا و23 ْم في نيس، وتصل كمية الهطل إلى 1000مم في كل من مونبلييه ونيس و580مم في مرسيليا.
الأقاليم الجغرافية
ـ الحوض الباريسي
يعدُّ هذا الحوض أهم سهول غربي أوربا، سواء من حيث المساحة أو من حيث الإنتاج الزراعي والصناعي. ويقع الحوض الباريسي في جملته تقريباً دون ارتفاع 180م، عدا الجزء الشرقي منه. وكان حوض باريس في الماضي منخفضاً بحرياً أرسبت فوقه تكوينات في الزمنين الثاني والثالث الجيولوجيين، وقد عملت التعرية بعد ذلك على تعرية الأجزاء اللينة، ونتج من ذلك ظهور كتل صخرية شديدة المقاومة لا تزال مبعثرة. وينصرف معظم مياه الحوض الباريسي نحو الشمال الغربي، وكل الأنهار في هذا الجزء من فرنسا صالحة للملاحة، مما أعطى المدن أهمية خاصة، وتتصل بنهر السين[ر] روافد عديدة، حتى نهاية مجراه في بحر المانش[ر]. وقد أدى التباين في التركيب الصخري ومظاهر السطح إلى اختلاف طبيعة الترب في الحوض الباريسي، ونتج من ذلك التنوع في استغلال الأراضي، فمثلاً توجد زراعة المحاصيل كالحبوب والخضراوات والكرمة بجانب المراعي الخاصة بتربية الأبقار والأغنام، بينما تشتهر المنطقة الوسطى من الحوض الباريسي بخصوبة تربتها، فيزرع فيها القمح والشعير على نطاق واسع، كما يزرع الشوندر السكري والخضراوات وأنواع الفاكهة لتغطية حاجة المدن وخاصة مدينة باريس.
توجد في الحوض الباريسي الصناعات الثقيلة كصناعة السيارات والطائرات، وقد ساعد النقل المائي الرخيص على تشجيع تلك الصناعات وغيرها، ويمتاز الحوض الباريسي بصيف أكثر دفئاً، وشتاء أكثر برودة، وبمطر أقل مما يهطل على الساحل الغربي لفرنسا، إذ تبلغ كمية الأمطار وسطياً نحو 570مم في السنة.
أهم مدن هذا الإقليم هي العاصمة باريس. وقد نشأت مركزاً سكنياً صغيراً فوق جزيرة،عند نقطة عبور مهمة على نهر السين، ثم اتسعت على جانبي النهر عبر جسور كثيرة. وهذا الموقع جعل من باريس ميناء نهرياً مهماً. وباريس ليست عاصمة إدارية فحسب بل هي من أكبر المراكز التجارية والسياحية، ومركز انطلاق الطرق البرية والحديدية والجوية، وهي أكبر مدينة صناعية في أوربا، كما تشتهر باريس بتجارة الكماليات والمجوهرات والعطور والملابس الراقية. وتضم في الوقت الحاضر أكثر من 13 جامعة، أشهرها جامعة السوربون العريقة ذات الشهرة العالمية.
يُقدَّر عدد سكان باريس مع ضواحيها بنحو 9.845 مليون نسمة في عام 2004، في حين بلغ عدد سكانها ضمن حدودها الإدارية نحو ثلاثة ملايين نسمة.
ـ الإقليم الشمالي الشرقي:
يقسم هذا الإقليم إلى نطاقين: الأول بحري والثاني داخلي، وتنتشر الكثبان الرملية في النطاق البحري قرب الساحل، وتغطي الترب الصلصالية النطاق الداخلي.
تجود زراعة القمح والشوندر السكري والكتان في الإقليم الساحلي، أما النطاق الداخلي فهو نطاق الزراعة الكثيفة المتمثلة في زراعة القمح والشوندر السكري والكتان والبطاطا، كما يزرع فيه العلف لتغذية الأبقار من أجل حليبها.
وعلى الرغم من أهمية الزراعة، فإن النشاط التعديني في هذا الإقليم يتفوق في أهميته. وقد أقيمت في هذا الجزء صناعات مهمة،وخاصة صناعة الحديد والفولاذ، والصناعة النسيجية والغذائية، والصناعات الكيمياوية وغيرها. وتعدُّ صناعة النسيج الأكثر أهمية في هذا النطاق، وهي صناعة قديمة اعتمدت على صوف الأغنام التي تربى في الإقليم والمناطق المجاورة، وعلى الكتان المحلي، ويعمل في هذه الصناعة ما ينوف على 900 ألف نسمة من سكان الإقليم. ومن أهم مدن الإقليم مدينة كاليه Calais وهي تقع في أقرب نقطة عبور إلى الجزر البريطانية، وفيها بعض الصناعات الصغيرة، ثم مدينة دنكرك Dunkerque وهي ميناء اصطناعي أنشئ ليخدم الإقليم الصناعي الواقع حولها، ويوجد في المدينة مصفاة لتكرير النفط ومصنع للفولاذ والآلات، ومصانع للنسيج.
أكبر مدن الإقليم هي مدينة ليل، التي يتجاوز عدد سكانها مليون نسمة مع الضواحي، وهي أكبر مدينة صناعية للأقمشة في فرنسا، وتعدُّ المركز الرئيس لصناعة القطنيات، كما تصنع الصوف والكتان والكيماويات، وهي ثاني مدن فرنسا بعد باريس شهرة في صناعة الملابس الجاهزة، إلى جانب كونها عاصمة الإقليم.
ـ حوض الأكيتين والغارون Bassin d’Aquitaine et de Garonne
هو سهل رسوبي خصيب تحيط به جبال البيرينيه في الجنوب، وهضبة الكتلة المركزية في الشمال والشرق، والمحيط الأطلسي في الغرب. يتكون نطاقه الساحلي من سهل منخفض، تكثر فيه الرمال والمستنقعات، وقد عملت الحكومة الفرنسية على تخفيض حدة الرياح، وتثبيت الرمال بوساطة زراعة الأشجار،بهدف حماية المناطق الزراعية. والجزء الأوسط من هذا الحوض يمثل منطقة زراعية مهمة تنتج الذرة والقمح والخضراوات والفاكهة. ويعدُّ هذا الحوض الإقليم الرئيس لزراعة الذرة في فرنسا.
أهم مدينة في هذا الإقليم هي بوردو Bordeaux، وتقع في الغرب، عند المصب الخليجي لنهر الغارون. وهي الميناء الرئيس في الغرب الفرنسي، وتتركز فيها كثير من الصناعات، وأهمها صناعة الطائرات ومصانع الورق والخشب والصناعات الغذائية.
ومن المدن المهمة في الإقليم مدينة تولوز Toulouse، وهي مركز ثقافي في جنوبي فرنسا، وبها جامعة كبيرة، وتضم المدينة صناعات عديدة ومهمة، وخاصة صناعة الطائرات، والأجهزة الكهربائية، والمنسوجات، والصناعات الغذائية، خاصة وإن المنطقة غنية بالمنتجات الزراعية المتنوعة. ويشتهر الجزء الشمالي الساحلي من الإقليم بصيد السمك وتعليبه.
ـ الكتلة المركزية Massif Central
يطلق عليها كذلك اسم الهضبة الوسطى، وهي تمثل كتلة قديمة مثلثة الشكل، تشغل ما يقارب سدس مساحة فرنسا، ويبلغ متوسط ارتفاعها نحو 900م، ولا يزيد أعلى ارتفاع فيها على 1890م. وتتكون من صخور بلورية قديمة كالغرانيت والشيست والأردواز، إضافة إلى اللافا والرماد البركاني ويلاحظ تنوع كبير في مناخها، ففي أطرافها الغربية، يسود مناخ غربي أوربا، حيث تعظم المؤثرات البحرية مع هبوب الرياح الغربية القادمة من المحيط الأطلسي، وتكون السماء مغطاة بالغيوم، ويزداد الهطل، وفي شرقي الهضبة يسود المناخ القاري، والذي يتميز بارتفاع درجة الحرارة صيفاً وانخفاضها شتاء، كما يزداد الهطل في النصف الصيفي من السنة. وفي مدينة كليرمون - فيران Clermont-Ferrand التي تقع على ارتفاع 390م في شمالي الهضبة، تبلغ حرارة كانون أول نحو 9 ْم والمدى الحراري السنوي 17 ْم، وفي مدينة بوي دو دوم Puy de Dôme التي تقع على ارتفاع 1471م في الهضبة، يبلغ المتوسط الحراري لشهر كانون أول - 2.2 ْم ، ولشهر تموز 11.1 ْم، وكمية الهطل السنوية 115سم.
تتصف الكتلة المركزية بمراعيها الفقيرة، وخاصة الأجزاء الشرقية منها، حيث تربى الأبقار والأغنام. ويعتمد اقتصاد الهضبة على الثروة الحيوانية ومنتجاتها، وزراعة القمح والبطاطا، لذلك قامت في المنطقة صناعة الألبان ومنتجاتها والتي يتم تسويقها في معظم جهات فرنسا.
وأخيراً لابد من الإشارة إلى وجود خامات الحديد في الهضبة ومناجم للفحم والتي ساعدت على قيام صناعات معدنية مبكرة، استنفذ القسم الأكبر من مخزوناتها. وأشهر مدن الهضبة مدينة فيشي Vichy المشهورة بمياهها المعدنية التي تباع في فرنسا والبلدان الأخرى، ثم مدينة كليرمون - فيران وفيها مصانع للآلات والمنسوجات.
ويمكن القول إن الكتلة المركزية من الأقاليم الفرنسية فقيرة حيث ينتقل السكان منها إلى المدن الكبرى للبحث عن العمل وتحسين الأوضاع المعيشية.
ـ الإقليم الشرقي
يشمل جبال الفوج Vosges وسهل الألزاس Alsace، وجبال الجورا Jura. ويشغل سهل الألزاس الجانب الغربي من وادي نهر الراين Rhin ويراوح اتساعه بين 16 و40كم. مناخ الألزاس من نوع المناخ القاري، والهطل لا يتجاوز 560مم ويسقط صيفاً، وترتفع جبال الفوج الهرسينية النشأة على امتداد الجانب الغربي لوادي الرين الأخدودي، وتنقسم جبال الفوج إلى قسمين: شمالي وجنوبي، تفصل بينهما بوابة السافيرن Saverne وهي الممر السهل الوحيد الذي يخترق الجبال.
تتكون جبال الفوج العالية من صخور بلورية وخاصة النيس والغرانيت والشيست. ويبلغ متوسط ارتفاعها نحو 900م، ترعى فيها الأغنام والأبقار، وتكسو الغابات بعض أجزائها وهي مستغلة للحصول على الأخشاب، وعلى المنحدرات الشرقية للجبال تنتشر مزارع الكروم المنتجة للخمور، كما يزرع في المنطقة القمح، والشعير والشوندر السكري والبطاطا، والفواكه، والخضراوات، وخاصة في سهل الألزاس.
مدينة ستراسبورغ Strasbourg هي أكبر مدن الألزاس، تتقاطع عندها طرق المواصلات الشمالية والجنوبية على طول وادي الراين، والشرقية - الغربية بين الحوض الباريسي والمناطق الصناعية في ألمانيا. تضم المدينة صناعات مهمة مثل صناعة الآلات والكيماويات والأدوات الكهربائية ودباغة الجلود وبها مصانع للبيرة والتبغ والتعليب.
أما منطقة الجورا الفرنسية فقد كانت مغطاة بالغابات، ولكنها أزيلت، خصوصاً في المساحات الصالحة للزراعة والرعي، وظل الرعي الحرفة الرئيسة للسكان، وتعدُّ منتجات الألبان مصدر الدخل الرئيس في المنطقة.
وفي نطاق الساحل الجنوبي الشرقي، والذي يعرف باسم «الشاطئ اللازوردي» Côte d‘Azure تزرع الورود وتستخرج منها العطور الممتازة، كما تنمو أشجار الدراق والخضراوات المبكرة، ويعرف «الكوت دازور» بالريفييرا الفرنسية، ويشتهر بشواطئه المشمسة شتاءً وأماكن الترفيه والاصطياف فيه وتجارته في الكماليات، وأشهر هذه المدن كان Cannes ونيس Nice (ومونت كارلو Monte Carlo في إمارة موناكو) . ومدينة ستراسبورغ أكبر مدينة في الجزء الشرقي من الإقليم، وتعدُّ مرسيليا أكبر مدن «الكوت دازور» وصل عدد سكانها إلى 1230000 نسمة عام 2004 مع الضواحي. وتضم هذه المدينة أكبر جالية من بلدان المغرب العربي وخاصة الجزائر، وهي مركز صناعي مهم، من أهم صناعاتها تكرير النفط، وصناعة الكيمياويات والسفن، ومدينة طولون هي قاعدة الأسطول الفرنسي على البحر المتوسط، وفيها ترسانة حربية.
الجغرافية البشرية
بلغ تعداد السكان في فرنسا نحو 58722 ألف نسمة عام 1968، ارتفع العدد إلى 60424 ألف نسمة في عام 2004، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 63085 ألف نسمة في عام 2025.
شغلت فرنسا المرتبة العشرين بين دول العالم من حيث التعداد السكاني لعام 2004، والمرتبة الأربعين من حيث المساحة. بلغ معدل النمو السكاني بين عامي 1991-2000 نحو 4.0%، وكان نحو 7.0% في الفترة 1960-1991، بلغت الكثافة السكانية نحو 109 شخص/كم2 في عام 2000.
وفي الحرب العالمية الأولى تكبدت فرنسا خسائر بشرية فادحة قدرت بنحو مليون و350 ألف قتيل، استعيض منها بهجرة أجنبية إلى فرنسا، خاصة من الإسبان والبولنديين. وبعد عام 1945، صدرت تشريعات تخص حماية الأسرة وتشجيع الإنجاب، تعويضاً من الخسائر البشرية في الحرب العالمية الثانية وما سبقها، وأثمرت هذه التشريعات زيادة في معدلات المواليد حتى عام 1964، إذ بدأ هذا العام يعرف انخفاضاً في هذه المعدلات من جديد، ومنذ عام 1982 ثبت معدل الخصوبة حول نسبة 1.8 طفل للمرأة الواحدة، أما وفيات الأطفال فكانت 0.1% في عام 1980، ثم تدنت بسبب تطور العناية الطبية والصحية إلى 0.072% في العام 1998، أما معدل عمر الحياة فوصل إلى 80.9 سنة للنساء و72.7 سنة للرجال، والهرم العمري يشير إلى أن سن الفتوة، أي من هم دون العشرين سنة، كانت نسبتهم 30.7% من مجموع السكان في نهاية السبعينات، وتدنت إلى 26.5% في التسعينات، في حين أن نسبة المعمرين (فوق 65 سنة) انتقلت من 13.9% إلى 14.2%، وبلغت نسبة السكان الحضر نحو 77% من مجموع السكان في عام 2000، وبلغت نسبة النمو السنوي لسكان الحضر 0.7% في الفترة 1991-2000، وبلغ معدل نمو سكان الأرياف 23% من مجموع السكان.
يعيش أكثر من ثلاثة أرباع الفرنسيين في المدن والأحياء التي يزيد عدد سكانها على ألفي شخص، ويسكن الناس في الأبنية الكبيرة، كما يفضل بعض سكان باريس والمدن الأخرى أبنية قديمة تتوافر فيها وسائل الراحة التقليدية، وقد أقيمت مناطق سكنية خاصة بالطبقة الوسطى في ضواحي المدن مع توفير وسائل النقل الكافية لانتقال السكان، ويتمتع معظم أهل الريف بوسائل الراحة والرفاهية التي تتوافر لأهل المدن.
تضم فرنسا جالية عربية كبيرة جاءت من بلدان المغرب العربي، ويقيم معظمهم في المدن الكبرى مثل باريس ومرسيليا وغيرها.
من الناحية الدينية، يدين 75% من الفرنسيين بالمذهب الكاثوليكي و2% بروتستنت و4% مسلمون و18% ملحدون و1% يهود.
الجغرافية الاقتصادية
اشتهرت فرنسا منذ القديم بلداً زراعياً، ولا تزال تعدُّ من أهم الدول الزراعية في العالم، فهي أول منتج زراعي في الاتحاد الأوربي. تبلغ مساحة الأرض الصالحة للزراعة نحو 32.5% من مجمل مساحة الأرض الفرنسية، وقد دخلتها مكننة متطورة جداً، وأصبحت توفر نحو 4% من قيمة الناتج العام في البلاد، وهو موزع بين 52% للمنتجات النباتية و48% للمنتجات الحيوانية. وتبلغ المساحة التي تغطيها الغابات في فرنسا 26.9%.
بلغ إنتاج فرنسا من القمح نحو 15 مليون طن في عام 1972، ثم تطور الإنتاج حتى وصل إلى 30582 ألف طن في عام 2003، محتلة المرتبة الرابعة في العالم بإنتاج القمح، والذي تنتشر زراعته في مختلف الأقاليم الفرنسية، لكنه يجود بوضوح في المناطق الشمالية حيث الترب الخصيبة، أو حيث تستخدم الأسمدة على نطاق واسع، كما في سهول الفلاندر الفرنسية، وشمالي الألزاس، وشمالي بريتاني.
بلغت الصادرات الفرنسية من القمح في عام 2002 (13678411طن) محتلة المرتبة الثالثة بين دول العالم بعد الولايات المتحدة وأستراليا، وبلغ إنتاج الذرة الصفراء (11898) ألف طن في عام 2003 محتلة المرتبة الخامسة بين دول العالم، ومن الواضح تفوق إنتاج القمح. ومن الحبوب الأخرى الشوفان، ويستخدم علفاً للحيوانات، والشعير وهو يستخدم في صناعة الجعة، كما تنتشر زراعة البطاطا، وخاصة في الشمال وبريتاني والألزاس والهضبة الوسطى، وإنتاجها مخصص للاستهلاك المحلي في معظمه، وقسم منه مخصص للتصدير.
ومن المحاصيل الزراعية المهمة الأخرى الكرمة التي تنتج كميات كبيرة ومتنوعة من العنب، ويستخدم الجزء الأعظم من العنب في صناعة النبيذ والخمور التي اشتهرت بها فرنسا.
ولتربية الحيوان أهمية كبيرة، وتزيد مساحة المراعي على 42% من مساحة البلاد، لذلك تنتشر تربية الأبقار والأغنام في مختلف الأقاليم الفرنسية، وهي منتجة للألبان واللحوم والصوف.
تشرف فرنسا على سواحل طويلة على المحيط الأطلسي والبحر المتوسط، ولذلك يتم اصطياد أنواع كثيرة من الأسماك وخاصة السردين والتونة.
مصادر الوقود محدودة الكمية والنوعية، ويعدُّ الفحم أهم مصادر الوقود، وتتركز احتياطيات الفحم في حقل الشمال، وهو امتداد للحقل البلجيكي، كما يوجد الفحم في حقول أخرى أقل أهمية في اللورين والهضبة الوسطى والبا دو كاليه Pas de Calais. كما يوجد الغاز الطبيعي بالقرب من كتلة البيرينيه الشرقية.
الثروة المعدنية في فرنسا متنوعة، لكن خام الحديد هو الأهم، وحقل اللورين أكبر حقوله، ويتجاوز احتياطيه 2250 مليون طن، ونسبة الفلز تبلغ 33%، ونسبة الفسفور (1.7-1.9)، وتوجد حقول أخرى لخام الحديد، احتياطاتها متواضعة.
كما توجد معادن أخرى مستثمرة في فرنسا، وخاصة البوتاس والملح الصخري واليورانيوم والزنك والقصدير والنيكل.
محمد الحمادي
تعدُّ فرنسا France أكبر الدول الأوربية مساحة بعد روسيا، إذ تبلغ مساحتها نحو 551602كم2، بما فيها مساحة الجزر الساحلية البالغة 2300كم2، ومساحة جزيرة كورسيكا البالغة 8747كم2، وبذلك تشغل 55% من مساحة أوربا. وهي بلد شديد الاندماج، فأبعد مسافة من الشرق إلى الغرب 974كم، ومن الشمال إلى الجنوب 950كم، وأعلى قمة جبلية فرنسية هي قمة مون بلان Mont Blanc، إذ يبلغ ارتفاعها 4807م. وتستطيع سواحل فرنسا أن تتصل بالداخل بسهولة عن طريق فتحات سهلية واسعة تقع في ظهيرها، كما تتميز فرنسا بسهولة اتصالها الخارجي، حيث تطل على البحر المتوسط والمحيط الأطلسي وبحر المانش، إضافة إلى اتصالها الداخلي مع دول القارة، مما جعل فرنسا ملتقى لحضارات متنوعة انصهرت بالتدريج، فكانت الأمة الفرنسية المتجانسة .
تقع فرنسا بين دائرتي عرض 42 ْ و51 ْ شمالاً، وخطي طول 2 ْغرباً و8 ْ شرقاً، ويحدها من الشمال بحر المانش ، ومن الغرب المحيط الأطلسي، ومن الجنوب البحر المتوسط. ويبلغ طول حدودها البحرية 2693كم، ولفرنسا حدود مع معظم دول غربي أوربا، يبلغ طول حدودها مع بلجيكا 650كم، ومع لكسمبورغ 73كم من جهة الشمال الشرقي، ومع ألمانيا 450كم، وسويسرا 572كم، وإيطاليا 515كم من جهة الشرق، ومع إسبانيا من جهة الجنوب الغربي 650كم، وهي أطول الحدود البرية لفرنسا مع الدول المجاورة، وبذلك يصبح الطول الكلي للحدود البرية الفرنسية 2970كم.
هذا الموقع الممتاز جعل فرنسا دولة ذات اتصال مباشر مع القارة الأوربية من جهة، وبقية أجزاء العالم من جهة أخرى. وتتميز فرنسا التي تعدُّ من أقدم الدول الأوربية، وأكثرها فعالية، بتفوق ورجحان كفة القوى الجاذبة التي جعلتها من أكثر الدول الأوربية استقراراً.
قمة مون بلان أعلى قمة جبلية فرنسية |
وقد كانت تأثيرات الحركات الألبية على التراكيب الهرسينية متفاوتة، وبلغ أشدها في الهضبة الوسطى التي ارتفعت حافتها الشرقية بشكل شبه قائم، بينما ينحدر الجانب الغربي للكتلة انحداراً لطيفاً إلى حوض الأكيتين Aquitaine، وتعدُّ الهضبة الوسطى Massif Central أعظم الضهور وأكبرها، إذ تشغل سدس مساحة فرنسا. وفي بريتاني في الشمال الغربي من البلاد تبرز الالتواءات الأرموريكية Armoricain من الدور الفحمي، وكانت أقل الضهور الهرسينية تأثراً بالالتواء الألبي، ولا يزيد متوسط ارتفاعها على 90 متراً.
عُرفت الأرض الفرنسية بتنوع المظهر الجغرافي، فالإقليمان الشمالي والغربي يتكونان أساساً من سهول منبسطة ومتموجة، في حين ترتفع التلال والجبال في الأقاليم الشرقية والوسطى والجنوبية.
جبال البيرينيه الفرنسية |
أما جبال الجورا Jura فهي أشبه بالتلال منها بالجبال، وهي عبارة عن قوس كبيرة تمتد من النهاية الجنوبية لوادي الراين إلى جنوب بحيرة جنيف، وتتكون من حافات التوائية منتظمة مكونة من الصخور الكلسية.
إلى الجنوب من بحيرة جنيف، تقع جبال الألب الفرنسية، حيث يقسمها وادي الدراك Drac، ووداي الإزير Isère إلى قطاعين شمالي يعرف بالألب العالية والألب الأماميةPré -Alpes ، وجنوبي يعرف بالألب المنخفضة.
إلى الجنوب من الالتواءات الألبية، تقع كتلتا مور Maures وإستريل Estérel القديمتين في البروفانس Provence، وهما بقايا كتلة قارية قديمة، كانت تشغل قسماً من البحر المتوسط، وتعدُّ جزيرة كورسيكا الجبلية جزءاً من تلك الكتلة. وعلى طول ساحل البحر المتوسط يقع سهل متطاول تكتنفه جبال الألب والهضبة الوسطى. وتعرف سهول الممر الممتد من دلتا نهر الرون Rhone في الجنوب إلى حضيض الفوج في الشمال بدهليز أو منخفض الرون - سونRhône-Saône ، وهو يمثل مدخلاً استراتيجياً مهماً من البحر المتوسط إلى شمالي فرنسا، ويرتبط هذا السهل بحوض الأكيتين عن طريق بوابة كركاسون Carcassonne بين البيرينيه والهضبة الوسطى.
المناخ
تقع فرنسا في العروض الوسطى المعتدلة، وعلى الجانب الغربي من الكتلة الأوربية القارية. تطل على سواحل المحيط الأطلسي في الشمال والغرب، وسواحل البحر المتوسط في الجنوب، مما هيأ لفرنسا مناخاً عاماً من نوع المناخ البحري المعتدل، لكن تنوع مظاهر السطح وتأثير التيارات البحرية القادمة من المحيط الأطلسي، ووقوع سواحلها الجنوبية تحت تأثير الرياح الغربية المارة على البحر المتوسط، ووقوع مناطقها الشرقية تحت تأثير المؤثرات القارية وخاصة في فصل الشتاء، حيث يزداد التأثير القاري على معظم أنحاء فرنسا الداخلية؛ كل هذا جعل الأمطار قليلة في فصل الشتاء، وتنحصر على السواحل الغربية. وفي فصل الصيف تشمل الأمطار كل الأقاليم الفرنسية، باستثناء المنطقة المطلة على البحر المتوسط والتي تتلقى أمطارها في فصل الشتاء. وعموماً فإن الرياح الغربية هي الرياح السائدة في البلاد. تتناقص كمية الأمطار من 1250مم في البيرينيه الغربية، و1000مم في بريتاني في أقصى الشمال الغربي إلى 500مم في شرق هذه المنطقة، وبالقرب من الساحل تكون السماء ملبدة بالغيوم في معظم الأوقات، في حين تنقشع الغيوم بالاتجاه نحو الشرق.
من حيث الحرارة، في المناطق الشمالية من البلاد والغربية القريبة من المحيط الأطلسي، فإن المدى الحراري السنوي لا يزيد على 10 ْم، وكمية الهطل تصل إلى 800مم سنوياً، وتبلغ الحرارة الدنيا في مدينة بريست Brest في بريتاني في كانون أول نحو 7.2 ْْم وفي شهر تموز تبلغ درجة الحرارة القصوى 17.2 ْم.
في حوض باريس الواقع إلى الشرق من منطقة بريتاني، يزداد الدفء في الصيف، ويشتد البرد في الشتاء. يبلغ متوسط درجة حرارة باريس في شهر كانون أول 5.2 ْم وفي شهر تموز 18.6 ْم، وكمية الأمطار 570مم.
في منطقة الأكيتين في الجنوب،من الإقليم البحري، يتصف المناخ بالاعتدال شتاء وبالدفء صيفاً، ويسقط المطر طوال العام، ولا يقل الهطل عن 700مم سنوياً، وتراوح حرارة مدينة بوردو بين 4 ْم في كانون أول و20 ْم في تموز. وفي المناطق الشرقية الفرنسية يسود مناخ ترتفع فيه الحرارة صيفاً (19 ْم في ستراسبورغ)، ومتوسط حرارة شهر كانون أول صفر مئوية وكمية الهطل السنوية 700مم، ويزيد الهطل السنوي في المرتفعات، ليصل إلى 1250مم، وكثير منه يتساقط على شكل ثلوج. وفي الأراضي المشرفة على البحر المتوسط يتميز المناخ بصيف حار وجاف، وشتاء معتدل وممطر، في الغرب من هذه المنطقة تبلغ درجة الحرارة في مونبلييه 5 ْم وفي مرسيليا 6 ْم، ونيس 8 ْم، أما حرارة الصيف فيبلغ متوسطها 22 ْم في مونبلييه، و22 ْم في مرسيليا و23 ْم في نيس، وتصل كمية الهطل إلى 1000مم في كل من مونبلييه ونيس و580مم في مرسيليا.
الأقاليم الجغرافية
ـ الحوض الباريسي
نهر الرون | |
شاطئ المتوسط شرقي سان رافاييل: | |
تظهر جزيرة الذهب في مقدمة الصورة | |
وادي في أفيرون | |
منظر من الألزاس | |
زراعة الكرمة في الألزاس | |
منظر زراعي قرب كونياك | |
منشأة سيارات في فلين على السين (إيفلين) | |
مصانع المواد الكيماوية عند أطراف السين قرب روان |
توجد في الحوض الباريسي الصناعات الثقيلة كصناعة السيارات والطائرات، وقد ساعد النقل المائي الرخيص على تشجيع تلك الصناعات وغيرها، ويمتاز الحوض الباريسي بصيف أكثر دفئاً، وشتاء أكثر برودة، وبمطر أقل مما يهطل على الساحل الغربي لفرنسا، إذ تبلغ كمية الأمطار وسطياً نحو 570مم في السنة.
أهم مدن هذا الإقليم هي العاصمة باريس. وقد نشأت مركزاً سكنياً صغيراً فوق جزيرة،عند نقطة عبور مهمة على نهر السين، ثم اتسعت على جانبي النهر عبر جسور كثيرة. وهذا الموقع جعل من باريس ميناء نهرياً مهماً. وباريس ليست عاصمة إدارية فحسب بل هي من أكبر المراكز التجارية والسياحية، ومركز انطلاق الطرق البرية والحديدية والجوية، وهي أكبر مدينة صناعية في أوربا، كما تشتهر باريس بتجارة الكماليات والمجوهرات والعطور والملابس الراقية. وتضم في الوقت الحاضر أكثر من 13 جامعة، أشهرها جامعة السوربون العريقة ذات الشهرة العالمية.
يُقدَّر عدد سكان باريس مع ضواحيها بنحو 9.845 مليون نسمة في عام 2004، في حين بلغ عدد سكانها ضمن حدودها الإدارية نحو ثلاثة ملايين نسمة.
ـ الإقليم الشمالي الشرقي:
يقسم هذا الإقليم إلى نطاقين: الأول بحري والثاني داخلي، وتنتشر الكثبان الرملية في النطاق البحري قرب الساحل، وتغطي الترب الصلصالية النطاق الداخلي.
تجود زراعة القمح والشوندر السكري والكتان في الإقليم الساحلي، أما النطاق الداخلي فهو نطاق الزراعة الكثيفة المتمثلة في زراعة القمح والشوندر السكري والكتان والبطاطا، كما يزرع فيه العلف لتغذية الأبقار من أجل حليبها.
وعلى الرغم من أهمية الزراعة، فإن النشاط التعديني في هذا الإقليم يتفوق في أهميته. وقد أقيمت في هذا الجزء صناعات مهمة،وخاصة صناعة الحديد والفولاذ، والصناعة النسيجية والغذائية، والصناعات الكيمياوية وغيرها. وتعدُّ صناعة النسيج الأكثر أهمية في هذا النطاق، وهي صناعة قديمة اعتمدت على صوف الأغنام التي تربى في الإقليم والمناطق المجاورة، وعلى الكتان المحلي، ويعمل في هذه الصناعة ما ينوف على 900 ألف نسمة من سكان الإقليم. ومن أهم مدن الإقليم مدينة كاليه Calais وهي تقع في أقرب نقطة عبور إلى الجزر البريطانية، وفيها بعض الصناعات الصغيرة، ثم مدينة دنكرك Dunkerque وهي ميناء اصطناعي أنشئ ليخدم الإقليم الصناعي الواقع حولها، ويوجد في المدينة مصفاة لتكرير النفط ومصنع للفولاذ والآلات، ومصانع للنسيج.
أكبر مدن الإقليم هي مدينة ليل، التي يتجاوز عدد سكانها مليون نسمة مع الضواحي، وهي أكبر مدينة صناعية للأقمشة في فرنسا، وتعدُّ المركز الرئيس لصناعة القطنيات، كما تصنع الصوف والكتان والكيماويات، وهي ثاني مدن فرنسا بعد باريس شهرة في صناعة الملابس الجاهزة، إلى جانب كونها عاصمة الإقليم.
ـ حوض الأكيتين والغارون Bassin d’Aquitaine et de Garonne
هو سهل رسوبي خصيب تحيط به جبال البيرينيه في الجنوب، وهضبة الكتلة المركزية في الشمال والشرق، والمحيط الأطلسي في الغرب. يتكون نطاقه الساحلي من سهل منخفض، تكثر فيه الرمال والمستنقعات، وقد عملت الحكومة الفرنسية على تخفيض حدة الرياح، وتثبيت الرمال بوساطة زراعة الأشجار،بهدف حماية المناطق الزراعية. والجزء الأوسط من هذا الحوض يمثل منطقة زراعية مهمة تنتج الذرة والقمح والخضراوات والفاكهة. ويعدُّ هذا الحوض الإقليم الرئيس لزراعة الذرة في فرنسا.
أهم مدينة في هذا الإقليم هي بوردو Bordeaux، وتقع في الغرب، عند المصب الخليجي لنهر الغارون. وهي الميناء الرئيس في الغرب الفرنسي، وتتركز فيها كثير من الصناعات، وأهمها صناعة الطائرات ومصانع الورق والخشب والصناعات الغذائية.
ومن المدن المهمة في الإقليم مدينة تولوز Toulouse، وهي مركز ثقافي في جنوبي فرنسا، وبها جامعة كبيرة، وتضم المدينة صناعات عديدة ومهمة، وخاصة صناعة الطائرات، والأجهزة الكهربائية، والمنسوجات، والصناعات الغذائية، خاصة وإن المنطقة غنية بالمنتجات الزراعية المتنوعة. ويشتهر الجزء الشمالي الساحلي من الإقليم بصيد السمك وتعليبه.
ـ الكتلة المركزية Massif Central
يطلق عليها كذلك اسم الهضبة الوسطى، وهي تمثل كتلة قديمة مثلثة الشكل، تشغل ما يقارب سدس مساحة فرنسا، ويبلغ متوسط ارتفاعها نحو 900م، ولا يزيد أعلى ارتفاع فيها على 1890م. وتتكون من صخور بلورية قديمة كالغرانيت والشيست والأردواز، إضافة إلى اللافا والرماد البركاني ويلاحظ تنوع كبير في مناخها، ففي أطرافها الغربية، يسود مناخ غربي أوربا، حيث تعظم المؤثرات البحرية مع هبوب الرياح الغربية القادمة من المحيط الأطلسي، وتكون السماء مغطاة بالغيوم، ويزداد الهطل، وفي شرقي الهضبة يسود المناخ القاري، والذي يتميز بارتفاع درجة الحرارة صيفاً وانخفاضها شتاء، كما يزداد الهطل في النصف الصيفي من السنة. وفي مدينة كليرمون - فيران Clermont-Ferrand التي تقع على ارتفاع 390م في شمالي الهضبة، تبلغ حرارة كانون أول نحو 9 ْم والمدى الحراري السنوي 17 ْم، وفي مدينة بوي دو دوم Puy de Dôme التي تقع على ارتفاع 1471م في الهضبة، يبلغ المتوسط الحراري لشهر كانون أول - 2.2 ْم ، ولشهر تموز 11.1 ْم، وكمية الهطل السنوية 115سم.
تتصف الكتلة المركزية بمراعيها الفقيرة، وخاصة الأجزاء الشرقية منها، حيث تربى الأبقار والأغنام. ويعتمد اقتصاد الهضبة على الثروة الحيوانية ومنتجاتها، وزراعة القمح والبطاطا، لذلك قامت في المنطقة صناعة الألبان ومنتجاتها والتي يتم تسويقها في معظم جهات فرنسا.
وأخيراً لابد من الإشارة إلى وجود خامات الحديد في الهضبة ومناجم للفحم والتي ساعدت على قيام صناعات معدنية مبكرة، استنفذ القسم الأكبر من مخزوناتها. وأشهر مدن الهضبة مدينة فيشي Vichy المشهورة بمياهها المعدنية التي تباع في فرنسا والبلدان الأخرى، ثم مدينة كليرمون - فيران وفيها مصانع للآلات والمنسوجات.
ويمكن القول إن الكتلة المركزية من الأقاليم الفرنسية فقيرة حيث ينتقل السكان منها إلى المدن الكبرى للبحث عن العمل وتحسين الأوضاع المعيشية.
ـ الإقليم الشرقي
يشمل جبال الفوج Vosges وسهل الألزاس Alsace، وجبال الجورا Jura. ويشغل سهل الألزاس الجانب الغربي من وادي نهر الراين Rhin ويراوح اتساعه بين 16 و40كم. مناخ الألزاس من نوع المناخ القاري، والهطل لا يتجاوز 560مم ويسقط صيفاً، وترتفع جبال الفوج الهرسينية النشأة على امتداد الجانب الغربي لوادي الرين الأخدودي، وتنقسم جبال الفوج إلى قسمين: شمالي وجنوبي، تفصل بينهما بوابة السافيرن Saverne وهي الممر السهل الوحيد الذي يخترق الجبال.
تتكون جبال الفوج العالية من صخور بلورية وخاصة النيس والغرانيت والشيست. ويبلغ متوسط ارتفاعها نحو 900م، ترعى فيها الأغنام والأبقار، وتكسو الغابات بعض أجزائها وهي مستغلة للحصول على الأخشاب، وعلى المنحدرات الشرقية للجبال تنتشر مزارع الكروم المنتجة للخمور، كما يزرع في المنطقة القمح، والشعير والشوندر السكري والبطاطا، والفواكه، والخضراوات، وخاصة في سهل الألزاس.
مدينة ستراسبورغ Strasbourg هي أكبر مدن الألزاس، تتقاطع عندها طرق المواصلات الشمالية والجنوبية على طول وادي الراين، والشرقية - الغربية بين الحوض الباريسي والمناطق الصناعية في ألمانيا. تضم المدينة صناعات مهمة مثل صناعة الآلات والكيماويات والأدوات الكهربائية ودباغة الجلود وبها مصانع للبيرة والتبغ والتعليب.
أما منطقة الجورا الفرنسية فقد كانت مغطاة بالغابات، ولكنها أزيلت، خصوصاً في المساحات الصالحة للزراعة والرعي، وظل الرعي الحرفة الرئيسة للسكان، وتعدُّ منتجات الألبان مصدر الدخل الرئيس في المنطقة.
وفي نطاق الساحل الجنوبي الشرقي، والذي يعرف باسم «الشاطئ اللازوردي» Côte d‘Azure تزرع الورود وتستخرج منها العطور الممتازة، كما تنمو أشجار الدراق والخضراوات المبكرة، ويعرف «الكوت دازور» بالريفييرا الفرنسية، ويشتهر بشواطئه المشمسة شتاءً وأماكن الترفيه والاصطياف فيه وتجارته في الكماليات، وأشهر هذه المدن كان Cannes ونيس Nice (ومونت كارلو Monte Carlo في إمارة موناكو) . ومدينة ستراسبورغ أكبر مدينة في الجزء الشرقي من الإقليم، وتعدُّ مرسيليا أكبر مدن «الكوت دازور» وصل عدد سكانها إلى 1230000 نسمة عام 2004 مع الضواحي. وتضم هذه المدينة أكبر جالية من بلدان المغرب العربي وخاصة الجزائر، وهي مركز صناعي مهم، من أهم صناعاتها تكرير النفط، وصناعة الكيمياويات والسفن، ومدينة طولون هي قاعدة الأسطول الفرنسي على البحر المتوسط، وفيها ترسانة حربية.
الجغرافية البشرية
بلغ تعداد السكان في فرنسا نحو 58722 ألف نسمة عام 1968، ارتفع العدد إلى 60424 ألف نسمة في عام 2004، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 63085 ألف نسمة في عام 2025.
شغلت فرنسا المرتبة العشرين بين دول العالم من حيث التعداد السكاني لعام 2004، والمرتبة الأربعين من حيث المساحة. بلغ معدل النمو السكاني بين عامي 1991-2000 نحو 4.0%، وكان نحو 7.0% في الفترة 1960-1991، بلغت الكثافة السكانية نحو 109 شخص/كم2 في عام 2000.
وفي الحرب العالمية الأولى تكبدت فرنسا خسائر بشرية فادحة قدرت بنحو مليون و350 ألف قتيل، استعيض منها بهجرة أجنبية إلى فرنسا، خاصة من الإسبان والبولنديين. وبعد عام 1945، صدرت تشريعات تخص حماية الأسرة وتشجيع الإنجاب، تعويضاً من الخسائر البشرية في الحرب العالمية الثانية وما سبقها، وأثمرت هذه التشريعات زيادة في معدلات المواليد حتى عام 1964، إذ بدأ هذا العام يعرف انخفاضاً في هذه المعدلات من جديد، ومنذ عام 1982 ثبت معدل الخصوبة حول نسبة 1.8 طفل للمرأة الواحدة، أما وفيات الأطفال فكانت 0.1% في عام 1980، ثم تدنت بسبب تطور العناية الطبية والصحية إلى 0.072% في العام 1998، أما معدل عمر الحياة فوصل إلى 80.9 سنة للنساء و72.7 سنة للرجال، والهرم العمري يشير إلى أن سن الفتوة، أي من هم دون العشرين سنة، كانت نسبتهم 30.7% من مجموع السكان في نهاية السبعينات، وتدنت إلى 26.5% في التسعينات، في حين أن نسبة المعمرين (فوق 65 سنة) انتقلت من 13.9% إلى 14.2%، وبلغت نسبة السكان الحضر نحو 77% من مجموع السكان في عام 2000، وبلغت نسبة النمو السنوي لسكان الحضر 0.7% في الفترة 1991-2000، وبلغ معدل نمو سكان الأرياف 23% من مجموع السكان.
يعيش أكثر من ثلاثة أرباع الفرنسيين في المدن والأحياء التي يزيد عدد سكانها على ألفي شخص، ويسكن الناس في الأبنية الكبيرة، كما يفضل بعض سكان باريس والمدن الأخرى أبنية قديمة تتوافر فيها وسائل الراحة التقليدية، وقد أقيمت مناطق سكنية خاصة بالطبقة الوسطى في ضواحي المدن مع توفير وسائل النقل الكافية لانتقال السكان، ويتمتع معظم أهل الريف بوسائل الراحة والرفاهية التي تتوافر لأهل المدن.
تضم فرنسا جالية عربية كبيرة جاءت من بلدان المغرب العربي، ويقيم معظمهم في المدن الكبرى مثل باريس ومرسيليا وغيرها.
من الناحية الدينية، يدين 75% من الفرنسيين بالمذهب الكاثوليكي و2% بروتستنت و4% مسلمون و18% ملحدون و1% يهود.
الجغرافية الاقتصادية
اشتهرت فرنسا منذ القديم بلداً زراعياً، ولا تزال تعدُّ من أهم الدول الزراعية في العالم، فهي أول منتج زراعي في الاتحاد الأوربي. تبلغ مساحة الأرض الصالحة للزراعة نحو 32.5% من مجمل مساحة الأرض الفرنسية، وقد دخلتها مكننة متطورة جداً، وأصبحت توفر نحو 4% من قيمة الناتج العام في البلاد، وهو موزع بين 52% للمنتجات النباتية و48% للمنتجات الحيوانية. وتبلغ المساحة التي تغطيها الغابات في فرنسا 26.9%.
بلغ إنتاج فرنسا من القمح نحو 15 مليون طن في عام 1972، ثم تطور الإنتاج حتى وصل إلى 30582 ألف طن في عام 2003، محتلة المرتبة الرابعة في العالم بإنتاج القمح، والذي تنتشر زراعته في مختلف الأقاليم الفرنسية، لكنه يجود بوضوح في المناطق الشمالية حيث الترب الخصيبة، أو حيث تستخدم الأسمدة على نطاق واسع، كما في سهول الفلاندر الفرنسية، وشمالي الألزاس، وشمالي بريتاني.
بلغت الصادرات الفرنسية من القمح في عام 2002 (13678411طن) محتلة المرتبة الثالثة بين دول العالم بعد الولايات المتحدة وأستراليا، وبلغ إنتاج الذرة الصفراء (11898) ألف طن في عام 2003 محتلة المرتبة الخامسة بين دول العالم، ومن الواضح تفوق إنتاج القمح. ومن الحبوب الأخرى الشوفان، ويستخدم علفاً للحيوانات، والشعير وهو يستخدم في صناعة الجعة، كما تنتشر زراعة البطاطا، وخاصة في الشمال وبريتاني والألزاس والهضبة الوسطى، وإنتاجها مخصص للاستهلاك المحلي في معظمه، وقسم منه مخصص للتصدير.
ومن المحاصيل الزراعية المهمة الأخرى الكرمة التي تنتج كميات كبيرة ومتنوعة من العنب، ويستخدم الجزء الأعظم من العنب في صناعة النبيذ والخمور التي اشتهرت بها فرنسا.
ولتربية الحيوان أهمية كبيرة، وتزيد مساحة المراعي على 42% من مساحة البلاد، لذلك تنتشر تربية الأبقار والأغنام في مختلف الأقاليم الفرنسية، وهي منتجة للألبان واللحوم والصوف.
تشرف فرنسا على سواحل طويلة على المحيط الأطلسي والبحر المتوسط، ولذلك يتم اصطياد أنواع كثيرة من الأسماك وخاصة السردين والتونة.
مصادر الوقود محدودة الكمية والنوعية، ويعدُّ الفحم أهم مصادر الوقود، وتتركز احتياطيات الفحم في حقل الشمال، وهو امتداد للحقل البلجيكي، كما يوجد الفحم في حقول أخرى أقل أهمية في اللورين والهضبة الوسطى والبا دو كاليه Pas de Calais. كما يوجد الغاز الطبيعي بالقرب من كتلة البيرينيه الشرقية.
الثروة المعدنية في فرنسا متنوعة، لكن خام الحديد هو الأهم، وحقل اللورين أكبر حقوله، ويتجاوز احتياطيه 2250 مليون طن، ونسبة الفلز تبلغ 33%، ونسبة الفسفور (1.7-1.9)، وتوجد حقول أخرى لخام الحديد، احتياطاتها متواضعة.
كما توجد معادن أخرى مستثمرة في فرنسا، وخاصة البوتاس والملح الصخري واليورانيوم والزنك والقصدير والنيكل.
محمد الحمادي