السينما في فرنسا France فرنسا هي الوطن الأم للسينما

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السينما في فرنسا France فرنسا هي الوطن الأم للسينما

    السينما في فرنسا

    فرنسا هي الوطن الأم للسينما، ففيها ابتكر الأخوان لوميير[ر] Lumière تقنية هذا الفن، وعرضا أول نتاج سينمائي أمام جمهور المشاهدين في مقهى «غران كافيه» Grand Café الباريسي في 28 كانون الأول من عام 1895، وقد صار هذا اليوم البداية الرسمية لتاريخ السينما في العالم. ضمت العروض الأولى للأخوين لوميير مشاهد وثائقية قصيرة من الحياة اليومية، وكان يقوم بتصوير هذه الأفلام مصورون مدربون يرسلون إلى مختلف بقاع العالم. وقد تجمع لدى شركة لوميير حتى عام 1907 ما يزيد على 1400 فيلم قصير. ومن الأسماء المهمة في تلك الحقبة أيضاً جورج مليس Georges Méliès الذي أنتج بين عامي 1896-1905 ما يزيد على الستمئة فيلم، وكان أول من أسس ستوديو سينمائي، وأول من أدخل الخدع البصرية إلى السينما، وأبرز مثال على ذلك فيلمه «رحلة إلى القمر» Le Voyage dans la Lune عام (1902).
    بعد ذلك تطورت السينما الفرنسية لتصير صناعة قائمة بذاتها وذلك على يد شركتين متنافستين أسس أولاهما شارل باتيه Charles Pathé، وأسس الثانية ليون غومون Léon Gaumont، وقد فتحت هاتان الشركتان فروعاً لهما في أوربا وأمريكا، وكان لكل منهما مخرجوها وممثلوها وعمالها التقنيون.
    في عام 1907 شهدت السينما الفرنسية تحولات مهمة، فقد بدئ بإنشاء صالات ثابتة وخاصة بالعرض السينمائي، بعد أن كانت الأفلام تعرض سابقاً في المسارح الصغيرة الجوالة التي كانت تقام في الأسواق. كذلك أحدث شارل باتيه انقلاباً بإعلانه نهاية بيع الأفلام بالمتر، ومنذ ذلك الحين صارت الأفلام تؤجر للمستثمرين عن طريق شركات وكيلة، وهو ما غدا عرفاً متبعاً. كذلك أنشئت في عام 1908 شركة «الفيلم الفني» Film d’Art التي كان هدفها رفع السوية الفنية للإنتاج السينمائي.
    كان للحرب العالمية الأولى، التي اندلعت سنة 1914 أثراً كارثياً على السينما الفرنسية، فقد انتزعت التعبئة الرجال من الاستديوهات وتوقف الإنتاج السينمائي. وفي العشرينيات عادت الروح للسينما الفرنسية، فظهرت موضوعات ومواهب إخراجية جديدة. قَدِم بعض هؤلاء المخرجين من الصحافة مثل هنري ديامان بيرجيه Henri Diamant- Berger، ومارسيل ليربيه Marcel L’Herbier المعروف بحبه للأدب الرمزي، وآبيل غانس Abel Gance الذي عرف بأسلوبه الشاعري، وأنجز عدداً من الأفلام الناجحة أهمها «نابليون» Napoléon عام (1927). وظهرت في العشرينيات كذلك تيارات ومدارس سينمائية جديدة، أبرزها المدرسة الطليعية التي وضعت نصب عينيها تحويل السينما إلى فن عصري حقيقي، وإبراز خصائصه التعبيرية بأجلى صورة. وكان من أبرز ممثلي هذه المدرسة المخرجون: لويس دلوك Louis Delluc، وجان كوكتو Jean Cocteau، وجيرمن دولاك Germaine Dulac، وجان فيغو Jean Vigo، وجان رينوار Jean Renoir، ورونيه كلير René Clair. وقد انبثق عن هذه المدرسة تيار آخر هو السريالية التي يُعدُّ لويس بونويل Luis Bunuel أبرز ممثليها عبر فيلميه: «كلب أندلسي» Un Chien andalou عام (1928)، و«العصر الذهبي» Lage d’or عام (1930).
    في أواخر عام 1929 تم إنتاج أول فيلم فرنسي ناطق: «الأقنعة الثلاثة» Les Trois Masques للمخرج أندريه هوغون André Hugon. وقد تطور الإنتاج السينمائي في فترة الثلاثينيات تطوراً كبيراً كماً ونوعاً، وارتفع عدد الأفلام المنتجة من 52 فيلماً (عام 1929) إلى 157 فيلماً (عام 1932). كذلك عرفت تلك الفترة عدداً من الأفلام المهمة مثل: «تحت أسطحة باريس» Sous les toits de Paris عام (1930) لرينيه كلير، «أتلانتا» L’Atalante عام (1934) لجان فيغو، و«ساحل الضباب» Quai des brumes عام (1938) لمارسيل كارنيه، وغيرها.
    توقفت الصناعة السينمائية في معظم الدول الأوربية عندما نشبت الحرب العالمية الثانية في عام 1939، ولكن الإنتاج السينمائي تابع نشاطه في فرنسا على الرغم من الاحتلال الألماني لها، وعلى الرغم من هجرة عدد من السينمائيين الفرنسيين إلى هوليوود. وكان مما ساعد على استمرارية الإنتاج السينمائي الفرنسي في زمن الحرب غياب الأفلام الأمريكية والإنكليزية عن السوق الفرنسية.
    بعد الحرب؛ حافظت السينما الفرنسية على استمراريتها. وفي نهاية الخمسينيات، ولد تيار سينمائي جديد اصطلح على تسميته بـ «الموجة الجديدة» La Nouvelle Vague، ضمت مخرجين شباباً قدموا من الصحافة والسينما الوثائقية، وأدخلوا على لغة السينما مفردات وأساليب تعبير جديدة. ومن أبرز مخرجي هذا التيار: لويس مال Louis Malle، وفرانسوا تروفو François Truffaut، وكلود شابرول Claude Chabrol، وجان لوك غودار Jean-Luc Godard، وآلان رينيه Alain Renais، وغيرهم.
    تسعى السينما الفرنسية المعاصرة، وخاصة بعد تعدد المساعدات التي تقدمها الحكومة للسينما، إلى تحقيق نوع من التوازن بين السينما الجادة، وتلك التي تسعى إلى تحقيق نجاح جماهيري وتجاري. كذلك فإنها تناضل لإثبات وجودها ومواجهة هيمنة التلفزيون على الإنتاج السينمائي، والسيطرة الأمريكية على السوق السينمائية.
    محمود عبد الواحد
يعمل...
X