فليفل (الأخوان -)
يشكل الأخوان الموسيقيان اللبنانيان محمد فليفل (1899-1986)، وأحمد فليفل (1903-1994) مسيرة فنية شغلت حيزاً مهماً في مجال تلحين الأناشيد والأغاني الوطنية العربية. فقد أفعما المكتبة الموسيقية العربية بمئات الأناشيد الوطنية والعسكرية والتربوية والاجتماعية منذ عشرينيات القرن العشرين حتى نهايته. وقد تأثر الأخوان محمد وأحمد فليفل بوالدهما سليم، وحفظا عنه الأناشيد والمدائح والموشحات الدينية. ومنذ صغرهما تعلما الأناشيد التركية، إضافة إلى سماع موسيقى متصرفية جبل لبنان التي كانت تعزف أيام الجمعة والآحاد والأعياد في ساحات بيروت.
وتكمن أهمية الأخوين فليفل فيما لحَّناه في استجابتهما لأصداء الحركة العربية الناهضة باتجاه تحرر البلدان العربية واستقلالها، ومدّها بالنصوص الموسيقية والشعرية التي صاغت وجدان أجيال عربية واسعة.
كانت بداية حركتهما الفنية في اصطنبول (تركيا) حين التحق محمد فليفل - مؤسس حركة أسرة فليفل الموسيقية - بالمدرسة الحربية. فهناك تعلَم فنَ النشيد في «مدرسة الفنون في اصطنبول».
في سنة 1923 لحَّن الأخوان فليفل نشيد «فتية المغرب هيَّا للجهاد» الذي كتبه إبراهيم طوقان تكريماً للثائر المغربي عبد الكريم الخطّابي، وفي سنة 1934 دعت الحكومة السورية الشعراء والملحنين لوضع لحن للنشيد الوطني السوري «حماة الديار» الذي كتبه الشاعر خليل مردم بك، وفاز الأخوان فليفل بتلحينه، ونال هذا النشيد بعد تلحينه وسامي الاستحقاق السوري الفضي والذهبي.
من أناشيد الأخوين فليفل المميزة التي لاقت رواجاً وانتشاراً في المدارس والمجتمعات العربية «موطني» للشاعر إبراهيم طوقان، و«نحن الشباب» للأخطل الصغير، و«بلاد العرب أوطاني» لفخري البارودي، و«في سبيل المجد» لعمر أبو ريشة، و«الفخر في بلادنا» لعبد الحليم الحجّار. وحين لحّن الأخوان «العلا للعرب» للشاعر عبد الحميد زيدان؛ غضب المفوض السامي الفرنسي في لبنان، وطلب من الأخوين فليفل التوقف عن تلحين مثل هذه الأناشيد القومية العربية، لكنهما لم يستجيبا واستمرا في تلحين الأناشيد الحماسية سراً.
لحّن الأخوان فليفل مئات الأناشيد القومية العربية، كانت باقة وطنية عربية منها: نشيد جمعية «العروة الوثقى». و«نشيد الجامعة العربية»، و«نشيد فلسطين»، و«النشيد الملكي السعودي»، ونشيد لمصر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، ونشيد للأردن. وتجدر الإشارة إلى أن نشيدي «موطني» و«نحن الشباب» تُرجما إلى 27 لغة مختلفة، وسمعهما الناس في لحنيهما الأصليين في 27 دولة. ومن أناشيدهما أيضاً «النشيد العربي» لأحمد الصافي النجفي، و«الحرس العربي» لعمر أبو ريشة، إضافة إلى تلحين قصائد لمحمد يوسف حمود ومارون عبود وجميل صدقي الزهاوي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم.
لم يتوقف الأخوان فليفل عن العمل الهادف والمدروس في إطار النشيد التحرري والاستقلالي، وفي هذا السياق أسهما في تأسيس فرقة «موسيقى الدرك» في لبنان، قدّما من خلالها أفضل الأناشيد العسكرية والحماسية الوطنية مثل «إن لبنان لنا»، و«نشيد الجنود»، إضافة إلى عشرات المارشات الموسيقية العسكرية.
الظاهرة اللافتة في أعمالهما أنهما اختارا نصوصاً شعرية تنسجم وجميع فئات المجتمع ولحناها، فكان منها نشيد «الطفل» لمحمد يوسف حمود، و«بيتنا» لعلي شلق، و«الممرضات» لعارف أبو شقرا، إضافة إلى أناشيد «فتاة العرب» و«الأمهات»، و«الجدة».
إضافة إلى ذلك لحّن الأخوان فليفل 36 لحناً للأبواق والطبول وعدداً من الأوبريت[ر. الأوبرا] مثل: «سباعيات الرسول»، و«ميلاد السيد المسيح»، ومجموعة من المونولوغات مع الشاعر الـشعبي عمر الزعني، وتجدر الإشارة إلى أن محمد فليفل كان أول من اكتشف المطربة فيروز، ومهد لها طريق الدخول إلى الإذاعة اللبنانية.
بعد وفاة محمد فليفل؛ تابع ابنه سليم مسيرة والده في تلحين الأناشيد الوطنية، فكتب ألحاناً لعشرات الأناشيد الوطنية منها: «يا شآم»، و«يا روابي ميسلونا»، و«نشيد التحرير» وغيرها.
يمثل الأخوان فليفل حركة فنية عربية تابعت تأليف الموسيقى الحماسية، لحظات التحرر العربي المهمة، وشكلت جزءاً منها معبرة عن طموحات شعوب الوطن العربي.
هاشم قاسم
يشكل الأخوان الموسيقيان اللبنانيان محمد فليفل (1899-1986)، وأحمد فليفل (1903-1994) مسيرة فنية شغلت حيزاً مهماً في مجال تلحين الأناشيد والأغاني الوطنية العربية. فقد أفعما المكتبة الموسيقية العربية بمئات الأناشيد الوطنية والعسكرية والتربوية والاجتماعية منذ عشرينيات القرن العشرين حتى نهايته. وقد تأثر الأخوان محمد وأحمد فليفل بوالدهما سليم، وحفظا عنه الأناشيد والمدائح والموشحات الدينية. ومنذ صغرهما تعلما الأناشيد التركية، إضافة إلى سماع موسيقى متصرفية جبل لبنان التي كانت تعزف أيام الجمعة والآحاد والأعياد في ساحات بيروت.
وتكمن أهمية الأخوين فليفل فيما لحَّناه في استجابتهما لأصداء الحركة العربية الناهضة باتجاه تحرر البلدان العربية واستقلالها، ومدّها بالنصوص الموسيقية والشعرية التي صاغت وجدان أجيال عربية واسعة.
كانت بداية حركتهما الفنية في اصطنبول (تركيا) حين التحق محمد فليفل - مؤسس حركة أسرة فليفل الموسيقية - بالمدرسة الحربية. فهناك تعلَم فنَ النشيد في «مدرسة الفنون في اصطنبول».
في سنة 1923 لحَّن الأخوان فليفل نشيد «فتية المغرب هيَّا للجهاد» الذي كتبه إبراهيم طوقان تكريماً للثائر المغربي عبد الكريم الخطّابي، وفي سنة 1934 دعت الحكومة السورية الشعراء والملحنين لوضع لحن للنشيد الوطني السوري «حماة الديار» الذي كتبه الشاعر خليل مردم بك، وفاز الأخوان فليفل بتلحينه، ونال هذا النشيد بعد تلحينه وسامي الاستحقاق السوري الفضي والذهبي.
من أناشيد الأخوين فليفل المميزة التي لاقت رواجاً وانتشاراً في المدارس والمجتمعات العربية «موطني» للشاعر إبراهيم طوقان، و«نحن الشباب» للأخطل الصغير، و«بلاد العرب أوطاني» لفخري البارودي، و«في سبيل المجد» لعمر أبو ريشة، و«الفخر في بلادنا» لعبد الحليم الحجّار. وحين لحّن الأخوان «العلا للعرب» للشاعر عبد الحميد زيدان؛ غضب المفوض السامي الفرنسي في لبنان، وطلب من الأخوين فليفل التوقف عن تلحين مثل هذه الأناشيد القومية العربية، لكنهما لم يستجيبا واستمرا في تلحين الأناشيد الحماسية سراً.
لحّن الأخوان فليفل مئات الأناشيد القومية العربية، كانت باقة وطنية عربية منها: نشيد جمعية «العروة الوثقى». و«نشيد الجامعة العربية»، و«نشيد فلسطين»، و«النشيد الملكي السعودي»، ونشيد لمصر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، ونشيد للأردن. وتجدر الإشارة إلى أن نشيدي «موطني» و«نحن الشباب» تُرجما إلى 27 لغة مختلفة، وسمعهما الناس في لحنيهما الأصليين في 27 دولة. ومن أناشيدهما أيضاً «النشيد العربي» لأحمد الصافي النجفي، و«الحرس العربي» لعمر أبو ريشة، إضافة إلى تلحين قصائد لمحمد يوسف حمود ومارون عبود وجميل صدقي الزهاوي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم.
لم يتوقف الأخوان فليفل عن العمل الهادف والمدروس في إطار النشيد التحرري والاستقلالي، وفي هذا السياق أسهما في تأسيس فرقة «موسيقى الدرك» في لبنان، قدّما من خلالها أفضل الأناشيد العسكرية والحماسية الوطنية مثل «إن لبنان لنا»، و«نشيد الجنود»، إضافة إلى عشرات المارشات الموسيقية العسكرية.
الظاهرة اللافتة في أعمالهما أنهما اختارا نصوصاً شعرية تنسجم وجميع فئات المجتمع ولحناها، فكان منها نشيد «الطفل» لمحمد يوسف حمود، و«بيتنا» لعلي شلق، و«الممرضات» لعارف أبو شقرا، إضافة إلى أناشيد «فتاة العرب» و«الأمهات»، و«الجدة».
إضافة إلى ذلك لحّن الأخوان فليفل 36 لحناً للأبواق والطبول وعدداً من الأوبريت[ر. الأوبرا] مثل: «سباعيات الرسول»، و«ميلاد السيد المسيح»، ومجموعة من المونولوغات مع الشاعر الـشعبي عمر الزعني، وتجدر الإشارة إلى أن محمد فليفل كان أول من اكتشف المطربة فيروز، ومهد لها طريق الدخول إلى الإذاعة اللبنانية.
بعد وفاة محمد فليفل؛ تابع ابنه سليم مسيرة والده في تلحين الأناشيد الوطنية، فكتب ألحاناً لعشرات الأناشيد الوطنية منها: «يا شآم»، و«يا روابي ميسلونا»، و«نشيد التحرير» وغيرها.
يمثل الأخوان فليفل حركة فنية عربية تابعت تأليف الموسيقى الحماسية، لحظات التحرر العربي المهمة، وشكلت جزءاً منها معبرة عن طموحات شعوب الوطن العربي.
هاشم قاسم