فريز (أوتون -)
(1879-1949)
ولد أشيل إميل أوتون فريز Achille Emile Othon Friesz في الهافر Le Haver في فرنسا، وتوفي في باريس، وكان سليل أسرة من البحارة فأمضى جلّ أيام يفاعته في بيت أبناء أعمامه في مرسيليا Marseille.
بدأ الرسم بحماسة في الثانية عشرة، وبعد أن أتم مرحلة التعليم الأولى، انتسب إلى مدرسة الفنون الجميلة في الهافر، وكان الأستاذ الرئيس فيها شارل ماري لولييه Charles-Marie Lhullier، واحتفظ فيما بعد بعلاقات حميمة مع دوفي Dufy، وبراك Braque، ومع لولييه طوال حياته المهنية، وكان فريز طالباً شغوفاً بأعمال الفنانين: شاردان Chardin، وكورو Corot، وجيريكو Géricault، وديلاكروا Delacroix. وفي عام 1898 تلقى منحة دراسية من مدرسته ليتم تحصيله الفني في باريس، وكان كل من ماتيس Matisse، ورووه Rouault، وماركِه Marquet، من بين أصدقائه هناك، وكانوا جميعاً تلاميذ غوستاف مورو Gustave Moreau، ثم انتسب إلى مدرسة الفنون الجميلة في باريس، متابعاً دراسته في مرسم ليون بونّا Léon Bonnat، وكان يمضي كثيراً من الوقت في متحف اللوڤر ينسخ لوحات كلويه Clouet، وفيرونيز Véronèse، وروبنز Rubens، وكلود لوران Claude Lorrain، وديلاكروا. وبعد أن أنهى فريز خدمته الإلزامية عام 1902، التقى كميل بيسارو Camille Pissarro الذي صار صديقاً له. وقام بجولة استلهام في فرنسا، وكان يصطحب معه براك رفيق درب. ونشط مع هنري ماتيس بين عامي 1905-1910 في ذروة المدرسة الوحشية. وقام برحلات عدة إلى ألمانيا وبلجيكا.
يعدّ أوتون فريز أحد أهم فناني القرن العشرين، بدأ مراحله الأولى انطباعياً، لكنه انفصل منذ مطلع القرن العشرين عن الأشكال الانطباعية وصيغها، وارتبط بالفنان ماتيس، وألّفا معاً طليعة الحركة الوحشية التي ما لبث أن اعتنقها كل من براك ودوران Derain ودوفي وماركه وفان دونغن Van Dongen وفلامينك Vlaminck. إن رفض فريز الفطري التصوير ذي الدرجات اللونية وتفضيله اللون القوي والصافي، جعله أحد الأشخاص الرئيسيين في الحركة الوحشية fauvisme. ولا يمكن التقليل من أهمية هذه المدرسة، إذ كانت بألوانها الجريئة أول حركة ثورية حقيقية في الفن الحديث.
وبحلول عام 1907، كانت شهرة فريز قد تجاوزت فرنسا وبلغت إنكلترا وأمريكا، وفي عام 1910 ظهرت أولى أعماله الغرافية (فن الحفر) graphic art، وكان جلها بالحفر على الخشب (الغائر أو النافر) woodcuts or engraving، ثم انتقل إلى الحفر على الحجر lithograph عام 1920. ونشرت هذه الأعمال، إما مفردة، أو صوراً إيضاحية illustration في سلسلة «كتب الفنان livres d’artiste». واقتصر معظم أعماله في الحفر على الحجر على موضوعين: المناظر الطبيعية، والعاريات.
ومن أكثر أعمال الفنان شهرة، وأندرها لوحة الحفر على الحجر المسماة «لاسولاميت» La Sulamite مع ستة أعمال أخرى، ولم تظهر هذه المجموعة على الملأ بل طبعت في مجموعة واحدة من القياس الصغير مؤلفة من خمس وعشرين نسخة موقعة، وتحمل كل منها خاتم دار النشر في أسفل الهامش.
اكتشف فريز بعد عودته إلى نورماندي Normandie، وبعد أن تخلى عن الرقش العربي (الأرابسك) arabesques الحيوي، وعن ألوان الوحشيين البراقة، أن أهدافه في التصوير موجودة فيما تعلمه في الهافر على يد لولييه؛ فعاد إلى استخدام مجموعة الألوان الرصينة، وإلى إعجابه المبكر بـ بوسان Poussin، وشاردان، وكورو، فصور بطريقة تتفق وأفكار سيزان بالربط بين فن الطليعة avant-garde والفن التقليدي، وأدخل قليلاً من نكهة فن الباروك baroque مما أضفى على لوحاته رونقاً ظهر في المناظر الطبيعية، والطبيعة الصامتة، وتصوير الأشخاص.
عرض فريز فيما بين 1901 و1903 في صالة الفنانين الفرنسيين، وصالة الفنانين المستقلين، وكان يشارك سنوياً بعد عام 1906 في صالة الخريف التي ما لبث أن صار عضواً في مجلس إدارتها، ومن ثم أحد أعضاء لجنة التحكيم فيها. وشارك في معارض دولية في كل من ألمانيا وإنكلترا وبلجيكا وسويسرا والولايات المتحدة الأمريكية. ونال في عام 1925 جائزة كَرنيجي Carnegie في بيتسبرغ التابعة لولاية بنسلفانيا Pennsylvania لتصويره لوحة شخصية لمهندس الديكور بول باكورو Paul Paquereau. واستلم مع ماتيس وسام جوقة الشرف بمرتبة فارس. وفي عام 1933 نال ذات الوسام بمرتبة ضابط، وفي عام 1937 بمرتبة قائد.
درّس في عـام 1913 في الأكاديمية الحديثة، وفي الأكاديمية الاسكندنافية منذ عـام 1929، ومن عـام 1941 حتى وفاته في أكاديمية غراند شوميير Grande-Chaumière.
بطرس خازم
(1879-1949)
ولد أشيل إميل أوتون فريز Achille Emile Othon Friesz في الهافر Le Haver في فرنسا، وتوفي في باريس، وكان سليل أسرة من البحارة فأمضى جلّ أيام يفاعته في بيت أبناء أعمامه في مرسيليا Marseille.
بدأ الرسم بحماسة في الثانية عشرة، وبعد أن أتم مرحلة التعليم الأولى، انتسب إلى مدرسة الفنون الجميلة في الهافر، وكان الأستاذ الرئيس فيها شارل ماري لولييه Charles-Marie Lhullier، واحتفظ فيما بعد بعلاقات حميمة مع دوفي Dufy، وبراك Braque، ومع لولييه طوال حياته المهنية، وكان فريز طالباً شغوفاً بأعمال الفنانين: شاردان Chardin، وكورو Corot، وجيريكو Géricault، وديلاكروا Delacroix. وفي عام 1898 تلقى منحة دراسية من مدرسته ليتم تحصيله الفني في باريس، وكان كل من ماتيس Matisse، ورووه Rouault، وماركِه Marquet، من بين أصدقائه هناك، وكانوا جميعاً تلاميذ غوستاف مورو Gustave Moreau، ثم انتسب إلى مدرسة الفنون الجميلة في باريس، متابعاً دراسته في مرسم ليون بونّا Léon Bonnat، وكان يمضي كثيراً من الوقت في متحف اللوڤر ينسخ لوحات كلويه Clouet، وفيرونيز Véronèse، وروبنز Rubens، وكلود لوران Claude Lorrain، وديلاكروا. وبعد أن أنهى فريز خدمته الإلزامية عام 1902، التقى كميل بيسارو Camille Pissarro الذي صار صديقاً له. وقام بجولة استلهام في فرنسا، وكان يصطحب معه براك رفيق درب. ونشط مع هنري ماتيس بين عامي 1905-1910 في ذروة المدرسة الوحشية. وقام برحلات عدة إلى ألمانيا وبلجيكا.
أوتون فريز: «منظر ريفي» (1914) | |
أوتون فريز: «منظر ميئون» (1925) |
وبحلول عام 1907، كانت شهرة فريز قد تجاوزت فرنسا وبلغت إنكلترا وأمريكا، وفي عام 1910 ظهرت أولى أعماله الغرافية (فن الحفر) graphic art، وكان جلها بالحفر على الخشب (الغائر أو النافر) woodcuts or engraving، ثم انتقل إلى الحفر على الحجر lithograph عام 1920. ونشرت هذه الأعمال، إما مفردة، أو صوراً إيضاحية illustration في سلسلة «كتب الفنان livres d’artiste». واقتصر معظم أعماله في الحفر على الحجر على موضوعين: المناظر الطبيعية، والعاريات.
ومن أكثر أعمال الفنان شهرة، وأندرها لوحة الحفر على الحجر المسماة «لاسولاميت» La Sulamite مع ستة أعمال أخرى، ولم تظهر هذه المجموعة على الملأ بل طبعت في مجموعة واحدة من القياس الصغير مؤلفة من خمس وعشرين نسخة موقعة، وتحمل كل منها خاتم دار النشر في أسفل الهامش.
اكتشف فريز بعد عودته إلى نورماندي Normandie، وبعد أن تخلى عن الرقش العربي (الأرابسك) arabesques الحيوي، وعن ألوان الوحشيين البراقة، أن أهدافه في التصوير موجودة فيما تعلمه في الهافر على يد لولييه؛ فعاد إلى استخدام مجموعة الألوان الرصينة، وإلى إعجابه المبكر بـ بوسان Poussin، وشاردان، وكورو، فصور بطريقة تتفق وأفكار سيزان بالربط بين فن الطليعة avant-garde والفن التقليدي، وأدخل قليلاً من نكهة فن الباروك baroque مما أضفى على لوحاته رونقاً ظهر في المناظر الطبيعية، والطبيعة الصامتة، وتصوير الأشخاص.
عرض فريز فيما بين 1901 و1903 في صالة الفنانين الفرنسيين، وصالة الفنانين المستقلين، وكان يشارك سنوياً بعد عام 1906 في صالة الخريف التي ما لبث أن صار عضواً في مجلس إدارتها، ومن ثم أحد أعضاء لجنة التحكيم فيها. وشارك في معارض دولية في كل من ألمانيا وإنكلترا وبلجيكا وسويسرا والولايات المتحدة الأمريكية. ونال في عام 1925 جائزة كَرنيجي Carnegie في بيتسبرغ التابعة لولاية بنسلفانيا Pennsylvania لتصويره لوحة شخصية لمهندس الديكور بول باكورو Paul Paquereau. واستلم مع ماتيس وسام جوقة الشرف بمرتبة فارس. وفي عام 1933 نال ذات الوسام بمرتبة ضابط، وفي عام 1937 بمرتبة قائد.
درّس في عـام 1913 في الأكاديمية الحديثة، وفي الأكاديمية الاسكندنافية منذ عـام 1929، ومن عـام 1941 حتى وفاته في أكاديمية غراند شوميير Grande-Chaumière.
بطرس خازم