«دار القرآن الصابونية» في دمشق.. معلم حضاري عمره 560 عاماً
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ما يلفت نظر الزائر في الطريق الواصل ما بين باب الجابية وباب مصلى في دمشق، كثرة الجوامع والمدارس الدينية التي يعود تاريخها لمئات السنين.
.
إلا أنه سرعان ما يعتبر أن هذا الأمر يعد طبيعياً إذا علم أن هذا الطريق مكاناً لتجمع القوافل من طشقند والأناضول وبخارى ومناطق أخرى في آسيا، وهم في طريقهم لأداء مناسك الحج في مكة المكرمة.
.
ومن هذه المعالم الأثرية التي تعكس حضارة دمشق القديمة كانت المدرسة الصابونية أو ما تعرف باسم (دار القرآن الصابونية) التي يزيد عمرها على 560 عاماً،
حيث تعتبر هذه المدرسة من أجمل المدارس في العهد المملوكي، والتي تميزت بانتشار أوقافها ما بين سوريا ولبنان.
.
وهي منشأة مملوكية في سوق النحّاتين على الطريق العام الذاهب من باب الجابية إلى حي الميدان التحتاني، قبالة مقبرة الباب الصغير، أنشأها الخواجكي (التاجر الكبير الغني) "شهاب الدين أحمد القضائي المعروف بالصابوني"، سنة (868هــــ / 1463-1464م) وهي تتألف من جامع وسبيل ومدرسة ودار سكنية وتربة تضم قبر المنشئ وأخيه وذريّتهما.
ويذكر انها تقع جنوب باب الجابية وهي خارج سور دمشق القديمة .
.
تم البدء بعمارتها 863 هـ وانتهت 868 هـ في العهد المملوكي، حيث تعتبر من أجمل المدارس في تلك الفترة .
.
وتوزعت أوقاف المدرسة، وفقاً للمصادر التاريخية، بأراضٍ في كل من قرى تراحيم والصويرة والقرعون في البقاع اللبناني، وقرية كحيل في حوران، وقرى في محيط دمشق منها السبينة وجرمانا والوادي التحتاني وعين ترما وسقبا حمورية وبرزة وجوبر والنيرب الفوقاني والمزة كفرسوسة.
.
كما شملت أوقاف المدرسة 10 محال تجارية في دمشق منها موجود في سوق الحميدية وخان الحرمين وغيرها.
.
تتميز المدرسة بواجهتها البديعة ذات الألوان المتناوبة بين الأسود والأبيض والأصفر، والتي تتضمن بوابة مرتفعة مزخرفة ومترفة بالمقرنصات يتخللها باب صغير.
كما يتخلل الواجهة 4 نوافذ ومجموعتين من الحشوات المؤطّرة، كل مجموعة منهما في طرف، وتتألف هذه المجموعة من حشوتين مستديرتين مزررتين بينهما حشوة مربعة سهمية الزخارف.
.
ويصفها طلس في كتاب "ثمار المقاصد في ذكر المساجد" في منتصف القرن 20م فيقول:
"ولها جبهة ضخمة مدهشة من حجارة سود وبيض ورخام
– جددت سنة 1360هــ بعد ان كادت تنقض –
فيها الباب وشباكان يطلان على غرفة الضريح وآخران يطلان على المسجد وفوقهما تقوم المنارة الحجرية المثمنة البديعة الزخارف.
ومن الباب يدخل إلى بهو في يساره القبلية وبها منبر خشبي قديم ولكنه مشوه بالدهان وفيها محراب حجري جميل مشوه بالدهان أيضاً.
أما غرفة الضريح فهي قبة حسنة كتب عليها (أنشأ هذه التربة المباركة في حال حياته العبد الفقير إلى الله تعالى الخواجة شهاب الدين أحمد بن الصابوني غفر الله ولوالديه)
وللدار صحن فيه قوسان جنوبي وغربي آخذان في السقوط ومن تحتهما ايوانان متهدمان وأرض الدار من تراب والبركة معطلة. وأمام باب الدار سبيل للواقف معطل أيضاً كتب عليه (أنشأه الفقير أحمد بن الصابوني في ذي القعدة سنة 867هــــ/1462م)
--------------------------------------
المصدر:
البيان - هيسم جودية
موقع مديرية أوقاف دمشق
=AZUNYq4qzVStNMnpDyB2kQfdV8Te6DkAsNwwkyhPcM9-zw-tkd0PpSzmhI9WyswIchIHPz5zHYNycyuMQIxBMx-Ylf4tG1pmra7VtFKJpJtgFWkEGqQByf3H8xhQJao_Nq7AkBdq6 Y0YJ7vrcOckYLNhSXFTuuiHDqOykBLELKfCL0UgDDGvzRRPdZv 3sYK01V0&__tn__=*bH-R]
=AZUNYq4qzVStNMnpDyB2kQfdV8Te6DkAsNwwkyhPcM9-zw-tkd0PpSzmhI9WyswIchIHPz5zHYNycyuMQIxBMx-Ylf4tG1pmra7VtFKJpJtgFWkEGqQByf3H8xhQJao_Nq7AkBdq6 Y0YJ7vrcOckYLNhSXFTuuiHDqOykBLELKfCL0UgDDGvzRRPdZv 3sYK01V0&__tn__=*bH-R]
=AZUNYq4qzVStNMnpDyB2kQfdV8Te6DkAsNwwkyhPcM9-zw-tkd0PpSzmhI9WyswIchIHPz5zHYNycyuMQIxBMx-Ylf4tG1pmra7VtFKJpJtgFWkEGqQByf3H8xhQJao_Nq7AkBdq6 Y0YJ7vrcOckYLNhSXFTuuiHDqOykBLELKfCL0UgDDGvzRRPdZv 3sYK01V0&__tn__=*bH-R]
=AZUNYq4qzVStNMnpDyB2kQfdV8Te6DkAsNwwkyhPcM9-zw-tkd0PpSzmhI9WyswIchIHPz5zHYNycyuMQIxBMx-Ylf4tG1pmra7VtFKJpJtgFWkEGqQByf3H8xhQJao_Nq7AkBdq6 Y0YJ7vrcOckYLNhSXFTuuiHDqOykBLELKfCL0UgDDGvzRRPdZv 3sYK01V0&__tn__=*bH-R]
=AZUNYq4qzVStNMnpDyB2kQfdV8Te6DkAsNwwkyhPcM9-zw-tkd0PpSzmhI9WyswIchIHPz5zHYNycyuMQIxBMx-Ylf4tG1pmra7VtFKJpJtgFWkEGqQByf3H8xhQJao_Nq7AkBdq6 Y0YJ7vrcOckYLNhSXFTuuiHDqOykBLELKfCL0UgDDGvzRRPdZv 3sYK01V0&__tn__=*bH-R]