البرج الأبيض برج صافيتا...معجزة هندسية تحاكي السماء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البرج الأبيض برج صافيتا...معجزة هندسية تحاكي السماء


    «البرج الأبيض» برج صافيتا...معجزة هندسية تحاكي السماء
    ------------------------------------------------
    في صافيتا اجتمعت إبداعات الخالق فكانت عالما من السحر ولوحة فنية فريدة شكلتها تلال الزيتون والأزهار , وفي وسطها تربع برجها الشاهق بأمان في أعلى قمة فيها على هضبة مستديرة صخرية في الشعاب الجنوبية لجبال البهرة سلسلة الجبال الساحلية اليوم،
    .
    هو المَعلم الرئيس لمدينة صافيتا السورية، يتوسطها ويبرز بشكل واضح في صورها متموضعاً على أعلى نقطة في المدينة، ويتوسط أرواد وحصن سليمان كما يقع في منتصف الطريق بين طرطوس وقلعة الحصن التي تشكل معها نقطة حماية مهمة على شبكة الخط الدفاعي المعروف (قلعة صافيتا والحصن وصلاح الدين ومصياف)، ويعد أكثر نقاط الشبكة استراتيجية لإشرافه على الساحل ومجموعة حصون وقلاع حربية، منها "الحصن" و"يحمور" و"العليقة" و"العريمة" و"صلاح الدين"، إذ كان يستخدم قديماً كنقطة اتصال وإيصال رسائل وإشارات ضوئية نارية ودخانية فيما بينها.
    .
    كان برج صافيتا قديماً عبارة عن قلعة ضخمة تدعى "القلعة البيضاء"، بقي منها اليوم برجها الأثري وأسوار خارجية تتماشى مع الخطوط العامة للمرتفع الصخري المتطاول الذي تتموضع عليه آخذة شكلاً شبه بيضاوي، وقد ظل البرج محافظاً على ملامحه حتى نهاية القرن التاسع عشر، قبل أن تبدأ عمليات بناء المنازل التقليدية حوله وضمن أسواره، بغرض توسيع المدينة، مما أدى إلى تغطية أجزاء كبيرة منه.
    .
    يقع برج صافيتا وسط مدينة صافيتا محتلاً أعلى تلالها والتي تبعد حوالي (28)كم عن مدينة طرطوس.
    يبدو مرئياً في جميع الاتجاهات، ويرتفع عن سطح البحر 419 مترا وهو الوحيد الباقي من آثار قلعة صافيتا ويرتفع نحو 39 مترا ويعد من أهم المعالم الأثرية في المدينة.
    بالإضافة إلى أجزاء من السور وهم أهم معالمها الأثرية والسياحية.
    .
    برج صافيتا أحد الأبراج التي نصبها "الفاتح الإفرنجي" على قمم كبيرة ظناً منه في كبريائه أنها ستضع الأراضي التي احتلها بمأمن من أي مفاجأة، ولكن هذا البرج سقط مرة تحت ضربات "نور الدين الزنكي" أتابك "حلب" ومرة أخرى كانت حاسمة عام 1271 مباشرة قبل أن يحاصر "الظاهر بيبرس" "قلعة الحصن".
    .
    البرج هو حصن دفاعي للفرنجة،حمل اسم "كاستيل بلانك" او "البرج الأبيض" أو "القصر الأبيض" كترجمة حرفية ويرجح سبب التسمية كونه مبني بحجارة كلسيه بيضاء اللون محلية المنشأ.
    .
    إن بناة القلعة الأوائل مجهولون و تاريخ البناء غير واضح المعالم ولكنه وحسب الدراسات يرجح البعض انتمائها إلى العهد الفينيقي ومن المحتمل أنها تعود إلى العهد الروماني والبيزنطي ومن المرجح أن بناءها تم قبل مجئ العرب المسلمين لكن من المؤكد ان الصليبين قد احتلوها عام 1112 م على يد كونت طرابلس . وقد ورد ذكرالبرج لأول مرة عندما قام بغزوه الصليبيون وقاموا بتجديد بنائه.
    .
    و كان البرج تحت سلطة فرسان الهيكل الصليبين حينما حررها الظاهر بيبرس عام 1271م ، و كان في طريقه إلى قلعة الحصن ، رغم أن القلعة كانت تأوي 700 فارسا مع أسلحتهم و عتادهم و مؤنهم و خيولهم .
    .
    يقودنا إلى برج صافيتا طريق مرصوف بالحجارة البازلتية السوداء، وأول ما يتراءى لنا بقايا السور من جهة الشرق، تتقدمه بوابة تعلوها قنطرة، تقود الزوار إلى المدخل الرئيس إليه، ما إن نتجاوزها حتى تطل واجهة البرج الشرقية كاشفة إياه بكامل هيئته، الذي تروي حجارته المرممة حكاية زلازل مدمرة، أدى أحدها إلى انهيار الطابق العلوي، أما مدخل البرج فيقع في الجهة الغربية وينفتح مباشرة على الكنيسة.
    .
    تم تجديد البرج مرتين بعد تعرضه لهزات أرضية عام 1170 و1202 وحافظ على شكله الحالي الذي يعود إلى تلك الحقبة.
    .
    شيدت جدران البرج من قطع حجرية مربعة تظهر فيها آثار الإصلاحات التي جرت بعد الزلزال الأول والثاني الذي انهار خلاله الطابق العلوي وأجزاء من الزاوية اليسارية.
    .
    ضلعه من الخارج 18 م و ارتفاعه 27 م ويتم الدخول إلى البرج من البوابة المطلة على جهة الشرق
    ويتألف من اربعة طبقات:
    ◘ الأساس الفينيقي وهو مغمور تقريباً، ولكن أساسه يظهر من الجهة الشرقية والشمالية.‏‏
    .
    ◘ طابق أرضي تؤسس جدرانه مداميك حجرية مؤلف من عدة أقبية لها سقوف نصف دائرية يتوسطها خزان ماء ولها بوابات تؤدي الى سراديب لم يعرف حتى الآن أين تنتهي وتثار حولها الكثير من الشائعات و القصص
    تشير المصادر إلى "أنه كان يستخدم مخزناً للمؤن ومستودعاً للأسلحة، تؤدي بواباتها إلى سراديب وممرات متشعبة في الأسفل"
    .
    ◘ وطابق أول يحتوي على كنيسة مكرسة للقديس ميخائيل، ولا يخلو من لمسات الإبداع وعظمه البناء.
    .
    ◘ وطابق ثاني يدعى بالقاعة الكبرى وهو عبارة عن صالة مفتوحة تحوي العديد من النوافذ مخصصة لرماة الأسهم كانت تؤمن الدفاع عن البرج وقد تم تصميمه في القرن الثالث عشر للميلاد أطواله (13 ×26 م ) كان مهجعا للجنود . جدرانه أقل سماكة من جدران الكنيسة
    يرجح أن يكون مستودع أسلحة أو قاعة اجتماعات،مستندا على ركائز ثلاث من الأعمدة العملاقة في غاية الجمال، تستند إليها عقود متصالبة، ليعطي التشكيل النهائي صورة سقف مضلع تقطعه أقواس مدببة، أقرب إلى التكوينات الغوطية المنبثقة من العمارة البيزنطية، فجاءت الأقواس على النمط الغوطي مع السقف المقبب والأقبية المقسمة إلى عقود طولية وعرضية مع أضلاع متقاطعة.
    كما تأخذ نوافذ القاعة تكويناً متدرج الحجم يبدأ من الداخل بحجم أكبر، ثم يضيق تدريجياً حتى ينتهي بفتحة طويلة مستطيلة الشكل قليلة العرض، كانت تستخدم لغايات دفاعية. واللافت في هذا التكوين أن الأعمدة لا تستمر في أساساتها إلى الجزء الأسفل، بل يتوقف امتدادها عند أرضية القاعة، وهو أمر حيّر الباحثين، نظراً إلى الحمل الذي يفرضه ثقل الأعمدة على الكنيسة من الأعلى، ودفع البعض إلى اعتبارها أعجوبة هندسية.
    ومن الجدير ذكره والغريب في آن هو أن هذه الأعمدة لا تقابلها أعمدة في الطابق الأول وهي معجزة هندسية بحق تخلت عن كل النظريات العلمية الحديثة في الهندسة.
    تؤدي بدورها إلى السطح الذي يتميز بشرفات مبنية من صخور ضخمة تظهر بعضها بشكل واضح بفتحاتها الدفاعية وترى من السطح بالعين المجردة قلاع طرابلس العريقة.
    .
    تحت هذا البرج توجد مستودعات و سراديب و ممرات متشعبة بين أبنيتها . كما توجد بركة مربعة لتخزين مياه المطر ، ضلعها (6 م ) يهبط إليها درج منحوت في الصخر .
    حالياَََ هي كنيسة لطائفة الروم الأرثوذكس .
    .
    و يوجد درج يقود إلى السطح .او إلى الشرفة التي ما زال قسم منها محتفظاً بفتحاته وهي تطل على الأفق البعيد
    وكان المدافعون عن الموقع يقيمون الاتصالات بوساطة النيران والإشارات مع القلاع المجاورة وقد حافظت هذه القاعة على حالها كما هي دون إضافات أو بناء أو ترميم حتى يومنا هذا.
    .
    إلى جانب البرج يوجد بئر ماء بني بأحجار كلسيه يبلغ عمقه 10 أمتار و يقال بأن هذا البئر يعتبر الخزان الرئيسي للقلعة فهو متصل بآبار فرعية أخرى تتوزع في الأحياء القديمة المجاورة , و تؤكد المعلومات أن هذه الخزانات الفرعية تأتي تغذيتها من بئر البرج الرئيسي فهي متصلة مع بعضها.‏‏
    .
    لقد انتقلت السيطرة على البرج من العرب إلى الصليبيين وبالعكس عدد كبير من المرات وذلك لأهميته الإستراتيجية حتى استقر بيد العرب.
    .
    لموقع البرج حساسية خاصة تميزه عن باقي قلاع الفرنجة كونه يتاخم قلعة مصياف، وقلعة القدموس ,وكان قديما صلة اتصال بين قلعة المرقب على الساحل وقلعة الحصن في الجنوب الغربي حيث كان الصليبيون يخابرون بإشارات الدخان نهارا وبالنار ليلا ,
    .
    • ورد ذكر البرج لأول مرة في المصادر التاريخية عندما احتله الصليبيون وقد قاموا بتجديد بنائه,
    • غير أنَّ نور الدين زنكي احتله و هدم الحصن عام 1167م
    • ولكن سرعان ما انتقل بعد ذلك إلى عهدة فرسان الداوية الذين جددوا بناءه بعد الهزة الأرضية التي حدثت عام 1170 م،
    • وقد تسبب في تخريبه من جديد عام 1171 م هجوم آخر شنه نور الدين الزنكي في محاولة لاسترجاعه.‏‏
    • في عام 1172 م، وفي عهد ريموند الثالث كونت طرابلس هاجم نور الدين هذا البرج وأخذه عنوة.‏‏
    • قام الملك الفرنسي لويس التاسع المعروف أكثر باسم (القديس لويس )بتوسعة البناء.‏‏
    • ولكن البناء الحالي الذي نشاهده اليوم هو من تشييد فرسان الهيكل أو الهيكليين ويعود إلى العام 1180م.‏‏
    • في عام 1188 م تعرض البرج لزلزال ثان ثم خضع لإعادة بنائه من جديد بشكل محصن أكثر مما سبق بسبب حصار السلطان صلاح الدين الأيوبي.‏‏
    • في عام 1202 م، تم تجديد البرج أيضاً بعد هزة أرضية أخرى وعلى الأرجح هو التجديد الأخير في بنائه والمحافظ على شكله الحالي الذي يعود إلى تلك الحقبة الزمنية.‏‏
    • في عام 1218 م، شن الملك الأشرف سلطان حلب هجوماً مضللاً على البرج لإرهاق مؤخرات الجيش الصليبي الخامس الذي كان في تلك اللحظة يحاصر دمياط ,
    .
    ولا يزال قسم من السور الشرقي ببوابته الجميلة قائماً، وقد قامت مديرية الآثار والمتاحف بترميمه عام 1933م .‏‏
    .
    وكان البرج لازال في حالة جيدة حتى نهاية القرن التاسع عشر ومن ثم بدأ سكان المناطق المجاورة ببناء المساكن المحاذية له والقريبة منه وضمن سوره وفوقه بحيث أصبحت تغطي قسماً كبيراً من معالم سور البرج حتى شكلت تلك المنازل بلدة صغيرة يطلق عليها اليوم اسم صافيتا نسبة إلى البرج وأصبح لبرج صافيتا شهرة كبيرة ,
    .
    ومن المؤكد أن المناطق المحيطة به كانت مأهولة منذ فجر التاريخ فقد وجدت لقى فخارية وبرونزية ومدافن في الوادي الشمالي وغيرها من اللقى الأثرية.
    .
    يتم الوصول إلى البرج عن طريق سلوك الطريق العام (طرطوس- صافيتا) ، مفرق البرج موجود في الحارة الغربية (طريق حجري) يؤدي إلى قمة الجبل ثم إلى البرج ,
    أما بالنسبة للقادم من حمص يمكنه الانعطاف عن الطريق العام (حمص- طرطوس) إلى اليمين عند مشاهدة لوحة الدلالة حتى الوصول إلى البرج.‏‏
    .
    لقد أعطي وجود البرج مدينة صافيتا مكانة سياحية تحسد عليها حتى أن اسمه أصبح مرتبط بها حتى إذا ما سألت عنها يقال (صافيتا البرج)
    .
    أصاب البرج عبر السنين الكثير من الغزوات والعديد من الزلازل والتي كانت سبباً بانهيار بعض أجزائه، مما استدعى ترميمه في عدة محطات على مدى تعاقب السنين.
    أما في عصرنا هذا فقد قامت المديرية العامة للآثار والمتاحف بترميم السور، كما قامت مجموعة من هيئات الآثار الدولية وبالتعاون مع مديرية الآثار بترميم البرج الأثري وعلى عدة مراحل.
    =AZVdt8wfugGclMnIUYJho878n0fcbBeRFVnMpwQbPUbdRudSU fUhyFZuLLmvdVizyVPeKWZpvWa57W96kegZ7wM7oEoMIOiKjrv pxMUtfDMCsIty17vFiFOCncJ9O0AJzwcKL-tdXgMa07a66V4hxEeEwIpN_UCrzGTKNibT4Ky3vjO7y4LZ8jSm hsTaynhnHtI&__tn__=*bH-R]
    =AZVdt8wfugGclMnIUYJho878n0fcbBeRFVnMpwQbPUbdRudSU fUhyFZuLLmvdVizyVPeKWZpvWa57W96kegZ7wM7oEoMIOiKjrv pxMUtfDMCsIty17vFiFOCncJ9O0AJzwcKL-tdXgMa07a66V4hxEeEwIpN_UCrzGTKNibT4Ky3vjO7y4LZ8jSm hsTaynhnHtI&__tn__=*bH-R]
    =AZVdt8wfugGclMnIUYJho878n0fcbBeRFVnMpwQbPUbdRudSU fUhyFZuLLmvdVizyVPeKWZpvWa57W96kegZ7wM7oEoMIOiKjrv pxMUtfDMCsIty17vFiFOCncJ9O0AJzwcKL-tdXgMa07a66V4hxEeEwIpN_UCrzGTKNibT4Ky3vjO7y4LZ8jSm hsTaynhnHtI&__tn__=*bH-R]
    =AZVdt8wfugGclMnIUYJho878n0fcbBeRFVnMpwQbPUbdRudSU fUhyFZuLLmvdVizyVPeKWZpvWa57W96kegZ7wM7oEoMIOiKjrv pxMUtfDMCsIty17vFiFOCncJ9O0AJzwcKL-tdXgMa07a66V4hxEeEwIpN_UCrzGTKNibT4Ky3vjO7y4LZ8jSm hsTaynhnHtI&__tn__=*bH-R]
    =AZVdt8wfugGclMnIUYJho878n0fcbBeRFVnMpwQbPUbdRudSU fUhyFZuLLmvdVizyVPeKWZpvWa57W96kegZ7wM7oEoMIOiKjrv pxMUtfDMCsIty17vFiFOCncJ9O0AJzwcKL-tdXgMa07a66V4hxEeEwIpN_UCrzGTKNibT4Ky3vjO7y4LZ8jSm hsTaynhnHtI&__tn__=*bH-R]
يعمل...
X