البحرة الشتوية أو السخانة
----------------------------
يمتاز بيت العظم بوجود منظومة مائية فريدة من نوعها في بيوت دمشق القديمة وهي : البحرة الشتوية أو السخانة في أرض الديار . وهي بمثابة مبادل حراري بين الماء الساخن ، والماء البارد في غرقة الإستقبال ويوجد منها عدد لا بأس به في بيوت دمشق ، و تتموضع عادة إما في أرض الديار الكبيرة و بجانب البحرة الصيفية الكبيرة . أو داخل قاعات الإستقبال الرئيسية بالبيت . بحسب برودة الغرفة ( المربع ـ أو قاعة الإستقبال ) مكان استقبال الضيوف .
.
فكان بعض الضيوف يتحسس من رائحة المنقل و حرق وإنبعاث الدخان من الخشب ( في الشتاء ) ، و لذلك كانوا يستخدمونها بغرفة الضيوف مع معطرات ـ قشر الليمون أو قشر النارنج ) فتعطي رائحة نفاذة طيبة علاوة عن الدفء الطبيعي بدون رائحة الحطب . ويعود وجودها الى رغبة صاحب البيت بذلك .
.
ممكن أيضاً تسميتها بالمبخرة وهي عملياً تقي من الرشح والانفلونزا عندما يكون الجو في داخل الغرف دافئ ونريد الخروج لباحة الدار في الجو البارد فهي تكسر البرودة وتعوض جفاف الجو وتمنع صقيع المزروعات ، و يأني الماء الساخن إلى البحرة الشتوية / السخانة عن طريق أنابيب من الآجر مدفونة تحت البلاط و متصلة مباشرة إما بـ ( الكانونة ) الموجودة بالمطبخ ، أو من موقد الحمام الرئيس في الدور الأرضي .
.
وهذه الكانونة دائمة النار بالمطبخ وتوقد بواسطة الحطب ، مما يجعل الجو بأرض بالبيت دافئ بشكل دائم وكأن هناك برزخ جوي بين طبقات الجو خارج أرض الديار وبين أرض الديار نفسها ،
تشعر بدفء في كافة الغرف بعد فترة من تشغيل الحطب تحت ( الكانونة ) و يتصاعد منها بخار الماء لكسر حدة البرد و الصقيع في مربعانية الشام ( كوانين أشهر الشتاء الشامية ) .
و يخالني تحاور على هذا الفن الفريد عند أهل الشام !! و كيف أنهم أبدعوا بصياغة الحاجة للدفء شتاءاً في أرض الديار و أتقنوه خير إتقان . هنا تكمن عبقرية وفن العمارة الدمشقية
--------------------------------------------------------------------------------------
عماد الارمشي
=AZUnZDktX4tQvOit6MA5By4wNH-Ng4jy6-cyNNQJeh3xV1kLpjrJRopB16ebJpRRsVYiezGiqYhFDZ5dpDOf zN9fhenj405WEC4MFtaay2XuIDhmGvQwrBA_pO0CKw88WMpBP9 UBGJYe5Md--oKCOtJiDM-vXl82Ic3Ssy8ibjjYET9SQNSEirXmvTqQKoB3iQ8&__tn__=EH-R]