التشكيلي نذير اسماعيل.. أعماله شهادته على الزمن الذي عاش فيه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التشكيلي نذير اسماعيل.. أعماله شهادته على الزمن الذي عاش فيه


    تم تسمية المركز التربوي للفنون التشكيلية بالمزة باسم الفنان التشكيلي السوري الراحل "نذير اسماعيل"
    .
    التشكيلي نذير اسماعيل.. أعماله شهادته على الزمن الذي عاش فيه
    -------------------------------------------------------
    يعتبر الفنان التشكيلي الراحل "نذير اسماعيل" المولود في دمشق (17 شباط 1948) أحد رواد الفن التشكيلي السوري ومن أهم التشكيليين العرب الذين اعتمدوا البورتريه كموضوع يقوم عليه مشروع لوحتهم الفنية مقدماً عبر رحلة طويلة مع الوجوه والألوان عدة تجارب في التقنيات والخامات.
    .
    في "الجزماتية" بحي "الميدان" الدمشقي أبصرت عيناه النور، توفي والده وهو في الرابعة من عمره فوضعته أمه بملجأ للأيتام، حيث عاش فيه وتابع دراسته، وكان من الطلاب المتفوقين حتى نهاية الثاني الإعدادي،
    لم يكمل دراسته بسبب سفره إلى "لبنان" سعياً إلى العمل والعيش، وهناك تابع تحصيله العلمي وتخصص بالرسم الهندسي، وعاد إلى بلده في العشرين من عمره ليعمل بإدارة الأشغال العسكرية كرسام هندسي،
    وخلال طفولته كان من المهتمين بمراسلة الصحف العربية والعالمية، منها الألمانية والصينية، التي كانت تزوده بأعدادها تباعاً، إضافة إلى حبه بمراسلة الشخصيات السياسية، كالرئيس "جمال عبد الناصر" الذي أرسل إليه صورته مختومة بتوقيعه الخاص،
    كما كان له نشاطه المتميز بكافة الحفلات التي كانت تقام بملجأ الأيتام، ومنها مشاركته العزف على آلة "الفيولانسيل" الموسيقية".
    .
    في الستينيات وخلال وجوده في "لبنان" ولمدة سبع سنوات أتيح له الإطلاع على النشاط التشكيلي الذي يحبه، حيث بدأت علاقته المبكرة مع اللون الذي صنع سحره في نفسه من خلال مراقبته تحليل اللون، بوضعه خيوط الصوف بكأس الماء وزيارته مشغل خاله لصناعة البسط، كل ذلك كوّن فسحة سحرية لاكتشاف قيمة الخطوط والألوان التي أبدعها بلوحاته الشعبية،
    .
    لم يلتحق بأي مدرسة أكاديمية لتعلم الفنّ، بل اكتفى بالمرور بمركز الفنون التطبيقية ليدرس الطباعة على القماش، وكان للقائه بالتشكيلي الراحل "فاتح المدرس" دور بدفعه باتجاه احتراف الرسم من خلال ملاحظاته وتوجيهاته وخطط عمله ومتابعة دروس الرسم، ثم التحاقه بمعهد "أدهم إسماعيل"، وتردده إلى جمعية "أصدقاء الفن" التي أقام فيها أول معرض له وهو في الخامسة والعشرين من عمره، وفيها تعرف إلى مجموعة من الفنانين السوريين،
    .
    لم يتأثر بمدرسة فنية، وإنما كان له عمله الخاص، صنع ريشته وألوانه بنفسه، وكان له في المركز البصري للفنون التطبيقية محاولة لتدريس فكره الفني ونقله للطلاب، وكانت هذه تجربته الوحيدة في مجال التعليم.
    .
    اسماعيل الذي اختارته وزارة الثقافة كأحد الفنانين الستة المكرمين في النسخة الأولى من احتفالية أيام الفن التشكيلي السوري تضمنت مسيرته 62 معرضاً شخصياً في كل من : دمشق – حلب – اللاذقية – درعا – دير الزور – بيروت – عمّان – دبي – باريس - فاميك – جينيف الا انه ظل يعتبر نفسه دائماً في طور التجريب فكانت أعماله تمثل حافزاً لعمل شيء مختلف في كل يوم أما الفنان برأيه فهو شاهد على الزمن الذي عاش فيه.
    .
    كما أقيم عرض استعادي لأعماله من 1969 – 1996 في معهد غوته في دمشق.
    إضافة إلى مشاركته بمئات المعارض الجماعية حول العالم،
    .
    نال العديد من التقديرات منها:
    • الجائزة الثالثة بمعرض الشباب دمشق 1971،
    • جائزة انتراغرافيك برلين 1980،
    • والحائزة الثالثة ببينالي الشارقة 1996،
    .
    ويرسم التشكيلي اسماعيل الحائز العديد من الجوائز العربية والعالمية الناس الذين يشبهونه وعبر لوحاته ينقل أحلامهم وآلامهم ويصور حياتهم التي هي حياته أيضا حيث كان يقول: “الفنان الجدي الذي يقدم فناً حقيقياً لا ينساق في عمله مع السوق فهو إما أن يكون فناناً أولاً وأخيراً أو يكون شخصاً جاهزاً ليبيع نفسه وفنه كما تشاء السوق بعيداً عن قناعاته”.
    .
    ورغم تركيز ابن مدينة دمشق على البورتريه إلا أن تجربته غنية جداً بقيم فنية متنوعة وأحاسيس إنسانية مختلفة ومتناقضة ما أعطاه تميزه وحضوره المختلف وكان متفائلاً بمستقبل الفن التشكيلي السوري وسورية عموماً إيماناً منه بالإنسان السوري وقدرته على مواجهة الصعاب والإبداع في أسوأ الظروف.
    .
    والفنان الذي عرض له عمل في مزاد كريستي للفن عام 2009 كان فناناً مجداً وخلاقاً في العمل وباحثاً دائماً في التقنية مستخدماً طرقاً غير تقليدية في التلوين بعد أن أوجد بدائل من خلال تصنيع المواد والأدوات اللازمة لإنجاز اللوحة ما جعل إضافاته التقنية تدخل في عملية الابداع لديه.
    .
    كان يحب الصحف أو أي شيء ورقي؛ فالورقة شيء مقدس عنده، ولرسوماته أدوات خاصة؛ فهو يستعمل "السكر، والكلور، والشامبو"، كلها قدمت خصوصية لعمله الذي لا يستطيع أحد غيره إنجازه بالدقة التي كان يعمل بها؛ فاللوحة بالنسبة له هي حياته، كان إنساناً متصالحاً مع ذاته، متوافقاً مع لوحته من ناحية البساطة والعفوية والاختزال، يرسم ليرضي روحه معبراً عن الأشخاص الذين ينتمي إليهم في ألمهم وأملهم وحلمهم.
    .
    وللراحل إسهام خاص في صناعة الفكرة البصرية باللوحة وكان يعمل على تجميع الأفكار ويؤكد على بعض الخطوط ففي أعماله الكثير من الغرافيك إضافة إلى الملونات والأحبار التي يقوم بصناعتها حيث يخزن كثيراً من العناصر أو الملامح الموجودة في الحياة ويجيد وضعها في العمل لذلك نرى في اللوحة الواحدة أكثر من عشرة أشخاص لكن كل شخص له حالة تعبير أو استقراء لما يراه.
    .
    كان من المشجعين للشباب وفنهم من خلال إقامة جائزة "نذير إسماعيل" للشباب السنوية،
    .
    اسماعيل الذي رحل في الـ 12 من تشرين الأول عام 2016 عن عمر ناهز الثامنة والستين ترك لنا أعمالاً ستبقى راسخة في ذاكرة الأجيال لكونه يمتلك كما هائلاً من اللوحات التي أغنى بها الحركة التشكيلية السورية والعربية ببصمته الخاصة.
    =AZVP5YyTHQhRxKkKCNiWhfpfVmzqgEK9ouDFL73hHQJCVXnNz q97gBzL8s7ht87rFutsvR4fzVtNOAV_65v9oB8KQvwTz5b3Fcy 30npEWrNE_Hd0u-HKumlurjvh0IvTH8Pz9qezXb0vmN1cJs-s1wDO&__tn__=*bH-R]
    =AZVP5YyTHQhRxKkKCNiWhfpfVmzqgEK9ouDFL73hHQJCVXnNz q97gBzL8s7ht87rFutsvR4fzVtNOAV_65v9oB8KQvwTz5b3Fcy 30npEWrNE_Hd0u-HKumlurjvh0IvTH8Pz9qezXb0vmN1cJs-s1wDO&__tn__=*bH-R]
    =AZVP5YyTHQhRxKkKCNiWhfpfVmzqgEK9ouDFL73hHQJCVXnNz q97gBzL8s7ht87rFutsvR4fzVtNOAV_65v9oB8KQvwTz5b3Fcy 30npEWrNE_Hd0u-HKumlurjvh0IvTH8Pz9qezXb0vmN1cJs-s1wDO&__tn__=*bH-R]
    =AZVP5YyTHQhRxKkKCNiWhfpfVmzqgEK9ouDFL73hHQJCVXnNz q97gBzL8s7ht87rFutsvR4fzVtNOAV_65v9oB8KQvwTz5b3Fcy 30npEWrNE_Hd0u-HKumlurjvh0IvTH8Pz9qezXb0vmN1cJs-s1wDO&__tn__=*bH-R]
    =AZVP5YyTHQhRxKkKCNiWhfpfVmzqgEK9ouDFL73hHQJCVXnNz q97gBzL8s7ht87rFutsvR4fzVtNOAV_65v9oB8KQvwTz5b3Fcy 30npEWrNE_Hd0u-HKumlurjvh0IvTH8Pz9qezXb0vmN1cJs-s1wDO&__tn__=*bH-R]
يعمل...
X