مملكة آبيلا في سوق وادي بردى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مملكة آبيلا في سوق وادي بردى


    مملكة آبيلا في سوق وادي بردى
    --------------------------------------
    تقع آبيلا Abila إلى الغرب من مدينة دمشق بنحو ثلاثين كيلو متراً في بداية سوق وادي بردى (أي أبانة القديمة) بعد قرية التكية،
    .
    وقد كانت المنطقة المحيطة بها تسمّى في الفترة الرّومانيّة (آبيلين) حيث كانت جزءاً من أملاك "الإيتوريين" Ituraeans،
    وقد أشار إليها "استرابون" وذكر أميرها "بطلميوس" ووصفه بأنّه زعيم القبائل الإيتورية التي سكنتْ سهل البقاع في لبنان ضمن المنطقة الممتدة من الحدود الغربيّة من دمشق حول الحوض الأعلى لنهر الأردن ومناطق الجليل في شمالي فلسطين.
    .
    كما ارتبط اسم آبيلا باسم جبل النبي هابيل، ومن المؤكد أن هذا الاسم الأخير تحريف لاسم آبيلا.
    .
    ورد في دائرة معارف "لاروس Larousse" الفرنسيّة:
    "إنّ آبيلا أو آبل هي مدينةٌ قديمة في سورية المجوّفة Koile-Syria كائنة غربي دمشق في أسفل جبل سنّير، وهي اليوم قرية تُدعى سوق وادي بردى،
    وقد كانت هذه المدينة قاعدة مملكةٍ يرأسها "ليسانياس"، ودعا الرّومان هذه المملكة "آبيلينية" Abilene،
    .
    وفي فلسطين آبيلينية أخرى تُدعى اليوم آبل وفيها قبر هابيل بن آدم، كما في الأردن أيضاً آبيلا تعرف باسم (سلوقية آبيلا المقدّسة) من الفترة السلوقيّة CELΛEKEΩN ABILΛHNΩN IEPLΛC،
    كما يُسمّيها الإفرنج بالمملكة الرُّباعيّة نظراً لمعرفة أربعة حكّامٍ حكموا فيها هم: ("ميناوس - معن" و"بطلميوس" و"ليسانياس" و"زينودورس" ) ومنه سمّيتْ بالعربيّة آبيلينية بالفرنسية (آبل دو ليسانياس Abile de Lysanias".
    .
    زار آبيلا العديد من الرحالة وباحثي الكتابات والآثار في القرنين: الثامن عشر والتاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وكتبوا وصفاً كاملاً لها منهم:
    بوكوك R. Pococke وموترد R. Mouterde. ولويس جالابير Jalabert ورينيه دوسو R. Dussaud،
    كذلك تحدّثوا عن:
    • كتابات إغريقية نُقشتْ بمناسبة شقِّ طريق،
    • وبقايا معبد وثني قديم مكرّس لإله الزمن حُوّل في القرن الرّابع الميلادي إلى كنيسة بيزنطية باسم القديسة هيلانة،
    • ومدرّجات محفورة في الصخر في بعضها كتابات يونانية متأخِّرة.
    .
    في سنة 1737م وجد الرّحالة الإنكليزي الشهير "بوكوك" لوحةً بين البقايا الأثرية الآبيلينية في حائط معبد صغير كتب عليها ما يُبيِّن وجود مقاطعة كان مؤسسها يسمّى "ليسانياس" رئيس الربع Tetrarch في الآبيلينية.
    .
    ولم يقف الأمر على باحثي الغرب ورحالته، فقد درس المطران "يوسف الدّبس" آبيلا وتناول في كتابه المعنون "تاريخ سورية" حكّامها الإيتوريين.
    وقد تأكّد لدى المؤرّخين أنّ موقع الآبيلينية هو سوق وادي بردى الآن، التي تقع في سفح جبل لبنان الشرقي من جهة الشّرق، وممّا حقّق ذلك العثور على نصوص يونانية وُجدت في هذا المكان ومنها نصّان نُقشا على جانبي الطريق المفتوحة هناك، إلا أنّ قراءة هذّين النصّين احتوتْ على أخطاء ممّا حدا مجدّداً على إعادة قراءتهما من قبل مختصّين صححوا ما ورد بها من خطأ.
    .
    من خلال المصادر الأدبية القديمة وما تمّ جمعه من نتائج الأعمال الأثريّة والمسوحات التي تمّتْ في المنطقة تبيّن احتواء الموقع على البقايا الأثريّة التالية:
    ◘ جزء من الطريق المحفورة في الصخر بطول مئة وستين متراً، وعرض خمسة أمتار، وارتفاع عشرة أمتار، يعود إلى العام مئة وأربعة وستين ميلادية، يحتوي في جدرانه نصوصاً يونانية متشابهة المعنى،
    •كبيرة من تسعة أسطر، وترجمته هي:
    "شُقّتْ الطريق بأموال آبيلا في عهد الحاكم الرّوماني لولاية سورية يوليوس فيروس الذي يكنّ الولاء للامبراطور القيصر ماركوس أوريليوس أنطونينوس أغسطس (160-179م)، والامبراطور القيصر لوسيوس أوريليوس فيروس أغسطس وهو زوج لوسيلا ابنة ماركوس أوريلوس وقائد الجيش في ولاية سورية"،
    .
    • وصغيرة ذات سبعة أسطر تبيّن أسماء من شارك في شقِّ الطّريق،
    و ترجمته هي:
    "نفّذتْ بإشراف الضابط في الفرقة السادسة عشرة ماركوس فولوسيوس ماكسيموس من أجل سلامة الامبراطور أغسطس أنطونينوس وعظمته".
    .
    ◘ نصٌّ نُقش قرب سوق وادي بردى ورد فيه: "نمفايوس معتق التترارخس ليسانياس من أجل خلاص الأوغسطيين" أي الامبرطور تيبريوس Tiberius ووالدته ليفية.
    .
    ◘ قناة مياه منحوتة بالصخر في السفوح الجبليّة المطلة على الوادي ويلاحظ جز واضح منها في قرية (بسيمة).
    .
    ◘ مدافن محفورة في السفح الجبلي حيث كانت منطقة السفح الجبلي هي المقبرة الرئيسية للبلدة، إذ تحتوي على مدافن حفرتْ في الصخر على شكل فردي وثنائي، وبعضها جماعي حفر على شكل نواويس تضمّ عدّة قبور، وما يميّز المدافن أنّها مزوّدة بكتابات تشير إلى أسما المتوفّين وأعمارهم، في حين نُقشتْ شواهد وكتابات وكوى فيها تماثيل على مداخل المدافن الأخرى، إضافةً إلى مدافن سوق وادي بردى من الفترتين الرّومانية والبيزنطيّة.
    .
    ◘ من أهم المعالم الغائبة عن الموقع كلياً معبد "قمة النبي هابيل" الذي اندثرت معالمه في نهايات القرن التاسع عشر والذي ذكره بورتر H.Porter عام 1870 في كتابه "خمس سنوات في سورية" حيث يقع على قمّة جبل النبي هابيل، وهو منحوت بالصخر ومكرس لعبادة إله الزمن كرونوس Kronos، ويحتوي على قبر ربّما للملك ليسانياس.
    مشيراً إلى أن المعبد لم يبق من أجزائه إلا القليل، وأنه يقع إلى الجنوب من المدفن الإسلامي، وأن اتجاهه من الغرب إلى الشرق، وأنه رأى بقايا الأعمدة المتدحرجة إلى أسفل الوادي.
    وأضاف: "خصّص المعبد للإله كرونوس إله الزمن عند الإغريق، وذكر فيه الإلهان زيوس Zeus الإغريقي وآبيس Apis المصري، وبذلك تكون آبيلا إلى جانب قرية برهليا - التي عثر فيها على عدّة مذابح تذكر الإله آبيس - هما المنطقتين الوحيدتين ضمن سوق وادي بردى وفي سورية التي عبد فيها الإله المصري آبيس".
    .
    إن عدم وجود معطيات أثرية كافية عن السكن في هذا المكان سوى ما تناولته كتب الرحّالة والمؤرخين من وصف إلى جانب الكتابات الإغريقية من الفترة الرّومانيّة وبعض المدرّجات والمدافن وبقايا المعبد يقلّل من أهمّية آبيلا من كونها مدينة،
    وما يدعم ذلك الاعتقاد هو انعدام السكن بالقرب من الموقع الذي بني في الأصل على قمّة جبل
    .
    فلهذا يميل بعض الباحثين إلى تسميّة المكان بالسوق تيمناً بالتسميّة التي أطلقها العرب الفاتحون عام 31هـ/ 634م (آبل السوق)،
    .
    ◘ ما يلفت النظر ندرة الآثار المسيحية في المنطقة، إذ لا توجد نصوص تعود للفترة البيزنطية، ولا بقايا أخرى باستثناء نص واحد على حجر وجد في أحد البيوت التي تعود إلى القرن التاسع عشر نقل إلى قنصلية فرنسا في "دمشق" ترجمته إلى العربية:
    "بلطت الكنيسة عندما كان جان هو المطران في شهر ديزيوس عام خمسمئة وثلاث وستون ميلادية"،
    كما ذكر بعض الرحالة معبد "جبل هابيل" على أنه موقع الدير، وبعضهم أطلق على المعبد اسم كنيسة ما يشير إلى فكرة تحويل المعبد في العصر البيزنطي إلى كنيسة ودير خاصة أن السطح المنبسط لجبل "هابيل" الواقع إلى جنوب غرب موقع المقام والمعبد يسمى "ضهر الدير".
    .
    إن الانتقال الطبيعي التدريجي من العصر الروماني إلى العصر البيزنطي، يعني استخدام نفس الأبنية، وكتابة نصوص جديدة وغيره مما نراه في كثير من بلدات الريف كما في مدافن "معلولا" من العصر الروماني التي تحولت إلى مدافن ومعاصر في العصر البيزنطي واستمرت فيها الكتابات، وكذلك معابد "الشيروبيم" و"مار توما" في "صيدنايا"، وفي "يبرود" التي تحولت إلى كنائس وأديرة تم الحفاظ عليها.
    .
    أما في العهد الإسلامي فقد فتحها العرب عام 634 ميلادية حين انعقاد السوق السنوي لذلك أطلقوا عليها "آبل السوق"، لكن أهميتها السياسية قلت بسبب الاستقرار الذي شهدته المنطقة آنذاك، ولعدم وقوعها في منطقة إستراتيجية حسب موازين القوى
    .
    وتحولتالمنطقة لمصيف من مصايف "دمشق" يتغنى بها الشعراء،
    • فذكرها "أحمد بن منير الطرابلسي" المتوفى عام /1154/ ميلادية فقال:
    "فالماطـرون فـداريا فجـارتها.. فآبل فمغــاني ديــر قانون...
    تلك المنازل لا وادي الأراك ولا.. رمل المصلى ولا أثلاث يبرين"
    .
    • وذكرها "ابن عنين الدمشقي" في القرن الثاني عشر الميلادي أيضاً:
    "فســقى الله بين آبل والمـرج.. ثقالاً من الغوادي السواري".
    .
    رغم وجود الكثير من المعالم الأثرية وأقنية المياه والكتابات وبقايا المعابد والأدراج والمدافن الرومانية، إلا أن وجود دليل على نمو حضارة سكانية في هذه المنطقة غير موجود
    وما تشير إليه مساحة الموقع الأثري لا تتناسب مع المصادر والمراجع التي ذكرتها، ونستشف من ذلك أنها كانت المركز الرئيسي التجاري لوادي "بردى" خلال العهد الروماني وتبعت لها مواقع سكانية متعددة.
    .
    ويعتقد البعض أن "آبيلا" هي المكان الذي دُفن فيه "هابيل" عندما قتله أخوه "قابيل" رغم عدم وجود أية مصادر تشير إلى ذلك سوى القرب في التسمية وإشارة بعض الرحالة إليه منذ القرن الثامن عشر الميلادي، وقد أصبح مزاراً هاماً يضم قبراً طوله ستة أمتار وقبتين صغيرتين وغرفاً للخدمات ومحلات تجارية.
    علماً أنّ ما أجرته دائرة آثار ريف دمشق من مسح أثري لمنطقة سوق وادي بردى والمناطق المجاورة لها تُظهر أنّ المنطقتين اللتين كانتا عامرتين بالسكان والمعابد في الفترة الرّومانية هما برهليا وكفر العواميد، في حين - بحسب اعتقادهم - لمْ تكن آبيلا سوى سوق اقتصادية لتلاقي الفعاليّات التجارية ربّما أثنا الاحتفال بأعياد الإله أو في مواسم مؤقتة من العام.
    -----------------------------------------------------------------------
    الموسوعة العربية - ومصادر اخرى
    =AZXcc2fajlyGGspP9nM3gkPwGTBLb95BsIMZhZrzTlPulVfZK oUqToFlfFAJvIUjCYUKbdBR6PkhPz2KW4t6LJSAKebIRmeiI6x 5D8sTYkHQEeSVPBAoNiQmspgocI33RE7cjng907EFOzytGQIgP qtabhQ75gOqZv-O8EduXwPlGpqU_Pq9t98R4ZHl0hHQkZw&__tn__=*bH-R]
    =AZXcc2fajlyGGspP9nM3gkPwGTBLb95BsIMZhZrzTlPulVfZK oUqToFlfFAJvIUjCYUKbdBR6PkhPz2KW4t6LJSAKebIRmeiI6x 5D8sTYkHQEeSVPBAoNiQmspgocI33RE7cjng907EFOzytGQIgP qtabhQ75gOqZv-O8EduXwPlGpqU_Pq9t98R4ZHl0hHQkZw&__tn__=*bH-R]
    =AZXcc2fajlyGGspP9nM3gkPwGTBLb95BsIMZhZrzTlPulVfZK oUqToFlfFAJvIUjCYUKbdBR6PkhPz2KW4t6LJSAKebIRmeiI6x 5D8sTYkHQEeSVPBAoNiQmspgocI33RE7cjng907EFOzytGQIgP qtabhQ75gOqZv-O8EduXwPlGpqU_Pq9t98R4ZHl0hHQkZw&__tn__=*bH-R]
    =AZXcc2fajlyGGspP9nM3gkPwGTBLb95BsIMZhZrzTlPulVfZK oUqToFlfFAJvIUjCYUKbdBR6PkhPz2KW4t6LJSAKebIRmeiI6x 5D8sTYkHQEeSVPBAoNiQmspgocI33RE7cjng907EFOzytGQIgP qtabhQ75gOqZv-O8EduXwPlGpqU_Pq9t98R4ZHl0hHQkZw&__tn__=*bH-R]
    =AZXcc2fajlyGGspP9nM3gkPwGTBLb95BsIMZhZrzTlPulVfZK oUqToFlfFAJvIUjCYUKbdBR6PkhPz2KW4t6LJSAKebIRmeiI6x 5D8sTYkHQEeSVPBAoNiQmspgocI33RE7cjng907EFOzytGQIgP qtabhQ75gOqZv-O8EduXwPlGpqU_Pq9t98R4ZHl0hHQkZw&__tn__=*bH-R]
يعمل...
X