"المدافن التدمرية".. بيوتٌ للفن والأساطير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "المدافن التدمرية".. بيوتٌ للفن والأساطير


    "المدافن التدمرية".. بيوتٌ للفن والأساطير
    --------------------------------------------------------
    "نافذة للتهوية والإنارة وبئر ماء للسقاية والتطهير خلال طقوس الدفن والزيارة وباب منحوت بفن عجيب»، هذه هي أبرز معالم المدافن التدمرية بحسب ما جاءت في كتاب "تدمر" للباحثين الأثريين "عدنان البني" و"خالد الأسعد".
    .
    المدافن التي أطلق عليها التدمريون القدامى اسم "بيت الراحة"، أو "بيت الأبدية". حيث كان لكل أسرة تدمرية مدفنها الخاص المزدان بالزخارف المنقوشة على الحجر والرسومات على الشواهد.
    .
    يتقدم المدفن مدخل جميل وباب من الحجر المنحوت وفي داخله باحة مكشوفة وتحيط به أروقة ذات أعمدة وحولها من الداخل مصاطب بنيت فيها القبور وأمامه كانت توضع الأسرّة الجنائزية للعائلة مالكة المدفن.
    .
    يوجد في "تدمر" ثلاثة أنواع من المدافن
    ◘ "المدافن البرجية" أقدم أنواع هذه المدافن وتعود للقرون الأولى قبل الميلاد وهي مربعة الشكل تفتح إلى الخارج، يتألف كل مدفن من عدة طوابق يصل بينها درج حجري.
    .
    والمدفن البرجي لا وجود لمثله في مدن الشرق القديم فهو تصميم تدمري يلائم (حسب علمنا) طبيعة المدينة ومناخها وذوق مهندسيها مثال عليها مدفن أسرة "إيلابل" أو المسمى (جمبليك) الذي بني عام/103/م والذي يتألف من أربعة طوابق ويوجد فيه بقايا لتماثيل أعضاء الأسرة التي يعود لها وهي أسرة "وهب اللات بن معني" ويوجد فيه قبو ذو مدخل مستقل انهارت أقسام منه أثناء الحرب العالمية الثانية وتمت إعادة ترميمه عام/1949/. كما قامت دائرة آثار "تدمر" خلال أعوام/1973-1976/ بترميم الأسقف الثلاثة والدرج في المدفن».
    ◘ أما النوع الثاني فهو "المدافن الأرضية" التي انتشرت في القرن الثاني للميلاد ومنها ما يعود للقرن الأول منها مدفن مبني باللبن يوجد بالقرب من ساحة "بعل شمين" واكتشف من هذا النموذج الأرضي أكثر من /50/ مدفنا في" تدمر"
    وهي عبارة عن جناح رئيسي وأجنحة فرعية نفذت أعمال الجص فيها بالألوان الطبيعية وفيها مشاهد من الحياة والأساطير وصور الموتى والزخارف الهندسية والنباتية بالإضافة للكتابات، ومنها مدفن "بورفا وبولحا" المؤسس عام /128/م. وهو مدفن غني بمنحوتاته وزخارفه الحجرية النادرة ويعد مدفن الإخوان الثلاثة (مالئ، سعدي، نعماي) المؤسس عام/160/م من أجمل أنواع المدافن الأرضية لما فيه من منحوتات وزخارف وصور جدارية ملونة وتقاليد فنية شرقية».
    .
    ◘ وتأتي "المدافن البيتية" كنوع ثالث يعود للقرون الأولى أيضا ويتألف الواحد منها من طابق واحد
    وفي شرح الأستاذ "خالد الأسعد" في كتابه "تدمر" عن هذه المدافن يقول: «يتقدم المدفن مدخل جميل وباب من الحجر المنحوت وفي داخله باحة مكشوفة وتحيط به أروقة ذات أعمدة وحولها من الداخل مصاطب بنيت فيها القبور وأمامه كانت توضع الأسرّة الجنائزية للعائلة مالكة المدفن. توجد في "تدمر" عدة مدافن بيتية مكتشفة ومنها مدفن "عليمي بن وزبيدا" وكذلك المدفن المعروف باسم "القصر الأبيض" ويقع غربي معبد "إيلابل"».
    .
    ◘ كما يوجد في "تدمر" مدافن تسمى "مدافن تدمر" وهي عبارة عن قبر وحيد يُكسى من الداخل بألواح حجرية منحوتة وقد يوضع المتوفى في تابوت من الخشب داخل القبر الترابي.
    .
    وقد عثر عام/2001/ على قبر فردي وحيد بالقرب من مدفن "بورفا وبولحا" عُثر بداخله على بقايا جثة رجل موضوعة في تابوت خشبي متآكل بشدة
    وبعد الدراسات التي أجريت على البقايا العضوية للجثة والتابوت الخشبي تبين أن الجثة تعود للقرن الرابع قبل الميلاد (الفترة الهيلنستية) ما يعني أن هذا القبر يعتبر من أقدم المدافن الموجودة في "تدمر" التي مازلت تختزن الكثير من السحر.
    .
    ومن مثالها مدفن يرحاي بن بربكي التدمري ومدفن الأخوان الثلاثة الذي يتميز بالصور الجدارية الملونة التي تملأ جدرانه.
    .
    •أما مدفن يرحاي فيعود إلى 108م، وتم نقله من وادي القبور في تدمر إلى المتحف الوطني في دمشق، ويعد من أبرز الآثار التدمرية فيه وأكبرها.
    .
    للمدفن واجهة مؤلفة من محرابين، تحتهما لوحتان تمثلان مائدة موتى، وإلى اليمين إيوان مسقوف ينتهي بمصطبة الأسرة الجنائزية.
    .
    وتمثل المنحوتات التي تظهر في المدفن أسرة يرحاي التاجر التدمري الثري، و أفراد الأسرة الذين تجاوزوا الثلاثين من أعمارهم، من الأحياء والمتوفين.
    .
    • كما يعد مدفن الأخوان الثلاثة (مالئ، سعدي، نعماي) المؤسس عام/160/م من أجمل أنواع المدافن الأرضية لما فيه من منحوتات وزخارف وصور جدارية ملونة وتقاليد فنية شرقية
    .
    بطريقة أخرى يعبّر التدمريون عن إيمانهم بالحياة بعد الموت، وهي “الشعر”، حيث كانت النسوة إذا ما مات أحد التدمريين، يجتمعن حول أرملته الحزينة، ويلقين المرثيات، وكان مما يقلنه، “حُطّي مداسو تحت راسو، بلكي توالي الليل بوقْعِدْ”.
    وتعني هذه التوصية الندبية أن يوضع حذاء المتوفى تحت رأسه، حيث ظن التدمريون أن الميت يمكن أن يستيقظ وحرصوا حتى على ألا يمشي حافيا في قبره.
    ---------------------------------------------------------
    - المراجع:
    *-كتاب "تدمر"- قسم المدافن- للمؤلفين الدكتور "عدنان البني" (المدير السابق للتنقيب والدراسات الأثرية)، والأستاذ "خالد الأسعد" مدير آثار ومتاحف "تدمر" السابق.
    ---------------------------------------------------------
    مدونة وطن - همام كدر
    =AZUHzUSemUwXj8qhjAg2T3kowOtWg9Ci-vVjUyaMan4aE68CFw9dGi7lj1jQ7Bfpd2gKOYgCBfVB6ItIchd qQnTqU9he_botFu9fuP6ObscjPya6c7kokRlJRFrZhyCQyFE-hljm7PVx2a27N34coAiQgzb7V31krspO3uHIXW9Kjqu7UxReN3 4PjgImvkc0ytU&__tn__=*bH-R]
    =AZUHzUSemUwXj8qhjAg2T3kowOtWg9Ci-vVjUyaMan4aE68CFw9dGi7lj1jQ7Bfpd2gKOYgCBfVB6ItIchd qQnTqU9he_botFu9fuP6ObscjPya6c7kokRlJRFrZhyCQyFE-hljm7PVx2a27N34coAiQgzb7V31krspO3uHIXW9Kjqu7UxReN3 4PjgImvkc0ytU&__tn__=*bH-R]
    =AZUHzUSemUwXj8qhjAg2T3kowOtWg9Ci-vVjUyaMan4aE68CFw9dGi7lj1jQ7Bfpd2gKOYgCBfVB6ItIchd qQnTqU9he_botFu9fuP6ObscjPya6c7kokRlJRFrZhyCQyFE-hljm7PVx2a27N34coAiQgzb7V31krspO3uHIXW9Kjqu7UxReN3 4PjgImvkc0ytU&__tn__=*bH-R]
    =AZUHzUSemUwXj8qhjAg2T3kowOtWg9Ci-vVjUyaMan4aE68CFw9dGi7lj1jQ7Bfpd2gKOYgCBfVB6ItIchd qQnTqU9he_botFu9fuP6ObscjPya6c7kokRlJRFrZhyCQyFE-hljm7PVx2a27N34coAiQgzb7V31krspO3uHIXW9Kjqu7UxReN3 4PjgImvkc0ytU&__tn__=*bH-R]
    =AZUHzUSemUwXj8qhjAg2T3kowOtWg9Ci-vVjUyaMan4aE68CFw9dGi7lj1jQ7Bfpd2gKOYgCBfVB6ItIchd qQnTqU9he_botFu9fuP6ObscjPya6c7kokRlJRFrZhyCQyFE-hljm7PVx2a27N34coAiQgzb7V31krspO3uHIXW9Kjqu7UxReN3 4PjgImvkc0ytU&__tn__=*bH-R]
يعمل...
X